العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«العواصف الترابية».. وتأثيراتها على استقرار منطقة الشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬عالم‭ ‬تتفاقم‭ ‬فيه‭ ‬الآثار‭ ‬المناخية‭ ‬السلبية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‮»‬،‭ ‬و«انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‮»‬؛‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬ريبيكا‭ ‬كيرنز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العواصف‭ ‬الترابية‮»‬،‭ ‬أصبحت‭ ‬أيضًا‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية،‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وما‭ ‬وراءها‮»‬‭. ‬وبسبب‭ ‬موجات‭ ‬الرياح‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬جزيئات‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬الغبار،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالمناطق‭ ‬القاحلة‭ ‬والجافة‭ ‬مثل‭ ‬الصحاري؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التصحر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العواصف‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬‮«‬زاد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬جراء‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬‮«‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتدهور‭ ‬الأراضي،‭ ‬والجفاف‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تعد‭ ‬عناصر‭ ‬‮«‬المناخ‭ ‬الجاف‮»‬،‭ ‬و«درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬الظروف‭ ‬المواتية‭ ‬لتطور‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬والرملية‭ ‬المدمرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬‮«‬السماء‭ ‬البرتقالية‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬سمة‭ ‬مناخية‭ ‬طبيعية‭ ‬للمنطقة»؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬حميد‭ ‬بوران‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬ولفرهامبتون‮»‬،‭ ‬و«كريس‭ ‬آيليت‮»‬،‭ ‬و«جلادا‭ ‬لان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬شدة‭ ‬وتواتر‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬‮«‬لفتت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬الديناميات‭ ‬البيئية‭ ‬الإقليمية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تُزيد‭ ‬المخاطر‭ ‬القصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والترابية‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬تأثيراتها‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وعلى‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المخاوف‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالآثار‭ ‬الصحية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لأنماط‭ ‬الطقس‭ ‬المتغيرة،‭ ‬وتفاقم‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنية‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬فقدان‭ ‬ركائز‭ ‬سبل‭ ‬العيش،‭ ‬وجعل‭ ‬الأرض‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬جراء‭ ‬تلك‭ ‬الظواهر‭. ‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬سعى‭ ‬المعلقون‭ ‬والحكومات‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬جهود‭ ‬المراقبة‭ ‬والتحليل‭ ‬والسياسات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬لتفاقم‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭. ‬ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود؛‭ ‬فإن‭ ‬إدارة‭ ‬واحتواء‭ ‬وتخفيف‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬تتطلب‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬لخدمة‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتجنب‭ ‬الأضرار‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

وفي‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬تصاعدت‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬المدمرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ريتشا‭ ‬سيال‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مشاهد‭ ‬مروعة‮»‬،‭ ‬حول‭ ‬‮«‬موجات‭ ‬من‭ ‬الضباب‭ ‬الكثيف‭ ‬والسماء‭ ‬البرتقالية‭ ‬القاتمة‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬عرب‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭ ‬المحيطة‭ ‬بها،‭ ‬‮«‬معتادة‭ ‬على‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬تتأثر‭ ‬بها‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬والحاضنة‭ ‬لكافة‭ ‬التضاريس‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الطبيعة‭ ‬الصحراوية‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬سنام‭ ‬محوزي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العواصف‭ ‬‮«‬تأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬وأكثر‭ ‬تواترًا،‭ ‬وترتفع‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬المعدل‭ ‬المعتاد‭ ‬مرة‭ ‬أو‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‮»‬‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬المناخات‭ ‬القاحلة‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬تهب‭ ‬الرياح‭ ‬وتحمل‭ ‬وتنقل‭ ‬جزيئات‭ ‬التربة‮»‬‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬عرضها‭ ‬عن‭ ‬0‭.‬05‭ ‬مم‭ ‬‭ ‬لآلاف‭ ‬الكيلومترات،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬السدود،‭ ‬وسوء‭ ‬إدارة‭ ‬الأراضي‭ ‬والمياه‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬فاقم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أن‭ ‬تأثيرات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬العالمية‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬هذه‭ ‬العواصف؛‭ ‬حيث‭ ‬يتسبب‭ ‬الجفاف‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ومحيطها‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الغبار‭ ‬‮«‬وزيادة‭ ‬تدهور‭ ‬التربة‭ ‬وتسريع‭ ‬التصحر‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬حالة‭ ‬نقص‭ ‬المياه‭ ‬الطويلة،‭ ‬فقد‭ ‬تتحول‭ ‬‮«‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬خصبة‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬دائم‭ ‬للغبار‭ ‬والأتربة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إشارة‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية،‭ ‬تجلب‭ ‬‮«‬فوائد‭ ‬مهمة‮»‬،‭ ‬للبيئة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬ديانا‭ ‬فرانسيس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬خليفة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬النظم‭ ‬البيئية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬رذاذ‭ ‬الغبار‮»‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«أيليت‮»‬،‭ ‬و‮«‬لان‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مفيدة‭ ‬بيئيًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تنقل‭ ‬العناصر‭ ‬الغذائية‭ ‬للتربة‭ ‬عبر‭ ‬طقس‭ ‬المناخ‭ ‬الجاف‭ ‬للمنطقة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشاروا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬العواصف‭ ‬المستمرة،‭ ‬‮«‬مدمرًا‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬كيرنز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬العواصف‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تواترا،‭ ‬وشدة‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدمير‭ ‬الأراضي‭ ‬الخصبة،‭ ‬وجعلها‭ ‬جافة‭ ‬وقاحلة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وصلت‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬موسم‭ ‬العواصف‭ ‬لعدة‭ ‬أشهر‭ ‬وتأثر‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تركيا،‭ ‬إلى‭ ‬عُمان‭ ‬عبر‭ ‬رياح‭ ‬الشمال‭ ‬التي‭ ‬جلبت‭ ‬الغبار‭ ‬والأتربة‭ ‬شمالًا‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تأثر‭ ‬العراق‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العواصف،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬5000‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬التنفس،‭ ‬كما‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬إلغاء‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية،‭ ‬وتعليق‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومة‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬تتضح‭ ‬المخاطر‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬والإنتاجية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬التنفس،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«أيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬جراء‭ ‬‮«‬الجزيئات‭ ‬الدقيقة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬الهواء‮»‬،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬مشاكل‭ ‬القلب‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬ضغطًا‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المحلية‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يمكن‭ ‬للعواصف‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬تجبر‭ ‬قطاعات‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬أنشطتها‭ ‬بالكامل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تثبيط‭ ‬الإنتاجية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬قدر‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬تخسر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا؛‭ ‬بسبب‭ ‬الآثار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للغبار‭ ‬والعواصف‭ ‬الرملية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكاليف‭ ‬إصلاح‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالممتلكات‭ ‬وأعباء‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وكلفة‭ ‬عمليات‭ ‬التنظيف،‭ ‬وتعطيل‭ ‬النشاط‭ ‬اليومي‭ ‬والانخفاض‭ ‬الناتج‭ ‬في‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وكلها‭ ‬عوامل‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬الناتج‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخليج،‭ ‬ستكون‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمثل‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬أيضًا‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬ندرة‭ ‬المياه،‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬والجفاف؛‭ ‬فإن‭ ‬تفاقم‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ -‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الأقل‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬مع‭ ‬محدودية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬العاجلة‭ ‬أو‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭ ‬للعيش‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و‮«‬آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الظواهر‭ ‬الشديدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تراجع‭ ‬إنتاجية‭ ‬المحاصيل،‭ ‬ونفوق‭ ‬الحيوانات‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬والمناطق‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬‮«‬أمنا‭ ‬غذائيا‭ ‬هشا‭ ‬بالفعل‮»‬‭.‬

واستمرارًا‭ ‬لهذه‭ ‬الحجة،‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬فريدمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬الضعيفة‭ ‬مؤسسيا‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬لندرة‭ ‬المياه‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تجبر‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬الديناميكية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تكثف‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الحكومات‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬تتنافس‭ ‬الأطراف‭ ‬المتعددة‭ ‬والفصائل‭ ‬على‭ ‬الموارد‮»‬،‭ ‬مستشهداً‭ ‬بعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تدفق‭ ‬سكان‭ ‬الريف‭ ‬الذين‭ ‬ينتقلون‭ ‬إلى‭ ‬المدن،‭ ‬بعد‭ ‬جفاف‭ ‬‮«‬مدمر‭ ‬وطويل‭ ‬الأمد‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006؛‭ ‬ما‭ ‬مثّل‭ ‬عاملاً‭ ‬مساهماً‭ ‬للحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬قوضت‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بشدة‭.‬

وفي‭ ‬المجال‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تدهور‭ ‬العوامل‭ ‬البيئية‭ ‬يمكن‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يؤجج‭ ‬سياسة‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬المتنافسين‭ ‬الإقليميين‭ ‬بسبب‭ ‬نكساتهم‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كاوه‭ ‬مدني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬سيتي‭ ‬كوليدج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ ‬‮«‬العابرة‭ ‬للحدود‮»‬،‭ ‬جراء‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية،‭ ‬‮«‬تتنامى‭ ‬خطورتها‭ ‬كل‭ ‬عام»؛‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬مخاطرها‭ ‬المتبادلة‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬معالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للعواصف‭ ‬الترابية‭ ‬تاريخيا‭ ‬بالأهمية‭ ‬المعطاة‭ ‬للقضايا‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬والجفاف‭. ‬واستنكر‭ ‬‮«‬إريك‭ ‬سولهايم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الموارد‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬تطرق‭ ‬‮«‬محادثات‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬مؤتمرات‭ ‬الأطراف‭ ‬‮«‬كوب‮»‬‭ ‬السنوية،‭ ‬إلى‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والترابية،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬قضية‭ ‬ثانوية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬ضررًا‭ ‬للبشر‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و‮«‬آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬‮«‬تنسيق‭ ‬للعمل‭ ‬التعاوني‭ ‬لمعالجة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الفورية‭ ‬وطويلة‭ ‬الأجل‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‮»‬،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬النهج‭ ‬العملي‮»‬‭ ‬لتعزيز‭ ‬المرونة‭ ‬البيئية،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬المياه،‭ ‬والتعاون‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأراضي‮»‬‭.‬

وبالفعل،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسسًا‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬سينزيا‭ ‬بيانكو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬منصة‭ ‬لمعالجة‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد،‭ ‬مع‭ ‬فائدة‭ ‬إضافية‭ ‬للوفاء‭ ‬‮«‬بالتزاماتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬البيئي‭ ‬والمناخي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الاعتراف‭ ‬بضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭.‬

وتوفر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والسياسية‭ ‬الأمل‭ ‬بإمكانية‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬لإبطاء‭ ‬معدل‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬تهاجم‭ ‬مناخ‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬يمكن‭ ‬التحذير‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الوشيكة‭ ‬للعواصف‭ ‬الترابية‭ ‬الكبرى‭ ‬والمدمرة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬السماح‭ ‬للدول‭ ‬بالاستعداد‭ ‬لتأثيرها‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬أضرارها‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬كيرنز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬إميت‮»‬،‭ ‬بالمحطة‭ ‬الفضائية‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬تأثير‭ ‬حركة‭ ‬الغبار‭ ‬المعدني‭ ‬على‭ ‬المناخ»؛‭ ‬ستسمح‭ ‬للعلماء‭ ‬بتحديد‭ ‬مكان‭ ‬وموعد‭ ‬حدوث‭ ‬العواصف‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬ناتالي‭ ‬ماهوالد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬كورنيل‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬ستحدث‭ ‬‮«‬ثورة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬المناخ،‭ ‬وتتيح‭ ‬للخبراء‭ ‬‮«‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬لتأثير‭ ‬غبار‭ ‬الصحراء‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للإنذار‭ ‬بالعواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والترابية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للأرصاد‭ ‬الجوية‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬بالمراقبة‭ ‬المتخصصة‭ ‬لظواهر‭ ‬الطقس‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬السياسات،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬السعودية‭ ‬الخضراء‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وزراعة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬شجرة‭ ‬لتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬المنطقة،‭ ‬بطريقة‭ ‬ارتأت‭ ‬فيها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬عرب‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يمكنها‭ ‬‮«‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬وتقليل‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التصحر،‭ ‬وانخفاض‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬بوران‮»‬،‭ ‬و«آيليت‮»‬،‭ ‬و«لان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬‮«‬الكويت‮»‬،‭ ‬و«العراق‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬‮«‬لإصلاح‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬كمصدر‭ ‬رئيسي‭ ‬للغبار‭ ‬وللعواصف‭. ‬وبجانب‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬الطموحة،‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬محوزي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬غرس‭ ‬الأشجار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ينعش‭ ‬الأراضي‭ ‬الجافة‭ ‬عبر‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وإبطاء‭ ‬تبخرها‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تعزيز‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬للمنطقة‭ ‬بأكملها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬خلص‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬‮«‬الوليدة‮»‬‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬سنوات‭ ‬لتؤتي‭ ‬ثمارها‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬عواقب‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المخاطر‭ ‬المتزايدة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬والإنتاجية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والحماية‭ ‬البيئية؛‭ ‬تُظهر‭ ‬علامات‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والجفاف‭. ‬وبشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬فريدمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬المدمرة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬المقبل‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بزوغ‭ ‬حقبة‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬تبني‭ ‬للعمل‭ ‬الدبلوماسي؛‭ ‬يوفر‭ ‬آلية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬المخاطر‭ ‬البيئية‭ ‬هي‭ ‬تهديدات‭ ‬مشتركة،‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬وحلها‭ ‬يقتضي‭ ‬التعاون‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا