حذر تقرير للشركة الاستشارية العالمية ماكينزي من نتائج تأثر سوق العقارات المكتبية عالميا بشكل سلبي ومطرد، لافتا الى ان نحو 800 مليار دولار من قيمة مباني المكاتب في المدن الكُبرى في جميع أنحاء العالم قد تختفي بحلول عام 2030، ولذلك بسبب بسيط هو العمل من المنزل!
ووفقاً للتقرير، فإن نسبة الحضور في المكاتب انخفض 30% مقارنة بما قبل جائحة كورونا. الامر الذي يعكس استمرار الاثار والتغييرات الدائمة في عادات العمل بسبب الجائحة، وهذا ما يقود الى اضرار بقيمة العقارات التجارية وهي السوق التي تتعرض أيضاً لضغوط من ارتفاع أسعار الفائدة.
وتأثرت كبريات الشركات والمؤسسات بهذا التغير، فمثلا أعلن بنك «إتش إس بي سي» عزمه خفض حجم مقره العالمي إلى النصف، والتخلي عن برجه المعروف في منطقة كناري وارف التجارية في لندن، مقابل بناء صغير بالقرب من وسط المدينة.
وقال التقرير ان هذه التغيرات تجعل العقارات الحضرية في المدن المتميزة حول العالم تواجه تحديات كبيرة، ويمكن أن تعرض هذه التحديات الصحة المالية للمدن للخطر، والتي يعاني العديد منها بالفعل من مشاكل متعددة.
وركز التقرير على تسع مدن هي بكين وهيوستن ولندن ونيويورك وباريس وميونيخ وسان فرانسيسكو وشنغهاي وطوكيو. لافتا الى انه مع خسائر التقييم المقدرة بنحو 800 مليار دولار، فإن تلك المدن تعاني انخفاضاً بنسبة 26% عن مستويات عام 2019. وفي سيناريو أكثر خطورة، يمكن أن تنخفض قيمة المساحات المكتبية بنسبة تصل إلى 42%.
ويمكن أن يتفاقم التأثير على القيمة في حالة استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، وبالمثل، يمكن أن يكون التأثير أقوى إذا قررت المؤسسات المالية المتعثرة خفض سعر العقارات التي تمولها أو تمتلكها بشكل أسرع.
كما ان هناك مخاوف من أن يؤدي التراجع في العقارات التجارية إلى خسائر في البنوك التي تمول العديد من صفقات الصناعة.
كما ان تراجع الطلب على المساحات المكتبية أدى إلى انخفاض طلب أصحاب العقارات للإيجارات، إذ عانت المدن الأمريكية من أشد الانخفاضات. ففي العام الماضي، انخفضت الإيجارات المطلوبة في سان فرانسيسكو ونيويورك بنسبة 28%. الا ان التقرير اشار الى ان المدن يمكن أن تتكيف مع الطلب المتناقص على المساحات المكتبية من خلال اتّباع نهج يعتمد على نظام العمل الهجين، وتطوير مكاتب متعددة الاستخدامات ومساحات للبيع بالتجزئة وإنشاء مبانٍ يمكن تكييفها بسهولة لخدمة أغراض مختلفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك