العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ما موقف العلم من السكر الصناعي «الأسْبَرتَيْم»؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لجنتان‭ ‬فنيتان‭ ‬تابعتان‭ ‬لمنظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تقومان‭ ‬بدراسة‭ ‬قضية‭ ‬صحية‭ ‬واحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬تخرجان‭ ‬بنتيجتين‭ ‬مختلفتين،‭ ‬وتتخذان‭ ‬تبعاً‭ ‬لذلك‭ ‬قرارين‭ ‬غير‭ ‬متطابقين‭.‬

أما‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موضع‭ ‬الدراسة‭ ‬والنقاش‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المواد‭ ‬السرطانية‭ ‬والأبعاد‭ ‬الصحية‭ ‬للمضافات‭ ‬الغذائية،‭ ‬فهي‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬إثارتها‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬وأحدثت‭ ‬ضجة‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬من‭ ‬مختصين‭ ‬وعلماء‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬عامة‭ ‬الشعوب‭ ‬والبسطاء‭ ‬من‭ ‬الناس‭.‬

هذه‭ ‬القضية‭ ‬الدولية‭ ‬الصحية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬مخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬‮«‬الأسبرتيم‮»‬‭ ‬(Aspartame)‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬الطبيعي،‭ ‬لإعطائها‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو،‭ ‬والمذاق‭ ‬المستساغ‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬سعرات‭ ‬حرارية‭. ‬فهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬يعد‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً،‭ ‬وأكثر‭ ‬حلاوة‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬الطبيعي‭ ‬بنحو‭ ‬200‭ ‬مرة،‭ ‬ويوجد‭ ‬في‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية،‭ ‬الروب،‭ ‬الآيسكريم،‭ ‬وبعض‭ ‬الأدوية‭ ‬كأدوية‭ ‬الكحة‭ ‬والتهاب‭ ‬البلاعيم،‭ ‬ومعجون‭ ‬الأسنان،‭ ‬والقهوة،‭ ‬والعلكة،‭ ‬ويباع‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭: ‬(Sugar Twin)،‭ ‬أو‭ ‬(Equal) أو‭ ‬(NutraSweet).

أما‭ ‬الفريق‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬الذراع‭ ‬العلمي‭ ‬البحثي‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والمختص‭ ‬بأبحاث‭ ‬السرطان،‭ ‬وهي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬لأبحاث‭ ‬السرطان‭. ‬فهذه‭ ‬الوكالة‭ ‬أعادت‭ ‬تصنيف‭ ‬مادة‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬2ب (2B)، أي‭ ‬‮«‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسرطنة‭ ‬للبشر‮»‬‭ ‬(possibly carcinogenic to humans)،‭ ‬حيث‭ ‬تحتوي‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬على‭ ‬323‭ ‬مادة،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولي‭ ‬هي‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تُصنف‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مسرطنة‭ ‬للبشر‮»‬،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬126‭ ‬مادة‭ ‬مسرطنة،‭ ‬منها‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية،‭ ‬والتدخين،‭ ‬وعوادم‭ ‬السيارات،‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء،‭ ‬وأشعة‭ ‬إكس،‭ ‬والمجموعة‭ ‬2أ(2A)‭ ‬هي‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬‮«‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسرطنة‭ ‬للبشر‮»‬‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬95‭ ‬مادة،‭ ‬والمجموعة‭ ‬رقم‭ ‬3،‭ ‬وهي‭ ‬الرابعة‭ ‬والأخيرة،‭ ‬فهي‭ ‬المواد‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المصنفة‭ ‬بأنها‭ ‬مسرطنة‭ ‬للبشر‮»‬‭. ‬فهذا‭ ‬التصنيف‭ ‬الجديد‭ ‬للسكر‭ ‬الصناعي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬مجموعة‭ ‬للمواد‭ ‬التي‭ ‬يُشتبه‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسرطنة‭ ‬للبشر،‭ ‬وهي‭ ‬الأقل‭ ‬احتمالاً‭ ‬وإمكانية‭ ‬للإصابة‭ ‬بالسرطان،‭ ‬ويرجع‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف،‭ ‬بحسب‭ ‬رأي‭ ‬اللجنة‭ ‬هو‭ ‬محدودية‭ ‬الأدلة‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬الأسبرتيم‭.‬

والفريق‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬رأياً‭ ‬مخالفاً‭ ‬للفريق‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الخبراء،‭ ‬فيتكون‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬يمثلون‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الغذاء‭ ‬والزراعة‭ (‬الفاو‭) ( ‬Joint‭ ‬Expert‭ ‬Committee‭ ‬on‭ ‬Food‭ ‬Additives‭)‬،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬المضافات‭ ‬الغذائية‭ ‬للبشر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فتقيِّم‭ ‬علاقة‭ ‬استهلاكها‭ ‬والكمية‭ ‬التي‭ ‬يتناولها‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬بمخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭. ‬وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بأنه‭: ‬‮«‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أدلة‭ ‬مقنعة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المخبرية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬ضارة‭ ‬عند‭ ‬تناولها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬المواصفات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬اللجنة‭ ‬السابقة‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬وهي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليجراماً‭ ‬لكل‭ ‬كيلوجرام‭ ‬من‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬المواصفة‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬وزنه‭ ‬60‭ ‬كيلوجراماً‭ ‬فإنه‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2400‭ ‬مليجرام‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬أي‭ ‬معدل‭ ‬12‭ ‬علبة‭ ‬من‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الأسبرتيم‭.‬

فقرار‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬الثنائية‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المنخفض‭ ‬والقليل‭ ‬من‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬يعد‭ ‬آمناً‭ ‬ولا‭ ‬يسبب‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية،‭ ‬فلا‭ ‬مخاطر‭ ‬للإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬عند‭ ‬استهلاكها‭ ‬باعتدال،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬دعت‭ ‬اللجنة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬والتقييم‭ ‬العلمي‭ ‬لهذه‭ ‬المادة‭. ‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬واحتمالية‭ ‬تعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬لمرض‭ ‬السرطان‭ ‬أو‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬الأخرى‭. ‬فهناك‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ (‬PLOS‭ ‬Medicine‭) ‬في‭ ‬24‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬ومخاطر‭ ‬السرطان‭: ‬نتائج‭ ‬دراسة‭ ‬سكانية‭ ‬فرنسية‮»‬،‭ ‬وأُجريت‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬لمدة‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬واستنتجت‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬أو‭ ‬النوع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬(acesulfame-K)‭ ‬تزيد‭ ‬عندهم‭ ‬نسبة‭ ‬مخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬15%‭ ‬مقارنة‭ ‬بغيرهم،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وأنواع‭ ‬السرطان‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالبدانة‭.‬

ودراسة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬(Nature Medicine)‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬ومخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬القلبية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بدراسة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬تناول‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬(erythritol)‭ ‬والإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السكريات‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التعرض‭ ‬لأمراض‭ ‬القلب‭.‬

كما‭ ‬نشرتْ‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تقريراً‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬أبريل‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التأثيرات‭ ‬الصحية‭ ‬لاستخدام‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭: ‬مراجعة‭ ‬منهجية‭ ‬للدراسات‭ ‬السابقة‮»‬،‭ ‬وأفاد‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬تناول‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الوزن‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬استهلاكه‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬المبكر‭. ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬فإن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬لا‭ ‬تدعو‭ ‬المصانع‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬وإنما‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬استهلاكه،‭ ‬واستخدام‭ ‬البدائل‭ ‬المتاحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي‭.‬

وختاماً‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬نقاطاً‭ ‬أود‭ ‬التطرق‭ ‬إليها‭. ‬النقطة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬حدوث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬رأي‭ ‬الفريق‭ ‬المختص‭ ‬بمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬صنَّفت‭ ‬الآن‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬كمادة‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسرطنة‭ ‬للبشر،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شبهة‭ ‬صحية‭ ‬تحوم‭ ‬حولها،‭ ‬وقد‭ ‬تُقدِّم‭ ‬الدراسات‭ ‬المستقبلية‭ ‬أدلة‭ ‬قوية‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬مخاطرها‭ ‬الصحية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسرطان‭. ‬وأما‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬ارتكب‭ ‬أخطاءً‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬ومازال‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الأخطاء‭ ‬نفسها‭ ‬حول‭ ‬تصنيفه‭ ‬للمواد‭ ‬كنافعة‭ ‬للبشر،‭ ‬أو‭ ‬ضارة‭ ‬صحياً،‭ ‬فالشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬المُصنعة‭ ‬للمنتجات‭ ‬عامة‭ ‬لا‭ ‬يهمها‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬وإنما‭ ‬الربح‭ ‬السريع‭ ‬والكبير،‭ ‬وتقوم‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬والطرق‭ ‬المغرية‭ ‬بتلميع‭ ‬منتجاتها‭ ‬وجذبها‭ ‬للناس‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أَدْخل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬بيئته‭ ‬المبيد‭ ‬الحشري‭ ‬المعروف‭ ‬‮«‬دي‭ ‬دي‭ ‬تي‮»‬،‭ ‬واعتبره‭ ‬أفضل‭ ‬وأحسن‭ ‬مبيد‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬البعوض‭ ‬وتجنيب‭ ‬البشر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالملاريا،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬رش‭ ‬هذا‭ ‬المبيد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬اكتشف‭ ‬أنه‭ ‬سام‭ ‬جداً‭ ‬للحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انقراضها،‭ ‬كما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحاليل‭ ‬المخبرية‭ ‬أن‭ ‬المبيد‭ ‬نفسه‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬حليب‭ ‬الأم‭ ‬تلوث‭ ‬بالمبيد،‭ ‬فقام‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬بحظر‭ ‬استخدامه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتشر‭ ‬السم‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر‭. ‬كذلك‭ ‬أدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مركبات‭ ‬عضوية‭ ‬متعددة‭ ‬الفلورين،‭ ‬واعتبرها‭ ‬المواد‭ ‬الأعجوبة‭ ‬السحرية‭ ‬لخواصها‭ ‬الفريدة،‭ ‬فاكتشف‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬بأنها‭ ‬تفسد‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬المستقرة‭ ‬والثابتة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتحلل‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة،‭ ‬بل‭ ‬وجزءاً‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬وتسبب‭ ‬له‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭. ‬وهذا‭ ‬الأسبرتيم‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬المادة‭ ‬الضارة‭ ‬القادمة‭ ‬التي‭ ‬يكتشف‭ ‬العلماء‭ ‬بأنها‭ ‬دمَّرت‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬الضرر‭ ‬وانتشر‭. ‬

والنقطة‭ ‬الثالثة‭ ‬فاحذر‭ ‬من‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬خالية‭ ‬من‭ ‬السكر‮»‬،‭ ‬فالمقصود‭ ‬منها‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬كميات،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬السكر‭ ‬الصناعي،‭ ‬كالأسبرتيم‭ ‬وغيره،‭ ‬ولذلك‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تناولها‭ ‬فعليك‭ ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وتجنبها‭ ‬كلما‭ ‬أمكن‭ ‬ذلك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا