العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الفرصة الذهبية للإجازة الصيفية

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

بمجرد‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬والجامعية‭ ‬حتى‭ ‬شهدت‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬انخفاضا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬والسيارات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لتعيش‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مدة‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مروري‭ ‬مريح‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬ووقت‭ ‬الظهيرة‭ ‬أمام‭ ‬المدارس‭ ‬ووقت‭ ‬خروج‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬أعمالهم‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬يواجهون‭ ‬صيفا‭ ‬يجدون‭ ‬فيه‭ ‬أبناءهم‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬ويبحثون‭ ‬لهم‭ ‬عن‭ ‬متنفس،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬وهذا‭ ‬يطرح‭ ‬سنويا‭ ‬وبشكل‭ ‬جدي‭ ‬سؤالا‭ ‬محوريا‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬لملء‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬شهرين‭ ‬كاملين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬بمختلف‭ ‬مراحلهم‭ ‬الدراسية‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬والامكانيات‭ ‬لعمل‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬تذكر‭ ‬فتشكر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬استقطاب‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬والذي‭ ‬يقارب‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬والجامعات،‭ ‬حيث‭ ‬تستقطب‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬عدة‭ ‬آلاف‭ ‬فقط‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬زيادة‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفضاءات‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الطلبة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أبناء‭ ‬العائلات‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬لديها‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬الكافية‭ ‬لتمويل‭ ‬برامج‭ ‬تربوية‭ ‬لأبنائها‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬رحلات‭ ‬أو‭ ‬سفرات‭ ‬سياحية‭ ‬لداخل‭ ‬البلاد‭ ‬وخارجها‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬الأهلية‭ ‬والخاصة‭ ‬بدورها‭ ‬تبذل‭ ‬أقصى‭ ‬طاقتها‭ ‬لإعلان‭ ‬البرامج‭ ‬والفعاليات‭ ‬الترفيهية‭ ‬التي‭ ‬تجتذب‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬وأبناءها،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الألعاب‭ ‬والترفيه‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬وكذلك‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬الأندية‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬تقوية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭ ‬لتوفير‭ ‬فرصة‭ ‬للطلبة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬وقتهم‭ ‬لتقوية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬اللغوية‭ ‬ومستوياتهم‭ ‬في‭ ‬الرياضيات‭ ‬واللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الإجازات‭ ‬المختلفة‭.‬

إن‭ ‬ملء‭ ‬أوقات‭ ‬فراغ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭ ‬الترفيهية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬والرياضية‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬يجب‭ ‬أيضا‭ ‬توجيه‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬استغلال‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مقاصد‭ ‬أيديولوجية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإجازة‭ ‬طويلة‭ ‬نسبيا‭ ‬وتزيد‭ ‬على‭ ‬شهرين‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تصبح‭ ‬مسألة‭ ‬ملء‭ ‬فراغ‭ ‬الأبناء‭ ‬مسألة‭ ‬موضوعية‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬نظرة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أبناءنا،‭ ‬وخاصة‭ ‬صغار‭ ‬السن،‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الفضاءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التربوية‭ ‬والوطنية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬القيم‭ ‬الفاضلة‭ ‬ومعاني‭ ‬المواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬للبحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬ووحدتها‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬مع‭ ‬بناء‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب،‭ ‬خاصة‭ ‬بناء‭ ‬أسس‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والتعاون‭ ‬والتسامح‭ ‬والقبول‭ ‬بالرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬والإيمان‭ ‬بوحدة‭ ‬الوطن‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بمختلف‭ ‬مكوناته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭. ‬وبهذا‭ ‬المعنى‭ ‬تكون‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬كما‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الإجازات‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬الإجازة‭ ‬في‭ ‬سهر‭ ‬الليل‭ ‬والنوم‭ ‬في‭ ‬النهار‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا