أشاد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالمضامين المهمة والعميقة التي تضمنتها الكلمة السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، للقاء التشاوري الثامن عشر لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، مثمنًا ما أشار إليه جلالته رعاه الله من روابط تاريخية عميقة تجمع بين دول مجلس التعاون، وعلاقات تعاون راسخة، تقوم على المساعي الجادة لتقريب الرؤى، وتعزيز قاعدة المصالح الحيوية المشتركة لحماية قيمنا الروحية ومكتسباتنا الحضارية، وبالعمل الجماعي المنظم من أجل نشر ثقافة وممارسات السلام والتسامح، وإثراء قنوات الحوار بين الأديان والحضارات، وتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية، وردع قوى الإرهاب المعادية عبر مكافحة تنظيماتها ومصادر تمويلها، وصولاً لهدف بناء مجتمع إقليمي قائم على التعايش السلمي والثقة المتبادلة، وحفظ سيادة الدول وحقها في نهضة تنموية طويلة الأمد.
جاء ذلك في الجلسة الاعتيادية التي عقدها المجلس أمس الثلاثاء، برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في قاعة الاجتماعات بمبنى المجلس.
وبمناسبة حلول العام الهجري الجديد، رفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى العائلة المالكة الكريمة، وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، سائلاً الله تعالى أنْ يجعله عام خير وبركة على الجميع.
كما هنَّأ المجلس صاحب الجلالة الملك المعظم بمناسبة حصول مملكة البحرين على جائزة أفضل مكتب لشؤون الحجاج ضمن ثلاث دول حصلت على أعلى نسبة رضا من حجاجهم لموسم الحج 1444هـ ، وذلك ضمن جائزة (لبّيتُم) التي تمنحها وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيرًا إلى أن هذه الجائزة تأتي تتويجًا لجهود مملكة البحرين بقيادة جلالته وبمساندة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في تسيير شؤون حجاج بيت الله الحرام من مواطنين ومقيمين، ورعايتهم وتقديم كل التسهيلات والإمكانيات والدعم لهم، وتوفير أفضل الخدمات التي تمكنهم من أداء مناسكهم وشعائرهم في يسر وسهولة وراحة وطمأنينة، مثمنًا في الوقت نفسه الجهود الخيرة للجنة العليا لشؤون الحج والعمرة، وبعثة مملكة البحرين للحج.
وأعرب المجلس في هذا السياق عن تقديره العميق لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في خدمة الحجاج والزائرين، وحرصها على تقديم كافة أوجه الرعاية والعناية لأداء شعائر الحج على أفضل وجه، مما أثمر نجاحات متوالية وكبيرة في الإدارة والتنظيم لمواسم الحج.
وفي سياق منفصل ندد المجلس بتكرار جرائم حرق المصحف الشريف والتعدي على حرمته في بعض العواصم الأوروبية، مناديًا بضرورة اتخاذ موقف دولي حازم وعاجل لوقف مثل هذه الإساءات المتكررة، والاستفزازات المتواصلة، والممارسات الخارجة عن القيم والمبادئ، مشددًا على أن الإساءة إلى الأديان ومقدساتها تتنافى مع الحرية الدينية وقيم التسامح والتعايش الإنساني، وتذكي مشاعر الكراهية والبغضاء والتطرف في النفوس، مضيفًا أن تكرار مثل هذه الأعمال الآثمة والبغيضة يجدد التأكيد على الدعوة السامية التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، بما يحفظ للعالم أمنه واستقراره وسلامه.
وأشاد المجلس بما يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم من رعاية ودعم كبيرين للمواسم الدينية، ومنها موسم عاشوراء، في إطار حرص جلالته على تأكيد ريادة مملكة البحرين في مجال كفالة الحقوق والحريات العامة، وخصوصًا الحريات والشعائر الدينية، مقدرًا في الوقت نفسه الجهود الكبيرة والخدمات الجليلة التي تبذلها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بالتعاون مع الجهات الأهلية المعنية لإنجاح موسم عاشوراء والخروج به على الوجه الأكمل.
ولفت المجلس إلى أنَّ هذه الحريات المرعيَّة تعكس الثوابت والقيم البحرينية الأصيلة في التآخي والتعايش والوسطية، مثمنًا ما أبداه المشاركون في هذا الموسم من تعاون بنَّاء مع الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة، وما حرصوا عليه من الحفاظ على قدسية الشعائر الحسينية، والاستفادة منها لإعلاء القيم السامية وتعزيز الألفة والمحبة، والنأي بها عن الاستغلال السيئ والتسييس، وتنزيهها من كل ما هو دخيل عليها، لتبقى كما كانت شاهدًا حضاريًّا على التعايش والتعددية في البحرين.
كما رحب المجلس باعتماد نتائج خريجي الفوج الأول من طلبة كلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية، وأخذ علمًا باستعدادات الكلية لإقامة حفل التخرج لهذا الفوج، معربًا عن تقديره العميق لجهود مجلس أمناء الكلية، وهيئتيها الإدارية والتعليمية، سائلًا الله تعالى لهذه الكلية ومنتسبيها دوام التوفيق والنجاح.
واستعرض المجلس الرسائل والطلبات الواردة، وناقش ما يستجد من أعمال، واتخذ في ذلك ما يلزم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك