ينافس مبنى متحف «عمان عبر الزمان» على جائزة أفضل مبنى في العالم، والتي تأتي ضمن فعاليات مهرجان العمارة العالمي (دبليو إيه إف) الذي يعقد في سنغافورة نهاية نوفمبر القادم، بمشاركة لجنة تحكيم مؤلفة من 140 خبيراً في مجال العمارة والهندسة.
ويشارك في نسخة هذا العام حوالي 250 مشروعاً جاهزا يتنافسون جمعيا على لقب أفضل مبنى في العالم، لاو مبنى العام للعالم. وتضم الجوائز 18 فئة تشمل العمارة السكنية والتجارية والثقافية. ويتم فرز المشاريع الفائزة ضمن كل فئة، قبل اختيار الفائز بالجائزة النهائية.
وتعود بداية متحف «عمان عبر الزمان» الى عام 2015 حينما تفضل المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد بوضع حجر الأساس للمشروع في ولاية منح بمحافظة الداخلية. وفي مارس الماضي، أصدر جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان مرسوما بإنشاء متحف “عمان عبر الزمان”.
وتبلغ مساحة أرض المشروع حوالي ثلاثمائة ألف متر مربع ومساحة بناء تتجاوز 66.5 ألف متر مربع. وصمّم البناء على شكل جبال الحجر بشكل إبداعي يعكس لتفاصيل الجغرافية المميزة للبيئة العُمانية. حيث حرص القائمون على المشروع إلى أن يكون المبنى ذا طابع إبداعي يمثل أيقونة لعصر النهضة ويترجم العمارة العُمانية بأسلوب عصري.
ويعتبر المبنى صديقًا للبيئة، حيث تم بناؤه بشكل منخفض من جهة الشرق حتى تشرق عليه الشمس ويحمي المساحات داخل الفضاءات من أشعتها المباشرة، ووُضعت في جهة الغرب نوافذ تساعد على إدخال الإضاءة للمتحف مع جدران مائلة تمنع أشعة الشمس المباشرة، وتخفّض الطاقة التي يحتاجها المتحف في الإنارة.
كما جاء تصميمه وفق نظام مأخوذ من فكرة القلاع والمباني القديمة مع وجود الجدران التي تجعل الهواء الساخن المارَّ باردا، وحُدّدت بعض الاشتراطات التي تعزز من كونه صديقًا للبيئة مثل استخدام الحجارة العُمانية عالية الجودة من محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة ورصعت بها جدران المتحف من الداخل والخارج وبلغ حجمها مائة وثلاثين ألف متر مربع، كما استُثمرت مخلفات الأحجار والقطع للاستفادة منها في الحديقة.
ويتميّز المتحف أيضا بالواجهات الزجاجية التي تتراوح ارتفاعاتها بين تسعة أمتار وستة عشر مترًا وتصل أحيانا إلى خمسة وعشرين مترًا. ويتميز الزجاج باللون الحديدي الذي يكون واضحًا جدًّا، مع استخدام أربع طبقات من الزجاج.
ووُضعت طبقة عازلة بين المتحف والأرض لحمايته من الزلازل، ففي حال حدوث حركة زلازل فإن نظام العزل سيعمل على تقليل تأثيرات هذه الحركة على المبنى، ويمتص العازل حركة الزلازل، الامر الذي يعتبر فريدا في مجال الانشاءات.
وتمتاز واجهة المتحف باستخدام النحاس لمحاكاة للتاريخ العماني في توظيف النحاس، واستخدام الأحجار على شكل معيّن مستوحى من الأحجار المنقسمة الموجودة في جبال سلطنة عُمان، وتم تصميم وتشييد المبنى ليحافظ على قوته ومتانته ورونقه إلى عمر يصل إلى ٥٠٠ عام.
ويعتبر مبنى المتحف إضافة نوعية الى المعالم المعمارية والثقافية والسياحية بسلطنة عمان. ويتكون من قاعتين هما: قاعة التاريخ وقاعة عصر النهضة، ما يجعل المتحف يأخذ الزائر في رحلة عبر الزمان بين ماضي وحاضر ومستقبل سلطنة عُمان، باستخدام التقنيات الأحدث.
ومن ابرز محتوياته فك حيوان عمانثيريوم الذي يعود إلى نوع من الفيلة البدائية الضخمة التي عاشت على أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون سنة وعُثر عليه في محافظة ظفار، وثلاثيات الفصوص وهي عبارة عن حجر عثر عليه في ولاية محوت بمحافظة الوسطى، ويعود إلى قبل حوالي 250 مليون سنة إلى 500 مليون سنة، إضافة إلى النقش على الصخور التي اكتشفت في ولاية مدحا بمحافظة مسندم.
كما يحتوي المتحف على سفينة مجان وهي إعادة تصور لسفن حضارة مجان، صُنعت من حزم القصب، وحبال ألياف النخيل، والحصير المنسوج، وشراع من الصوف، وطُليت بمادة القار الأسود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك