العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الشراكة الديمقراطية مدخل الوحدة الوطنية الفلسطينية

بقلم: د. مصطفى البرغوثي {

الخميس ٢٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

لا‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يواجه‭ ‬التحدي‭ ‬الأخطر‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬منذ‭ ‬وقوع‭ ‬النكبة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬حكام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسلوكهم‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬في‭ ‬نواياهم،‭ ‬تصفية‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وضم‭ ‬وتهويد‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إخضاع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬لواحد‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬خيارات‭ ‬‮«‬إما‭ ‬الرحيل،‭ ‬أو‭ ‬الخضوع‭ ‬الكامل‭ ‬للفاشية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬الموت‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تجاوز‭ ‬الوزراء‭ ‬الفاشيون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬حدود‭ ‬الدعوة‭ ‬لتوسع‭ ‬استعماري‭ ‬استيطاني‭ ‬شامل،‭ ‬والضم‭ ‬والتهويد‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بالتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬التدريجي،‭ ‬واستخدام‭ ‬إرهاب‭ ‬المستوطنين‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭.‬

وتجاوزت‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬فرضته‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬سيطرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬مناطق‭ (‬ا‭) ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬المدنية‭ ‬كذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مغزى‭ ‬تصريحات‭ ‬سموتريتش‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬الخارجية‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بأنه‭ ‬يريد‭ ‬تقييد‭ ‬البناء‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ (‬ج‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات،‭ ‬ما‭ ‬قلناه‭ ‬مرارا،‭ ‬موت‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬ونية‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بأكملها‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬هنا،‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تعارض‭ ‬التغييرات‭ ‬القضائية،‭ ‬تؤيد‭ ‬سلوك‭ ‬وتصرفات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬والاستعمار‭ ‬الاستيطاني،‭ ‬وهجمات‭ ‬القتل‭ ‬والتنكيل‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وآخرها‭ ‬الهجمة‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬جنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬ضد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

لن‭ ‬تستطيع‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬التاريخي‭ ‬والهجمات‭ ‬الشرسة‭ ‬للحركة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توحيد‭ ‬صفوفها‭ ‬وطاقاتها‭. ‬وليس‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬قوة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬قدرتها‭ ‬وتضحياتها،‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬منفردة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭. ‬

كما‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬قوة،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬تاريخها،‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬حق‭ ‬التفرد‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ونضاله‭ ‬العادل‭.‬

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬أن‭ ‬الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬عامل‭ ‬ضعف‭ ‬فلسطيني‭ ‬تستغله‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وجميع‭ ‬أعداء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأكثر‭ ‬سبب‭ ‬يتستر‭ ‬خلفه‭ ‬كل‭ ‬المتقاعسين‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬داخلية‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬والقناعات،‭ ‬وفي‭ ‬المصالح‭ ‬أيضاً‭. ‬وهناك‭ ‬حالات‭ ‬تتمسك‭ ‬برؤى‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬والحياة‭ ‬فشلها‭ ‬الكامل،‭ ‬بدافع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الفردية،‭ ‬وأحيانا‭ ‬الفئوية‭.‬

لكن‭ ‬الثابت‭ ‬قطعاً،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى،‭ ‬وما‭ ‬رأيناه‭ ‬من‭ ‬اجتياحات‭ ‬وحشية‭ ‬متتالية‭ ‬لمدن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وحروب‭ ‬متكررة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتوسع‭ ‬خطير‭ ‬للإرهاب‭ ‬الاستيطاني،‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬تستهدف‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مصالح‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يتمسكون‭ ‬بوهم‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬وسط‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬التعددية‭ ‬السياسية‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والتعددية‭ ‬ظاهرة‭ ‬صحية،‭ ‬فإن‭ ‬التنوع‭ ‬والاختلاف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصدر‭ ‬ضعف‭ ‬عبر‭ ‬الانقسام،‭ ‬أو‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬عبر‭ ‬الوحدة‭.‬

وللخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الانقسام،‭ ‬وأقصد‭ ‬بذلك،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الانقسام‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬بل‭ ‬الانقسام‭ ‬الأعمق‭ ‬الذي‭ ‬تبلور‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حل‭ ‬سوى‭ ‬القبول‭ ‬بمبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬والكفاحية،‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬كفاحية‭ ‬مقاومة‭ ‬مشتركة‭.‬

وذلك‭ ‬كله‭ ‬قابل‭ ‬للتحقيق‭ ‬إذا‭ ‬جرى‭ ‬تغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المصالح‭ ‬الفئوية‭ ‬والحزبية‭ ‬والفردية،‭ ‬وإذا‭ ‬ترجم‭ ‬الاحساس‭ ‬بالخطر‭ ‬المشترك،‭ ‬إلى‭ ‬فعل،‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬ونضال‭ ‬مشترك،‭ ‬وقيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة،‭ ‬لإفشال‭ ‬الهجمة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومستقبله‭.‬

هناك‭ ‬شك‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬جماهير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حول‭ ‬اجتماع‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المقرر‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لوم‭ ‬هذه‭ ‬الجماهير‭ ‬على‭ ‬شعورها‭ ‬بالشك‭ ‬والقلق،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شهدت‭ ‬لقاءات‭ ‬متكررة‭ ‬للقوى‭ ‬ذاتها،‭ ‬تنتهي‭ ‬إلى‭ ‬الفشل،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقات‭ ‬لا‭ ‬تنفذ‭ ‬ليعود‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬الانقسام‭ ‬وتبادل‭ ‬الاتهامات‭.‬

وإذا‭ ‬انتهى‭ ‬اجتماع‭ ‬القاهرة‭ ‬المقبل‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله،‭ ‬فسيكون‭ ‬غضب‭ ‬الجماهير‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬وغيرها،‭ ‬عظيماً‭ ‬وجارفاً‭.‬

لذلك‭ ‬كله،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الفاشية‭ ‬الاسرائيلية،‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬الجميع‭ ‬بذل‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬ممكن‭ ‬لجعل‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ناجحة‭ ‬ومدخلاً‭ ‬لنهج‭ ‬وطريق‭ ‬جديد،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬مقاومة‭ ‬موحدة،‭ ‬تعتمد‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وطني‭ ‬موحد،‭ ‬وقيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة،‭ ‬وتمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لإعطاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حقه‭ ‬المسلوب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لقياداته‭.‬

هناك‭ ‬أربعة‭ ‬مؤشرات،‭ ‬قبل‭ ‬اجتماع‭ ‬القاهرة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توحي‭ ‬بالجدية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع،‭ ‬أولها‭ ‬الإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬عن‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭ ‬ووقف‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاعتقالات‭ ‬السياسية‭.‬

وثانيها‭ ‬وقف‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭.‬

وثالثها‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمنح‭ ‬وقت‭ ‬كاف‭ ‬للحوار‭ ‬الوطني،‭ ‬كي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬ومحددة،‭ ‬يراها‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬واتفاقيات‭ ‬لا‭ ‬تطبق‭.‬

ورابعها‭ ‬إعلان‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬المشاركة‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ووضعه‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة،‭ ‬يتواصل‭ ‬عملها‭ ‬لاتخاذ‭ ‬وتطبيق‭ ‬القرارات‭ ‬الجماعية،‭ ‬وقيادة‭ ‬النضال‭ ‬الوطني‭ ‬المشترك،‭ ‬ولا‭ ‬ينتقص‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بل‭ ‬يعيد‭ ‬الاعتبار‭ ‬إليها‭.‬

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬نكرر،‭ ‬لن‭ ‬ينفعنا‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ننفع‭ ‬أنفسنا،‭ ‬وما‭ ‬حك‭ ‬جلدك‭ ‬مثل‭ ‬ظفرك،‭ ‬والعبرة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتطبيق‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬الإنشائي‭ ‬الذي‭ ‬تذروه‭ ‬الرياح‭.‬

 

{ الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا