العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وقف تصدير الحبوب.. والمخاوف بشأن الأمن الغذائي العالمي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٢ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬18‭ ‬يوليو‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬المعلقين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬قرارها،‭ ‬فإن‭ ‬احتمال‭ ‬عزل‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مصدرا‭ ‬رئيسيا‭ ‬للحبوب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬الدولية،‭ ‬يجدد‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬وتفاقم‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ووفقا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬عالمية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرا‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

وأعاد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬وقعته‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«أوكرانيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022،‭ ‬بوساطة‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«تركيا‮»‬،‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬حاصرتها‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام،‭ ‬والسماح‭ ‬للسفن‭ ‬بالمرور‭ ‬من‭ ‬موانئ‭ ‬التصدير‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الصفقة‭ ‬‮«‬مصممة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء،‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب،‭ ‬وتسهيل‭ ‬عودة‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ومنذ‭ ‬توقيعها،‭ ‬صدرت‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬33‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬والقمح‭ ‬والبذور‭ ‬الزيتية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الحبوب‭ ‬العالمية،‭ ‬بنسبة‭ ‬35%،‭ ‬كما‭ ‬انخفض‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬الحبوب‭ ‬من‭ ‬1360‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيا‭ ‬إلى‭ ‬800‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬أشاد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بالاتفاق‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬بارقة‭ ‬أمل‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شحن‭ ‬ملايين‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬بنجاح‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬نقصًا‭ ‬حادًا‭ ‬ومخاوف‭ ‬أمنية؛‭ ‬فقد‭ ‬استمرت‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وروسيا،‭ ‬حيث‭ ‬اتهم‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬الآخر‭ ‬بمحاولة‭ ‬تقويض‭ ‬تنفيذه‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية،‭ ‬مثل‭ ‬ادعاء‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تُظهر‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬سلمت‭ ‬625‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وكينيا،‭ ‬والصومال،‭ ‬واليمن،‭ ‬والسودان‭.‬

ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬تراجعت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬أرقام‭ ‬الصادرات‭ ‬بنسبة‭ ‬29%‭ ‬في‭ ‬أبريل،‭ ‬و66%‭ ‬في‭ ‬مايو،‭ ‬مع‭ ‬اتهام‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لروسيا‭ ‬بتقويض‭ ‬الاتفاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبطاء‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬عشرة‭ ‬يوميًا‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬اثنتين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وقف‭ ‬الصادرات‭ ‬من‭ ‬ميناء‭ ‬‮«‬بيفديني‮»‬‭ ‬الأوكراني‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬استفادتها‭ ‬من‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬والخاص‭ ‬بتقليل‭ ‬العقوبات‭ ‬والقيود‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والأسمدة،‭ ‬فيما‭ ‬طالبت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرار‭ ‬الصفقة،‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬وسائل‭ ‬التأمين‭ ‬لسفنها‭ ‬التجارية‮»‬،‭ ‬و«استئناف‭ ‬إمدادات‭ ‬الآلات‭ ‬الزراعية‭ ‬وقطع‭ ‬الغيار‮»‬،‭ ‬و«تحرير‭ ‬أصول‭ ‬وحسابات‭ ‬شركاتها‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأغذية‭ ‬والأسمدة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬اختلاف‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬حول‭ ‬الأرقام‭ ‬الخاصة‭ ‬بصادرات‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬وعدم‭ ‬رغبتهما‭ ‬في‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تفاصيلها‭ ‬مع‭ ‬محاولة‭ ‬تجديد‭ ‬الاتفاق،‭ ‬أنهت‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬‭ ‬اعترافها‭ ‬به،‭ ‬وشنت‭ ‬ضربات‭ ‬ضد‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدانه‭ ‬المسؤولون‭ ‬والمعلقون‭ ‬الغربيون،‭ ‬حيث‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‮»‬،‭ ‬ورأت‭ ‬‮«‬ليندا‭ ‬غرينفيلد‮»‬،‭ ‬سفيرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يتسم‭ ‬بالقسوة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بـ‮«‬غير‭ ‬المعقول‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬ريتش‭ ‬أوتزن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الانسحاب‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬رغبة‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬‮«‬تخفيف‭ ‬ضغط‭ ‬العقوبات،‭ ‬ويشكل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬التفاوضية،‭ ‬وكسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬المناورة‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬تجعل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإنسانية‭ ‬مشروطة‭ ‬بتنازلات‭ ‬تخدم‭ ‬مفاوضاتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬تيموثي‭ ‬آش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بلوباي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬جزء‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬لإعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬بعد‭ ‬التمرد‭ ‬المحرج‭ ‬لمرتزقة‭ ‬فاغنر‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬2023‮»‬،‭ ‬و«دليل‭ ‬على‭ ‬اليأس‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬بوتين‭ ‬لنيل‭ ‬أي‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬النفوذ‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬حافظت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬محايدة،‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أساسًا‭ ‬لتسوية‭ ‬نهائية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬أيضًا‭ ‬مزاعم‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬بحرمانها‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬الأخرى‭ ‬بالكامل،‭ ‬مستشهدة‭ ‬ببيانات‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬مصدري‭ ‬الحبوب،‭ ‬واتحاد‭ ‬منتجي‭ ‬الأسمدة‭ ‬في‭ ‬روسيا،‭ ‬بأن‭ ‬حجم‭ ‬صادراتها‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الانتعاش،‭ ‬بفضل‭ ‬تصدير‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لأسواق‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬آثار‭ ‬الصفقة‭ ‬المنهارة‭ ‬بدت‭ ‬واضحة‭ ‬سريعا،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬اهتزاز‮»‬‭ ‬أسعار‭ ‬القمح،‭ ‬حيث‭ ‬قفز‭ ‬المؤشر‭ ‬القياسي‭ ‬للأسعار‭ ‬الدولية‭ ‬للسلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬وارتفعت‭ ‬قيمة‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬للقمح‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬‮«‬شيكاغو‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬4%‭. ‬فيما‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعاره‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬الأوروبية‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬8%،‭ ‬فيما‭ ‬قفزت‭ ‬أسعار‭ ‬الذرة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬5%‭. ‬وأشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬إيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القفزات‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭ ‬لأن‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭ ‬كانت‭ ‬تتوقع‭ ‬انهيار‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فيما‭ ‬أرجعت‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬صادرات‭ ‬استراليا،‭ ‬وروسيا،‭ ‬وكندا‭ ‬‮«‬استثنائيا‮»‬‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬إميلي‭ ‬ماكغارفي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬انقطاع‭ ‬الإمدادات‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار؛‭ ‬فإن‭ ‬التأثير‭ ‬سيظهر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة‮»‬‭.‬

وعليه،‭ ‬حذر‭ ‬الخبراء‭ ‬والمسؤولون‭ ‬الدوليون‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬ظروف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭. ‬ومع‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬نغوزي‭ ‬إيويالا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬تدفق‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬حاسم‭ ‬لاستقرار‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‮»‬؛‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬نيكول‭ ‬غولدن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بالمشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والمناطق‭ ‬النامية‭ ‬الأخرى‭ ‬يصعب‭ ‬وصفه،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬متقلبا‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬سجل‭ ‬مؤشر‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‮»‬‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬الفاو‭) ‬لأسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2020،‭ ‬‮«‬93‮»‬‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأثيرات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬تسبب‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬ارتفاعه‭ ‬إلى‭ ‬160‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاضه‭ ‬إلى‭ ‬122‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬‮«‬غولدن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أعلى‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض،‭ ‬وحوالي‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المتوسط،‭ ‬مع‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬الحقيقي‭ ‬30%‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬و80%‭ ‬في‭ ‬زيمبابوي‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬روسيا‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب‭.‬

وفي‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬موريثي‭ ‬موتيجا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الصفقة‭ ‬المنهارة‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬جوهريًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬شحنات‭ ‬الحبوب‭ ‬التي‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬‮«‬استقرار‭ ‬الإمدادات‭ ‬بالسوق‭ ‬العالمية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسعار‭ ‬نسبيًا‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬تعذر‭ ‬إحياء‭ ‬الصفقة،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬سيعقد‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬يعد‭ ‬توقيت‭ ‬الانسحاب‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬إشكاليًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يضرب‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬أسوأ‭ ‬موجة‭ ‬جفاف‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬عقود،‭ ‬ويحتاج‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬كينيا،‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان،‭ ‬والصومال،‭ ‬إلى‭ ‬مساعدات‭ ‬غذائية‭ ‬إضافية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يعتمدون‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬المستوردة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬ستبدأ‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬وسائل‭ ‬لمواجهة‭ ‬‮«‬تفاقم‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ستتبع‭ ‬‮«‬حتما‮»‬‭ ‬انهيار‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاج‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بنسبة‭ ‬35‭-‬40%‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الحرب؛‭ ‬فإن‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬كمزود‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭-‬15%‭ ‬من‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬العالمية،‭ ‬سيُظهر‭ ‬مؤشرات‭ ‬انهيار‭ ‬صفقات‭ ‬التصدير‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬باتفاقية‭ ‬الحبوب‭ ‬فإن‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬لإحيائها‭. ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬رضوخه‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬انتهت»؛‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي،‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬يرغب‭ ‬بالاستمرار‭ ‬فيها،‭ ‬وأنه‭ ‬سيثير‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬لقائه‭ ‬المقبل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭. ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬أوتزن‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬‮«‬استمرار‮»‬‭ ‬الصفقة؛‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وتركيا‭ ‬وبقية‭ ‬أوروبا،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬ستقدم‭ ‬‮«‬تنازلات‭ ‬متواضعة‮»‬‭ ‬لروسيا،‭ ‬والتي‭ ‬ستقبل‭ ‬بها،‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬التكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للوقف‭ ‬المطول‭ ‬لشحنات‭ ‬الحبوب‭ ‬ستضر‭ ‬بها‭ ‬أيضا‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬توقف‭ ‬الصفقة،‭ ‬أضحى‭ ‬احتمال‭ ‬نشوب‭ ‬صراع‭ ‬عسكري‭ ‬إضافي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬احتمالًا‭ ‬قويًا‮»‬‭. ‬ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الروسية‮»‬،‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬سفن‭ ‬تبحر‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تُعتبر‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬‮«‬ناقلات‭ ‬محتملة‭ ‬للبضائع‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فهي‭ ‬أهداف‭ ‬للهجوم؛‭ ‬أعلنت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مواصلة‭ ‬شحن‭ ‬الحبوب‭ ‬من‭ ‬موانئها‭ ‬بمرافقة‭ ‬مسلحين،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬سيثير‭ ‬قلق‭ ‬‮«‬حدوث‭ ‬تصعيد‮»‬‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ«تشارلي‭ ‬سيرناتينغر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ماركس‭ ‬كابيتال‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬تهديدات‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬بمهاجمة‭ ‬جميع‭ ‬الشحنات‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬متعاونة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬كييف‮»‬،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬علمها،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يقطع‭ ‬جميع‭ ‬شحنات‭ ‬الحبوب‭ ‬المنقولة‭ ‬بحرًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬مخاوف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

وبينما‭ ‬استبعد‭ ‬‮«‬أوتزن‮»‬،‭ ‬احتمال‭ ‬قيام‭ ‬المرافقة‭ ‬العسكرية‭ ‬بحماية‭ ‬سفن‭ ‬الحبوب،‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬الروسية،‭ ‬فقد‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬‮«‬مستعدة‭ ‬لتصعيد‭ ‬بحري‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لاستعادة‭ ‬الصفقة‭ ‬معقدة‭ ‬أيضًا؛‭ ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬العدائية‭ ‬بين‭ ‬الغرب‭ ‬وروسيا‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬السرد‭ ‬العام‭ ‬لمجريات‭ ‬الحرب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الأصلية‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬أوضحت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬إيكونوميست‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬تعاطف‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب‭ ‬‮«‬سيتهمان‭ ‬بعضهما‭ ‬بإلغاء‭ ‬الصفقة‮»‬،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬معركتهما‭ ‬لإقناع‭ ‬الدول‭ ‬المتضررة‭ ‬بأن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬هو‭ ‬ارتفاع‭ ‬حتمي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬بلينكين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تراقب‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تصرفات‭ ‬موسكو‭ ‬عن‭ ‬‮«‬كثب‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حرمان‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحتاجين‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬الطعام‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬ألقت‭ ‬روسيا‭ ‬اللوم‭ ‬في‭ ‬انهيار‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬‮«‬التخريب‭ ‬الموسع‮»‬‭ ‬للدول‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخاصة‭ ‬فوق‭ ‬أولوية‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬تمكنت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إقناعها‭ ‬بعدم‭ ‬إصدار‭ ‬إدانات‭ ‬علنية‭ ‬لشنها‭ ‬الحرب،‭ ‬فإن‭ ‬حججها‭ ‬لإنهاء‭ ‬تعاونها‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب،‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬قد‭ ‬أقنعت‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬كينيا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬استقبلت‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬سيرجي‭ ‬لافروف‮»‬،‭ ‬ووافقت‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية،‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬كورير‭ ‬سينجوي‮»‬،‭ ‬مسؤول‭ ‬بالخارجية‭ ‬الكينية،‭ ‬الانسحاب‭ ‬الروسي‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬طعنة‭ ‬في‭ ‬الظهر‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يمثل‭ ‬انهيار‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب‭ ‬ضربة‭ ‬أخرى‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتسهيل‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬الدولية‭ ‬المتفاقمة‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬حجج‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصفقة،‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الكثيرين،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬استكشاف‭ ‬أثر‭ ‬الإدانة‭ ‬لقرارها‭ ‬وترجمته‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬متوقفًا‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭.‬

وعليه،‭ ‬يتبقى‭ ‬أن‭ ‬محاولات‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬لإلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬حقيقة‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬احتمال‭ ‬انخفاض‭ ‬الصادرات‭ ‬والتصعيد‭ ‬العسكري،‭ ‬حيث‭ ‬ستواجه‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬الآن‭ ‬جولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا