تخرج في كلية الحقوق، اجتهد كي يجد عملا في مكتب محاماة، لكنه لم يجد أي فرصة حقيقية لمحاولاته. لم يصبه ذلك باليأس. فكر مليا، وقرر ان يستمر في تلك الخبرة المحدودة التي يمتلكها في مجال العقارات.
مرت السنوات حتى بات إمبراطورا في القطاع العقاري حول العالم. بل صنفه «بلومبرغ» عام 2018 في الترتيب 397 كأغنى شخص على كوكب الارض بثروة قيمتها 4,4 بلايين دولار، قبل ان ترتفع هذه الثروة الى 5,2 مليارات دولار عام 2022 وفقا لمجلة «فوربس» المتخصصة.
إنه سام زيل، رجل الأعمال والملياردير الأمريكي الذي ابتدأ من الصفر، وهو مؤسس ورئيس مجلس ادارة إكويتي إنترناشيونل المتخصصة في العقارات. الى جانب ترؤسه عددا كبيرا من الشركات العامة إكويتي لايف ستايل بروبرتيز، إكويتي كومنويلث، كوفانتا القابضة للطاقة، وأنيكستر.
تعود اصول زيل الى بولندا، حيث هاجر والداه الى الولايات المتحدة. وتميز سام زيل الذي ولد عام 1941 بذكاء وقدرة على استثمار الفرص وتطويرها على الرغم من ان مستواه التعليمي كان متوسطا.
وكان دخوله الأول الى عالم العقارات وهو طالب في كلية القانون في جامعة ميشيغان من خلال إدارة العقارات المؤجرة، حيث لاحظ ان الكثير من الطلاب يسكنون في شقق متواضعة في بنايات محيطة بالجامعة مقابل إيجار شهري. وهنا بدأ التفكير في مشروع محدود، حيث استطاع اقناع أحد المطورين الذين يملكون عددا من الشقق للتأجير، في ان يعطيه فرصة إدارة عدد من الشقق مقابل الحصول على إيجار أعلى من السعر المعروض في ذلك الوقت.
وكان زيل يعرف اذواق الطلاب والمتطلبات التي تلائمهم. وبالفعل حصل على إدارة شقة واحدة، وهنا قام بمساعدة بعض زملائه في إعادة طلاء الشقة وتأثيثها بأثاث اسكندنافي كان هو الموضة السائدة في ذلك الوقت. وكانت النتيجة انه استطاع تأجير الشقة بمبلغ اعلى مما توقعه حتى هو.
وهنا اقتنع به المطور وأعجب بمعرفته بما يريده الطلبة. ومنحه عقد مسكن كبير في آن أربر، ثم عرض عليه عدة بنايات يمتلكها كي يديرها. ليقوم زيل بتكرار العملية من خلال تجديد الشقق وتأثيثها، ويحصل في النهاية على عمولة عالية كانت تكفي لتسديد رسوم الجامعة وتوفير احتياجاته طوال فترة الدراسة. ودخل في هذه المرحلة في شراكة مع بعض زملائه خاصة زميله في الأخوية روبرت هـ. لوري. وفي تلك الفترة نجح مع زميله في إدارة أكثر من أربعة آلاف مسكن، لكنه لم يقنع بذلك، بل جمع كل ما يمتلك مع زميله وما حققاه من أرباح ووضعها في البنك ثم قدم على قرض لشراء مبنى صغير قام بتجديده وتأثيثه ثم تأجيره على الطلاب. ومن عوائد الإيجارات كان يسدد أقساط القرض. وبذلك استطاع ان يمتلك عقارا وهو مازال طالبا في الجامعة. وكانت هذه اللبنة الحقيقية لانطلاقته القوية في عالم العقارات، لاسيما مع ارتفاع أسعار العقارات في الثمانينيات وزيادة الاقبال على الجامعات.
ومع الأيام تطورت اعماله وكرر العملية ليتخرج وهو يمتلك ثلاث بنايات.
وبعد تخرجه حاول الحصول على فرصة عمل في مكاتب المحاماة وبنفس الوقت التخصص في القضايا العقارية، لكنه لم يوفق في ذلك، بل لم يقتنع أحد به او بأفكاره وخبرته في إدارة العقارات. ويقال انه حصل على فرصة في مكتب محاماة وعمل أسبوعا واحدا لكنه وجد من الصعوبة المواصلة، فاستقال وعاد الى القطاع العقاري. واتجه الى استثمار خبرته بالمجال لاسيما في الشقق التي تؤجر على طلاب الجامعات. فأخذ يدرس الأوضاع المحيطة في عدد من الجامعات بولايات مختلفة. ونجح في إقناع عدد من المستثمرين في مشاركته بمشروع شراء عمارات سكنية بقروض وإعادة تجديدها ثم تأجيرها بأسعار أعلى. وبالفعل تمكن من شراء مجمع سكني يضم حوالي 100 شقة. واستطاع سام زيل أن يحقق عائدا بلغ 19%. واستمر في الاستثمار، حيث تمكن من شراء مبنى سكني في توليد وعدة مبان سكنية في رنو ونفادا مثل أبراج أرلينكتون.
وفي عام 1968، أسس زيل شركة إكويتي كروب للاستثمارات، قبل ان يعود للعمل مع زميله وشريكه السابق روبرت لوري، ومعا نجحا في تحويل الشركة الى مؤسسة ضخمة هي نواة لأكبر ثلاث شركات عقارية عامة في التاريخ هي: إكويتي رزيدنتيال التي تعتبر أكبر مالك سكاني في الولايات المتحدة. وإي كيو أوفيس وهي أكبر مالك مكاتب في الولايات المتحدة، وإكويتي لايف ستايل، المالك والمشغل لمنازل مصنعة وتجمعات منتجعات. وبات زيل معروفاً بالأب المؤسس لصناعة العقارات الحديثة.
وكان زيل يصطدم كثيرا مع مشاركيه إزاء قرارات مختلفة بشأن الاستثمارات، ويكتشفون في النهاية انه دائما كان على صواب في استنتاج اتجاهات الأسواق العقارية. ومن ذلك استغلاله لتراجع أسواق واسهم العقارات في التسعينات، وافلاس الكثير من الشركات العقارية او تعثرها. حيث استحوذ على الكثير من الشركات المهددة بالإفلاس، حتى امتلك أصولا عقارية تبلغ قيمتها أربعة مليارات دولار. وقام بتجديدها وتأجيرها، حتى ارتفعت قيمة الأصول لديه الى اكثر من 30 مليار دولار بين شقق سكنية وكاتب تجارية حتى أصبح ملك العقارات.
من الاقوال المشهورة لسام زيل: إذا تمكنت من العثور على مدينة كبيرة بها نظام مدارس عامة جيد وفعال، فيجب عليك شراء جميع العقارات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك