(يمشي وعينه في المدى سحرٌ
وقافيته في الفؤاد صبٌّ مستهام ُ
رقيق الكلام بليغ اللغة، سَيْسَبان الشفاءُ
(زكيٌ) على أعرافه وردٌ بهيُّ العناق).
زكي إبراهيم علي السالم: شـاعر وكاتب من المملكة العربية السعودية، مهتم بأدب الرحالات وله زاوية على اليوتيوب بعنوان حديث الثلاثاء يسلط فيها الضوء على الادب والأدباء، شاعر يمتلك ناصية الكتابة الرصينة، فمنذ بدايته لكتابة الشعر في العام في1986 وهو في بحر عميق يغوص في ازرقه باحثاً عن درر البلاغة وميزان صلابة اللغة الرصينة.
فالشاعر زكي السالم، على الرغم مما يمتلك من قدرة على كتابة القصيدة الغزلية – العذرية فإنه ضد كتابة القصيدة الإباحية، مثله مثل أي شاعر له في الألم نصيب وفي الحب نصيب، فلا يستطيع نقل مشاعره دون أن تكون الرؤية واضحة لديه، ينقل عبر هذه الرؤية مشاعره كقوله في قصيدة ابتسامة حيرى:
لي من الحزن عيون غائرات
وشفاه ذبلت فيها الحياة
وفؤاد خُنق النبض به
وضلوع مزقتها النائبات
وابتسامات حيارى، لم تعد
تهب الروح المنُى والأمنيات
يا لهذا القلب في أوجاعه
لومن الجلمود لاندك فتات
بهذا المعنى، تدخل القصيدة طيات قلب السالم، فتحمل ما يضنيها وما يفرحها من دون أن تدير ظهرها بعيداً عما يشغل القلب من وجع أو فرح، كل في سياق معناه يدخل ضمن سياق الكتابة لدى السالم، وضمن تجربة لا تبتعد عن انشغالات الأدب والأدباء.
والجميل أن السالم عندما يتحدث في زاوية الثلاثاء يقرب مستمعيه منه فلا يمكن ان تغادره دون ان يحمّلك زوادة من الأدب الرفيع، فالحكاية تبدأ عنده بتلمس خاص ولغة شفيفة تنقل المستمع مباشرة لروح الحديث الذي يسرده السالم من دون تكلف أو حاجة للوقوف، فالشواهد لديه مدروسة بعناية دقيقة وحرصه على افادة المستمعين لما يطرحه في مجالات الشعر والأدب.
فليس غريباً على مثل زكي السالم، كونه خبيرا ومتذوقا، فانت أيها المستمع لا شك قد تكون ضمن الأسرى لحديثه الذي يغنيك الرجوع إلى المصدر، كونه من الحرص والدقة في اقتباس المادة التي يريد التحدث عنها مخلصاً وفاحصاً بعناية الخبير لها حتى لا تذهب بعيداً عن مائدته الشهية وينقلها بسلاسة ذات فائدة عالية التحبير والحفظ.
فالأدب والأدباء هم مادة حية عبر أحاديثهم التي كلما شدّ بعدها اقتربت من عوالم السالم، ليقربها لكل محبيه بلغة سليمة وشيقة بعيدة عن المثالب والإسهاب الممل.
ولأن زكي السالم منذ بداية مشواره في كتابته القصيدة، استثمر كل احاسيسه في التعاطي مع القصيدة الغزلية التي استوطنت أكثر أدبياته تمكناً من الصعود على صهوته بحرية تامة وبعد عالي النقل.
وضمن حوار أجرته معه: نظمية الدرويش في شبكة فجر الثقافية قال زكي السالم عن الشعر: «لا شك أن الشعر كان ولم يزل مرآة الفيض الشعوري الأولى والمؤتمن على نقل الدفق العاطفي، وتشخيص ثائر الأحاسيس وساكنها، ومن أهم محطاته، هو ذلك النوع من فجّر الأحاسيس وموقدها واقصد به الشعر الغزلي المتمثل في خطاب الأنثى». هو هكذا الشاعر زكي السالم، في مدائن احلامه تسكن الأنثى لتحرك ما بداخله من حنين جارف لكل ما هو صادق وعفيف، له من شذى الطيب ما يغذي القلب بعنفوان الشباب ويحرك الكامن في النفس.
(وتحنو عليك يا زكي السالم، عرائس احلام الهوى، لتدنو من وهج ذلك العنفوان المسكون بشغف الياسمين، في مدائن لا تغلق ابوابها دون أن يفترش العشق لك مرقداً، تعيدُ فيه لمحبيك حكاية لا تشبه ليلى العامرية ولا قيس الملوح، بل هي من ارض توسدت عطاؤها بالنخيل الباسقات، ذات العذوق العذارى، في بحر له جغرافيا من طيلسان الفقه والفلسفة والأدب البليغ).
a.astrawi@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك