العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التحالفات العسكرية في الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬حلت‭ ‬الذكرى‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثون‭ ‬للغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو‭ ‬الذي‭ ‬تطلب‭ ‬تكوين‭ ‬تحالف‭ ‬دولي‭ ‬يضم‭ ‬34‭ ‬دولة‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬أممية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬قراراً‭ ‬أصدرها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬جميعها‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬يجيز‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬لإنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬وهي‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬خلال‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬انعقاد‭ ‬دائم‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬أحداث‭ ‬الغزو‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬معروفة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬إنهاء‭ ‬الغزو‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سوى‭ ‬أحد‭ ‬ستة‭ ‬تحالفات‭ ‬شهدتها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها،‭ ‬وإن‭ ‬تباينت‭ ‬أهدافها‭ ‬وأطرافها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬حققتها،‭ ‬ولكن‭ ‬يجمعها‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬محيط‭ ‬إقليمي‭ ‬مضطرب‭ ‬شهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬انعكاس‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬أرادت‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسة‭ ‬الحياد‭.‬

ووفقاً‭ ‬لمفهوم‭ ‬التحالفات‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬التزام‭ ‬تعاقدي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بهدف‭ ‬اتخاذ‭ ‬سياسات‭ ‬وتدابير‭ ‬عسكرية‭ ‬جماعية‭ ‬تعكسها‭ ‬مؤسسات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬فإن‭ ‬إقرار‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تأسيس‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كونها‭ ‬الآلية‭ ‬العسكرية‭ ‬الذاتية‭ ‬لحماية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وحرص‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ ‬1993‭ ‬و2005‭ ‬و2009‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬مسماها‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الموحدة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2021،‭ ‬وكان‭ ‬لتلك‭ ‬القوات‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬وحرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭  ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خلال‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭.‬

ويأتي‭ ‬التحالف‭ ‬الثاني‭ ‬وهو‭ ‬تحالف‭ ‬الإرادة‭ ‬الجادة‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬رونالد‭ ‬ريجان‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬1987‭ ‬حتى‭ ‬سبتمبر‭ ‬1988‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬قام‭ ‬طرفا‭ ‬الحرب‭ ‬باستهدافها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬وهو‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مهمته‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬نقص‭ ‬كاسحات‭ ‬الألغام‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬دولي‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬التدخل‭ ‬آنذاك،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ارتباط‭ ‬الأمر‭ ‬بالصراع‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع،‭ ‬ولكن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬كانت‭ ‬حماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاون‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وقوات‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭.‬

ويتمثل‭ ‬التحالف‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬أيضاً‭ ‬بظروف‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وكان‭ ‬فرصة‭ ‬مواتية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬عموماً‭ ‬لتأكيد‭ ‬مفهوم‭ ‬القطبية‭ ‬الأحادية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬آنذاك،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬تطبيقاً‭ ‬مهماً‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وفقاً‭ ‬للفصل‭ ‬السابع،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬ملزمة‭ ‬وتجيز‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬جيش‭ ‬دولي‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬فقد‭ ‬دأبت‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬مضامين‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬ثم‭ ‬المادة‭ ‬51‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬تقر‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬للدول‭ ‬فرادي‭ ‬أو‭ ‬جماعات‭ ‬حال‭ ‬التعرض‭ ‬لاعتداء‭.‬

وفي‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬جاء‭ ‬التحالف‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ويضم‭ ‬عشر‭ ‬دول‭ ‬تتباين‭ ‬مساهماتها،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني،‭ ‬وهو‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬أيضاً‭ ‬جاء‭ ‬وفقاً‭ ‬لحق‭ ‬الدفاع‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬وطلب‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وإشارة‭ ‬بعض‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬لذلك‭ ‬الحق‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هدف‭ ‬التحالفات‭ ‬السابقة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬فإن‭ ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬قد‭ ‬تطلبت‭ ‬أيضاً‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬وكان‭ ‬التحالف‭ ‬الخامس‭ ‬هو‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وهو‭ ‬مبادرة‭ ‬سعودية‭ ‬كإطار‭ ‬يضم‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العسكرية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬الأمنية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والفكرية‭ ‬ويعمل‭ ‬وفقاً‭ ‬لمواثيق‭ ‬منظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومقره‭ ‬الرياض‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تجدد‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مجدداً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬السادس‭ ‬وهو‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعضوية‭ ‬6‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهي‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬سانتينال‮»‬‭ ‬وتستهدف‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مروراً‭ ‬بخليج‭ ‬هرمز‭ ‬وبحر‭ ‬عمان‭ ‬حتى‭ ‬باب‭ ‬المندب‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعكس‭ ‬خمس‭ ‬ملاحظات‭ ‬أولها‭: ‬ارتباط‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالصراعات‭ ‬وخاصة‭ ‬خروج‭ ‬الصراعات‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬المألوف‭ ‬نحو‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬تطلب‭ ‬تأسيس‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات،‭ ‬وثانيها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬وكذلك‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬بدور‭ ‬مكمل‭ ‬للمنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬اعتداء،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬الدور‭ ‬قد‭ ‬أتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬لتأسيس‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بتلك‭ ‬المهام،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تتطلب‭ ‬تدخلاً‭ ‬عاجلاً،‭ ‬وثالثها‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬التحالفات‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬كافة‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضاً‭ ‬منها‭ ‬قد‭ ‬رتب‭ ‬خللاً‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ورابعها‭: ‬التحالفات‭ ‬تعكس‭ ‬التنافس‭ ‬والصراع‭ ‬بين‭ ‬مفهومي‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحدود‭ ‬تلاشت‭ ‬بين‭ ‬المفهومين‭ ‬ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬لحسم‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬فإن‭ ‬التحالفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لاتزال‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يشهده‭ ‬النظام‭ ‬العالمي،‭ ‬وخامسها‭: ‬حظيت‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬بالنصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تحالفان‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬بشكل‭ ‬محدد‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بتأسيس‭ ‬أطر‭ ‬أخرى‭ ‬لمواجهتها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يثار‭ ‬تساؤل‭ ‬مهم،‭ ‬هل‭ ‬لتلك‭ ‬التحالفات‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؟‭ ‬وهو‭ ‬تساؤل‭ ‬له‭ ‬وجاهته‭ ‬ولكن‭ ‬ببساطة‭ ‬التحالفات‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬خيارات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬مسار‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬النظام‭ ‬الأمني‭ ‬المتعدد‭ ‬الدوائر‭ ‬يعد‭ ‬ملائماً‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومع‭ ‬تعدد‭ ‬التحالفات،‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬لايزال‭ ‬أساس‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭. ‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬

الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا