العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نشر الوعي البيئي في المجتمع ضرورة تنموية

بقلم: د. فاطمة ناصر

الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬البيئة‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬العالمي‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬ومعالجتها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬مشكلات‭ ‬بيئية‭ ‬تهدد‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية،‭ ‬ففي‭ ‬إطار‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬عقدت‭ ‬المؤتمرات‭ ‬العالمية‭ ‬وتعالت‭ ‬الأصوات‭ ‬بضرورة‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬البيئية‭ ‬تزايدت‭ ‬حدتها،‭ ‬حيثُ‭ ‬أدت‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬جماعية‭ ‬إلى‭ ‬إجهاد‭ ‬البيئة‭ ‬وكوكبنا‭ ‬الأرضي،‭ ‬وأشكال‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭ ‬إجهادًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بفعل‭ ‬الضغط‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المدروسة‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يسهم‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‭ ‬والتدمير‭ ‬الواضح‭ ‬للتنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬عليه‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬الحلول‭ ‬القابلة‭ ‬للتحقيق‭ ‬لتدارك‭ ‬المخاطر‭ ‬والتصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬نشأتها‭.‬

لذا‭ ‬كان‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬لنشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والوعي‭ ‬والفهم‭ ‬العميق‭ ‬للتحديات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬والماء‭ ‬والتربة‭ ‬وتدهور‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والاستنزاف‭ ‬المستمر‭ ‬للموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬إذ‭ ‬اتّسمت‭ ‬الممارسات‭ ‬البشريّة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بخطورة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬النّظام‭ ‬البيئي‭ ‬للأرض،‭ ‬وسبّبت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئيّة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬حاليًا‭.‬

‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬يتعدّى‭ ‬اهتمام‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬بحياتهم‭ ‬فقط،‭ ‬فالأرض‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬عليها‭ ‬ليست‭ ‬ملكًا‭ ‬للجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مسؤوليته‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬لتوفير‭ ‬عالم‭ ‬صحّي‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئيّة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضروريّة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬البيئيّة،‭ ‬المتوقّع‭ ‬حصولها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬نتيجة‭ ‬الممارسات‭ ‬البيئيّة‭ ‬الخاطئة،‭ ‬لذا‭ ‬يهدف‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬الفهم‭ ‬العميق‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬والبيئة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬السلوكيات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬البيئة‭ ‬وتحسن‭ ‬نوعية‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة،‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التدهور‭ ‬البيئي‭. ‬ويتطلب‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والتطبيق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمبادرات،‭ ‬مثل‭ ‬التعليم‭ ‬البيئي‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحركات‭ ‬البيئية‭ ‬والأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبيئة،‭ ‬والاستخدام‭ ‬المستدام‭ ‬للموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتطوير‭ ‬التقنيات‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬المجتمعات‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬تدابير‭ ‬وسياسات‭ ‬بيئية‭ ‬مستدامة‭.‬

إن‭ ‬حماية‭ ‬بيئتنا‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬الجميع‭ ‬انطلاًقا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وصوًلا‭ ‬إلى‭ ‬المواطن،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬نعتني‭ ‬بالبيئة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬البيئية،‭ ‬والتي‭ ‬كنا‭ ‬سببًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬إيجادها،‭ ‬مثل‭ ‬مشكلات‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬الغطاء‭ ‬النباتي،‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬مشكلة‭ ‬التصحر‭ ‬وزيادة‭ ‬التلوث،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والجفاف،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السلوكيات‭ ‬البشرية‭ ‬والتصرفات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الفرد‭ ‬تجاه‭ ‬بيئته،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية،‭ ‬مثل‭ ‬رمي‭ ‬النفايات‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬استهلاك‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مدروس،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬يوميًا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يوضح‭ ‬غياب‭ ‬مفاهيم‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬والوعي‭ ‬البيئي‭ ‬المستدام‭. ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬تتطلب‭ ‬تكاتف‭ ‬مختلف‭ ‬الجهود‭ ‬المجتمعية‭ ‬والتشارك‭ ‬الفعلي‭ ‬المتكامل،‭ ‬والالتزام‭ ‬الصحيح‭ ‬بتطبيق‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البيئي‭. ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬ومؤسساته‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬وأهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬آمنة‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬الملوثات،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬مقومات‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬البيئية‭ ‬العامة‭ ‬بات‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‭.‬

وقد‭ ‬برزت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬والتي‭ ‬تعدُ‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الرائدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬السلوك‭ ‬الإنساني‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬أسلوب‭ ‬وطريقة‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬البيئة،‭ ‬واستغلال‭ ‬مواردها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للتربية‭ ‬البيئية‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬دورًا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬ترشيد‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التهور‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الحديثة‭ ‬والسلوك‭ ‬الفردي،‭ ‬أما‭ ‬تأثير‭ ‬السلوك‭ ‬الفردي‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬فينُظر‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬كمصدر‭ ‬للمشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬وكحل‭ ‬لها،‭ ‬مثلاً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات،‭ ‬واستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬والسيارات‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الموفرة‭ ‬للوقود‭ ‬العاملة‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دور‭ ‬تأكيد‭ ‬الالتزام‭ ‬بتعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬الالتزام‭ ‬بعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬مجتمعنا‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬احترام‭ ‬الآخرين‭ ‬وحقوقهم‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

هناك‭ ‬عدة‭ ‬أساليب‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي،‭ ‬أهمها‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الممارسات‭ ‬والعادات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمارسها‭ ‬الفرد،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬برمجتها‭ ‬وتغييرها،‭ ‬وذلك‭ ‬بواسطة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والاسرة‭ ‬باعتبارهما‭ ‬شركاء‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ولأن‭ ‬الثقافة‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬قوة‭ ‬أي‭ ‬أمة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬وتربية‭ ‬الناشئة‭ ‬الصغار‭ ‬بشكل‭ ‬صحي‭ ‬ومسؤول‭ ‬تجاه‭ ‬وطنهم‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬الإعلام‭ ‬بجميع‭ ‬الوسائل‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬والقابلة‭ ‬للقراءة‭ ‬دورًا‭ ‬فريدًا‭ ‬وفعالًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترجمة‭ ‬خدماتها‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تأثير‭ ‬ومعرفة‭ ‬إيجابيات‭ ‬وأضرار‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬حيثُ‭ ‬إن‭ ‬مصلحة‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬وجوده‭ ‬ضمن‭ ‬بيئة‭ ‬سليمة‭ ‬وصحية‭ ‬آمنة‭.‬

وقد‭ ‬أدركت‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمعات‭ ‬أهميّة‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬والتّثقيف‭ ‬به،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬نوعيّة‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬تؤثّر‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬والحيوان،‭ ‬والنّبات،‭ ‬إذ‭ ‬تكمن‭ ‬أهميّة‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬النّقاط‭ ‬التّالية‭:‬

‭ ‬تعزيز‭ ‬الصّلة‭ ‬بالعالم‭ ‬الحقيقي‭:‬‮ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تثقيف‭ ‬الأفراد‭ ‬بأنّ‭ ‬ممارساتهم‭ ‬لا‭ ‬تؤثّر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬بيئتهم‭ ‬الصّغيرة‭ ‬التي‭ ‬يعيشون‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬تتعدّاها‭ ‬إلى‭ ‬وصول‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬حيويّة‭ ‬ومهمّة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬وقد‭ ‬تؤثّر‭ ‬على‭ ‬نوعيّة‭ ‬الحياة‭ ‬ككل،‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬البيئيّة‭ ‬الخاطئة‭ ‬لأمّة‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬تؤثّر‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬إذ‭ ‬يساعد‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬عواقب‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشريّة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان،‭ ‬مع‭ ‬الحيوان،‭ ‬والنّبات‭.‬

‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطّبيعيّة‭:‬‮ ‬يعد‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬أحد‭ ‬الوسائل‭ ‬التثقيفيّة‭ ‬المهمّة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطّبيعيّة،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬إلحاق‭ ‬الضّرر‭ ‬بها‭ ‬نتيجة‭ ‬التصرّفات‭ ‬والممارسات‭ ‬البشريّة،‭ ‬فالوعي‭ ‬البيئي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬التّكامل‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬فالحياة‭ ‬الاقتصاديّة‭ ‬ليست‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬البيئة،‭ ‬ومثلها‭ ‬الحياة‭ ‬التكنولوجيّة،‭ ‬والجماليّة،‭ ‬والبيولوجيّة‭.‬

‭ ‬إحداث‭ ‬فرق‭:‬‮ ‬يغرس‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬الأفراد‭ ‬أنّ‭ ‬تصرّفاتهم‭ ‬الفرديّة‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬أو‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يُحسب‭ ‬له‭ ‬حساب،‭ ‬فكل‭ ‬فرد‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الممارسات‭ ‬البيئيّة‭ ‬التصحيحيّة،‭ ‬مثل‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الطّاقة‭ ‬النّظيفة،‭ ‬وتجنّب‭ ‬الرّعي‭ ‬أو‭ ‬الصيد‭ ‬الجائر،‭ ‬أو‭ ‬إلحاق‭ ‬الضّرر‭ ‬بالغطاء‭ ‬النباتي‭ ‬الأخضر‭.‬

‭ ‬خلق‭ ‬جيل‭ ‬واعٍ‭ ‬بيئيًّا‭:‬‮ ‬يسهم‭ ‬التثقيف‭ ‬البيئي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكّرة‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬البيئيّة‭ ‬التصحيحيّة‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬التي‭ ‬سترث‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬وعيهم‭ ‬البيئي‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬نوعيّة‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬وأنّ‭ ‬احترامهم‭ ‬للبيئة‭ ‬ومواردها،‭ ‬وعناصرها،‭ ‬يعني‭ ‬حياة‭ ‬افضل‭ ‬لهم‭ ‬ولأبنائهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬مما‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وتجنّب‭ ‬أذيّة‭ ‬الحيوانات،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالزّراعة‭ ‬المنزليّة،‭ ‬وطرق‭ ‬إدارة‭ ‬النّفايات‭ ‬والتّعامل‭ ‬معها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيمانهم‭ ‬أنّهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئيّة‭ ‬الحاليّة،‭ ‬وأنّ‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأحيائهم‭ ‬ومناطقهم‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يعكس‭ ‬أثرًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأكبر‭.‬

وأخيراً‭ ‬مما‭ ‬تقدم،‭ ‬فإنه‭ ‬لبناء‭ ‬وعي‭ ‬بيئي‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬يتطلب‭ ‬جهودًا‭ ‬علمية‭ ‬مؤسسية‭ ‬منظمة‭ ‬يتم‭ ‬التخطيط‭ ‬لها،‭ ‬والإعداد‭ ‬لمحتواها‭ ‬وفق‭ ‬منهاج‭ ‬متكامل،‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التربية‭ ‬البيئية‭ ‬المباشرة‭ ‬بالتعليم‭ ‬البيئي‭ ‬المنتظم،‭ ‬والتربية‭ ‬البيئية‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬متمثلة‭ ‬بالإعلام‭ ‬البيئي،‭ ‬بحيث‭ ‬تسهم‭ ‬هاتان‭ ‬الوسيلتان‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الإدراك‭ ‬المعرفي‭ ‬للبيئة‭ ‬وما‭ ‬يتعلق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬وتحديات،‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إكساب‭ ‬المهارات‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الملائمة‭ ‬لبناء‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمواقف‭ ‬الإيجابية‭ ‬المتفاعلة‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬وتحدياتها،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬استشعار‭ ‬المسؤولية‭ ‬الذاتية‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬نحو‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬ومقدراتها،‭ ‬بترشيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬لمواردها‭ ‬من‭ ‬الاستنزاف‭ ‬والإسراف،‭ ‬وبما‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مسببات‭ ‬اختلال‭ ‬التوازن‭ ‬الطبيعي،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بالبيئة‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وتكنولوجية‭ ‬تعتبر‭ ‬جزءًا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬تؤثر‭ ‬فيه‭ ‬وتتأثر‭ ‬بما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬مستقبلية‭.‬

{ مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا