العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

آراء حول «إزالة الدولرة» من الاقتصاد العالمي

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٠ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

رغم‭ ‬وصف‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬له‭ ‬بأنه؛‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬وسيلة‭ ‬للتبادل‭ ‬عالميًا‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬تراجعت‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬73%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬احتياطيات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬انخفض‭ ‬إلى‭ ‬58%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جورجيو‭ ‬كافيرو‮»‬‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جلف‭ ‬استيت‭ ‬أناليتكس‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانهيار‮»‬‭ -‬نظرًا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يمثل‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المعاملات‭ ‬الدولية‭- ‬بل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬تدهور‭ ‬تدريجي‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لمجموعة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬الإقليمية‭ -‬التي‭ ‬أكد‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬7,3%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬يعاني‭ ‬الأمرين‭- ‬خاصة‭ ‬وسط‭ ‬الاتجاه‭ ‬المتزايد‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬الدولرة‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تقييم‭ ‬لديناميكية‭ ‬هذا‭ ‬النزع،‭ ‬وفق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ (‬IISS‭) ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬قيام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بـ«اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تتبني‭ ‬الدولار،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬نزعه‭ ‬من‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ -‬جزئيًا‭- ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬لجوء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬إلى‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬القاسية‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‮»‬‭.‬

وفقًا‭ ‬للخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬المعنيين‭ ‬بشؤون‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بدول‭ ‬الخليج،‭ ‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬نزع‭ ‬الدولرة‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬جرّاء‭ ‬هيمنة‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬بسبب‭ ‬استخدامها‭ ‬المتصاعد‭ ‬مؤخرًا‭ ‬للعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضد‭ ‬منافسيها‭ ‬الجيوسياسيين،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬القوى‭ ‬الناشئة‭ ‬غير‭ ‬الغربية‭ ‬حذرة‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬المفرط‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الغربي‭.‬

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬جيم‭ ‬كرين‮»‬‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬بيكر‭ ‬للسياسة‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬العقوبات‭ ‬المكثفة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفائها‭ ‬جعل‭ ‬التجارة‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬التبادل‭ ‬بالدولار‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬المطلقة‮»‬‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬سواءٌ‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬علاقات‭ ‬تجارية‭ ‬تحدث‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القواعد‭ ‬الأمريكية‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬كافيرو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬واستخدام‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬لعقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬قوية‭ ‬ضد‭ ‬موسكو،‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬مناهضة‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬تسارعًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬الدولرة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬الماضيين‭.‬

وتتمثل‭ ‬جهود‭ ‬للتعاون‭ ‬لمناهضة‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬وأمريكا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي‭ ‬في؛‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬كتلة‭ ‬جيو‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى‭ ‬تقع‭ ‬جنوب‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تضم‭ ‬أيًا‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬السبع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬وسيلة‭ ‬لتقويض‭ ‬الهيمنة‭ ‬العالمية‭ ‬للدولار‮»‬‭.‬

وبالفعل،‭ ‬فقد‭ ‬أقرض‭ ‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الجديد‭ (‬NDB‭) ‬التابع‭ ‬للـ«بريكس‮»‬‭ (‬33‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬لتمويل‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬مشروع‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحالية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضخه‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وبنجلاديش‭ ‬والإمارات‭. ‬

ولعل‭ ‬الخطط‭ ‬المبدئية‭ ‬للمجموعة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عملة‭ ‬تجارية‭ ‬مشتركة،‭ ‬التي‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬كرين‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬توفر‭ ‬لأعضائها‭ ‬‮«‬تأمينًا‭ ‬ضد‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬حذر‭ ‬المستشار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السابق‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮«‬جوزيف‭ ‬دبليو‮»‬‭ ‬سوليفان‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العملة‭ ‬قد‭ ‬‮«‬تهز‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬إزالة‭ ‬الدولرة‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬دول‭ ‬‮«‬البريكس»؛‭ ‬حيث‭ ‬تساءل‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلي‭ ‬‮«‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا»؛‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬البلدان‭ ‬أن‭ ‬تبني‭ ‬تجارتها‭ ‬على‭ ‬الدولار؟‮»‬،‭ ‬ولقد‭ ‬قامت‭ ‬إيران‭ ‬وروسيا‭ ‬بتوسيع‭ ‬استخدام‭ ‬عملتيهما‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لدعم‭ ‬اقتصادات‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬المتعثرة‭ ‬وتجنب‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية؛‭ ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أضاف‭ ‬‮«‬كافيرو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ -‬أكبر‭ ‬منافس‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭- ‬‮«‬لطالما‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬عملتها‭ ‬تكتسب‭ ‬قدرًا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬و«أمضت‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬زيادة‭ ‬اعتماد‭ ‬عملتها‭ ‬عالميًا‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإنه‭ ‬منذ‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬أبرمت‭ ‬قائمة‭ ‬موسعة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬مثل‭ ‬البرازيل‭ ‬والأرجنتين‭ ‬وروسيا‭ ‬صفقات‭ ‬تجارية‭ ‬ثنائية‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬باستخدام‭ ‬اليوان‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الدولار‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬وسعت‭ ‬الصين‭ ‬أيضًا‭ ‬تجارتها‭ ‬باليوان‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تذهب‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬‮«‬التعاون‮»‬‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إزالة‭ ‬الدولرة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الغربية،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬‮«‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ -‬في‭ ‬ضوء‭ ‬شراكاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭- ‬‮«‬لطالما‭ ‬دعمت‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الدولار‮»‬‭ ‬لتعزيز‭ ‬عمليات‭ ‬التمويل‭ ‬الدولي‭ ‬منذ‭ ‬السبعينيات‭.‬

فالعلاقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بينهم‮»‬‭ ‬قد‭ ‬دعمت‭ ‬وضع‭ ‬الدولار‭ ‬باعتباره‭ ‬العملة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬والتجارية‭ ‬الرئيسية‭ ‬عالميًا‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬المعهد‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬‮«‬لجوء‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬ضوابط‭ ‬التصدير،‭ ‬والعقوبات‭ ‬المالية،‭ ‬وتحديد‭ ‬الحدود‭ ‬القصوى‭ ‬لأسعار‭ ‬النفط؛‭ ‬ضد‭ ‬موسكو‮»‬،‭ ‬وتغيرت‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬‮«‬التعاون‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العقوبات‭ ‬تهدد‭ ‬بتفكيك‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي‭.‬

وأشار‭ ‬المعهد‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬‮«‬إزالة‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬بكين؛‭ ‬حيث‭ ‬حث‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬‮«‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تداول‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬والصين‭ ‬باليوان‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الدولار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اقتراح‭ ‬استخدام‭ ‬نظام‭ ‬الدفع‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬البنوك‭ ‬‮«‬CIPS‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬بديل‭ ‬صيني‭-‬روسي‭ ‬لنظام‭ ‬‮«‬سويفت‮»‬‭ ‬المالي‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬تعترف‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬

وعلق‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬السعودي،‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬الجدعان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬التكهنات‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬الغربيين‭ ‬حول‭ ‬توثيق‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السعودي‭-‬الصيني‭ ‬باستخدام‭ ‬اليوان،‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬دافوس‮»‬‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2023،‭ ‬مشيرًا‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬بعملات‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬الدولار‭ ‬لتحسين‭ ‬علاقاتها‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬لديها‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬كيفية‭ ‬تسوية‭ ‬ترتيباتها‭ ‬التجارية‭ ‬بأي‭ ‬شكلٍ‭ ‬كان‮»‬‭. ‬

علاوةً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬طلبت‭ ‬السعودية‭ ‬رسميًا‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬،‭ ‬وأيضًا‭ ‬احتمالية‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الجديد‭ ‬التابع‭ ‬للـ«بريكس‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬بديل‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬إيكونوميست‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستعزز‭ ‬وصول‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الأسواق‭ ‬الناشئة‮»‬‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬،‭ ‬وستكون‭ ‬أسواقها‭ ‬‮«‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬متزايدة‭ ‬لسياسة‭ ‬التصنيع‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬السعودية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬تم‭ ‬إبرام‭ ‬صفقة‭ ‬‮«‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬اتفاق‭ ‬لبيع‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والخليج‭ ‬باستخدام‭ ‬عملة‭ ‬اليوان،‭ ‬وبموجب‭ ‬ذلك‭ ‬اشترت‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الصينية‭ ‬للنفط‭ ‬البحري‭ ‬‮«‬سينوك‮»‬‭ ‬وتوتال‭ ‬إنرجي‭ ‬الفرنسية‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬

وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬إصدار‭ ‬سندات‭ ‬باليوان‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬ووسط‭ ‬‮«‬نقص‮»‬‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أعطى‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬العراقي‭ ‬أيضًا‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لاعتماد‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬باستخدام‭ ‬اليوان،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬العراق،‭ ‬لاحظ‭ ‬المعهد‭ ‬‮«‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬بغداد‭ ‬كافحت‭ ‬للترويج‭ ‬لاستخدام‭ ‬عملتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حظرت‭ ‬استخدام‭ ‬الدولار‭ ‬لتسوية‭ ‬المعاملات‭ ‬المحلية،‭ ‬وأن‭ ‬الصين‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬لاعب‭ ‬اقتصادي‭ ‬رئيسي‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬بسبب‭ ‬امتلاك‭ ‬شركاتها‭ ‬حصصًا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬نصف‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬بالعراق،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬بكين‭ ‬مناسبة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬هناك‭ ‬لتوسيع‭ ‬استخدام‭ ‬عملتها‭ ‬اليوان‭.‬

وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الصين،‭ ‬تقدم‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية‭ ‬أيضًا‭ ‬وسيلة‭ ‬جديدة‭ ‬لدول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لتنويع‭ ‬أصولها‭ ‬المالية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الدولار،‭ ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬عابر‮»‬‭ ‬للعملة‭ ‬الرقمية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬النقد‭ ‬العربي‭ ‬السعودي‮»‬‭ ‬ومصرف‭ ‬‮«‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬المركزي‮»‬‭ ‬لتجربة‭ ‬استخدام‭ ‬عملة‭ ‬رقمية‭ ‬ثنائية‭ ‬الإصدار‭ ‬لتسوية‭ ‬المعاملات‭.‬

كما‭ ‬شارك‭ ‬مصرف‭ ‬‮«‬الإمارات‭ ‬المركزي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬التسويات‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬في‭ ‬هونج‭ ‬كونج،‭ ‬وسلطة‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬هونغ‭ ‬كونغ،‭ ‬وبنك‭ ‬تايلاند،‭ ‬ومعهد‭ ‬‮«‬أبحاث‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لبنك‭ ‬‮«‬الشعب‭ ‬الصيني‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬الجسر‮»‬‭ ‬للعملات‭ ‬الرقمية‭ ‬للبنوك‭ ‬المركزية‭ ‬بهدف؛‭ ‬تسريع‭ ‬المدفوعات‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬وتمويل‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬البنوك‭ ‬المشاركة‭ ‬باستخدام‭ ‬العملات‭ ‬الرقمية‭ ‬للبنوك‭ ‬المركزية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬كافيرو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬‮«‬التعاون‮»‬‭ ‬ليسوا‭ ‬المحركين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للبعد‭ ‬عن‭ ‬الدولار،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬تعرض‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬للعقوبات‭ -‬خاصة‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الدعوات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لإزالة‭ ‬الدولرة‭- ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كالابريس‮»‬‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬أن؛‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُرى‭ ‬كأداة‭ ‬لإرسال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ليسوا‭ ‬‮«‬بيادق‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬بدائل،‭ ‬وأنهم‭ ‬يتوقعون‭ ‬ضمانات‭ ‬أمريكية‭ ‬حقيقية‭..‬‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬المنطقة،‭ ‬تؤيد‭ ‬إيران‭ ‬نزع‭ ‬الدولرة،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬سعت‭ ‬لإزالة‭ ‬الدولار‭ ‬من‭ ‬معاملاتها‭ ‬النفطية‭ ‬للتحايل‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬الأكثر‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬دولرة‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ -‬وفقًا‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭- ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإتمام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬وتركيا‭ ‬قد‭ ‬أُحبطت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الغرب،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬اضطرت‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬مستمر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬تدابيرها‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬نزع‭ ‬الدولرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬له‭ ‬حدوده‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كافيرو‮»‬‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬المالية‭ ‬الشاملة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬قد‭ ‬دفعت‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬عبر‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬للدولار‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬أفاد‭ ‬المعهد‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬بديل‭ ‬موثوق‭ ‬للدولار‭ ‬هو‭ ‬الحاجز‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬تبني‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭.‬

لايزال‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬هو‭ ‬العملة‭ ‬الاحتياطية‭ ‬الرئيسية‭ ‬للعملات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬التي‭ ‬تحتفظ‭ ‬بها‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬العالمية‭ ‬بنسبة‭ ‬استحواذ‭ ‬قُدرت‭ ‬بنحو‭ ‬59%‭ ‬من‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬متجاوزة‭ ‬بكثير‭ ‬احتياطات‭ ‬اليورو‭ (‬19,8%‭) ‬والين‭ (‬5,5%‭) ‬والجنيه‭ ‬البريطاني‭ (‬4,9%‭) ‬العالمية،‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬ارتفعت‭ ‬حصة‭ ‬اليوان‭ ‬في‭ ‬معاملات‭ ‬ومدفوعات‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬سويفت‮»‬‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2%‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬4,5%‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬يتخلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬الـ‭ ‬حصة‭ ‬84,3%‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭. ‬

ومع‭ ‬اعتراف‭ ‬‮«‬كرين‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬‮«‬أسهل‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬إنفاقه‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬الصينية،‭ ‬وبسبب‭ ‬سيطرة‭ ‬بكين‭ ‬الصارمة‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬والقيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬التحويلات‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬حدودها،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬استبدال‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭.‬

أن‭ ‬التحول‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليه‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬منافس‭ -‬بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭- ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يجلب‭ ‬معه‭ ‬تحديات‭ ‬رئيسية،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬المعهد‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬بكين‭ ‬‮«‬تاريخيًا‮»‬‭ ‬بخفض‭ ‬قيمة‭ ‬اليوان‭ ‬لتحسين‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬التصديرية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬حيازات‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وكذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للتحول‭ ‬إلى‭ ‬العملة‭ ‬الصينية‭ ‬أن‭ ‬يجلب‭ ‬معه‭ ‬أيضًا‭ ‬مطالب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬آسيوية‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬بتطبيق‭ ‬شروط‭ ‬مماثلة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬أسواقها‭ ‬باستيراد‭ ‬كميات‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬مثل‭ ‬اليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭.‬

ونتيجة‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل،‭ ‬خلُص‭ ‬المعهد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬لتقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬بديل‭ ‬موثوق‭ ‬حاليًا،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬تخليهم‭ ‬عن‭ ‬الدولار‭ ‬كليًا،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فالزخم‭ ‬المتزايد‭ ‬نحو‭ ‬إزالة‭ ‬الدولرة‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مزايا‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬وعملتها،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تسعى‭ ‬لتطوير‭ ‬مجموعة‭ ‬أدوات‭ ‬مالية‭ ‬بديلة‭ ‬أوسع‭ ‬وأشمل‭.‬

وأشارت‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬إيكونوميست‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬ستنضم‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬البريكس‮»‬‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬الأسواق‭ ‬الناشئة،‭ ‬ولكن‭ ‬المملكة‭ ‬ستحافظ‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬سياستها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬وتنويع‭ ‬تحالفاتها‭ ‬الدولية،‭ ‬وخلُصت‭ ‬التعليقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬تتمتع‭ ‬بأفضل‭ ‬احتمالية‭ ‬للنجاح،‭ ‬لكونها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬نزع‭ ‬الدولار‭ ‬من‭ ‬اقتصاداتها،‭ ‬وتلك‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تعتمده‭ ‬في‭ ‬معاملاتها،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الهجوم‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬اقتصادي‭ ‬تقوده‭ ‬أمريكا‭. ‬

وأشار‭ ‬‮«‬كالابريس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬العالمية‭ ‬الأوسع‭ ‬لن‭ ‬تستمر،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدمان‮»‬‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفائها‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬منافسيها‭ ‬الجيوسياسيين‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬وراء‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬نزع‭ ‬الدولار،‭ ‬ويبدو‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إيقافها،‭ ‬لذا‭ ‬فالسؤال‭ ‬الأساسي‭ ‬المطروح‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬‮«‬متى؟‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستنتهي‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي؟‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا