العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التماس للنظر في مشروع الحورة الإسكاني

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ١١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

‭  ‬درجت‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬ومنذ‭ ‬إنشائها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬انتهاج‭ ‬خطة‭ ‬إسكانية‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬لبناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المشكورة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬لتوفير‭ ‬السكن‭ ‬اللائق‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬المدن‭ ‬النموذجية‭ ‬الجديدة‭ ‬والحديثة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬تقنيات‭ ‬البناء‭ ‬مثل‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬ومدينة‭ ‬خليفة‭ ‬ومدينة‭ ‬شرق‭ ‬الحد‭ ‬ومدينة‭ ‬شرق‭ ‬سترة‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬وبناء‭ ‬المدارس‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬لتكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬استقروا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين،‭ ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تبذله‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تلقاه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وذلك‭ ‬تنفيذا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ -‬أيده‭ ‬الله‭- ‬لبناء‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬للمواطنين‭.‬

ولم‭ ‬تكتف‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬ببناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬بقروض‭ ‬ميسرة‭ ‬تدفع‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬أو‭ ‬ضغطا‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬والعائلة،‭ ‬وقدمت‭ ‬قروضا‭ ‬ميسرة‭ ‬للمواطنين‭ ‬ومنحت‭ ‬الاراضي‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الطابع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬عمدت‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬استملاك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬للانتفاع‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬شقق‭ ‬للمواطنين‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأحياء‭ ‬للم‭ ‬شمل‭ ‬العوائل‭ ‬البحرينية‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سكنهم‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬ولدوا‭ ‬وعاشوا‭ ‬وتربوا‭ ‬فيها،‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬وهجرها‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬ورغم‭ ‬الكلفة‭ ‬العالية‭ ‬للاستملاك‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬مقدرة‭ ‬ومشكورة‭ ‬وفي‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬شاهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إسكان‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬وهورة‭ ‬سند‭ ‬وحالة‭ ‬السلطة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭. ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬الأراضي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأراضي‭ ‬لبناء‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬عليها،‭ ‬التي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬أبناء‭ ‬المناطق‭ ‬الذين‭ ‬فضلوا‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬مناطقهم‭ ‬السكنية‭ ‬وعدم‭ ‬مغادرتها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬الأولوية‭ ‬عند‭ ‬توزيع‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭.‬

إننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬لبناء‭ ‬وحدات‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬شقق‭ ‬في‭ ‬الاحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬توجه‭ ‬صحيح‭ ‬ومهم،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬مناطقهم‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬نشأتهم‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ‬المبكرة‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬ومغادرتها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة‭. ‬فتنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬أحيائنا‭ ‬الشعبية‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬لعصفورين‭ ‬بحجر‭ ‬واحد‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬حيث‭ ‬سيستفيد‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تواجد‭ ‬العمالية‭ ‬الأجنبية‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬هجرها‭ ‬أهلها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬العناية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمقومات‭ ‬النظافة‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬يشكله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬اجتماعية‭ ‬لأهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬الذين‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطقهم‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬نظري‭ ‬وأنا‭ ‬أزور‭ ‬حبيبتي‭ ‬منطقة‭ ‬الحورة‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬استملكتها‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬مشكورة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحورة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬الحورة‭ ‬الإسكاني‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مسورة،‭ ‬لذلك‭ ‬نلتمس‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وذلك‭ ‬لحاجة‭ ‬أهالي‭ ‬الحورة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاسكاني‭ ‬الذي‭ ‬ينتظرونه‭ ‬بفارع‭ ‬الصبر،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬رفض‭ ‬مغادرة‭ ‬الحورة‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭.‬

إننا‭ ‬نلتمس‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬الموقرة‭ ‬ومن‭ ‬الوزيرة‭ ‬الشابة‭ ‬المهندسة‭ ‬آمنة‭ ‬بنت‭ ‬أحمد‭ ‬الرميحي‭ ‬وزيرة‭ ‬الإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وخصوصا‭ ‬ان‭ ‬الأراضي‭ ‬متوافرة‭ ‬وموجودة‭ ‬وتم‭ ‬استملاكها‭ ‬ولا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬توافر‭ ‬الميزانية‭ ‬سيكون‭ ‬عائقا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحيوي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأهالي‭ ‬الحورة،‭ ‬فالمساحة‭ ‬ليست‭ ‬كبيرة‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الميزانية‭ ‬فبالإمكان‭ ‬إشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أما‭ ‬بقاء‭ ‬الوضع‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬حاليا‭ ‬فيمكن‭ ‬ان‭ ‬يجعل‭ ‬الخسارة‭ ‬تكون‭ ‬خسارتين،‭ ‬خسارة‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬دفعها‭ ‬لاستملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬وخسارة‭ ‬أهالي‭ ‬الحورة‭ ‬للوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬أو‭ ‬الشقق‭ ‬التي‭ ‬ينتظرونها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا