العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

ولكن.. أين الله؟!

بقلم: د. نظمي خليل أبوالعطا

الجمعة ١٨ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

الصراع‭ ‬بين‭ ‬المؤمنين‭ ‬والمنكرين‭ ‬لوجود‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬والملحدين‭ ‬قديم‭ ‬قدم‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لآدم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬وزوجه‭ ‬وطلب‭ ‬الخالق‭ ‬من‭ ‬الملائكة‭ ‬السجود‭ ‬لآدم‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَلَقَد‭ ‬خَلَقنكُم‭ ‬ثُمَّ‭ ‬صَوَّرنَكُم‭ ‬ثُمَّ‭ ‬قُلنَا‭ ‬لِلمَلَائِكَةِ‭ ‬اسجُدُواْ‭ ‬لِآدم‭ ‬فَسَجَدُواْ‭ ‬إِلَّا‭ ‬إِبلِيسَ‭ ‬لَم‭ ‬يَكُن‭ ‬مِّنَ‭ ‬الساجِدِينَ‮ ‬‭(‬11‭)‬‮ ‬قَالَ‭ ‬مَا‭ ‬مَنَعَكَ‭ ‬أَلَّا‭ ‬تَسجُدَ‭ ‬إِذ‭ ‬أَمَرتُكَ‭ ‬قَالَ‭ ‬أَنَا‭ ‬خَير‭ ‬مِّنهُ‭ ‬خَلَقتَنِي‭ ‬مِن‭ ‬نَّار‭ ‬وَخَلَقتَهُ‭ ‬مِن‭ ‬طِين‮ ‬‭(‬12‭)‬‮ ‬قَالَ‭ ‬فَاهبِط‭ ‬مِنهَا‭ ‬فَمَا‭ ‬يَكُونُ‭ ‬لَكَ‭ ‬أَن‭ ‬تَتَكَبَّرَ‭ ‬فِيهَا‭ ‬فَاخرُج‭ ‬إِنَّكَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الصاغِرِينَ‮ ‬‭(‬13‭)‬‮ ‬قَالَ‭ ‬أَنظِرنِي‭ ‬إِلَى‭ ‬يَومِ‭ ‬يُبعَثُونَ‮ ‬‭(‬14‭)‬‮ ‬قَالَ‭ ‬إِنَّكَ‭ ‬مِنَ‭ ‬المُنظَرِينَ‮ ‬‭(‬15‭)‬‮ ‬قَالَ‭ ‬فَبِمَا‭ ‬أَغوَيتَنِي‭ ‬لَأَقعُدَنَّ‭ ‬لَهُم‭ ‬صِرَاطَكَ‭ ‬المُستَقِيمَ‮ ‬‭(‬16‭)‬‮ ‬ثُمَّ‭ ‬َلآتِيَنَّهُم‭ ‬مِّن‭ ‬بَينِ‭ ‬أَيدِيهِم‭ ‬وَمِن‭ ‬خَلفِهِم‭ ‬وَعَن‭ ‬أَيمَانِهِم‭ ‬وَعَن‭ ‬شَمَائِلِهِم‭ ‬وَلَا‭ ‬تَجِدُ‭ ‬أَكثَرَهُم‭ ‬شاكِرِينَ‮ ‬‭(‬17‭). ‬الأعراف‭ (‬11-17‭).‬

وبذلك‭ ‬بذر‭ ‬الشيطان‭ ‬بذرة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وشاء‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬الدين‭ ‬فتكون‭ ‬للحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬نواميسها‭ ‬التي‭ ‬تفرقها‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬الذر،‭ ‬وحياة‭ ‬الأمشاج‭ ‬والنطف‭ ‬والأرحام‭ ‬والحياة‭ ‬الآخرة‭.‬

وقد‭ ‬انزعج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬والمربين‭ ‬والمصلحين‭ ‬والنفسيين‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬صوت‭ ‬الملحدين‭ ‬المنكرين‭ ‬لوجود‭ ‬الله‭ ‬والمرجفين‭ ‬من‭ ‬عبدة‭ ‬وأتباع‭ ‬الشياطين،‭ ‬ومن‭ ‬إرجافاتهم‭ ‬كيف‭ ‬نؤمن‭ ‬بالله‭ ‬ولم‭ ‬نره‭ ‬بأعيننا‭ ‬أو‭ ‬نلمسه‭ ‬بأيدينا؟

هؤلاء‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬آدم‭ ‬أوقفوا‭ ‬عقولهم‭ ‬وتفكيرهم‭ ‬عند‭ ‬المرحلة‭ ‬الطفولية‭ ‬للإنسان‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬فيها‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬المحسوسات‭ ‬ليتعلم‭ ‬ويهدأ‭ ‬ويذعن‭ ‬لما‭ ‬يطلب‭ ‬له،‭ ‬فالطفل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬العينات‭ ‬والمجسمات‭ ‬والمصورات‭ ‬حتى‭ ‬يدرك‭ ‬ويفهم‭ ‬وكذلك‭ ‬الملحدون‭ ‬يريدون‭ ‬إلها‭ ‬مجسما‭ ‬أمامهم‭ ‬يرونه‭ ‬بأعينهم‭ ‬ويلمسونه‭ ‬بأيديهم‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬بنو‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عبادتهم‭ ‬للعجل‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬لهم‭ ‬السامري،‭ ‬وكما‭ ‬فعل‭ ‬المشركون‭ ‬الذين‭ ‬صنعوا‭ ‬الأصنام‭ ‬عبدوها،‭ ‬وكما‭ ‬يفعل‭ ‬المشركون‭ ‬حول‭ ‬القبور‭ ‬والأضرحة،‭ ‬ولذلك‭ ‬جاء‭ ‬الإسلام‭ ‬بالتوحيد‭ ‬الخالص‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬وعلم‭ ‬المصطفى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬الصحابة‭ ‬وتابعيهم‭ ‬ذلك،‭ ‬فعن‭ ‬أبي‭ ‬واقد‭ ‬الليثي‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬خرجنا‭ ‬مع‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إلى‭ ‬حنين‭ ‬ونحن‭ ‬حديثو‭ ‬عهد‭ ‬بكفر‭ -‬وكانوا‭ ‬أسلموا‭ ‬يوم‭ ‬الفتح،‭ ‬قال‭: ‬فمررنا‭ ‬بشجرة،‭ ‬فقلنا‭ ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬اجعل‭ ‬لنا‭ ‬ذات‭ ‬أنواط‭ ‬كما‭ ‬لهم‭ ‬ذات‭ ‬أنواط،‭ ‬وكان‭ ‬للكفار‭ ‬سدرة‭ (‬شجرة‭) ‬يعكفون‭ ‬حولها‭ ‬ويعلقون‭ ‬بها‭ ‬أسلحتهم‭ ‬يدعونها‭ ‬ذات‭ ‬أنواط‭.‬

قال‭ ‬فلما‭ ‬قلنا‭ ‬للنبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬قال‭: ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬وقلتم‭ -‬والذي‭ ‬نفسي‭ ‬بيده‭ - ‬كما‭ ‬قال‭ ‬بنو‭ ‬إسرائيل‭ ‬لموسى‭: ‬اجعل‭ ‬لنا‭ ‬إلها‭ ‬كما‭ ‬لهم‭ ‬آلهة،‭ ‬قال‭: ‬إنكم‭ ‬قوم‭ ‬تجهلون،‭ ‬لتركبن‭ ‬سنن‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬قبلكم‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬الترمذي‭ ‬وقال‭ ‬حسن‭ ‬صحيح‭.‬

إنها‭ ‬طفولية‭ ‬الفكرية‭ ‬المادية،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬بعض‭ ‬المسلمين‭ ‬يخافون‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الضريح‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يخافون‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يقول‭ ‬الملحد‭ ‬وكيف‭ ‬أؤمن‭ ‬بالله‭ ‬ولم‭ ‬أره‭ ‬أو‭ ‬ألمسه‭ ‬بيدي‭.‬

نحن‭ ‬نركب‭ ‬السيارات‭ ‬الفارهة‭ ‬والطائرات‭ ‬ولم‭ ‬نرى‭ ‬صانعها‭ ‬أو‭ ‬المصنع‭ ‬الذي‭ ‬أنتجها‭ ‬ونثق‭ ‬في‭ ‬صناعتهم‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬ركبنا‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬وعلى‭ ‬متنها‭ ‬مئات‭ ‬الركاب،‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬الطائرة‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موجد‭ ‬يظهر‭ ‬علمه‭ ‬وإتقانه‭ ‬وقدرته‭ ‬وإبداعه‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬والطائرة‭.‬

نحن‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ولكننا‭ ‬نرى‭ ‬علمه‭ ‬وإتقانه‭ ‬وقدرته‭ ‬وإبداعه‭ ‬في‭ ‬الزهرة‭ ‬بمحيطاتها‭ ‬المتقنة،‭ ‬ونرى‭ ‬قدرته‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬النباتية،‭ ‬والنبتة‭ ‬الصغيرة‭ ‬والشجرة‭ ‬العملاقة‭ ‬الكبيرة،‭ ‬لو‭ ‬ارتقى‭ ‬هذا‭ ‬الملحد‭ ‬بعقله‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬العقلية‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التفكير‭ ‬العقلي‭ ‬المجرد‭ ‬المستخدم‭ ‬للقدرات‭ ‬العقلية‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬التحليل،‭ ‬والتركيب‭ ‬ربط‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الموجودات‭ ‬ما‭ ‬أنكر‭ ‬وجود‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬أو‭ ‬يلمسه،‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الخالق‭ ‬ولكننا‭ ‬نرى‭ ‬أثره‭ ‬في‭ ‬خلقه‭ ‬المتقن‭ ‬والمبدع‭ ‬والمعجز‭.‬

ومن‭ ‬التفكير‭ ‬الطفولي‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الملحدين‭ ‬قول‭ ‬أحدهم‭ ‬أنه‭ ‬ألحد‭ ‬لأنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬مطالب،‭ ‬ودعاه‭ ‬ولم‭ ‬يستجب‭ ‬له،‭ ‬هذا‭ ‬تماما‭ ‬كالطفل‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬ولم‭ ‬يعطه‭ ‬إياه‭ ‬لحكمة‭ ‬يراها‭ ‬الوالد‭ ‬بعلمه‭ ‬وعقله‭ ‬وحبه‭ ‬لابنه‭ ‬فتح‭ ‬الابن‭ ‬الباب‭ ‬وقال‭ ‬لأبيه‭ ‬أنت‭ ‬لست‭ ‬والدي،‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬والدي‭ ‬لأحضرت‭ ‬لي‭ ‬الدراجة‭ ‬النارية‭ ‬التي‭ ‬أتشوق‭ ‬لركوبها،‭ ‬أنا‭ ‬متأكد‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬ابنك،‭ ‬أظنك‭ ‬وجدتني‭ ‬طفلا‭ ‬ملقى‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬أمام‭ ‬باب‭ ‬المسجد،‭ ‬وانطلق‭ ‬الولد‭ ‬العاق‭ ‬إلى‭ ‬تجمعات‭ ‬أطفال‭ ‬الشوارع،‭ ‬هذا‭ ‬تماما‭ ‬سلوك‭ ‬الذي‭ ‬ألحد‭ ‬لأنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ولم‭ ‬يستجب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الحال‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬وَلَولَا‭ ‬أَن‭ ‬يَكُونَ‭ ‬النَّاسُ‭ ‬أُمَّة‭ ‬واحِدَة‭ ‬لجَعَلنَا‭ ‬لِمَن‭ ‬يَكفُرُ‭ ‬بِالرَّحمَانِ‭ ‬لِبُيُوتِهِم‭ ‬سُقُفا‭ ‬مِّن‭ ‬فِضَّة‭ ‬وَمَعَارِجَ‭ ‬عَلَيهَا‭ ‬يَظهَرُونَ‮ ‬‭(‬33‭)‬‮ ‬وَلِبُيُوتِهِم‭ ‬أَبواَبا‭ ‬وَسُرُرًا‭ ‬عَلَيهَا‭ ‬يَتَّكِـئونَ‮ ‬‭(‬34‭)‬‮ ‬وَزُخرُفا‭ ‬وَإِن‭ ‬كُلُّ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬لَمَّا‭ ‬مَتَاعُ‭ ‬الحَيَاةِ‭ ‬الدُّنيَا‭ ‬والآخِرَةُ‭ ‬عِندَ‭ ‬رَبِّكَ‭ ‬لِلمُتَّقِينَ‮ ‬‭(‬35‭)‬‮»‬‭ ‬الزخرف‭ (‬33-35‭).‬

وماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تمناه‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬وجده‭ ‬دون‭ ‬تعب‭ ‬وعمل‭ ‬ومشقة؟‭! ‬وماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬مكافأة‭ ‬الكافرين‭ ‬تلك‭ ‬البيوت‭ ‬والزخارف؟‭! ‬هل‭ ‬ستجد‭ ‬مؤمنا‭ ‬واحدا‭ ‬غير‭ ‬مفتون‭ ‬بهذه‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬يرفل‭ ‬فيها‭ ‬الكافر‭.‬

لقد‭ ‬جسد‭ ‬موكب‭ ‬قارون‭ ‬التفكير‭ ‬الطفولي‭ ‬الجاهل‭ ‬والفكر‭ ‬الراشد‭ ‬العلمي‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فَخَرَجَ‭ ‬عَلَى‭ ‬قَومِهِ‭ ‬فِي‭ ‬زِينَتِهِ‭ ‬قَالَ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يُرِيدُونَ‭ ‬الحَيَاةَ‭ ‬الدُّنيَا‭ ‬يا‭ ‬لَيتَ‭ ‬لَنَا‭ ‬مِثلَ‭ ‬مَا‭ ‬أُوتِيَ‭ ‬قارُونُ‭ ‬إِنَّهُ‭ ‬لَذُو‭ ‬حَظٍّ‭ ‬عَظِيم‮ ‬‭(‬79‭)‬‮ ‬وَقَالَ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬أُوتُوا‭ ‬العِلمَ‭ ‬وَيلَكُم‭ ‬ثَوَابُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬خَير‭ ‬لِمَن‭ ‬ءَامَنَ‭ ‬وَعَمِلَ‭ ‬صالِحا‭ ‬وَلَا‭ ‬يُلَقَّاهَا‭ ‬إِلَّا‭ ‬الصابِرُونَ‮ ‬‭(‬80‭)‬‮ ‬فَخَسَفنَا‭ ‬بِهِ‭ ‬وَبِدَارِهِ‭ ‬الأرضَ‭ ‬فَمَا‭ ‬كَانَ‭ ‬لَهُ‭ ‬مِن‭ ‬فِئَة‭ ‬يَنصُرُونَهُ‭ ‬مِن‭ ‬دُونِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَمَا‭ ‬كَانَ‭ ‬مِنَ‭ ‬المُنتَصِرِينَ‮ ‬‭(‬81‭)‬‮ ‬وَأَصبَحَ‭ ‬الذِينَ‭ ‬تَمَنَّواْ‭ ‬مَكَانَهُ‭ ‬بِالأمسِ‭ ‬يَقُولُونَ‭ ‬وَيكَأَنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬يَبسُطُ‭ ‬الرِّزقَ‭ ‬لِمَن‭ ‬يَشَاءُ‭ ‬مِن‭ ‬عِبَادِهِ‭ ‬وَيَقدِر‭ ‬لَولَا‭ ‬أَن‭ ‬مَّنَّ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَلَينَا‭ ‬لَخَسَفَ‭ ‬بِنَا‭ ‬وَيكَأَنَّهُ‭ ‬لَا‭ ‬يُفلِحُ‭ ‬الكافِرُونَ‮ ‬‭(‬82‭)‬‮ ‬تِلكَ‭ ‬الدَّارُ‭ ‬الآخِرَةُ‭ ‬نَجعَلُهَا‭ ‬لِلَّذِينَ‭ ‬لَا‭ ‬يُرِيدُونَ‭ ‬عُلُوا‭ ‬فِي‭ ‬الأرضِ‭ ‬وَلَا‭ ‬فَسَادا‭ ‬وَالعاقِبَةُ‭ ‬لِلمُتَّقِينَ‮ ‬‭(‬83‭)‬‮»‬‭ ‬القصص‭ (‬79-83‭).‬

إنه‭ ‬النظام‭ ‬الإلهي‭ ‬الرباني‭ ‬قد‭ ‬أتقنه‭ ‬العليم‭ ‬الخبير‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الإلهي‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬‮«‬وَلَوِ‭ ‬اتَّبَعَ‭ ‬الحَقُّ‭ ‬أَهوَاءَهُم‭ ‬لَفَسَدَتِ‭ ‬السَّمَاواتُ‭ ‬والأرضُ‭ ‬وَمَن‭ ‬فِيهِنَّ‭ ‬بَل‭ ‬آتَينَاهُم‭ ‬بِذِكرِهِم‭ ‬فَهُم‭ ‬عَن‭ ‬ذِكرِهِم‭ ‬مُّعرِضُونَ‮»‬‭ ‬المؤمنون‭ (‬71‭).‬

هذه‭ ‬سنن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬خلقه‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬الملحدون‭ ‬أن‭ ‬يغيروها‭ ‬بأهوائهم‭ ‬وبعقولهم‭ ‬الفاسدة‭ ‬وتفكيرهم‭ ‬الطفولي‭.‬

الشواهد‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬الدالة‭ ‬دلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وقدرته‭ ‬وعلمه‭ ‬وحكمته‭ ‬وتقديره‭ ‬وإتقانه‭ ‬في‭ ‬الخلق،‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يهتدي‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬وتفكير،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬اتبع‭ ‬هواه‭ ‬وأضله‭ ‬عن‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬فلا‭ ‬مكان‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬عباده‭ ‬المؤمنين‭. ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا