والدتك رحلت!
لا بأس.. لا شك أنها الآن في الفردوس الأعلى! بل لا شك أن لها قصورًا في الجنة نظير إيمانها وصبرها. لم لا تتحدثين؟ حسنا.. دعي دموعك تتولى الحديث. من يفقد أحداً لا بد أن يبكي، لا بد أن يهطل حزنه الداخلي ليحظى بالراحة. بكاؤك لن ينم أبداً عن ضعفك. إلى أين تذهبين؟
كلا لن تستفيق أبداً، توقفي! توقفي عن إحداث هذه الهزات الارتدادية فوق كتفها؛ رحلت إلى بارئها. تماسكي.. لقد رحلت وحسب.
ياه! لا بد أنه حلم! لا بد أن تستفيق أمي هذا الصباح. لا أدري إلى متى سأظل أجتر ذلك، إلى متى سأظل أناكف الواقع. ذاك الفقد سيقتلني يوماً، بعد أن تتحالف عليّ الأوجاع سيقبل بهيئة سيد الأوجاع ويزهق صبري! لا بد أن تصحو أمي لتداري وجعي. بوسعي سماع صراخ الحقيقة فيّ الآن بعد اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الصباح الأمومي.
ثلاثة أعوام راعفة فيّ، ماضية في تمزيقي، لكن ثمّة ما يخفف من وطأة الفقد. ثمة فراديس في صدري أسكنتها فيها، ثمة جنّة خفية تشرق داخلي كل يوم. مازلت أبصرها متربعة على عرش أحلامي، جالسة إلى جوف الأعماق. تنتظر شهادة تفوق ما لتفخر بي. تستمع بشغف لقصيدة ما يلقيها عليها قلبي، تعّد موائد الحب لأملي، تطرد اليأس إلى زفير الحزن.
إنها فيّ.. لم تغادرني قط، هو سر اصطباري بعد عروجها للسماء.
كل عام وهي في قلبي حبٌ لا يأفل. كل عام وفراديسها في صدري تنبض بالحياة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك