في الأسواق العقارية العربية، غالبا ما ينحصر مفهوم الاستثمار العقاري على شراء عقارات بهدف إعادة بيعها او تأجيرها ومن ثم تحقيق عوائد مادية منها.
الا ان هذا المفهوم كما يؤكد المختصون مفهوم قاصر وناقص، لان هناك أنواعا من الاستثمارات لا تقل أهمية لكنها نادرة في الأسواق العقارية العربية تحديدا، على الرغم من انتشارها في دول أخرى.
الخبير العقاري أشرف علام يطرح هنا أحد هذه النماذج، متناولة ما يطلق عليه سيكولوجية المتعاملين في العقارات، وهو جانب هام حيث لابد أنك كعقاري وبائع، أن تفهم اهتمامات العميل والمشتري وتفضيلاته وما إذا كان مستعجلا لإتمام الصفقة. وهذا ما يعني ان تقدم العقار بأفضل صورة مرضية للعميل بما يشعر انه بيت (وليس مجرد منزل)، حيث ان هناك فرق كبير بين مفهومي البيت والمنزل (كل بيت مسكن ولكن ليس كل مسكن بيت). وهذا ما يحفز العميل على اتخاذ قرار بشكل أسرع ويقدمه على أي خيار اخر.
هنا نجد أن بعض المستثمرين العقاريين يتجهون الى الاستثمار في نوع محدد من العقارات وهي العقارات القديمة. حيث تكون بسعر أرخص من سعر السوق، ثم يصرف عليه ما يصل الى 20% من سعر السوق، قبل ان يبيعه بأرباح قد تتجاوز 35% من السعر الذي اشتراه، وذلك خلال ستة أشهر فقط.
لا يقتصر الامر على ذلك فقط، بل يستغل البعض العملية لتحقيق مكاسب أخرى. كأن يعتمد في شراء العقار على تمويل بنكي، بأن يدفع المستثمر 10% من قيمة العقار، ويحصل على تمويل من البنك للنسبة الباقية. وبنفس الوقت يدفع حوالي 20% من القيمة للترميم والصيانة، ويدفع الأقساط للشهور الأولى، وفي النهاية لا يكون قد دفع فعلا أكثر من 40%.
وخلال ستة أشهر يبيع العقار محققا أرباحا جيدة، فيعيد القرض وما دفع على الصيانة، ليجد في النهاية انه حقق ربحا يصل الى 100% من قيمة ما صرفه من حسابه الخاص.
ولكن وان بدت الأرقام مغرية الا انها تحتاج الى دراسة كافية وحذر وذكاء. وكثير من المستثمرين ابتدأوا استثماراتهم العقارية بهذا الشكل.
ويضيف أشرف علام: مشكلة الكثير من المستثمرين العقاريين انهم يبحثون عن الطرق السهلة، مثل شراء عقار وانتظار ارتفاع الأسعار ثم بيعه ربما بعد سنوات، ولكن في الواقع هناك طرق قد تكون أصعب ولكنها تحقق مكاسب كبيرة وربما بشكل اسرع، وتكسبك خبرات اكبر، حيث ان القيمة المضافة الحقيقية للعقار هي الإضافات التي تحدثها والتحسينات التي تجريها، وليس إعادة البيع كما هو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك