العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

المجلس الأعلى للمرأة.. إنجازات وتطلعات

بالأمس‭ ‬احتفلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬مرور‭ ‬‮«‬22‭ ‬عاما‮»‬‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬محطة‭ ‬وطنية‭ ‬فارقة،‭ ‬مهمة‭ ‬ومتميزة‭ ‬وبارزة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

سيرة‭ ‬ومسيرة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬مشرفة‭ ‬وعريقة،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬لذلك‭ ‬أن‭ ‬يتحقق،‭ ‬ويستمر‭ ‬ويتواصل،‭ ‬بشكل‭ ‬نوعي‭ ‬مضاعف،‭ ‬لولا‭ ‬رعاية‭ ‬ودعم‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وجهود‭ ‬وتوجيهات‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬العاهل‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭.‬

واليوم،‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخلو‭ ‬أي‭ ‬تقرير‭ ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬إشادة‭ ‬وتقدير‭ ‬أعمالها‭ ‬ومشاريعها،‭ ‬ومبادراتها‭ ‬وبرامجها،‭ ‬وإنجازاتها‭ ‬التنموية،‭ ‬ومن‭ ‬الحديث‭ ‬والإشارة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭.. ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬المجلس‭ ‬شريكا‭ ‬استراتيجيا،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬رفيعة‭ ‬للإنجازات‭ ‬الحضارية،‭ ‬وقصص‭ ‬النجاح‭ ‬البحرينية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬للنساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬الرائدات‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات،‭ ‬وإرساء‭ ‬قواعد‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭ ‬المؤسسي،‭ ‬وتحول‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬دولي‭ ‬للخبرة،‭ ‬ونموذجا‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والإعداد،‭ ‬والعمل‭ ‬والانجاز‭.. ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬قيادات‭ ‬المجلس،‭ ‬وفريق‭ ‬العمل‭ ‬بقيادة‭ ‬الأستاذة‭ ‬الفاضلة‭ ‬هالة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬الأنصاري‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭.   ‬

للمجلس‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬‮«‬تمكين‭ ‬المرأة‮»‬‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬تقدم‭ ‬المرأة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬للمجلس‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬تكافؤ‭ ‬الفرص‮»‬‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‮»‬‭.. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬حاليا‭ ‬مركز‭ ‬خاص‭ ‬يعنى‭ ‬بالتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬ويندرج‭ ‬تحته‭ ‬قسم‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬وقسم‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وقسم‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭.‬

كما‭ ‬إن‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬القناعة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬المرأة‭ ‬المقاعد‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬عبر‭ ‬الانتخاب،‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الكوتا‮»‬‭.. ‬كما‭ ‬نشهد‭ ‬اليوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعيينات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬الحضور‭ ‬الفاعل‭ ‬للمرأة‭ ‬والشابة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة‭ ‬والكفاءة،‭ ‬والشهادة‭ ‬والتميز‭.‬

إن‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتضاعف‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬التمكين‭ ‬والتقدم‮»‬‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬للشابة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ونتصور‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الباحثات‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬اليوم،‭ ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬العدد‭ ‬سيتضاعف‭ ‬مستقبلا‭.. ‬وتلك‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية،‭ ‬نثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة،‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬يولي‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها،‭ ‬ونتمنى‭ ‬له‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬فيها‭.‬

كما‭ ‬نتطلع‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬تتواجد‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجمعيات‭ ‬والمراكز،‭ ‬وكذلك‭ ‬مجالس‭ ‬إدارات‭ ‬الأندية‭ ‬الرياضية،‭ ‬فعدد‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬هناك‭ ‬قليل‭ ‬وربما‭ ‬نادر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الكفاءات‭ ‬الرياضية‭ ‬والإدارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬النسائية،‭ ‬وخريجات‭ ‬تخصص‭ ‬العلوم‭ ‬الرياضية‭.‬

أخيرا‭.. ‬سيبقى‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬جهوده‭ ‬الكريمة،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬الأسرة،‭ ‬والتصدي‭ ‬لأية‭ ‬أفكار‭ ‬تتجاوز‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬للثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬والثقافة‭ ‬والهوية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬والشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬تجسيدا‭ ‬للدعوة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭: ((‬أننا‭ ‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬بالمساس‭ ‬بمنظومة‭ ‬قيمنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬ولن‭ ‬نعتمد‭ ‬من‭ ‬جانبنا،‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬سينال‭ ‬توافق‭ ‬الجميع،‭ ‬لتقف‭ ‬بلادنا،‭ ‬بعون‭ ‬المولى‭ ‬وبعزم‭ ‬أبنائها‭ ‬وبناتها،‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أي‭ ‬غزو‭ ‬فكري‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬شريعتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء‭ ‬والفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬السليمة‭)).‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا