العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أزمة ترامب و«الترامبية» في السياسة الأمريكية

بقلم: د. عبدالمنعم سعيد

الاثنين ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

لعل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقبلة‭ ‬ربما‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬الأكثر‭ ‬حسمًا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر،‭ ‬ومتابعتها‭ ‬ضرورة‭ ‬واجبة‭ ‬لأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليست‭ ‬قوة‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني،‭ ‬لأنها‭ ‬بلغت‭ ‬ذرى‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إليها‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬العالم‭ ‬اقتصاديًّا‭ ‬وعسكريًّا‭ ‬وثقافيًّا‭.‬

هي‭ ‬القوة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬صراعات‭ ‬اليوم‭ ‬وفرص‭ ‬السلام‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬خلاص‭ ‬الكوكب‭ ‬مما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬لأنها‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬أكثر‭ ‬المتسببين‭ ‬فيه‭. ‬وقد‭ ‬مرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬بعمليات‭ ‬من‭ ‬الوهن‭ ‬السياسي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬حينما‭ ‬كانت‭ ‬انتخابات‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬وجورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬إشهارًا‭ ‬بأعمق‭ ‬الانقسامات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭.‬

صعود‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كان‭ ‬إيذانًا‭ ‬بتاريخ‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬للدولة،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرج‭ ‬مجبرًا‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬الترامبية‮»‬‭ ‬بقيت‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وفي‭ ‬ولايات‭ ‬أمريكية‭ ‬بعينها‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هزيمة‭ ‬ترامب‭ ‬حسمًا‭ ‬لقضية‭ ‬فكرية،‭ ‬وإنما‭ ‬كانت‭ ‬معالجة‭ ‬وقتية‭ ‬لقضايا‭ ‬سياسية‭ ‬مركبة‭ ‬يصعب‭ ‬حسم‭ ‬كل‭ ‬منها‭.‬

‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬حزبين‭ ‬سياسيين‭ ‬يفترقان‭ ‬في‭ ‬مسائل‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬ولكنهما‭ ‬يجتمعان‭ ‬في‭ ‬توافق‭ ‬عام‭ ‬حول‭ ‬الهوية،‭ ‬والرسالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬التاريخ‭.‬

هذا‭ ‬التوافق‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نهايته؛‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬أمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬منتقدي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬المحافظين‭ ‬بعد‭ ‬هزيمته،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تمرد‭ ‬6‭ ‬يناير‭ ‬2020،‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬إلى‭ ‬شكله‭ ‬السابق‭.‬

كان‭ ‬الامل‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬سياسية‭ ‬عابرة‭. ‬سوف‭ ‬ينأى‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬ترامب‭ ‬والترامبية،‭ ‬ويصبح‭ ‬حزبًا‭ ‬عاديًّا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬مساحات‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬غير‭ ‬قليلة‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬انتهى؛‭ ‬وبات‭ ‬جلِيًّا‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬دراما‭ ‬سياسية‭ ‬أطول‭ ‬وأكثر‭ ‬سوادًا،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬أشد‭ ‬تطرفًا‭. ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وإلى‭ ‬متى‭ ‬سؤال‭ ‬تصعب‭ ‬الإجابة‭ ‬عنه‭.‬

يتجلى‭ ‬التطرف‭ ‬بطرق‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬شعبية‭ ‬ترامب‭ ‬الدائمة‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭. ‬شن‭ ‬الموالون‭ ‬لترامب‭ ‬هجمات‭ ‬شرسة‭ ‬ضد‭ ‬المشرعين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الذين‭ ‬صوتوا‭ ‬لمحاكمته‭ ‬لدوره‭ ‬في‭ ‬التمرد،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نصب‭ ‬فيه‭ ‬الجمهوريون‭ ‬الوطنيون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بشغف‭ ‬كخليفة‭ ‬له‭.‬

تُظهر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬اليمينية‭ ‬تعصبًا‭ ‬متزايدًا،‭ ‬بينما‭ ‬تُظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬ناخبي‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬يتبنون‭ ‬كذبة‭ ‬ترامب‭ ‬بأن‭ ‬الانتخابات‭ ‬سُرقت‭ ‬منه‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬إقامة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬ضائعة‭ ‬سدى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ولكنها‭ ‬معه‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬قلبها‭.‬

خارجيًّا،‭ ‬فإنه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬حكم‭ ‬فيها‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬وخلال‭ ‬سنواته‭ ‬الأربع‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عليها‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬حلفائها،‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬‮«‬كرمها‮»‬،‭ ‬ويطالبونها‭ ‬بحمايتهم،‭ ‬بينما‭ ‬يبخلون‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬القيادة‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬للعالم،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيمية‭ ‬للديمقراطية‭ ‬والليبرالية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬رآها‭ ‬تُعمي‭ ‬عيون‭ ‬أمريكا‭ ‬عن‭ ‬أخطار‭ ‬الاختلاط‭ ‬بالعالم‭ ‬غير‭ ‬المتقدم،‭ ‬والمعادي‭ ‬بالضرورة‭ ‬للدولة‭ ‬الأمريكية‭.‬

جاء‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تبلور‭ ‬فيه‭ ‬تيار‭ ‬‮«‬ضد‭ ‬العولمة‮»‬‭ ‬ورموزها‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬هجرة‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عنها‭. ‬بشكل‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنًا‭ ‬تلاقي‭ ‬الأفكار‭ ‬اليمينية‭ ‬المعروفة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭ ‬مع‭ ‬أفكار‭ ‬العولمة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬معروفًا‭ ‬بالنظام‭ ‬الدولي‭ ‬المتسم‭ ‬بحرية‭ ‬التجارة‭.‬

وعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬توجهات‭ ‬‮«‬اليمين‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬تميل‭ ‬بقوة‭ ‬نحو‭ ‬الانعزال‭ ‬والعزلة،‭ ‬والتقوقع‭ ‬داخل‭ ‬شرنقة‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬مع‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التوجس‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬اجتمعت‭ ‬داخل‭ ‬تحالفات‭ ‬واندماجات‭ ‬وتكاملات‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬الوطنية‭.‬

ولم‭ ‬يمضِ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الجديدة‭ ‬تأخذ‭ ‬أشكالًا‭ ‬عملية‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬فيما‭ ‬بات‭ ‬معروفًا‭ ‬بالبريكست‭ ‬Brexit،‭ ‬وجاء‭ ‬انتخاب‭ ‬ترامب‭ ‬لكي‭ ‬يشكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬اليمين،‭ ‬وإنما‭ ‬ظاهرة‭ ‬متكاملة‭ ‬يمكن‭ ‬نعتها‭ ‬بالأمريكست‭ ‬Amerexit‭.‬

وداخليًّا،‭ ‬وضع‭ ‬الرئيس‭ ‬الخامس‭ ‬والأربعون‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬الأسس‭ ‬لما‭ ‬بات‭ ‬يسمى‭ ‬الترامبية‭ ‬نسبة‭ ‬إليه‭ ‬وإلى‭ ‬أحاديثه‭ ‬وأفعاله‭. ‬و«الترامبية‮»‬‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬آيديولوجية‭ ‬القوميين‭ ‬البيض‭ ‬المختلطة‭ ‬بأفكار‭ ‬الكنائس‭ ‬الإنجيلية،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تستخدم‭ ‬شعاراتها‭ ‬ورموزها‭ ‬للتمييز‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬البيض‭ ‬والسود،‭ ‬أو‭ ‬البيض‭ ‬والآسيويين‭ ‬واللاتينيين،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضًا‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬المسيحية‭ ‬المختلفة‭ ‬ومدى‭ ‬نفوذ‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭.‬

وربما‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬السادس‭ ‬من‮ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬مفصحًا‭ ‬عن‭ ‬العناصر‭ ‬النقية‭ ‬للترامبية‭ ‬كحركة‭ ‬سياسية‭ ‬تشمل‭ ‬أكثر‭ ‬مؤيدي‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬حماسة‭ ‬وعنفًا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مجموعات‭ ‬مثل‭ ‬Proud‭ ‬Boys‭ ‬وOathkeepers‭ ‬وQAnon‭ ‬و3‭ ‬Percenters‭ ‬وAmerica‭ ‬Firsters،‭ ‬يغطون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بلغة‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬لتبرير‭ ‬أفعالهم‭.‬

قال‭ ‬المراقبون‭ ‬إن‭ ‬الصلبان‭ ‬والأعلام‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المعروضات‭ ‬كانت‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استشهاد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬البيض‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بالمسيحية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الكوكلوكس‭ ‬كلانKKK‭ ‬،‭ ‬لتبرير‭ ‬ما‭ ‬يزعمون‭ ‬أنه‭ ‬حقهم‭ ‬الإلهي‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأجناس‭ ‬والمجموعات‭ ‬العرقية‭.‬

خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التمهيدية‭ ‬للانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقبلة‭ ‬نجد‭ ‬ظواهر‭ ‬مهمة‭: ‬أولاها‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬المرشحين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬عاجزون‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬تخطي‭ ‬نسبة‭ ‬التأييد‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬ترامب‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭.‬

وثانيتها‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬توجيه‭ ‬87‭ ‬اتهامًا‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأخلاقي‭ (‬اتهامات‭ ‬التحرش‭ ‬بالنساء‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬قضية‭)‬،‭ ‬والقانوني‭ ‬والدستوري‭ ‬المتعلق‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ (‬ولاية‭ ‬جورجيا‭ ‬مثالًا‭)‬،‭ ‬والإهمال‭ ‬الوظيفي‭ ‬الحاد‭ ‬باحتجاز‭ ‬الوثائق‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬‮«‬مارا‭ ‬لاجا‮»‬‭ ‬بولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬وليس‭ ‬تسليمها‭ ‬للسلطات‭ ‬المختصة‭ ‬قبل‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

وثالثتها‭ ‬أن‭ ‬تأكيد‭ ‬ترامب‭ ‬المستمر‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬قد‭ ‬جرى‭ ‬تزييف‭ ‬نتائجها،‭ ‬وتبعية‭ ‬تكتل‭ ‬سكاني‭ ‬كبير‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬وبعد‭ ‬تولى‭ ‬رئيس‭ ‬آخر‭ ‬للسلطة‭ ‬يضع‭ ‬حاجزًا‭ ‬بين‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬ونزاهتها‭.‬

ورابعتها‭ ‬أن‭ ‬سلوكيات‭ ‬ترامب‭ ‬عند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السلطة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬مساندة‭ ‬حادث‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الكونجرس،‭ ‬خرجت‭ ‬تمامًا‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬التقاليد‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬تسليم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬قَسَم‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭. ‬الانتخابات‭ ‬القادمة‭ ‬والمرجح‭ ‬لها‭ ‬مواجهة‭ ‬أخرى‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وبايدن‭ ‬سوف‭ ‬تحدد‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬الترامبية‮»‬‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬المجتمع‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬ومفكر‭ ‬مصري

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا