العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مستقبل الصراع في اليمن.. أي تأثيره على أمن الخليج؟

الاثنين ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬الأوروبية‭ ‬المرموقة‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭ ‬‮«‬الزووم‮»‬‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي،‭ ‬وكذلك‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الراهنة‭.‬

ربما‭ ‬يكون‭ ‬معروفاً‭ ‬للقارئ‭ ‬تلك‭ ‬التطورات‭ ‬اليومية‭ ‬وتفاصيل‭ ‬تطور‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تساؤلات‭ ‬ثلاثة‭ ‬تثار‭ ‬وكانت‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الندوة‭ ‬هي‭: ‬من‭ ‬هي‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالأزمة‭ ‬اليمنية؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤول‭ ‬إليه‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬الممتد‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬الداخل‭ ‬اليمني‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مضمون‭ ‬الدور‭ ‬الخليجي‭ ‬تجاه‭ ‬اليمن؟

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬كحال‭ ‬بقية‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تتداخل‭ ‬وتتشابك‭ ‬فيها‭ ‬دوائر‭ ‬ثلاث‭ ‬وهي‭ ‬الدائرة‭ ‬المحلية‭ ‬والدائرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬ثم‭ ‬الدائرة‭ ‬الدولية،‭ ‬فداخلياً‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬داخل‭ ‬اليمن‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬حضور‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬تنتهج‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬محددة‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬أو‭ ‬وفقاً‭ ‬لآيديولوجيات‭ ‬ولكن‭ ‬المجمل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬مشروعا‭ ‬وطنيا‭ ‬واحدا‭ ‬يعد‭ ‬مثار‭ ‬اتفاق‭ ‬الأطراف‭ ‬اليمنية‭ ‬كافة‭ ‬وتلك‭ ‬إحدى‭ ‬معضلات‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية،‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬اليمن‭ ‬مسألة‭ ‬تهم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬الامتداد‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬عموماً‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬أحد‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬حيث‭ ‬يربط‭ ‬المضيق‭ ‬مسار‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬أوروبا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬وشرق‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لبعض‭ ‬التقديرات‭ ‬تمر‭ ‬خلال‭ ‬المضيق‭ ‬حوالي‭ ‬21‭ ‬ألف‭ ‬قطعة‭ ‬بحرية‭ ‬سنوياً‭ ‬أي‭ ‬بمعدل‭ ‬57‭ ‬قطعة‭ ‬يومياً‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تعطل‭ ‬لمرور‭ ‬السفن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق‭ ‬يمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬ولذلك‭ ‬تحرص‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬فيه‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬عبور‭ ‬أربع‭ ‬قطع‭ ‬بحرية‭ ‬مصرية‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬رسالة‭ ‬ردع‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬بشأن‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق،‭ ‬وحديثاً‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬أعلنت‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية‭ ‬قيادة‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬المهام‭ ‬المشتركة‭ ‬153‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬وتتضمن‭ ‬القيام‭ ‬بمهام‭ ‬دولية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬تشمل‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬وكان‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أيضاً‭ ‬إسهامات‭ ‬بشأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬البحري‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬قيادة‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬مواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬البحرية‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عموما،‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬فإن‭ ‬استقرار‭ ‬اليمن‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬واستراتيجي‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬الدولية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬اليمن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬أفريكوم‮»‬‭.‬

واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشابك‭ ‬أبعاد‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬وتعدد‭ ‬أطرافها‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سيناريو‭ ‬محدد‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬ومن‭ ‬الخطأ‭ ‬اختزال‭ ‬انفراج‭ ‬الأزمة‭ ‬بعوامل‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬مبادرات‭ ‬دولية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬الإقليمي‭ ‬محدداً‭ ‬مهماً‭ ‬ولكن‭ ‬الداخل‭ ‬اليمني‭ ‬يبقى‭ ‬هو‭ ‬المرتكز‭ ‬الأساسي‭ ‬لأي‭ ‬تحولات،‭ ‬ولكن‭ ‬لتلك‭ ‬الأزمة‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬تحول‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬معبر‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬أمنية‭ ‬وما‭ ‬يفرضه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬أمنية‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬والأخرى‭ ‬داخل‭ ‬اليمن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬الأكبر‭ ‬فاليمن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات‭ ‬مهمة‭ ‬لجهة‭ ‬زيادة‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الممر‭ ‬المائي‭ ‬الحيوي،‭ ‬فوفقاً‭ ‬لبعض‭ ‬التقديرات‭ ‬توجد‭ ‬19‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬تديرها‭ ‬16‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دورا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كمنظمة،‭ ‬فالمجلس‭ ‬لم‭ ‬يأل‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬اليمن‭ ‬بمنظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬تحولات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬اليمن‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬مسقط‭ ‬آنذاك‭ ‬والتي‭ ‬أقرت‭ ‬موافقة‭ ‬خليجية‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخليجية‭ ‬منها‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬الصحة‭ ‬ومكتب‭ ‬التربية‭ ‬العربي‭ ‬ومجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ودورة‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بداية‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لربط‭ ‬اليمن‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬اليمن‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬المجال‭ ‬للحديث‭ ‬مجدداً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المسار‭ ‬قبل‭ ‬تحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬ووحدة‭ ‬اليمن‭ ‬مجدداً‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬مارشال‭ ‬خليجي‭ ‬لليمن‭ ‬كأولوية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الميثاق‭ ‬المنشئ‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬جامعاً‭ ‬مانعاً‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬صيغ‭ ‬ما‭ ‬لربط‭ ‬اليمن‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬صيغ‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬دول‭ ‬ما‭ ‬بتنظيمات‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مبادئ‭ ‬محددة‭ ‬تتضمن‭ ‬التزاما‭ ‬متبادلا‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المقدمات‭ ‬‮«‬جوار،‭ ‬مصالح،‭ ‬تحديات‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬‮«‬ربط‭ ‬اليمن‭ ‬بالخليج‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬مدخلاً‭ ‬صحيحاً‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬آليات‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بأن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬اليمن‭ ‬أمر‭ ‬يهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬فإن‭ ‬خبرة‭ ‬إدارة‭ ‬وحل‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬قائد‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصراعات‭ ‬فالمنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬لديها‭ ‬خبرات‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإغاثية‭ ‬ولكن‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬ممرات‭ ‬آمنة،‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لديه‭ ‬خبرات‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬ولكن‭ ‬للحلف‭ ‬شروط‭ ‬منها‭ ‬طلب‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لديه‭ ‬خبرات‭ ‬في‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومهام‭ ‬الوساطة‭ ‬كآلية‭ ‬لحل‭ ‬الصراعات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬هل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حل‭ ‬المسألة‭ ‬اليمنية‭ ‬يمثل‭ ‬أولوية‭ ‬للقوى‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟‭ ‬تساؤل‭ ‬له‭ ‬وجاهته‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬الأدوار‭ ‬الدولية‭ ‬عموماً‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لتنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬منها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬للقيام‭ ‬بدور‭ ‬فعال‭ ‬ومهم‭ ‬تجاه‭ ‬حل‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تجربتها‭ ‬بشأن‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الأخرى‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا