العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

أيهما أولى في المكافحة: البورسلين أم المثليون..؟؟

صباح‭ ‬أمس‭ ‬تناقل‭ ‬الناس‭ ‬صور‭ ‬إعلان‭ ‬لجالية‭ ‬آسيوية‭ ‬تعتزم‭ ‬إقامة‭ ‬مهرجانها‭ ‬السنوي،‭ ‬وقد‭ ‬دار‭ ‬لغط‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬احتوته‭ ‬صورة‭ ‬الإعلان‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬هي‭ ‬قريبة‭ ‬لعلم‭ ‬‮«‬المثليين‮»‬‭.. ‬وفي‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬تناقل‭ ‬الناس‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬لأحد‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬يعرض‭ ‬جوارب‭ ‬وأحذية‭ ‬للأطفال‭ ‬تحمل‭ ‬ألوان‭ ‬المثليين‭..!‬

وإزاء‭ ‬ما‭ ‬شُغل‭ ‬الناس‭ ‬بالأمس‭ ‬حول‭ ‬تسلل‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعلم‭ ‬وألوان‭ ‬المثليين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأصبح‭ ‬الخبر‭ ‬الأكثر‭ ‬تداولا،‭ ‬والأوسع‭ ‬انتشارا‭.. ‬كنا‭ ‬نتوقع‭ ‬ونترقب‭ ‬قيام‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬وتقص‭ ‬للأمور،‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬وتناقله،‭ ‬وإصدار‭ ‬بيان‭ ‬عاجل‭ ‬حول‭ ‬توجيه‭ ‬الجالية‭ ‬الآسيوية‭ ‬بأهمية‭ ‬تجنب‭ ‬المساس‭ ‬بثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬خلال‭ ‬احتفالاتها،‭ ‬وبيان‭ ‬آخر‭ ‬حول‭ ‬السعي‭ ‬لمعرفة‭ ‬كيف‭ ‬مرت‭ ‬تلك‭ ‬البضاعة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬ألوان‭ ‬المثليين‭ ‬من‭ ‬المنافذ؟‭ ‬وكيف‭ ‬دخلت‭ ‬السوق؟‭ ‬وكيف‭ ‬نزلت‭ ‬في‭ ‬الأسواق؟‭ ‬وماذا‭ ‬كان‭ ‬دور‭ ‬المفتشين‭ ‬والحملات‭ ‬الميدانية؟‭  ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوقع‭ ‬والترقب‭ ‬والانتظار‭.. ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬وبصراحة‭ ‬صدمت‭ ‬وفوجئت‭ ‬بنشر‭ ‬خبر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬يفيد‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬التحقيق‭ ‬ضد‭ ‬واردات‭ ‬منتجات‭ ‬الأطقم‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬خزف‭ ‬‮«‬البورسلين‭ ‬أوالصيني‭ ‬أو‭ ‬غيرها‮»‬‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭.. ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬للقانون‭ ‬والقرار‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭.‬

ومع‭ ‬كامل‭ ‬تقديرنا‭ ‬لجهود‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الممارسات‭ ‬‮«‬الضارة‮»‬‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬كـ‮«‬البورسلين‮»‬،‭ ‬فإننا‭ ‬نأمل‭ ‬منها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الممارسات‭ ‬‮«‬الهدامة‮»‬‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬وثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬الوطنية،‭ ‬كنشر‭ ‬ألوان‭ ‬وعلم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬‮«‬المثليين‮»‬‭.‬

ليس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬مكافحة‭ ‬الغش‭ ‬التجاري،‭ ‬أو‭ ‬إغراق‭ ‬الأسواق‭ ‬بالبضائع‭ ‬عبر‭ ‬ممارسات‭ ‬غير‭ ‬سليمة،‭ ‬ولكننا‭ ‬ندعو‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتصدي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الإضرار‭ ‬بعقول‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬وثقافة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتحصين‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬‮«‬الغزو‭ ‬الناعم‮»‬‭ ‬لفكر‭ ‬المثليين‭ ‬والشذوذ‭ ‬الجنسي،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬السليمة‭.  ‬

بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬لوزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬جهود‭ ‬مشكورة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الثوابت‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بضاعة‭ ‬أو‭ ‬حاجة‭ ‬‮«‬واحدة‮»‬،‭ ‬نزلت‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬وتحمل‭ ‬ألوان‭ ‬‮«‬المثليين‮»‬،‭ ‬فنحن‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬عشرات‮»‬‭ ‬البضائع‭ ‬والحاجات،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬رصدها‭ ‬ومصادرتها،‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬النزول‭ ‬الى‭ ‬الأسواق،‭ ‬وحتى‭ ‬تنبيه‭ ‬أو‭ ‬معاقبة‭ ‬التاجر‭ ‬المستورد‭ ‬لها‭.. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التحرك‭ ‬والبيان‭ ‬فيما‭ ‬حصل‭ ‬أمس‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬غبن‮»‬‭ ‬لجهود‭ ‬الوزارة‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭.‬

إن‭ ‬حفظ‭ ‬وحماية‭ ‬فكر‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬‮«‬الغزو‭ ‬الناعم‮»‬‭ ‬لكل‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬والممارسات‭ ‬السيئة،‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية‭ ‬مشتركة،‭ ‬ولربما‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬للناس‭ ‬الخيار‭ ‬فيما‭ ‬يريدون‭ ‬ويقررون،‭ ‬دون‭ ‬فرض‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬وأن‭ ‬الانفتاح‭ ‬والحرية‭ ‬والتعددية‭ ‬المجتمعية‭ ‬تستوجب‭ ‬ترك‭ ‬الخيارات‭ ‬مفتوحة‭ ‬للجميع‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يحاول‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬تبسيط‭ ‬الأمور‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقولة‭: ((‬المسجد‭ ‬موجود‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصلي،‭ ‬وغيره‭ ‬موجود‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬ما‭ ‬يشاء،‭ ‬بحرية‭ ‬معتقد‭ ‬وفكر،‭ ‬شرط‭ ‬عدم‭ ‬الإساءة‭ ‬والإضرار‭ ‬بأحد‭ ‬والقانون‭)).. ‬وتلك‭ ‬مقولة‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬لكل‭ ‬الأمور،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬ثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬وقانون‭ ‬الدولة‭ ‬فوق‭ ‬الجميع،‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬التساهل‭ ‬والاستخفاف‭ ‬بتداعيات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭.‬

حكاية‭ ‬الترويج‭ ‬للمثلية‭ ‬والشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬تخالف‭ ‬الفطرة‭ ‬السليمة،‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف،‭ ‬بل‭ ‬ستتعدد‭ ‬أشكالها‭ ‬وصورها‭ ‬وطرق‭ ‬تسللها،‭ ‬وصولا‭ ‬لفرضها‭ ‬كأمر‭ ‬واقع‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬وستار‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬والحقوق‮»‬،‭ ‬وإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬القناعات‭ ‬والعقول‭ ‬والفكر‭ ‬السليم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصوير‭ ‬الأمور‭ ‬بأنها‭ ‬غير‭ ‬مضرة،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬فهو‭ ‬متشدد‭ ‬وأصولي،‭ ‬ولربما‭ ‬وصف‭ ‬بأنه‭ ‬داعشي‭..!! ‬ولذلك‭ ‬وجب‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬والأساليب‭ ‬و«الغزو‭ ‬الناعم‭ ‬والسام‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا