العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دروس من الاستجابة الإنسانية لوزارة الداخلية

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٣١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

خلال‭ ‬استقباله‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ورئيسة‭ ‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬السجناء‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للتظلمات‭ ‬بحضور‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أعرب‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬واحترامه‭ ‬للدور‭ ‬الحقوقي‭ ‬والإنساني‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حقوق‭ ‬السجناء،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تضطلع‭ ‬بدورها‭ ‬الإنساني‭ ‬والحقوقي‭ ‬كاملا،‭ ‬وتشهد‭ ‬بذلك‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المعظم‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬تفي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬بمعايير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ويمكننا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬نستذكر‭ ‬الجهود‭ ‬البحرينية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لبيان‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬مما‭ ‬يقال‭ ‬ويشاع‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالحقيقة‭ ‬والواقع‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السجون‭ ‬ومراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬كافة‭ ‬الجوانب‭ ‬الصحية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والحقوقية‭.‬

أولا‭: ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الصحي‭ ‬فإن‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬للنزلاء‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬ومراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬جوهريا‭ ‬عن‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لسائر‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬الرسمية،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬حول‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬ومراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالواقع‭ ‬حيث‭ ‬يحظى‭ ‬الجميع‭ ‬بالرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬والضرورية‭.‬

ثانيا‭: ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النزلاء‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬جرائمهم‭ ‬هو‭ ‬تعامل‭ ‬إنساني‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المذنب‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر؛‭ ‬ولذلك‭ ‬يحظى‭ ‬بمعاملة‭ ‬إنسانية‭ ‬وفقا‭ ‬للنظام‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نظام‭ ‬الزيارات‭ ‬للنزلاء‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬يحدد‭ ‬مواعيد‭ ‬ومواقيت‭ ‬وأعداد‭ ‬الزيارات‭ ‬والزائرين‭.‬

ثالثا‭: ‬الحقوق‭ ‬التعليمية‭ ‬للنزلاء،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مؤكد‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬عديدة‭ ‬وليس‭ ‬أمرا‭ ‬مستجدا؛‭ ‬حيث‭ ‬يحظى‭ ‬النزلاء‭ ‬بمختلف‭ ‬أعمارهم‭ ‬بتوفير‭ ‬إمكانية‭ ‬التحاقهم‭ ‬بالدراسة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬التسجيلات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬الدراسة‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالامتحانات‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬ممتازة،‭ ‬ويشهد‭ ‬بذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النزلاء‭ ‬الذين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬الدراسي‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬وهم‭ ‬يقضون‭ ‬محبوسيتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬المنظور‭ ‬الإنساني‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬تتعامل‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬زلت‭ ‬بهم‭ ‬القدم‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬استفادتهم‭ ‬من‭ ‬المحكومية‭ ‬للدراسة‭ ‬بحيث‭ ‬يستطيع‭ ‬النزيل‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬فترة‭ ‬المحكومية‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أكمل‭ ‬دراسته‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬العلمية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قيودا‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬المشروع‭ ‬للنزلاء‭ ‬بل‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬كافة‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬دراستهم‭.‬

ولعل‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬هي‭ ‬مدار‭ ‬النقاش‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬قد‭ ‬استجاب‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وسريع‭ ‬للملاحظات‭ ‬والتوصيات‭ ‬الخاصة‭ ‬لتعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للنزلاء،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬تقرير‭ ‬الزيارة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمركز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬منسجمة‭ ‬مع‭ ‬برامج‭ ‬وتوصيات‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬وتشمل‭ ‬تعزيز‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬ومراجعة‭ ‬نظام‭ ‬الزيارات‭ ‬للنزلاء‭ ‬وتطويره‭ ‬لتشمل‭ ‬زيادة‭ ‬الوقت‭ ‬المخصص‭ ‬للزيارات‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬وتطوير‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭ ‬بقائمة‭ ‬الزوار‭ ‬وزيادة‭ ‬وقت‭ ‬الاستراحة‭ ‬اليومية‭ ‬للنزلاء‭ ‬ومراجعة‭ ‬تعرفة‭ ‬الاتصال‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الاستجابة‭ ‬الحضارية‭ ‬والإنسانية‭ ‬تؤكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ماضية‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومستمر‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬السجون‭ ‬ومراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المنظور‭ ‬الحضاري‭ ‬والبرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬إحدى‭ ‬ثمار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬والتي‭ ‬يعززها‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحقوقية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أدوات‭ ‬مكملة‭ ‬لهذا‭ ‬المنظور‭ ‬الإنساني‭ ‬والحضاري‭.‬

إن‭ ‬إطلاق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وطرح‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المزيد‭ ‬منها‭ ‬يعد‭ ‬استجابة‭ ‬واضحة‭ ‬لهذا‭ ‬المنظور‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬درجت‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭.‬

ومع‭ ‬أننا‭ ‬ندعم‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬الاتجاه‭ ‬المتصاعد‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للنزلاء‭ ‬الذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬أخطاء‭ ‬وجرائم‭ ‬استجوبت‭ ‬سجنهم‭ ‬فإننا‭ ‬نذكر‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬وصدق‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬التضامن‭ ‬المطلق‭ ‬مع‭ ‬السجناء‭ ‬هو‭ ‬خطاب‭ ‬شعبوي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينسينا‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬لضمان‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بشكل‭ ‬حضاري‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا