هو القائد الاسلامي الشهير قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحُصَين الباهلي (49 هـ - 96 ه / 669 م - 715 م) الذي قاد الفتوحات الإسلامية في بلاد أسيا الوسطى في القرن الأول الهجري
وكان أبوه «مسلم بن عمرو» من أصحاب «مصعب بن الزبير» والي العراق من قبل أخيه أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير، وقاتل معه في حربه ضد عبدالملك بن مروان سنة 72 هجرية، وقد نشأ قتيبة على ظهور الخيل رفيقاً للسيف والرمح، محباً للفروسية، وقد أبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة وكان خبيراً في معرفة الأبطال ومعادن الرجال فتفرس فيه أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به لوالي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يحب الأبطال والشجعان، فانتدبه لبعض المهام ليختبره بها ويعلم مدى صحة ترشيح المهلب له، وهل سيصلح للمهمة التي سيوكلها له بعد ذلك أم لا.
يسجل التاريخ للقائد الإسلامي قتيبة بن مسلم نجاحه في فتح خوارزم وبخارى، وسمرقند، بلخ، كاشغر، استشهد سنة 96 هـ، وعمره 48 سنة.
ولد قتيبة في بيت إمرة وقيادة وحكم في مدينة البصرة عام 49هـ/ 669م لأسرة من قبيلة باهلة العربية، ولما ترعرع تعلم العلم والفقه والقرآن، ثم تعلم الفروسية وفنون الحرب، فظهر فيه النبوغ وهو شاب في مقتبل شبابه، فولّاه عبدالملك بن مروان الري، وولّاه أيضاً ولاية خراسان وقد كانت حينها من أعمال العراق يوم ذاك وهي تحت إمرة الحجاج، فلم يعبأ بشيء سوى الجهاد، فلما وصل خراسان سنة 86هـ علا بهمته إلى فتح بلاد ما وراء النهرين، ونشر دين الإسلام فيها وأقام بخراسان ثلاث عشرة سنة.
ثم استعرض جيشه وابتدأ مسيرته إلى فتح الشرق كله، ففتح المدائن مثل خوارزم وسجستان، حتى وصل إلى سمرقند فحاصرها حصاراً شديداً حتى صالحه أهلها على أموال كثيرة جداً، وفطن له الصغد فجمعوا له الجموع فقاتلهم في شومان قتالاً عنيفاً حتى هزمهم، وسار نحو بيكند وهي آخر مدن بخارى، فجمعوا له الجموع من الصغد ومن والاهم فأحاطوا به من كل مكان، وكان له عيون (جواسيس) من الأعداء يمدونه بالأخبار فأعطاهم الأعداء أموالاً طائلة ليصدوا عنهم قتيبة فجاؤوا يثبطونه عن قتالهم، فقتلهم، ثم جمع الجيش وخطبهم وحثهم على القتال فقاتلوا أشد القتال وفتحوا الطوق وغنم منها أموالاً لا تحصى ثم اتجه ناحية الصين، ففتح المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، وضرب عليهم الجزية، فأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها حتى وصل إلى أسوار الصين، حارب خلالها ثلاث عشرة سنة لم يضع فيها السلاح، إلى أن مات الخليفة الوليد بن عبدالملك.
سار قتيبة بن مسلم على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب، وهي خطة الضربات السريعة القوية المتلاحقة على الأعداء، فلا يترك لهم وقتا للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم على المسلمين، ولكنه امتاز عن آل المهلب بأنه كان يضع لكل حملة خطة ثابتة لها هدف ووجهة محددة، ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه.
وفي عصر الخليفة عبدالملك بن مروان ولاه مدينة الري، ثم ولاه بعدها خراسان عام 86هـ وأكمل فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون بين سنتي 87- 90 هـ، ثم أكمل فتح إقليم سجستان، وإقليم خوارزم، ووصلت فتوحاته إلى مدينة سمرقند، التي ضمها سنة 93هـ، ونجحت فتوحاته بين سنتي 94-96 هجرية، في فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية، وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش إسلامية في آسيا شرقاً ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك