العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أزمة الحضارة الغربية

بقلم: إحسان الفقيه

الجمعة ٠١ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يقول‭ ‬العالم‭ ‬الموسوعي‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬المسيري‭: ‬‮«‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬أنجزت‭ ‬ما‭ ‬أنجزت‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬الثابتة‭ ‬المطلقة،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬ذاته،‭ ‬حينما‭ ‬أصبح‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬تحده‭ ‬حدود‭ ‬أو‭ ‬قيود،‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬كان‭ ‬المارد‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬القمقم،‭ ‬وبدأ‭ ‬يخضع‭ ‬العالم‭ ‬لمنطقه‭ ‬وحركيته‭ ‬وتراكمه،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اكتراث‭ ‬بالإنسان‮»‬‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬نخفي‭ ‬انبهارنا‭ ‬بالحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬وما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬علمي‭ ‬وتقني‭ ‬وتكنولوجي،‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬كذلك‭ ‬إغفال‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬كالشمس‭ ‬في‭ ‬رابعة‭ ‬النهار،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬مسارها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬أسقطت‭ ‬بُعدها‭ ‬الإنساني،‭ ‬وأضحت‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬دمار‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭.‬‮ ‬فالعلم‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحداثة‭ ‬منزوعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬جعل‭ ‬التجريب‭ ‬نهاية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬لا‭ ‬يكترث‭ ‬لآثاره‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبهذا‭ ‬خرج‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬غاية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬وسيلة‭ ‬يتم‭ ‬توظيفها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنجاز‭ ‬العلمي‭.‬

يركض‭ ‬العلم‭ ‬الغربي‭ ‬لكشف‭ ‬أسرار‭ ‬الذرة،‭ ‬كلما‭ ‬ولج‭ ‬فيها‭ ‬بابا‭ ‬بدت‭ ‬له‭ ‬أبواب‭ ‬أخرى‭ ‬يركض‭ ‬لفتحها‭ ‬وسبر‭ ‬أغوارها،‭ ‬وهو‭ ‬محمود‭ ‬قطعًا،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬أسقط‭ ‬من‭ ‬حساباته‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬العلوم‭ ‬ومستهدفها،‭ ‬فتجاهل‭ ‬سلامة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعرّضه‭ ‬لخطر‭ ‬النفايات‭ ‬النووية‭ ‬والأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الفتاكة‭ ‬التي‭ ‬تنذر‭ ‬بدمار‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

وحقق‭ ‬العلم‭ ‬الغربي‭ ‬ثورة‭ ‬صناعية‭ ‬مذهلة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكترث‭ ‬لعواقبها‭ ‬الوخيمة،‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتحولات‭ ‬المناخية‭ ‬الطويلة‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬وأنماط‭ ‬الطقس،‭ ‬التي‭ ‬سببها‭ ‬الأول‭ ‬حرق‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬ينتج‭ ‬غازات‭ ‬تحتبس‭ ‬الحرارة‭.‬‮ ‬ثم لم‭ ‬يبرح‭ ‬الغرب‭ ‬مكانه‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬الذي‭ ‬ينذر‭ ‬بهلاك‭ ‬خمس‭ ‬البشرية‭ ‬بنهاية‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬وفقا‭ ‬لبعض‭ ‬الدراسات،‭ ‬ويهدد‭ ‬بتحول‭ ‬أجزاء‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬لعيش‭ ‬البشر،‭ ‬وما‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لذلك‭ ‬السعار‭ ‬العلمي‭ ‬المتجرد‭ ‬من‭ ‬صبغته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬القوة‭ ‬والسيطرة‭.‬

ثم‭ ‬تأتي‭ ‬تجارب‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬مظاهر‭ ‬إسقاط‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحداثة،‭ ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاج‭ ‬النباتات‭ ‬وجعْلها‭ ‬أكثر‭ ‬مقاومة‭ ‬للمناخ،‭ ‬يتدخل‭ ‬علم‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬لإضافة‭ ‬جينات‭ ‬فيروسية‭ ‬أو‭ ‬بكتيرية‭ ‬أو‭ ‬حيوانية‭ ‬في‭ ‬الشفرة‭ ‬الجينية‭ ‬لهذه‭ ‬النباتات،‭ ‬فتنتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬للصحة‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالتلوث‭ ‬الجيني‭.‬‮ ‬وهذه‭ ‬النباتات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬العبث‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية،‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬أغذية‭ ‬فرانكشتين‮»‬‭ ‬لأنها‭ ‬تضعف‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬لدى‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬المسيري‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬العلماء‭ ‬الإنجليز‭ ‬تم‭ ‬طرده‭ ‬لأنه‭ ‬راح‭ ‬يؤكد‭ ‬هذه‭ ‬المقولة؛‮ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬تأثير‭ ‬تجارب‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬عرضة‭ ‬لأمراض‭ ‬السرطان‭ ‬وغيره،‭ ‬فماذا‭ ‬استفادت‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭!‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬السعار‭ ‬وراء‭ ‬الإنجاز‭ ‬العلمي‭ ‬واعتباره‭ ‬الغاية‭ ‬يطغى‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لصالح‭ ‬الإنسان‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬سعادة‭ ‬البشرية،‭ ‬ليتحول‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬فئران‭ ‬تجارب‭ ‬لا‭ ‬يُعبأ‭ ‬بحياتها،‭ ‬ويغدو‭ ‬المهم‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬دوافع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإلقاء‭ ‬القنابل‭ ‬الذرية‭ ‬على‭ ‬هيروشيما‭ ‬ونجازاكي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬

إن‭ ‬تجرد‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬مردّه‭ ‬إلى‭ ‬انفصال‭ ‬النزعة‭ ‬التجريبية‭ ‬عن‭ ‬النزعة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والقيمية،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬شامل‭ ‬من‭ ‬التحرر‭ ‬المطلق،‭ ‬فدخلت‭ ‬الحداثة‭ ‬طور‭ ‬الهمجية‭ ‬والبربرية‭ ‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬البروفيسور‭ ‬وعالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬الفرنسي‭ ‬إدجار‭ ‬موران،‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الهمجية‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬فاقت‭ ‬الهمجية‭ ‬القديمة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تبلورها‭ ‬إلى‭ ‬همجية‭ ‬ذات‭ ‬وجوه‭ ‬عقلية‭ ‬وتقنية‭ ‬وعلمية،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬الهمجية‭ ‬الغربية‭ ‬ليست‭ ‬نتاجا‭ ‬للعنف‭ ‬والدمار‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضا‭ ‬لنزع‭ ‬صفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عن‭ ‬الحداثة‭.‬

نقد‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬والحداثة‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬إجحاف‭ ‬لتلك‭ ‬الحضارة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬الكثير‭ ‬للبشرية‭ ‬ولها‭ ‬جوانب‭ ‬إيجابية‭ ‬لا‭ ‬تُنكر،‭ ‬ولا‭ ‬ننطلق‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬متشدد‭ ‬تجاه‭ ‬الغرب،‭ ‬فالإسلام‭ ‬رسالة‭ ‬عالمية‭ ‬تعزز‭ ‬المشتركات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتضع‭ ‬دوائر‭ ‬للالتقاء‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬البشر،‭ ‬وتتيح‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬الآخرين‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬التشريعات‭ ‬الإلهية؛‭ ‬والرسول‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الخندق‭ ‬أو‭ ‬الأحزاب‭- ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬غضاضة‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تكتيك‭ ‬حربي‭ ‬فارسي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المدينة،‭ ‬هو‭ ‬حفر‭ ‬الخندق،‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬به‭ ‬الصحابي‭ ‬سلمان‭ ‬الفارسي؛‭ ‬والخليفة‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬أخذ‭ ‬بنظام‭ ‬الدواوين‭ ‬كذلك‭ ‬عن‭ ‬الحضارات‭ ‬الأخرى‭.‬

إذن،‭ ‬فما‭ ‬جدوى‭ ‬نقد‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬تجاهلها‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تجردها‭ ‬من‭ ‬البعد‭ ‬القيمي‭ ‬الأخلاقي؟ الغاية‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هي‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الانزلاق‭ ‬الأهوج‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬نتاج‭ ‬غربي‭!‬

هم‭ ‬سبقونا‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬بمراحل‭.. ‬نعم،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬استنساخ‭ ‬التجربة‭ ‬الغربية‭ ‬بكل‭ ‬محاسنها‭ ‬ومساوئها،‭ ‬بل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ندرس‭ ‬مشكلات‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬وأزماتها‭ ‬وتناقضاتها،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نقطع‭ ‬الطريق‭ ‬مستصحبين‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬بحلوه‭ ‬ومرّه،‭ ‬لنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬تجارب‭ ‬نهضوية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يميزها،‭ ‬وهو‭ ‬الإنسان،‭ ‬الذي‭ ‬أسقطته‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬حساباتها‭.‬

لقد‭ ‬تسربت‭ ‬إلينا‭ ‬فكرة‭ ‬حتمية‭ ‬الانفصال‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والقيم،‭ ‬وبات‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إقصاء‭ ‬المرجعيات‭ ‬النهائية،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬كأبرز‭ ‬مقومات‭ ‬النهضة،‭ ‬حديثا‭ ‬رائجا‭ ‬يلقى‭ ‬الحفاوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المُختطَفين‭ ‬ببريق‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬غافلين‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬هذا‭ ‬الانسلاخ‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والقيم‭ ‬قد‭ ‬دفع‭ ‬الإنسان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬ثمنا‭ ‬باهظا‭ ‬له،‭ ‬والله‭ ‬غالب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬الناس لا‮ ‬يعلمون‭.‬

 

{‭ ‬كاتبة‭ ‬أردنية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا