العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تطوير التعليم وجودته أساس نهضة المجتمع البحريني

بقلم: د. فاطمة ناصر

الاثنين ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

نهنئ‭ ‬أبناءنا‭ ‬الطلبة‭ ‬بمناسبة‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إجازتهم‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬قضوها‭ ‬ممتعة‭ ‬ومفيدة،‭ ‬ونعدهم‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬بجانبهم‭ ‬خلال‭ ‬رحلتهم‭ ‬التعليمية‭ ‬المفعمة‭ ‬بالحيوية،‭ ‬المليئة‭ ‬بالفرص‭ ‬الجديدة‭ ‬خلال‭ ‬الرحلة‭ ‬التعليمية،‭ ‬واكتشاف‭ ‬المعرفة‭ ‬الجديدة‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬وتحقيق‭ ‬التطور‭ ‬الشخصي‭ ‬والأكاديمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بالذات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬إتقانها‭ ‬واكتسابها‭. ‬

إن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتقدمها،‭ ‬وذلك‭ ‬لأدواره‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها،‭ ‬باعتباره‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والإطار‭ ‬الذي‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مهمة‭ ‬التطوير‭ ‬والتجديد‭ ‬المستمر،‭ ‬وتمكين‭ ‬المتعلمين‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬‮«‬مهارات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬الناقد‭ ‬والإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬والتعاون‭ ‬والتواصل‭ ‬بمسؤولية‭ ‬مع‭ ‬أقرانهم‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدرسي‭ ‬والمحلي‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬منتج،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬تلقي‭ ‬التعليم‭ ‬المناسب‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الطريقة‭ ‬الملائمة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بشكل‭ ‬متزن‭ ‬وآمن،‭ ‬ووفق‭ ‬خطوات‭ ‬إيجابية‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬رقم‭ (‬461‭) ‬لدعم‭ ‬وتطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬مناقشة‭ ‬مستجدات‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬الإطار‭ ‬الموحد‭ ‬لبرنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الرابعة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توجيه‭ ‬سموه‭ ‬لمواصلة‭ ‬تسخير‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬والإمكانيات‭ ‬لتعزيز‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬ومخرجاتها‭.‬

إن‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يكفل‭ ‬حق‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬تمييز؛‭ ‬لذا‭ ‬تحرص‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مدنها‭ ‬ومناطقها‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭ ‬وعادل،‭ ‬وبين‭ ‬كافة‭ ‬الطبقات‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬تفعيل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتحقيقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬التعليمية‭. ‬ويعد‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية،‭ ‬باعتباره‭ ‬ضمانة‭ ‬لإكساب‭ ‬المواطن‭ ‬الوعي‭ ‬الصحيح‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬المجتمعية‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬وترسيخًا‭ ‬لحب‭ ‬تراب‭ ‬الوطن،‭ ‬وحماية‭ ‬وصيانة‭ ‬مقدراته،‭ ‬وتحملًا‭ ‬للمسؤولية‭ ‬في‭ ‬نهضته‭ ‬ورفعته‭ ‬وازدهاره‭ ‬بين‭ ‬مصاف‭ ‬الدول؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تتبنى‭ ‬استراتيجية‭ ‬التربية‭ ‬المستمرة‭ ‬والتعليم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬المتعلم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ذاته‭ ‬وإثراء‭ ‬حياته‭ ‬مطبقة‭ ‬بذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬الخاص‭ ‬بمجال‭ ‬التعليم‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬يغيّر‭ ‬مسار‭ ‬حياة‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬متن‭ ‬رسالة‭ ‬اليونسكو‭ ‬لبناء‭ ‬السلام‭ ‬والأمن،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفقر‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬تأمين‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بالجودة‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬تؤمن‭ ‬بأنّ‭ ‬التعليم‭ ‬حقّ‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬تأمينه‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬حياته‭ ‬وبمعايير‭ ‬جيّدة‭. ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬المنظّمة‭ ‬هي‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المفوّضة‭ ‬لمتابعة‭ ‬مختلف‭ ‬شؤون‭ ‬التعليم‭ ‬وجوانبه‭. ‬وقد‭ ‬أسنِدَ‭ ‬إليها‭ ‬الدور‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬التعليم‭ ‬العالميّ‭ ‬حتّى‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬عبر‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬للتعليم‭ ‬المستدام‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬وكبيرا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الثقافة‭ ‬الفكرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬للأفراد،‭ ‬والنهوض‭ ‬بقدراتهم‭ ‬وتنميتها‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬عالية،‭ ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬يحقق‭ ‬التعليم‭ ‬له‭ ‬فوائد‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬وارتقاء‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬ويحقق‭ ‬طموحاته‭ ‬وأهدافه‭.‬

إن‭ ‬للتعليم‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬فهو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬رفد‭ ‬المجتمع‭ ‬بالطاقات‭ ‬البشرية‭ ‬والكوادر‭ ‬العلمية،‭ ‬وإيصال‭ ‬المفاهيم‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬لهذه‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬الولاء‭ ‬وترسخ‭ ‬المفاهيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬العامة‭ ‬لديهم،‭ ‬ولذلك‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬تواكب‭ ‬المستجدات‭ ‬التربوية‭ ‬الحديثة‭ ‬وتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬طلبًا‭ ‬لتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الأساليب،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستدامة‭. ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬التوقعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬بشأن‭ ‬التعليم‭ ‬أكثر‭ ‬تكاتفًا‭ ‬وتفاعلاً‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وذلك‭ ‬لاحتوائها‭ ‬على‭ ‬ثروة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬والكفاءات‭ ‬البشرية‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتسعى‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬للتوافق‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬وفق‭ ‬أهداف‭ ‬مخططة‭ ‬ومدروسة‭ ‬بإتقان،‭ ‬بما‭ ‬يتطلب‭ ‬التعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬لتحديد‭ ‬نوعية‭ ‬وجودة‭ ‬الأسلوب‭ ‬المتبع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬حاجات‭ ‬المؤسسات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬المشتركة،‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالفوائد‭ ‬والمنافع‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ونموه‭.‬

كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومازالت‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عنايتها‭ ‬بالتعليم‭ ‬وتوفيره‭ ‬للجميع،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬جودته‭ ‬وإلزاميته‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأساسية‭ ‬ومجانيته‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬مستعينة‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬واعية‭ ‬تمتلك‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬وإدارة‭ ‬دفة‭ ‬التعليم،‭ ‬وتنفذ‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬بجودة‭ ‬عالية،‭ ‬وكفاءات‭ ‬تربوية‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬لتطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وترجمة‭ ‬الأهداف‭ ‬العامة‭ ‬بحسب‭ ‬الخطة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬ومساهمة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الاستدامة‭ ‬والوعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬التطويرية‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيقها‭ ‬وتنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬المتخصصة‭ ‬والمؤهلة‭. ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬التطويرية‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬المستدام‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالاستدامة‭ ‬وتطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬والطلاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الرؤية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬للمملكة‭:‬

‭- ‬المراجعة‭ ‬الدورية‭ ‬الشاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬لتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬مفاهيم‭ ‬الاستدامة‭ ‬وإكساب‭ ‬الطلاب‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحلية‭ ‬والعالمية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة؛‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تكييف‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬بحسب‭ ‬المستجدات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬سواء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬البيئية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬وغيرها،‭ ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالتحديات‭ ‬البيئية‭ ‬باعتبارها‭ ‬حديث‭ ‬الساعة‭ ‬العالمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الممارسات‭ ‬المستدامة‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬والمناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬إدخال‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬واستخدام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬التفسير‭ ‬والإيضاح‭ ‬للطلبة،‭ ‬مثل‭ ‬الألواح‭ ‬‮«‬السبورات‮»‬‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وتوظيف‭ ‬الإنترنت‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬داخل‭ ‬المعامل‭ ‬الدراسية‭ ‬وتعليم‭ ‬الطلاب‭ ‬كيفية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسة‭ ‬وآمنة‭.‬

‭- ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬لتمهين‭ ‬القيادات‭ ‬التربوية‭ ‬والمعلمين‭ ‬بالميدان‭ ‬التربوي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فهمهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬التعليم‭ ‬المستدام‭. ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬والأدوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ممارسات‭ ‬التعليم‭ ‬المستدام‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭.‬

‭- ‬تطبيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والممارسات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬وتحفيز‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فعّالة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة؛‭ ‬مثل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وتوفير‭ ‬الطاقة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬وزراعة‭ ‬الحدائق‭ ‬المدرسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وتطبيق‭ ‬برنامج‭ ‬المدارس‭ ‬الخضراء‭ ‬لتوحيد‭ ‬الرؤى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬بيئات‭ ‬تعليمية‭ ‬مستدامة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬الاستدامة‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬وأنظمة‭ ‬التشغيل‭ ‬وإدارة‭ ‬الموارد،‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات‭ ‬المدرسية‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭.‬

‭- ‬توظيف‭ ‬التقنية‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بـ«مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لمدارس‭ ‬المستقبل‭ ‬عام‭ ‬2004‮»‬،‭ ‬ومبادرة‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التعلم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬المعلومات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭. ‬إن‭ ‬قدرات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كبيرة،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬الاستدامة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬توظيف‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لتعزيز‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬للطلاب‭.‬

‭- ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬حيثُ‭ ‬تشجع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمؤسسات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬المستدام؛‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬ومشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬بالاستدامة‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الشامل‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬أبعاد‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬وتعدُّ‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتطوير‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬التعليم؛‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬المشترك‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬جهود‭ ‬المملكة،‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬لها،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالًا‭ ‬للشك‭ ‬يعد‭ ‬مؤشرًا‭ ‬لدلالة‭ ‬الشعور‭ ‬بالولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬إلى‭ ‬تراب‭ ‬الوطن،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتزايد‭ ‬الجهود‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬جودة‭ ‬مخرجات‭ ‬الأداء‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لجودة‭ ‬التعليم‭ ‬واستدامته،‭ ‬إذ‭ ‬تتبنى‭ ‬المملكة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬نهجًا‭ ‬شاملاً‭ ‬لاستدامة‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الجودة‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مستدامة‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬الطلبة‭ ‬الحالية‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بقدرات‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬وذلك‭ ‬بالارتكاز‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬والاستدامة‭ ‬والتنافسية‭. ‬إن‭ ‬تحقيق‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والشامل‭ ‬للجميع‭ ‬يؤكد‭ ‬القناعة‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬إحدى‭ ‬أكثر‭ ‬الوسائل‭ ‬قوة‭ ‬وثباتًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬ويكفل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬والثانوي‭ ‬المجاني‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬مقاصد‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬‮«‬التعليم‭ - ‬والمعرفة‭ ‬والابتكار‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‮»‬‭ ‬خطوات‭ ‬متقدمة‭ ‬بالسعي‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬متساوية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬ويكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفوارق‭ ‬في‭ ‬اتاحة‭ ‬التعليم‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الثروة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬حصول‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬عالي‭ ‬الجودة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مستدامة‭ ‬تعزز‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬والتطور‭ ‬الشخصي‭ ‬المستدام‭ ‬للطلبة،‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬المدرك‭ ‬لأهمية‭ ‬التعليم‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬للأفراد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ويكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬مستدام‭ ‬ومزدهر‭ ‬لوطنه‭.‬

ختامًا؛‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬مملكتنا‭ ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬الحريصة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬والبناء‭ ‬والازدهار،‭ ‬وأثمر‭ ‬جهود‭ ‬المخلصين‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬التربوية‭ ‬الواعية‭ ‬بالنجاح‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬تعليمي‭ ‬لوطن‭ ‬مشرق‭. ‬ولأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬التعليمي‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬قيادة‭ ‬عمليتي‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬وفق‭ ‬الأهداف‭ ‬المخطط‭ ‬لها‭. ‬ورسالتنا‭ ‬لطلابنا‭ ‬الأعزاء؛‭ ‬عليكم‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬تتذكروا‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬مفتاح‭ ‬النجاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬الطموح‭ ‬نحو‭ ‬بدايات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬امنياتنا‭ ‬لكم‭ ‬جميعًا‭ ‬بعام‭ ‬دراسي‭ ‬مليء‭ ‬بالفرص‭ ‬والنجاحات،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنكم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافكم‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وحصولكم‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬ونمو‭ ‬معرفي‭ ‬وثقافي‭ ‬منتج‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬تكونوا‭ ‬طلابًا‭ ‬لكم‭ ‬إسهامات‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬نباهي‭ ‬بكم‭ ‬الأمم‭ ‬وترفعوا‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬عاليًا‭ ‬كما‭ ‬عهدناكم‭.‬

{ مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا