العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صعود المكانة السياحية لدول الخليج.. الدوافع والآفاق

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ١١ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

وجهت‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬لصناعة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية،‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬وفقًا‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬بقيمة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬9‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭. ‬ومع‭ ‬تطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬الإغلاق،‭ ‬وتقييد‭ ‬حركة‭ ‬السفر‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬انخفض‭ ‬السفر‭ ‬السياحي،‭ ‬بنسبة‭ ‬65%‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬التالية،‭ ‬مع‭ ‬معاناة‭ ‬كبيرة‭ ‬لاقتصادات‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تعافت‭ ‬السياحة‭ ‬الدولية،‭ ‬‮«‬تدريجيا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬فقد‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬المسافرين‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬إلى‭ ‬64%‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوباء‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬استمر‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التحسن‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬مع‭ ‬استعادة‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬رصدت‭ ‬أقوى‭ ‬أداء‭ ‬للمنطقة‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬سياح‭ ‬جدد‮»‬‭. ‬ووصفتها‭ ‬‮«‬مايتيري‭ ‬داس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأولى‭ ‬بالعالم‭ ‬تعافيًا‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الوباء‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بنسبة‭ ‬15%،‭ ‬لتتجاوز‭ ‬مستويات‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬كان‭ ‬دور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬‮«‬جديرًا‭ ‬بالملاحظة‮»‬‭. ‬وعملت‭ ‬دول،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬و«قطر‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قطاعاتها‭ ‬السياحية،‭ ‬كجزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬ناشئة‭ ‬للسفر‭ ‬الدولي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬يجري‭ ‬ترسيخ‭ ‬المنطقة‭ ‬كمحور‭ ‬مركزي‭ ‬للسياحة‭ ‬العالمية‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬سعي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للتحول‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬المواد‭ ‬الهيدروكربونية،‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة؛‭ ‬فقد‭ ‬تبنت‭ ‬تدابير‭ ‬طموحة‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للبحث‭ ‬والتطوير‭ ‬واستخدام‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء،‭ ‬قامت‭ ‬بإصلاحات‭ ‬مالية،‭ ‬ودفعت‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬صناعة‭ ‬الترفيه،‭ ‬والثقافة‭ ‬والرياضة‭ ‬محليًا؛‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬السياحة‭. ‬

ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬السعودية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬بانيكوف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬جهد‭ ‬جبار‭ ‬لتحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬الخليج‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬تبنت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬وانتهجت‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬المسلك‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬كشفت‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬استثمار‭ ‬عام‭ ‬بقيمة‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لدعم‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬الترويج‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬ركيزة‭ ‬أساسية‮»‬،‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤى‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مدن‭ ‬الخليج،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬و‮«‬أبوظبي‮»‬،‭ ‬أضحت‭ ‬بالفعل،‭ ‬‮«‬مراكز‭ ‬سياحية‭ ‬عالمية»؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬فيليبس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬معدلات‭ ‬السياحة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬محورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لرؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬‮«‬المواقع‭ ‬التراثية،‭ ‬والمناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتنوعة»؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬جذب‭ ‬السياح‭ ‬الدوليين،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬المحليين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جذب‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬سنويًا،‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الجدول‭ ‬الزمني‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬2030‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أسس‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬شركة‭ ‬جديدة‭ ‬للاستثمار‭ ‬السياحي‭ ‬باسم‭ (‬أسفار‭)‬؛‭ ‬لمواصلة‭ ‬نمو‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬مشاري‭ ‬الإبراهيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬الصندوق‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المحلي‮»‬‭.‬

وبالفعل،‭ ‬كان‭ ‬احتضان‭ ‬صناعة‭ ‬الترفيه،‭ ‬والرياضة،‭ ‬‮«‬جزءًا‭ ‬مهمًا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬الكبرى،‭ ‬مثل‭ ‬سباقات‭ ‬السيارات‭ (‬مع‭ ‬حضور‭ ‬143‭ ‬ألف‭ ‬مشجع‭ ‬لسباق‭ ‬الفورمولا‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬عام‭ ‬2021‭)‬،‭ ‬استثمرت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المحلي‭. ‬ومع‭ ‬جلب‭ ‬بعض‭ ‬ألمع‭ ‬الأسماء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬عالميا؛‭ ‬عززت‭ ‬الرياضة‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬السياحة‭ ‬الأخرى‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬منشورات‭ ‬اللاعب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬‮«‬ليونيل‭ ‬ميسي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬إنستغرام‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تروج‭ ‬لمواقع‭ ‬قضاء‭ ‬العطلات،‭ ‬قد‭ ‬منحت‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬لـ«متابعيه‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬حوالي‭ ‬470‭ ‬مليون‭ ‬متابع‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬ينعكس‭ ‬الترويج‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬البيانات‭ ‬الدولية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭. ‬وسجل‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬اس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬لشهر‭ ‬أغسطس2023،‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬15%‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬زوار‭ ‬المنطقة،‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬مُقارنة‭ ‬بأعدادهم‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬أقوى‭ ‬أداء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتعاش‭ ‬السياحة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأي‭ ‬بقعة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

ويعد‭ ‬دور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬‮«‬ملحوظًا‮»‬‭. ‬وكتبت‭ ‬‮«‬داس‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬و«السعودية‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الوجهات‭ ‬الأفضل‭ ‬أداءً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وصول‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‮»‬‭. ‬واستقبلت‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬7‭.‬8‭ ‬ملايين‭ ‬سائح‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وحده،‭ ‬بنمو‭ ‬قدره‭ ‬64%‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬فيما‭ ‬نمت‭ ‬إيرادات‭ ‬السياحة‭ ‬بنسبة‭ ‬225%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2022‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬استقبلت‭ ‬‮«‬دبي‮»‬،‭ ‬8‭.‬55‭ ‬ملايين‭ ‬زائر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬يناير‭ ‬ويونيو‭ ‬2023؛‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬بـ190‭ ‬ألفًا‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬كان‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية،‭ ‬و7%‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بين‭ ‬نوفمبر‭ ‬وديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬وواصلت‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬السياحي‭ ‬للبطولة،‭ ‬التي‭ ‬اجتذبت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬متفرج‭. ‬وأوضح‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الدوحة‭ ‬استقبلت‭ ‬2‭.‬56‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬بين‭ ‬يناير‭ ‬وأغسطس‭ ‬2023،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬157%‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬السابق‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬يتوقع‭ ‬المسؤولون‭ ‬القطريون‭ ‬قفزة‭ ‬بنسبة‭ ‬347%‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الوافدين‭ ‬الأجانب‭. ‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ازدهرت‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭. ‬وخلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬كاتيرير‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المنامة‮»‬،‭ ‬استقبلت‭ ‬5‭.‬9‭ ‬ملايين‭ ‬زائر،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬51%‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬48%‭ ‬في‭ ‬إيرادات‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬الرحلات‭ ‬اليومية،‭ ‬بنسبة‭ ‬43%،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬3‭ ‬ملايين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬المحرك‭ ‬الرئيسي‮»‬،‭ ‬لزيادة‭ ‬أرقام‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬قفزة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الزائرين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تركيا‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬الآن‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬إقليميًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬السياح‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬104%‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وأضافت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لبنان‮»‬،‭ ‬‮«‬يشهد‭ ‬حاليًا‭ ‬طفرة‭ ‬سياحية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستقبل‭ ‬مليوني‭ ‬سائح‭ ‬طوال‭ ‬صيف‭ ‬2023‭. ‬ومع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بيروت‮»‬،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬مالية‮»‬‭ ‬انخفضت‭ ‬فيها‭ ‬الليرة‭ ‬‮«‬98%‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭ ‬وانخفض‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬40%‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سينفقها‭ ‬السياح‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭.‬

ويعد‭ ‬الأداء‭ ‬السياحي‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أكثر‭ ‬‮«‬إثارة‭ ‬للإعجاب‮»‬،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬الوجهات‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬بمعدلات‭ ‬مماثلة‭. ‬وسجلت‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬السفر‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الزيارات‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬بنسبة‭ ‬18%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬السياح‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عند‭ ‬معدل‭ ‬90%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مستواها‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬كما‭ ‬تراجعت‭ ‬أعداد‭ ‬السياح‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوباء‭. ‬ووجدت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التعافي‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬السياح‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فإن‭ ‬بيانات‭ ‬تقارير‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬تؤكد‭ ‬مدى‭ ‬نجاح‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬زوار‭ ‬جدد،‭ ‬وتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الآفاق‭ ‬المستقبلية،‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬استمرار‭ ‬التوسع‭ ‬السياحي،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأوسع‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬البنك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬والنمو‭ ‬المستمر‭ ‬للطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬المقبل،‭ ‬يوفر‭ ‬‮«‬أسواقًا‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬لجذب‭ ‬الزائرين‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«المجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للسفر‭ ‬والسياحة‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬عندما‭ ‬تقترن‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬السائحين‭ ‬الحاليين‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المعدل‭ ‬الحالي‭ ‬لنمو‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية،‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2032،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬17%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬

وللمساعدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقدم،‭ ‬تخطط‭ ‬‮«‬شركة‭ ‬مشاريع‭ ‬الترفيه‭ ‬السعودية‮»‬،‭ ‬المملوكة‭ ‬لصندوق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة،‭ ‬لاستثمار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬21‭ ‬وجهة‭ ‬ترفيهية‭ ‬متكاملة‭ ‬بـ14‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬جاسبر‭ ‬جولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الطيران‭ ‬العالمية،‭ ‬تندفع‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬الجوي؛‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬وطنية‭ ‬جديدة‭ ‬‭ ‬طيران‭ ‬الرياض‭ ‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬ستبدأ‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬وستؤكد‭ ‬عنصر‭ ‬الاستدامة‭ ‬كمبدأ‭ ‬أساسي‭.‬

واتساقا‭ ‬مع‭ ‬هذا،‭ ‬فإن‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬مقترح‭ ‬إصدار‭ ‬تأشيرة‭ ‬موحدة‭ ‬لدخول‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الست،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تأشيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬شنغن‮»‬،‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬عنصرا‭ ‬مهما‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وتبنيًا‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬أشارت‭ ‬وزيرة‭ ‬السياحة‭ ‬البحرينية،‭ ‬‮«‬فاطمة‭ ‬الصيرفي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرة‭ ‬المقترحة‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬لدول‭ ‬‮«‬المجلس»؛‭ ‬لتوحيد‭ ‬جهودها‭ ‬السياحية،‭ ‬والسماح‭ ‬للزوار‭ ‬المحليين‭ ‬والأجانب‭ ‬بالدخول‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬توضح‭ ‬بيانات‭ ‬وكالات‭ ‬السياحة‭ ‬الدولية،‭ ‬كيف‭ ‬قادت‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬النمو‭ ‬السياحي‭ ‬العالمي‭ ‬بعد‭ ‬الوباء،‭ ‬حيث‭ ‬لعبت‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬‮«‬دورًا‭ ‬فعالًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانتعاش‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬المزيد،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬فيليبس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإصلاحات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬وضع‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬اقتراح‭ ‬ضوابط‭ ‬جديدة،‭ ‬والتأشيرات‭ ‬المبسطة‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أيضًا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬لجذب‭ ‬السائحين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

ومع‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬خطة‭ ‬لاستهداف‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتحديد‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬ظبي‮»‬،‭ ‬هدفًا‭ ‬مماثلاً،‭ ‬لجذب‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬سبع‭ ‬سنوات؛‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬حدوث‭ ‬نمو‭ ‬متسارع‭ ‬في‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬إتش‭ ‬إس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تتمتع‭ ‬بأعلى‭ ‬معدل‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬5%،‭ ‬فمن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬بمعدلات‭ ‬كبيرة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا