العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محنة النساء والأطفال الفلسطينيين جراء الانتهاكات الإسرائيلية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

يعي‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬القمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬دأبت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬تجاهل‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬الفصل‭ ‬العنصري‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬اعترفت‭ ‬به‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬و«هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬لينك‮»‬،‭ ‬مقرر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬المعني‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يمارس‭ ‬نظام‭ ‬قمع‭ ‬إزاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬يبقيهم‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تحدث‭ ‬انتهاكات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

ومنذ‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ازدادت‭ ‬التوقعات‭ ‬القاتمة‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬وجاء‭ ‬انتخاب‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة‭ ‬دعا‭ ‬أعضاؤها‭ ‬علنا‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بمثابة‭ ‬دافع‭ ‬لبناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وتصاعد‭ ‬الهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬والمدمرة،‭ ‬التي‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬آنا‭ ‬بوفرزينيتش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬النرويجي‭ ‬للاجئين‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬محت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجمعات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬كليا‮»‬‭. ‬وعندما‭ ‬يقترن‭ ‬ذلك،‭ ‬باستمرار‭ ‬الهجمات‭ ‬العسكرية‭ -‬والتي‭ ‬كان‭ ‬أكبرها‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬واستشهد‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬وتشرد‭ ‬الآلاف‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬يمثل‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأعوام‭ ‬تدميرا‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬مع‭ ‬استشهاد‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬200‭ ‬شخص‭ ‬وإصابة‭ ‬آلاف‭ ‬آخرين‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تتعرض‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للعنف‭ ‬السياسي،‭ ‬وانتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ووفقًا‭ ‬لبيانات‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ (‬أوتشا‭)‬،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬يناير‭ ‬2008‭ ‬وأغسطس‭ ‬2023؛‭ ‬تم‭ ‬استشهاد‭ ‬626‭ ‬امرأة،‭ ‬و275‭ ‬فتاة‭ ‬فلسطينية‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬وقعت‭ ‬‮«‬850‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬و50‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬ويونيو‭ ‬2022،‭ ‬أوضحت‭ ‬البيانات،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬بين‭ ‬265‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬استشهدوا‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬41‭ ‬امرأة‭ ‬و23‭ ‬فتاة،‭ ‬بينما‭ ‬أصيبت‭ ‬482‭ ‬امرأة،‭ ‬و276‭ ‬فتاة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2021‭ ‬وحده،‭ ‬كانت‭ ‬38‭ ‬امرأة‭ ‬و23‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬242‭ ‬حالة‭ ‬استشهاد‭ ‬مسجلة‭. ‬

وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها،‭ ‬لاحظت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬156‭ ‬شخصًا،‭ ‬استشهدت‭ ‬11‭ ‬امرأة،‭ ‬بالذخيرة‭ ‬الحية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬219‭ ‬حالة‭ ‬استشهاد‭ ‬فلسطينية‭ ‬وثقها‭ ‬الـ‭(‬أوتشا‭)‬،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬6‭ ‬نساء‭ ‬و4‭ ‬فتيات،‭ ‬وقعت‭ ‬7‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬و3‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬المعاناة‭ ‬الجسدية‭ ‬للنساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الفلسطينيات؛‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬نفسية‭ ‬كبيرة‭ ‬وإذلال‭ ‬لضحاياها‭. ‬وفيما‭ ‬أدانه‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬المعلومات‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ (‬بتسيلم‭)‬،‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬روتين‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬العنف»؛‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬اقتحام‭ ‬الجنود،‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بصحبة‭ ‬الكلاب‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الليل؛‭ ‬بغرض‭ ‬‮«‬بث‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‮»‬،‭ ‬و«إحداث‭ ‬الدمار‮»‬،‭ ‬و«إهانة‭ ‬وصدمة‭ ‬الساكنات‭ ‬اللاتي‭ ‬يقطن‭ ‬هناك‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬تم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬كيف‭ ‬أجبر‭ ‬الجنود‭ ‬‭ ‬أثناء‭ ‬غارة‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬على‭ ‬منزل‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الخليل‭ ‬‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬العجلوني‭ ‬على‭ ‬التعري،‭ ‬وهددوهن‭ ‬بإطلاق‭ ‬الكلاب‭ ‬نحوهن‭ ‬وتصويب‭ ‬أسلحتهم‭ ‬عندما‭ ‬‮«‬رفضن‮»‬‭. ‬ونددت‭ ‬‮«‬بتسيلم‮»‬،‭ ‬بالأساليب‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬خاصة‭ ‬‮«‬الضرر‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬إلحاقه‭ ‬بالنساء‮»‬،‭ ‬و«الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الأطفال‭ ‬وبقية‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬‭ ‬وفقًا‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬‭ ‬‭ ‬فإن‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬متهمون‭ ‬أيضًا‭ ‬بسرقة‭ ‬أموال‭ ‬ومقتنيات‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬عدة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إجبار‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬على‭ ‬التعري‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬شائع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬كأداة‭ ‬للإذلال‮»‬،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤه‭ ‬عند‭ ‬نقاط‭ ‬التفتيش‭. ‬وبالفعل،‭ ‬اعترفت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بكيفية‭ ‬تعرض‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬اللواتي‭ ‬يردن‭ ‬عبور‭ ‬نقاط‭ ‬التفتيش‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المضايقات‭ ‬الروتينية‮»‬،‭ ‬و«الإهانة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬إجبارهن‭ ‬على‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬الطابور‭ ‬ساعات‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬‮«‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‮»‬‭. ‬

وتمتد‭ ‬معاناة‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬كم‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتصاعد‭ ‬الهجمات‭ ‬ضد‭ ‬المجتمعات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين؛‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬معيشة‭ ‬النساء‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬ريفية‭ ‬رعوية‭ ‬صغيرة‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأخريات‭ ‬بالمنطقة‭ ‬‮«‬ج‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والخليل،‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬كونهن‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬عرضة‮»‬،‭ ‬للأضرار‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمستوطنين‭.‬

وفي‭ ‬غزة،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬ألحق‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬بالنساء‭ ‬والفتيات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬تقويض‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية،‭ ‬وتقييد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وزيادة‭ ‬أعباء‭ ‬الرعاية‭ ‬الواقعة‭ ‬عليهن‮»‬‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬4450‭ ‬سجينًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬تحتجزهم‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬سجلت‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬32‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬كانوا‭ ‬إناثا،‭ ‬من‭ ‬بينهن‭ ‬11‭ ‬أمًا‭ ‬مسجونات‭ ‬في‭ ‬‮«‬ظروف‭ ‬قاسية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬عائلاتهن‭ ‬وأطفالهن‮»‬‭.‬

ويمتد‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المنهجية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المجال‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬أوتشا‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬لهذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬‮«‬تأثيرات‭ ‬نفسية‭ ‬سلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬النساء»؛‭ ‬لأنهن‭ ‬‮«‬يخفن‭ ‬على‭ ‬أنفسهن‭ ‬وأسرهن‭ ‬وأطفالهن‮»‬‭. ‬وتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستقبلية‭ ‬‮«‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تآكل‭ ‬الدور‭ ‬الإنتاجي‭ ‬للمرأة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬من‭ ‬خلال‭ ‬حصرها‭ ‬في‭ ‬المنزل‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬‭ ‬وكما‭ ‬تبين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الظلم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬عائلة‭ ‬العجلوني‭ ‬‭ ‬فحتى‭ ‬النساء‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬اللاتي‭ ‬يحتمين‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬في‭ ‬منازلهن،‭ ‬لسن‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬المضايقات،‭ ‬وانتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأخرى‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فقد‭ ‬قُوبل‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬بغياب‭ ‬واضح‭ ‬للمساءلة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تفتخر‭ ‬بنفسها‭ ‬كحامية‭ ‬لحريات‭ ‬المرأة‭ ‬وحقوقها‭. ‬وفي‭ ‬الاعتداء‭ ‬المذكور‭ ‬أعلاه‭ ‬ضد‭ ‬نساء‭ ‬عائلة‭ ‬العجلوني؛‭ ‬أعربت‭ ‬‮«‬بتسيلم‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬لكيفية‭ ‬تمكن‭ ‬القادة‭ ‬والجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬أُمروا‭ ‬ونفذوا‭ ‬المداهمة‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬إدراكهم‭ ‬تمامًا‭ ‬حجم‭ ‬الحصانة‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬يتمتعون‭ ‬بها‮»‬‭. ‬وكرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬الغضب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬رفض‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬إدانة‭ ‬تصرفات‭ ‬جنوده،‭ ‬وزعم‭ ‬أن‭ ‬الكاميرات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تركيبها‭ ‬عادة‭ ‬على‭ ‬خوذات‭ ‬الجنود‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭ ‬وقت‭ ‬المداهمة‮»‬‭.‬

وتُظهر‭ ‬قضية‭ ‬استشهاد‭ ‬الصحفية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬‮«‬شيرين‭ ‬أبو‭ ‬عاقلة‮»‬،‭ ‬مراسلة‭ ‬الجزيرة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬أيضًا،‭ ‬كيف‭ ‬قُوبل‭ ‬العنف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬المرأة،‭ ‬بافتقاد‭ ‬صارخ‭ ‬للمساءلة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جنديًا‭ ‬إسرائيليًا‭ ‬أطلق‭ ‬الرصاصة،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬جنين؛‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬رفض‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬تقديم‭ ‬إجابات‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعهداته‭ ‬بذلك‭ ‬‭ ‬فشلت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬الكافي‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬الحادث‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬على‭ ‬استشهادها،‭ ‬انتقد‭ ‬السيناتور‭ ‬الأمريكي‭ ‬الديمقراطي‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬فان‭ ‬هولين‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يجر‭ ‬بعد‭ ‬أي‭ ‬‮«‬مساءلة‮»‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬ماهوني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬حماية‭ ‬الصحفيين‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‭ ‬‮«‬أف‭.‬بي‭.‬آي‮»‬،‭ ‬تحقيقاته‭ ‬الخاصة‭ ‬حول‭ ‬استشهادها،‭ ‬فحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬مسؤولو‭ ‬التحقيق‭ ‬بمقابلة‭ ‬الشهود‭ ‬الرئيسيين‭.‬

وفي‭ ‬تقريرها‭ ‬لعام‭ ‬2023،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المخاوف‭ ‬الموجودة‭ ‬مسبقًا‭ ‬بشأن‭ ‬ثقافة‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وانعدام‭ ‬المساءلة‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬‮«‬تلاشت‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬أبو‭ ‬عاقلة‭. ‬وقدّر‭ ‬‮«‬ماهوني‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تباطؤ‮»‬‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؛‭ ‬‮«‬يزيل‭ ‬أية‭ ‬دوافع‭ ‬لدى‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لإصلاح‭ ‬قواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصحفيات‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الحالات‭ ‬الأخرى‭ ‬لانتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الموثقة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬فإن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الغربية،‭ ‬حيال‭ ‬معاناة‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬يتناقض‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬مخاوفه‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وبمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬سلط‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قمع‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬طالبان،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬المرأة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬مكررا‭ ‬دعمه‭ ‬لمحنة‭ ‬المرأة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬قمعًا‭ ‬وحشيًا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المناهضة‭ ‬للحكومة،‭ ‬والتي‭ ‬اندلعت‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬‮«‬مهسا‭ ‬أميني‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬احتجازها‭. ‬وبينما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬‮«‬تركيز‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية»؛‭ ‬فإن‭ ‬رفض‭ ‬حكومته‭ ‬المتكرر‭ ‬لإدانة‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬العزل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة؛‭ ‬يضعف‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬رسالة‭ ‬تضامنه‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‮»‬،‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬والذي‭ ‬اتهم‭ ‬القمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬عقبة‭ ‬رئيسية‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬‮«‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإعمال‭ ‬حقوقها‭ ‬وتقدمها،‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬ذاتها،‭ ‬ودفع‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مجتمعها‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬صوتت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«كندا‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬ذلك،‭ ‬وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬انتقد‭ ‬الممثل‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬‮«‬عناصر‭ ‬سياسية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بعينها،‭ ‬وإصدار‭ ‬إدانات‭ ‬أحادية‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬الحقيقية‭ ‬المطروحة‭ ‬أمام‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬زعمه‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تصدر‭ ‬اسم‭ ‬الشاب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬مناصرة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حديث‭ ‬روّاد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تردد‭ ‬معلومات‭ ‬مفادها‭ ‬بأنّ‭ ‬‮«‬مناصرة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقبع‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬2015‭ -‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الـ13‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬‭ ‬يفقد‭ ‬اليوم‭ ‬بصره‭ ‬ببطء،‭ ‬وتظهر‭ ‬عليه‭ ‬أعراض‭ ‬انفصام‭ ‬الشخصية،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قضى‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬الانفرادي‭.‬

وخلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬اعتقلت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نحو‭ ‬882‭ ‬طفلا‭ ‬فلسطينيا،‭ ‬منهم‭ ‬654‭ ‬من‭ ‬القدس،‭ ‬ويشكلون‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬بنسبة‭ ‬74‭.‬1%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للاعتقال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأسرى‭ ‬الأطفال‭ ‬والقاصرين‭ ‬رهن‭ ‬الاعتقال‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬نحو‭ ‬150‭ ‬طفلا‭ ‬وطفلة‭ ‬في‭ ‬معتقلات‭ ‬‮«‬مجدو‮»‬،‭ ‬و«عوفر‮»‬،‭ ‬و‮«‬الدامون»؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬التوقيف‭ ‬والتحقيق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬أطفال‭ ‬من‭ ‬القدس‭ ‬تحتجزهم‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬اجتماعية‭ ‬خاصة‭ ‬لأن‭ ‬أعمارهم‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬14‭ ‬عاما‭.‬

وبحسب‭ ‬تقارير‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬كـ«هيئة‭ ‬شؤون‭ ‬الأسرى‭ ‬المحررين‮»‬،‭ ‬و«نادي‭ ‬الأسير‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للاعتقال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2022،‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬اعتقال‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬إن‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬وحريات‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬والأطفال‭ ‬ستستمر‭ ‬جراء‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬ينفذها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمستوطنون‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬الذين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بحمايتهم‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬طالما‭ ‬ظل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬صامتا‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬إن‭ ‬إحجام‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬الإدانات‭ ‬والعقوبات‭ ‬اللازمة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬لوقف‭ ‬عملياتها‭ ‬لضم‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ستستمر،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تسرع،‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬عدم‭ ‬مبالاتها‭ ‬الواضحة‭ ‬تجاه‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا