تجاوز دور المدرسة الصناعية لتصبح «حاضنة تعليمية» تقدم ثقافة جديدة للتعليم التكنولوجي بالمنطقة
تخصصات تعليمية ينفرد بها المركز.. وتدشين أكاديمية للأمن السيبراني قريبا
منظومة تعليمية ترتكز على «التمكين الرقمي» واستبعاد تام للكتب الورقية
تصوير- عبدالأمير السلاطنة
على مساحة 120 ألف متر مربع، يمتد هذا الصرح العلمي والتعليمي بشموخ في منطقة جو، مجسدا النموذج الأحدث والأكثر تقدما للمؤسسة التعليمية المتطورة، التي ترتقي من كونها مجرد مدرسة أو مركز تعليمي وتدريبي، إلى مجمع أكاديمي متكامل يسير بخطى واثقة وثابتة للتحول الى مدينة علمية متكاملة بحلول عام 2025، ويضم بين جنباته مرافق مختلفة ينافس فيها الكثير من الجامعات بما في ذلك المناهج التعليمية المعتمدة على الرقمنة بشكل كلي، والصفوف المتطورة، والورش التدريبية المجهزة والصالات الرياضية المتطورة والمسجد والعيادة الطبية ومركز البحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي وغيرها.
البداية كانت عام 2014 بصدور المرسوم الملكي رقم (37) بتأسيس مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني. وبالفعل، في ديسمبر 2014، ونيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، افتتح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة المركز كمشروع استراتيجي واعد يقدم تخصصات نوعية ومتقدمة تسهم في تعزيز منظومة التعليم التقني والصناعي، وتعزز تطلعات وجهود البحرين في تبني نماذج رائدة في التعليم ورفد القطاعات الصناعية والاقتصادية بالمخرجات التعليمية والمهنية المتقدمة، وتخريج كفاءات وطنية على مستوى عال من التميز والمهنية من أجل حصولهم على وظائف أو مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى في الجامعات المحلية والعالمية. ليجمع المركز بين التطور الأكاديمي، وتطوير شخصية الطالب من خلال اكتسابه مهارات التعليم المهني والأكاديمي ومهارات التخطيط والتنظيم والإبداع والعمل المهني الجاد المتميز بالحرفية والمعرفة العملية في تخصصات تمثل مستقبل التعليم والاقتصاد مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وغيرها.
انطلق المركز بقوة، ليشهد في سبتمبر 2017 تخريج الفوج الأول لطلبته. وفي يونيو الماضي احتفل بتخريج الفوج السابع. وجميع هذه المخرجات تشهد بالمستوى العلمي والمهني الذي تتمتع به، حيث تجد الطرق ممهدة أمامها سواء في سوق العمل، أو في الجامعات العريقة، لا سيما وأن المتخرج في المركز يضمن تخرجه بثلاث شهادات محلية ودولية. مع الإشارة إلى أن المركز يعد مؤسسة تعليمية مستقلة بذاتها وغير تابعة إلى أي جهة أو وزارة حكومية.
واليوم.. يواصل المركز خطاه للتحول إلى مدينة علمية تقنية معرفية بحلول عام 2025، حاصدا خلال هذه المسيرة شهادات وجوائز محلية ودولية عديدة منها جائزة أفضل مزود للتدريب الدولي عام 2022.
البداية والتأسيس
«أخبار الخليج» كانت لها زيارة وجولة بمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، حيث التقينا الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور عبدالله بن ناصر النعيمي، الذي حدثنا عن رحلة المركز وبرامجه الحالية وخططه المستقبلية، واصطحبنا مشكورا بمعية المدير الأكاديمي للمركز الأستاذ نبيه عزيز، في جولة بمرافق هذا الصرح التعليمي الذي أقل ما يوصف بأنه مبهر.
«كيف كانت بدايات تأسيس المركز؟»
سؤال طرحناه على الدكتور عبدالله النعيمي في بداية اللقاء والجولة، وهذا ما أجاب عنه بقوله:
تولي مملكة البحرين اهتماما كبيرا بمجالات الصناعة والتكنولوجيا باعتبارهما روافد جوهرية للتنمية الاقتصادية ومنظومة العمل التنموي. ولكون الشباب البحريني هم مستقبل الوطن ورواد نهضته الصناعية، تأسس مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني في عام 2014 بموجب المرسوم الملكي (37) الصادر عن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، ليكون أحد المؤسسات المعنية باحتضان الشباب وتطوير مهاراتهم المهنية، وتعزيز مشاركتهم في سوق العمل عبر مبادراته المتنوعة مع مختلف الشركاء في هذه القطاعات.
ويرأس مجلس أمناء المركز سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ويضم مجلس الإدارة أعضاء ممثلين لمختلف القطاعات المهنية والصناعية والاقتصادية والتعليمية بمملكة البحرين.
ومنذ بداية تأسيسه، مر المركز بمراحل مهمة، منها مثلا أنه في السنوات الأولى من تأسيسه، أشرفت وزارة التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة على إدارة المركز وذلك بهدف نقل التجربة الإماراتية الناجحة في تأسيس مراكز مهنية نوعية تعمل على تخريج كفاءات واعدة ومستعدة لخوض سوق العمل مباشرة.
تخصصات متطورة
* بعد تخريج سبعة أفواج من الطلاب، في رأيك ما الذي يميز مركز ناصر عن غيره من المعاهد والمدارس الصناعية لاسيما فيما يتعلق بالمسارات التعليمية والتخصصات المتاحة للطلاب في المركز؟
** نحن في مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، بكوننا مؤسسة تعليمية وتدريبية، لا نصنف أنفسنا كمعهد أو مدرسة صناعية بقدر ما نشير إلى كوننا «حاضنة تعليمية» لمهارات الشباب، وهو ما نركز عليه دائماً لأننا نؤمن بأن مسؤوليتنا تكمن في تقديم ثقافة جديدة للتعليم المهني والتكنولوجي، ونسعى إلى ترسيخها لدى الأجيال عبر التركيز على جودة البرامج التعليمية والتدريبية الاحترافية بالتعاون مع شركائنا الدوليين.
فمثلاً في مركز ناصر، يتخرج الطالب بشهادة الثانوية العامة بالإضافة إلى شهادات دولية معتمدة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الشهادات هي إضافة نوعية لمخرجات التعليم في المركز، وتسهم في تعزيز فرص الطلبة في سوق العمل، لاسيما الصناعي والتكنولوجي منها.
وفي ظل توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز، نحن على اطلاع مستمر على مجريات حاضنة ومستحدثاته على المستويين المحلي والدولي. نعلم بوجود ثورة صناعية أولى وثانية وثالثة.. واليوم نعيش الرابعة منها، ولها متطلبات تستلزم مواكبتها كالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وعلوم البيانات الضخمة ومجالات الطاقة وغيرها. نحن نضع على عاتقنا مسؤولية تزويد طلابنا بهذه المتطلبات والمهارات باعتبارها مستجدات لسوق العمل. لذلك تم تدشين تخصصات تعليمية متطورة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وغيرها من الملفات التي يتفرد مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني باحتضانها وتقديمها لطلاب المرحلة الثانوية.
ولأننا ننظر إلى الشباب بكونهم أغلى موارد الدولة، نعمل على تطوير بيئتنا التعليمية لاحتضان مواهبهم وتعزيز مشاركتهم في مختلف المجالات. ونفس الوقت رصدنا الاهتمام الرياضي الكبير من قبل طلبتنا، والأهم، النشاط البارز للحركة الرياضية اليوم في المملكة، ولأن كل المجالات والمهارات هي حرفة وصناعة، فالصناعة في ثقافتنا لا تقف عند تشغيل الآلة، وإنما ظهر لدينا صناعة المواهب الرياضية كذلك، عبر تدشين المسار الرياضي وإدارة الأعمال، والذي يعد المسار الأول من نوعه في مملكة البحرين ليجمع بين التعليم المدرسي والاحتراف الرياضي في آن واحد.
وبنفس الوقت يوفر مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني خدمات تعليمية مصممة على أسس «التمكين الرقمي»، ونعني بذلك أن كل موارد التعليم في المركز تقوم على التقنيات التكنولوجية الحديثة، فمثلاً لا يوجد لدينا كتب دراسية ورقية، وإنما يستخدم الطالب أجهزة لوحية ذكية «آيباد» أو حاسب محمول «لابتوب» يحتويان على جميع الكتب المدرسية، ويتم تقديم الواجبات والامتحانات من خلال هذه الأجهزة. الجدير بالذكر أن هذا المبدأ أسهم بشكل فعال جداً أثناء جائحة كورونا، فطلبتنا لم يتأثروا مطلقاً لكونهم يستخدمون التعليم الإلكتروني في غالبية الوقت.
ويشرف على تقديم المحتوى النظري والتطبيقي للمادة التعليمية طاقم أكاديمي متنوع الاختصاصات من حملة الشهادات الجامعية المختلفة كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراة، ولهم الأثر الكبير في كفاءة مخرجاتنا التعليمية. كما يستخدم طاقمنا التعليمي منهج التعليمي الإبداعي «ستيم» والذي يركز على تكامل مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة للربط بين المقررات الدراسية وتنفيذ مشاريع متميزة يشترك فيها الطلبة بإشراف مباشر من قبل المعلمين والمدربين، وتنفيذ هذه المشاريع بشكل يضمن استيعاب الطالب لمفاهيم مختلفة تؤول إلى بناء المشاريع بشكل متكامل.
إلى جانب ذلك، تتضمن ورشنا الصناعية العديد من التقنيات التكنولوجية التي تعزز من تجربة الطالب المهنية، كالطباعة ثلاثية الأبعاد، وأجهزة المحاكاة «سيميوليتر» واللحام والدوائر الإلكترونية، مع تطبيق أعلى معايير السلامة وبحسب التصنيفات الدولية. إلى جانب الملاعب والمنشآت الرياضية في المركز.
وعندما نذكر أن لدينا مسارات مختلفة، كالمسار الهندسي بشقيه الكهربائي والإلكتروني، والمسار التكنولوجي المتضمن للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني، أو المسار الرياضي وإدارة الأعمال، فإننا نحاكي تجربة خوض سوق العمل عبر توفير هذه المنشآت في المركز، لتكون تجربة الطالب التعليمية مستوفاة لبيئة العمل.
معايير القبول
* وما معايير واشتراطات قبول الطلاب في المركز؟ وكم عدد الطلاب الذين يقبلون سنويا؟ وكم عدد طلاب المركز حالياً؟
** لدينا في المركز ما لا يقل عن 600 طالب في مختلف الاختصاصات، في حين يبلغ عدد خريجينا منذ التأسيس أكثر من 1000 طالب ممن يشغلون الآن مختلف مواقع العمل أو يواصلون دراستهم الجامعية في مملكة البحرين وخارجها.
ونحن نعمل على قبول ما بين 150 إلى 200 طالب سنوياً، وذلك بحسب الطاقة الاستيعابية للصف العاشر. ويتم قبول الطلبة في المركز عند استيفائهم لمتطلبات القبول والتسجيل، والتي نعلن بدايتها في مطلع شهر فبراير من كل عام ليتم تقديم طلبات الالتحاق إلكترونياً عبر موقعنا. وتتضمن متطلبات القبول التسجيل:
- أن يكون الطالب بحريني الجنسية.
- أن يكون الطالب قد أتم الصف الثالث الإعدادي بنجاح.
- اجتياز اختبارات تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية - الرياضيات - اللغة العربية وأسئلة الذكاء.
- اجتياز المقابلات الشخصية (باللغة العربية والإنجليزية).
- أن يكون الطالب لائقا صحياً وذلك حسب التخصص.
* تصميم المركز أشبه بحرم جامعي متكامل، ما أبرز المرافق المتوفرة في مركز ناصر؟
** يشتمل المركز على عدة مرافق أساسية، كالمبنى الإداري ويضم الطاقم الإداري للمركز، والمبنى الأكاديمي الذي يحوي الصفوف والمختبرات والطاقم الأكاديمي. وهناك مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، ثم الورش الهندسية والتي تشتمل على تقنيات التعليم الصناعي وعددها ستة، والمسجد، وملعب لكرة القدم، ومركز رياضي يضم بركة سباحة أولمبية ونادي رياضي وكافتيريا.
وضمن خطط المركز التوسعية على مدار الثلاث سنوات المقبلة، سيتم بناء أكاديمية مختصة بالأمن السيبراني، وبناء ورش هندسية جديدة، وملاعب لكرة الطائرة والسلة بإذن الله.
شهادات دولية
* يتميز خريجو المركز بالحصول على أكثر من شهادة أكاديمية وفنية كالشهادة البريطانية، ما هذه الشهادات وما الذي تضيفه إلى الطالب؟
** بالفعل، عند انضمام الطالب لمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، فإنه يضمن تخرجه بثلاث شهادات محلية ودولية -على الأقل- تكون بمثابة رصيد قوي لرواد الصناعة البحرينية في المستقبل، نذكر منها شهادة الثانوية العامة المعادلة والمصدقة من وزارة التربية والتعليم، شهادة الدبلوم الدولية في الهندسة من المعهد البريطاني (ECITB)، شهادة الدبلوما الدولية المستوى 2 أو 3 في الهندسة أو تقنية المعلومات من المعهد البريطاني بيرسون، شهادة اللغة الإنجليزية الدولية (IELTS) لمن يحصل على معدل 5.5 فما فوق، شهادة المهنية الدولية – المستوى 2 ICE LEVEL، شهادة السلامة المهنية المتقدمة من بريطانيا. شهادة الممارس المعتمد من خدمات أمازون السحابية، شهادة مصمم الحلول المعمارية التقنية، شهادة متخصص الذكاء الاصطناعي، وشهادة الأمن السيبراني.
* وما الفرص الدراسية الجامعية التي تتاح لخريجي المركز؟ وهل هناك تفضيل لخريجي مركز ناصر في هذه الفرص من قبل الجامعات والمعاهد؟
** تحرص إدارة المركز على متابعة الخريجين بعد انتهاء فترة دراستهم، وبالتالي وجدنا نسبة كبيرة من خريجي المركز قد انتسبوا إلى التعليم الجامعي في مؤسسات التعليم العالي المختلفة داخل مملكة البحرين وخارجها بواقع 62% وذلك في تخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال، في حين يعمل 30% منهم في شركات ومؤسسات مختلفة أو ممن استقل في ريادة الأعمال.
وبنفس الوقت، يتعاون المركز مع مختلف الجامعات المحلية والدولية لاحتضان كفاءات المركز، حيث تتوفر فرص الابتعاث الدراسي للطلبة المتفوقين في مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، وذلك ضمن البعثات المخصصة للتعليم المهني من قبل وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين، أو ضمن برنامج البعثات الحصرية لطلاب المركز ضمن التعاون المشترك بين مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني ووزارة التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك للالتحاق في جامعة الإمارات بالعاصمة الإماراتية بأبوظبي أو كليات التقنية العليا في إمارة الشارقة.
ولا يزال سعينا دؤوبا في تخصيص مقاعد دراسية لخريجينا المتميزين، عبر التعاون والشراكة مع مختلف الجامعات محلياً ودولياً، وإعلان هذه الشراكات في المستقبل القريب.
* على غير المعتاد في المدارس الثانوية، يتمتع المركز بشراكات واتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عديد من الجهات، ما الذي يمكن للمركز أن يضيفه إلى تلك الجهات؟
** بالفعل، فجزء أساسي من مهمة المركز هو تطوير الكوادر البحرينية العاملة في مختلف القطاعات، وتدريب الشباب البحريني وتأسيسهم لمراحل مهمة في عملية التحول الرقمي بالمملكة، ترجمة لمساعي المركز في تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 عبر تدريب القوى العاملة البحرينية وتعزيز مهاراتهم وإمكانياتهم ضمن مبادئ الاستدامة، والتنافسية، والعدالة.
لذلك لدينا أكثر من 10 اتفاقيات مع مختلف الجهات في القطاعين الحكومي والخاص، لتدريب مئات الموظفين ضمن حزمة البرامج التدريبية الاحترافية المقدمة من المركز، كان آخرها تخريج كوادر عاملة في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) ضمن برنامج الدبلوما الدولية للصيانة الميكانيكية، ومبادرة سمارت كودرز بالتعاون مع مجموعة ثينك سمارت للتدريب والتطوير، والتي نعمل من خلالها على تمكين 10 آلاف بحريني للبرمجة خلال الخمس سنوات المقبلة.
عدا عن ذلك، يوجد لدينا أكثر من 25 شريكا صناعيا لدعم العملية التعليمية بالمركز، حيث يقوم طلبة الصف الثاني عشر بتطبيق برنامج التدريب العملي في تلك المؤسسات خلال فترة الصيف كأحد متطلبات التخرج من المركز.
جوائز مرموقة
* حصد مركز ناصر عديدا من الشهادات والجوائز، ما أبرز الإنجازات التي استحقت هذه التكريمات؟
** نال مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني عديدا من الجوائز خلال السنتين الماضيتين، عن فئات مختلفة تضمنت تميز الممارسات التعليمية ضمن جائزة «أفضل مزود للتدريب الدولي لعام 2022 والفائز الإقليمي عن منطقة الشرق الأوسط» وذلك خلال الاحتفال التأسيسي العاشر لمجلس التدريب الصناعي والبناء الهندسي البريطاني. بالإضافة إلى حصول المركز على أكثر من عشر جوائز محلية ودولية نظير إسهامات مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، ذراع البحوث والتطوير لمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، في تزويد مختلف القطاعات بالحلول الذكية المعززة للإنتاجية والمحسنة لكفاءة العمليات لدى مختلف الشركاء، أبرزها جائزة التحول الرقمي في الشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وجائزة جايتكس جلوبال في قيادة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وآخرها جائزة أفضل مشروع للذكاء الاصطناعي وتطبيقات إنترنت الأشياء وذلك خلال فعاليات النسخة السادسة من مؤتمر البحرين للمدن الذكية 2023.
هذه الإنجازات تعكس روح فريق عمل مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني الساعي إلى تعزيز مكانة مملكة البحرين على خارطة التحول الرقمي والنهضة الصناعية، في مسيرة التنمية الشاملة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، ورؤية الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، والثقة الراسخة لدى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء المركز، ورهانه الدائم على قدرات الشباب البحريني في الريادة العالمية.
مدينة تعليمية
* من أبرز خطط المركز هو التحول إلى مدينة علمية بحلول عام 2025. ما الذي يعنيه هذا التحول؟
** كان ولا يزال مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني بمثابة منارة علمية ومهنية تستقطب طلاب المعرفة، وأصحاب المهارة. ونحن الآن نشهد تحولات عالمية في المشهد الصناعي والتكنولوجي، لسنا ببعيدين عنها، لذلك نجد أنفسنا تجاوزنا مرحلة كوننا مركزا قائما على بناء الكفاءات المستعدة لخوض سوق العمل مباشرة عبر مساراته المهنية والتقنية والتكنولوجية، لننطلق نحو آفاق جديدة ملؤها العمل الجاد والدؤوب لبناء مدينة علمية إقليمية ورائدة في تقديم الحلول المتكاملة وتخريج الكوادر البحرينية المتميزة. هذه المدينة ستتوجه في مهامها نحو الشباب، عبر تعليمهم وتدريبهم وتمكينهم للمشاركة في قطاعات حيوية ورائدة كالصناعة والطاقة، وتبني التكنولوجيا والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي.
مركز «الذكاء الاصطناعي»
* ماذا عن مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي الذي يمثل أحد أبرز مرافق هذا الصرح الأكاديمي؟
** يعد مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي أولى خطواتنا في التحول إلى مدينة علمية، تتبنى علوم المستقبل وتنشر ثقافة الابتكار في مختلف الصناعات وقطاعات الأعمال. هذا المركز الذي نشير إليه بـ«ذراع البحوث والتطوير لمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني» يعمل على بناء التقنيات الذكية، والخروج بمبتكرات نوعية توظف الذكاء الاصطناعي، لتصبح بمثابة حلول معززة للإنتاجية وتطور من العمليات التشغيلية والخدمات لدى مختلف المؤسسات.
ومنذ بدء عمل المركز في عام 2021، نفذ فريق العمل مشاريع مبتكرة مع عديد من الجهات في المملكة، كان آخرها مشروع «توقع كثافة الأنود الرطب» الذي صُمم باستخدام الذكاء الاصطناعي مع شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) ومشاريع متطورة مع شركة نفط البحرين (بابكو) كمشروع منصة التعلم الآلي وهي منصة تسمح للموظفين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومشروع التنبؤ بضغط البخار (RVP) وهو نظام يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوقع ضغط البخار في أنظمة الشركة، وغيرها من الحلول والمشاريع التقنية المتطورة المقدمة من قبل المركز لأكثر من 25 جهة في مملكة البحرين وخارجها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك