العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور الجيوش في مواجهة الكوارث الطبيعية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تابعت‭ ‬كغيري‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره‭ ‬كارثة‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬إقليم‭ ‬الحوز‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬المغرب‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬والذي‭ ‬خلف‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬مدفوعاً‭ ‬للكتابة‭ ‬عن‭  ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التفسيرات‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬سواء‭ ‬بسبب‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ببعيدة‭ ‬عن‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬زلازل‭ ‬أو‭ ‬فيضانات‭ ‬أو‭ ‬سيولا‭ ‬أو‭ ‬حرائق‭ ‬غابات،‭ ‬والأحداث‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭ ‬كما‭ ‬تناقلتها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬للأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وتسارع‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬لمؤازرة‭ ‬المغرب‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المحنة،‭ ‬فضلاً‭  ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬الشعبية‭ ‬الهائلة‭ ‬سواء‭ ‬للتبرع‭ ‬بالدم‭ ‬أو‭ ‬مساعدة‭ ‬المتضررين‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬توقفت‭ ‬أمام‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬تدخل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ومنذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭ ‬وهو‭ ‬جل‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

وبداية‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬الجوهري‭ ‬بين‭ ‬الأزمة‭ ‬والكارثة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مقدمات‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬مؤشرات‭ ‬إنذار‭ ‬بما‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬زمني‭ ‬محدود‭ ‬للغاية‭ ‬وإلا‭ ‬سوف‭ ‬تتفاقم‭ ‬آثارها،‭ ‬وبنظرة‭ ‬سريعة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كوارث‭ ‬عديدة‭ ‬شهدتها‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬وراح‭ ‬ضحيته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬وضعف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الجرحي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الإعصار‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬فيضانات‭ ‬وانهيارات‭ ‬أرضية‭ ‬ومقتل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬ونزوح‭ ‬حوالي‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬شخص،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حرائق‭ ‬الغابات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬حرائق‭ ‬الغابات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬اليونان‭ ‬مطلع‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬وأودت‭ ‬بحياة‭ ‬20‭ ‬شخصاً‭ ‬والتهمت‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬تقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬810‭ ‬كم‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬هائلة،‭ ‬وتلك‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬تؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬كافة‭ ‬وفي‭ ‬بؤرتها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬فلماذا‭ ‬الجيوش؟‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬ثلاثة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الجيوش‭ ‬محورياً‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬أولها‭: ‬الإمكانات‭ ‬والقدرات‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬والتي‭ ‬تتكامل‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬أدوار‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فداحة‭ ‬الكارثة‭ ‬قد‭ ‬تتطلب‭ ‬بالفعل‭ ‬تدخل‭ ‬الجيوش‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬عاجل‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬مواجهة‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬لكوارث‭ ‬السيول‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬باحترافية،‭ ‬وثانيها‭: ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬اضطلعت‭ ‬به‭ ‬الجيوش‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وخاصة‭ ‬أدوار‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬لتلك‭ ‬الجيوش‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحدود‭ ‬لمنع‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى‭ ‬وتأمين‭ ‬وصول‭ ‬المعدات‭ ‬الطبية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬حتمت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬استدعاء‭ ‬جنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة،‭ ‬وثالثها‭: ‬سبب‭ ‬بديهي‭ ‬وهو‭ ‬قناعة‭ ‬الشعوب‭ ‬دائماً‭ ‬بأن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬هي‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭  ‬أفراد‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يبث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للجيوش‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬آثار‭ ‬تحفظات‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تحذير‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬الكندي‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬مشاركة‭ ‬الجنود‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬القتالية‭ ‬للجنود،‭ ‬ذلك‭ ‬التحذير‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مشاركة‭ ‬الجنود‭ ‬الكنديين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عشر‭ ‬كوارث‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2018‭ ‬و2019‭ ‬فقط‭ ‬مقارنة‭ ‬باستدعائهم‭ ‬عشرين‭ ‬مرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬ذاتها‭ ‬ولكن‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬أطول‭ ‬وهي‭ ‬من2007‭ ‬وحتى‭ ‬2016‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬الكندي‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬وبالطبع‭ ‬سوف‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الجاهزية‭ ‬القتالية‭ ‬للجيش،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬قدرات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إبقاؤها‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث؟‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المعضلة‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬ولكن‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬إيلاء‭ ‬التمرينات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬يعد‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لجيوش‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬ابتداءً‭ ‬بتأثير‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬الجيوش‭ ‬ولعل‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬إجراء‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تمريناً‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬مضمونه‭ ‬محاكاة‭ ‬إعصار‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ ‬تقع‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادي‭ ‬والذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬خطط‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬سيناريو‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬ويثير‭ ‬ذلك‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تمارين‭ ‬المحاكاة‭ ‬عموماً‭ ‬والتي‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬بإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬تلك‭ ‬التمارين‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬وهي‭ ‬تحديد‭ ‬قائمة‭ ‬المخاطر‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الدولة‭ ‬وطبيعة‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجهها‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬أعاصير‭ ‬أو‭ ‬فيضانات‭ ‬أو‭ ‬زلازل‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬القدرات‭ ‬المتاحة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وخاصة‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬سواء‭ ‬المتاحة‭ ‬بالفعل‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اقتضت‭ ‬الحاجة،‭ ‬ثم‭ ‬أخيراً‭ ‬تحديد‭ ‬الفجوات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬يجمعها‭ ‬عنوان‭ ‬كبير‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‮»‬،‭ ‬تلك‭ ‬التمارين‭ ‬ليست‭ ‬افتراضات‭ ‬نظرية‭ ‬محضة‭ ‬ولكنها‭ ‬أضحت‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬كل‭ ‬الكليات‭ ‬العسكرية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬التغير‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬وخاصة‭ ‬تهديدات‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬تملي‭ ‬على‭ ‬الجيوش‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬بالنظر‭ ‬لفداحة‭ ‬خسائر‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬وربما‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬إيلاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬المواجهة‭ ‬المسلحة‭ ‬لمواجهتها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ووضع‭ ‬قائمة‭ ‬متوقعة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬وطبيعة‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كوارث‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬بل‭ ‬استحالة‭ ‬منع‭ ‬وقوع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تخبرنا‭ ‬به‭ ‬تحولات‭ ‬الطبيعة‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬ثبات‭ ‬وتيرة‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭ ‬أم‭ ‬زيادتها‭ ‬فإن‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬والدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬متطلبان‭ ‬أساسيان‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بمأمن‭ ‬منها‭.‬

{ ‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا