عقاريون: التأمين على المنازل بات أولوية وليس أمرا كماليا
يرجع المختصون بدايات التأمين الى منتصف القرن التاسع عشر في بريطانيا بعد الثورة الصناعية وتطور الصناعة، الأمر الذي صاحبه وقوع الكثير من الحوادث المسببة في فقدان رأس المال وخسائر بشرية ومادية.
ومع تطور الصناعات والخدمات، ظهرت أنواع عديدة من التأمين مثل التأمين على وسائل النقل والتأمين على الحياة والتأمين الصحي وتأمين الاعتمادات والمستندية والتأمين الهندسي وغيرها.
كما ظهر نوع اخر من التامين يعتبر من الأنواع الحديثة نوعا ما وهو التأمين على العقار او ما يعرف بالتأمين العقاري.
ويعرف التأمين العقاري بانه تأمين يوفر تغطية للأضرار أو الخسائر التي قد تلحق بالعقار ومحتوياته بسبب الحوادث مثل الحريق. ويمتد التأمين الى جوانب أخرى من المخاطر مثل السرقة والاتلاف والكوارث الطبيعية حسب بوليصة التأمين. وبالتالي يتم التأمين على المنزل مثلا بمحتوياته ضد الاضرار التي قد تلحق به. الامر الذي يوفر ضمانة كبيرة لحماية رأس المال والملك، وبنفس الوقت يوفر ضمانة للجهات التمويلية. فبعض البنوك مثلا تشترط عند تمويل شراء عقار وجود بوليصة تأمين ضد الأضرار المحتملة. حيث تقوم شركات التأمين بتعويض المؤمن له على الأضرار التي تلحق بممتلكاته وفقا لتفاصيل البوليصة ونوع التامين. حيث يختلف نطاق التأمين حسب سياسات شركات التأمين ونوع تغطية البوليصة واحتياجات المؤمن له. وهذا ما يعني أيضا اختلاف الأقساط وقيم التعويضات.
واجمالا، يوفر التأمين على العقار تغطية للأضرار المادية بل وحتى العنوية، وهذا ما يشمل:
- الاضرار والخسائر الناتج عن الحريق او الانفجار الذي قد يقع في العقار.
- الاضرار الناتجة عن الإضرابات وأعمال الشغب والإرهاب.
- الاضرار التي تسببها الفيضانات والامطار الشديدة.
- الاضرار الناتجة عن الحوادث الشخصية.
- الاضرار التي تسببها المشاكل المائية داخل المنزل مثل التسربات او انفجار انابيب المياه في الجدران.
- الاضرار الناتجة عن الدخان سواء بسبب حريق او الأجهزة.
- تحمل تكاليف إزالة الحطام الناتج عن التلفيات التي تغطيها البوليصة.
- اصلاح الأجهزة والالات والمولدات.
- الاضرار التي تسببها الرياح الشديدة والعواصف.
- وتمتد التغطيات التأمينية أحيانا الى الحماية من التضخم، حيث تشمل حماية قيمة المبنى من التضخم.
- كما تمتد أيضا الى الخدمات المساعدة مثل الكهرباء واعمال السباكة والتبديل والزجاج وحتى الإسعاف. بل وحتى خسائر الايجار فيما لو لحق اضرار بالمبنى وتسبب في توقف الايجار على المستثمر.
للأسف، على الرغم من أهمية التأمين العقاري كونه يعتبر حماية للعقار ولرأس المال، إلا ان هذه الثقافة مازالت شبه غائبة عن مجتمعاتنا. ومازالت فكرة التأمين على المنازل ضعيفة لدينا.
وكما يؤكد الخبير العقاري الاماراتي وليد الزرعوني، فإن التأمين على محتويات المنازل بات يمثل أولوية قصوى وليس امرا كماليا. ولكن للأسف اغلب أصحاب العقارات «لا يبالون بمسألة التأمين على المنزل عند شراء أو استئجار العقارات، في حين ان تجاهل ذلك يعد مخاطرة غير مأمونة العواقب، وعدم التأمين على العقار من الممكن أن يكلف المالك الكثير في حال حدوث مكروه”.
أما خبراء التأمين فيؤكدون «أن المنتجات التأمينية للعقارات والمباني تسهم في حفظ حقوق جميع الأطراف، وتساعد على استدامة الاستثمار، لأن التغطية تحول دون تحمل المستثمرين للمسؤولية كاملة، وهو الأمر الذي يؤثر على ملاءتهم المالية وربما يؤدي إلى إفلاسهم في حال وقوع أضرار كبيرة”.
ويلفت خبير التأمين يحيى نور الدين هنا الى ان الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو مقارنة الافراد للتأمين على العقار بالتامين على السيارة. وهذه مقارنة ليست دقيقة، حيث يعتبر التأمين على المركبة اعلى بكثير مقارنة بحجم التعويضات وقيمة السلعة المؤمنة.
ونظرا لأهمية التأمين على العقار، تتجه الكثير من الأنظمة والقوانين في العديد من دول المنطقة الى الدفع بإلزامية التأمين بشكل غير مباشر. فمثلا تنص بعض القوانين على أن التأمين يعتبر شرطًا أساسيًا لتوفير التمويل لشراء العقار.
في البحرين، أشار تقرير مصرف البحرين المركزي قبل أيام الى نمو اجمالي أقساط التأمين في المملكة خلال الأشهر الستة الماضية. واستعرض التقرير أنواعا من التأمين منها الصحي والسيارات والتأمين على الحياة واشتراكات شركات التكافل وغيرها، في حين لم يكن هناك أي تطرق للتأمين على العقارات. وهذا ما يقدم دلائل على ان هذا النوع الهام من التأمين مازال للأسف يمثل ثقافة غائبة عنا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك