العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قمة أهداف التنمية المستدامة.. تجديد العزم والطموح لتحقيق خطة 2030

بقلم: خالد المقود {

الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

تمثل‭ ‬قمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬يومي‭ ‬18‭ ‬و19‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ووضع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬التحول‭ ‬الصحيح‭ ‬باتجاه‭ ‬2030‭. ‬فبينما‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬المحددة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لعام‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬اتفقت‭ ‬عليها‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬قبل‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬بات‭ ‬الوفاء‭ ‬بالوعد‭ ‬على‭ ‬المحك‭. ‬حيث‭ ‬يتراجع‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التأثيرات‭ ‬المجتمعة‭ ‬للكوارث‭ ‬المرتبطة‭ ‬والصراعات‭ ‬والانكماش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والآثار‭ ‬المتبقية‭ ‬لجائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭. ‬ولو‭ ‬بقيت‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬قد‭ ‬يفشل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬مستقبلنا‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬للعالم‭ ‬لإعادة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬عملنا‭ ‬التحويلية‭. ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لإحراز‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للجميع‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬يتمتع‭ ‬بالصحة‭. ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬السيد‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش،‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬لزعماء‭ ‬العالم‭ ‬الوافدين‭ ‬إلى‭ ‬نيويورك‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬وقت‭ ‬المغالطات‭ ‬أو‭ ‬تسجيل‭ ‬المواقف‮»‬‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الأسبوع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬لحظة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬للقادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭ ‬ليس‭ ‬لتقييم‭ ‬حالة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصالح‭ ‬العام‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬شاركت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بوفد‭ ‬وزاري‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬برئاسة‭ ‬معالي‭ ‬السيدة‭ ‬نور‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الخليف‭ ‬وزيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬ويعد‭ ‬إنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬العالمية‭. ‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬تقرير‭ ‬المراجعة‭ ‬الوطنية‭ ‬الطوعية‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬السياسي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬المراجعة‭ ‬تحقيق‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالرخاء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والصحة‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات،‭ ‬حدد‭ ‬التقرير‭ ‬أيضا‭ ‬مجالات‭ ‬قابلة‭ ‬للتحسين،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والتصدي‭ ‬لتأثيرات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭.‬

ومع‭ ‬إعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬آلياتها‭ ‬المؤسسية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأهداف‭ ‬واعتماد‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬الجديد،‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وسيكون‭ ‬إدراج‭ ‬أهداف‭ ‬ومؤشرات‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬وبرامج‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬الكافية‭ ‬وآليات‭ ‬الرصد‭ ‬القوية،‭ ‬أمرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

وفي‭ ‬قمة‭ ‬نيويورك،‭ ‬قدمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ثلاثة‭ ‬التزامات‭ ‬وطنية‭ ‬لتسريع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وتتعلق‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬بتعزيز‭ ‬البيانات،‭ ‬والتمويل،‭ ‬والعمل‭ ‬المناخي‭. ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬الثلاثة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحفيز‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وتواصل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬شريكًا‭ ‬تنمويًا‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬لسنوات،‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬2030،‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬فريق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القطري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬تقريرها‭ ‬الوطني‭ ‬الطوعي،‭ ‬وشارك‭ ‬مؤخرا‭ ‬في‭ ‬نقاش‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬بقيادة‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬حول‭ ‬بيانات‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وبينما‭ ‬تتطلع‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ (‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬والطبيعة،‭ ‬وتحويل‭ ‬التعليم،‭ ‬والنظم‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭)‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجالات‭ ‬متشابكة‭ ‬وعوامل‭ ‬تمكين‭ ‬أخرى،‭ ‬يستعد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬فريق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القطري‭ ‬لصياغة‭ ‬إطار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الجديد‭ ‬للتعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ (‬2025-2029‭) ‬بالتنسيق‭ ‬الوثيق‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمعالجة‭ ‬أولويات‭ ‬محددة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وتتطلع‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬تنشيطها‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتها‭ ‬الجماعية‭ ‬لمساعدة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعاته‭ ‬التنموية‭.‬

{‭ ‬المنسق‭ ‬المقيم‭ ‬للأمم

‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا