العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

ألو.. معاك شركة الاستثمار..!!

ألو‭.. ‬مرحبا‭ ‬معاك‭ ‬شركة‭ ‬الاستثمار‭.. ‬ألو‭ ‬نعم‭: ‬خلاص‭ ‬عاد،‭ ‬كفاكم‭ ‬احتيالا‭ ‬وخداعا،‭ ‬ورقمكم‭ ‬سأضع‭ ‬عليه‭ (‬بلوك‭).. ‬هذه‭ ‬أقصر‭ ‬مكالمة‭ ‬تلقيتها‭ ‬وأنهيتها‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭.. ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشركة‭ ‬الوهمية‭ ‬المخادعة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتصل‭ ‬بالناس‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شهرتها‭ ‬السيئة‭ ‬ومعرفة‭ ‬الناس‭ ‬بها‭.‬

في‭ ‬السابق،‭ ‬كنا‭ ‬نجد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬الوهمية‭ ‬وعروضها‭ ‬الاحتيالية‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬حينما‭ ‬يطلب‭ ‬منك‭ ‬موظف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬السحب‭ ‬أو‭ ‬الاستبيان،‭ ‬ويقول‭ ‬لك‭ ‬‮«‬مبروك‭ ‬فزت‭ ‬بجائزة‭ ‬وعليك‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬إلى‭ ‬مكتبنا‭ ‬لاستلامها‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬يجد‭ ‬الشخص‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬فريسة‭ ‬جشع‭ ‬واحتيال‭ ‬ونصب‭ ‬و«شرباكة‮»‬‭.‬

واليوم‭ ‬تطورت‭ ‬طرق‭ ‬الاحتيال‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬المجال‭ ‬الالكتروني‭ ‬والاتصال‭ ‬الهاتفي،‭ ‬والأغرب‭ ‬وجود‭ ‬أشخاص‭ ‬يعلنون‭ ‬شركات‭ ‬وهمية‭ ‬وتوزيع‭ ‬أرباح‭ ‬شهرية‭ ‬مضاعفة،‭ ‬ويشترك‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الأبرياء‭ ‬ويدفعون‭ ‬الأموال،‭ ‬ثم‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬قد‭ ‬وقعوا‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬محتال‭ ‬ونصاب‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬النشر‭ ‬بالأمس‭ ‬في‭ ‬الزميلة‭ ‬‮«‬البلاد‮»‬‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ (‬59‭ ‬شخصا‭) ‬ضحية‭ ‬نصاب‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬بقيمة‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وبعد‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السوابق‭ ‬في‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬عبر‭ ‬إعلان‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬ووهمية‭.. ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬من‭ ‬الملام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬وأمثالها؟‭! ‬

ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬تابعنا‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬لفنان‭ ‬خليجي‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬وقع‭ ‬ضحية‭ ‬نصاب‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬أرسل‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬صندوقا‭ ‬من‭ ‬التمر‭ ‬الفاخر‭)‬،‭ ‬وطلب‭ ‬تحويل‭ ‬المبلغ‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬التوصيل،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشف‭ ‬سحب‭ ‬مبلغ‭ ‬بقيمة‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬حسابه،‭ ‬وحينما‭ ‬راجع‭ ‬البنك‭ ‬وطلب‭ ‬إيقاف‭ ‬المعاملة،‭ ‬أكدوا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬تمت،‭ ‬وأن‭ ‬إرجاع‭ ‬المبلغ‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭. ‬

حتى‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬والجهات‭ ‬لمجال‭ ‬عملها‭ ‬عبر‭ ‬الاتصالات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬وقيام‭ ‬مجموعة‭ ‬احتيالية‭ ‬باستخدام‭ ‬أرقام‭ ‬بحرينية‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬أصحابها‭ ‬والاتصال‭ ‬بالمواطنين‭ ‬مستعملين‭ ‬برنامجا‭ ‬لتغيير‭ ‬ارقام‭ ‬الاتصال‭ ‬لإيهام‭ ‬المواطنين‭ ‬بأنهم‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬طرح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬خلال‭ ‬الاتصال،‭ ‬مدعين‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬أحد‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث،‭ ‬بهدف‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬أغراض‭ ‬مشبوهة‭.‬

وكذلك‭ ‬هي‭ ‬باصات‭ ‬توصيل‭ ‬الطلبة،‭ ‬وامتحانات‭ ‬المدارس،‭ ‬لم‭ ‬تنج‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التشكيلات‭ ‬العصابية‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬واتساب‮»‬‭ ‬بهدف‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭. ‬

ولطالما‭ ‬حذرت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬من‭ ‬هكذا‭ ‬عمليات‭ ‬مشبوهة،‭ ‬ونبهت‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬رسائل‭ ‬احتيالية‭ ‬تنتحل‭ ‬أسماء‭ ‬شركات‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وعند‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الرابط‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬المستهدف‭ ‬بيانات‭ ‬البطاقة‭ ‬البنكية،‭ ‬وعند‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الرابط‭ ‬الخبيث‭ ‬المرسل‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬سرقة‭ ‬البيانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشخص‭ ‬المستهدف‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬التنبيهات‭ ‬والتحذيرات،‭ ‬والقصص‭ ‬والحكايات،‭ ‬والقضايا‭ ‬والمآسي‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬ونقرأ‭ ‬عنها،‭ ‬فإن‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يقع‭ ‬ضحية‭ ‬تلك‭ ‬الاتصالات‭ ‬والشركات‭ ‬المحتالة‭.. ‬فما‭ ‬الحل؟؟

ملحوظة‭ ‬أخيرة‭.. ‬بالأمس‭ ‬مساء‭ ‬كذلك‭ ‬تلقيت‭ ‬رسالة‭ ‬هاتفية‭ ‬من‭ ‬رقم‭ ‬إفريقي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬انك‭ ‬شخص‭ ‬مسلم،‭ ‬ونحن‭ ‬نحبك‭.. ‬وقد‭ ‬وجدنا‭ ‬سحرا‭ ‬معمولا‭ ‬لك،‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬نائية،‭ ‬تحت‭ ‬صخرة،‭ ‬داخل‭ ‬الغابة،‭ ‬قرب‭ ‬النهر‭.. ‬فنرجو‭ ‬ارسال‭ ‬مبلغ‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬لإبطال‭ ‬السحر‭..!! ‬وطبعا‭ ‬جوابي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬كان‭ (‬بلوك‭) ‬والحظر‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬الاتصال‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا