العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مقترحات لحل مسألة البطالة

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬مشكلة‭ ‬عالمية‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقريبا‭ ‬الغنية‭ ‬والفقيرة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬أكثر‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وقلة‭ ‬المشاريع‭ ‬والإمكانيات‭ ‬حيث‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬إلى‭ ‬30%‭ ‬خصوصا‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬تشكل‭ ‬عبئا‭ ‬مضاعفا‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬وتداعيات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وأمنية‭ ‬وسياسية،‭ ‬ولذلك‭ ‬تحاول‭ ‬الدول‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جادة‭ ‬لمشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬بإقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬مختلفة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الشباب‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمعات‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياتها‭ ‬حسب‭ ‬البيانات‭ ‬الرسمية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬واقتراحات‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لمسألة‭ ‬البطالة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأخوة‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬مقدرة‭ ‬تذكر‭ ‬فتشكر‭ ‬وتؤكد‭ ‬حرص‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المسالة‭ ‬بجدية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تؤمن‭ ‬للشباب‭ ‬مستقبلهم‭ ‬وتساعدهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬وأعبائها‭ ‬وتكوين‭ ‬أسرة‭ ‬مستقرة‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الاقتراح‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الأخوة‭ ‬النواب‭ ‬لبحرنة‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والتربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التوجهات‭ ‬البحرينية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬وخصوصا‭ ‬البطالة‭ ‬الجامعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬والنيابية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتبعها‭ ‬جهود‭ ‬أهلية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬لتتضافر‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬البطالة‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬مهمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬ومنها‭:‬

أولا‭: ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يحتاجها‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وخصوصا‭ ‬التخصصات‭ ‬الأدبية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬الخريج‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والتحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬والغربة‭ ‬للدارسين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وخسارة‭ ‬المبالغ‭ ‬الكبيرة‭ ‬للذين‭ ‬يدرسون‭ ‬على‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص‭ ‬ضمن‭ ‬بطالة‭ ‬الخريجين،‭ ‬وهنا‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬إقناع‭ ‬وتوعية‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والطلبة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬قبل‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالتعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وليس‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مؤهل‭ ‬جامعي‭ ‬فقط‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطرق‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الملل‭ ‬والفراغ‭ ‬فهناك‭ ‬تخصصات‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬يحتاجها‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬إدراجها‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬لمدة‭ ‬معينة‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تخصصات‭ ‬الحقوق‭ ‬حيث‭ ‬يعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬حسب‭ ‬التخصص‭.‬

2‭ ‬‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلبة‭ ‬وخصوصا‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالتعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني‭ ‬لحاجة‭ ‬البحرين‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬للوظائف‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬آلاف‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يحتلها‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬البديل‭ ‬البحريني‭ ‬فالمهارات‭ ‬التي‭ ‬يكتسبها‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬محل‭ ‬خاص‭ ‬به‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬خلال‭ ‬دراسته‭ ‬وبذلك‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬ضربنا‭ ‬عصفورين‭ ‬بحجر‭ ‬واحد‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬وفرنا‭ ‬وظائف‭ ‬للشباب‭ ‬ووضعنا‭ ‬حدا‭ ‬للعمالة‭ ‬الأجنبية‭.‬

3‭ ‬‭ ‬إعداد‭ ‬البرامج‭ ‬والندوات‭ ‬التوعوية‭ ‬للطلبة‭ ‬والشباب‭ ‬التي‭ ‬تشجعهم‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالوظائف‭ ‬التي‭ ‬يحتلها‭ ‬الأجانب‭ ‬حاليا‭ ‬بسبب‭ ‬عزوف‭ ‬البحرينيين‭ ‬عنها‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬وهنا‭ ‬الدور‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬وعلى‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

4‭ ‬‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬لأن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬استيعاب‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يتخرجون‭ ‬سنويا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا