العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حدود تدخل منظمات الأمن الإقليمي في الأزمات

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

منظمة‭  ‬الإيكواس‭ ‬‮«‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬منحت‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬النيجر‭ ‬أسبوعا‭ ‬لإعادة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬بازوم‭ ‬للسلطة‭ ‬بعد‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2023،‭ ‬خبر‭ ‬تناقلته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬وظل‭ ‬محط‭ ‬اهتمام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭: ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬اختباراً‭ ‬حقيقياً‭ ‬لقدرة‭ ‬إحدى‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬تهديداً‭ ‬لذلك‭ ‬الأمن‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات،‭ ‬والثاني‭: ‬قدرة‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬أضحت‭ ‬إحدى‭ ‬ساحات‭ ‬التنافس‭ ‬والصراع‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭.‬

وبداية‭ ‬ينبغي‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬خصصت‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬كاملاً‭ ‬لدور‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬مواد‭ ‬وهي‭ ‬52و53و54‭ ‬وجميعها‭ ‬تتضمن‭ ‬مسؤولية‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬وإبقاء‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬إجراءات،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬القانوني‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ذاتها‭ ‬قد‭ ‬أولت‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬وحثها‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الفعال‭ ‬معها،‭ ‬ففي‭ ‬اجتماع‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬منظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وهي‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬منظمات‭ ‬الدول‭ ‬الأمريكية،‭ ‬منظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬وغيرها،‭ ‬قال‭  ‬بان‭  ‬كي‭ ‬مون‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭  ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬آنذاك‭: ‬‮«‬في‭ ‬أية‭ ‬أزمة‭ ‬تواجهنا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬لاعبين‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬الأوجه‭ ‬المتعددة‭ ‬للأزمة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬لها‮»‬‭.‬

ووفقاً‭ ‬لهذا‭ ‬الأساس‭ ‬القانوني‭ ‬والاهتمام‭ ‬الأممي‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬للغاية‭ ‬لسببين‭ ‬الأول‭: ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بخصوصية‭ ‬البيئة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬فيها،‭ ‬والثاني‭: ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬أيسر‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬داخل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يثار‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬بالفعل‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬النزاعات؟‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تعقيداً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬النزاعات‭ ‬ذاتها‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬أخفقت‭ ‬أو‭ ‬نجحت‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ولكن‭ ‬تقييم‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بعدة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬إرادة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ليست‭ ‬سلطة‭ ‬فوقية‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬حاصل‭ ‬إرادات‭ ‬أعضائها،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬طالب‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬طارئ‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬إزاء‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بفرض‭ ‬منطقة‭ ‬حظر‭ ‬جوي‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الطيران‭ ‬العسكري‭ ‬الليبي‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬مسوغاً‭ ‬للتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وكانت‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬التدخل‭ ‬الأطلسي‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬تفوض‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بالتدخل‭ ‬ربما‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬العربية‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬بإمكانها‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬التدخل،‭ ‬وثانيها‭: ‬السياق‭ ‬الإقليمي‭ ‬للأزمات‭ ‬ذاتها،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬منظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬حالات‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬التدخل‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬تلقائياً‭ ‬بسبب‭ ‬تباين‭ ‬المواقف‭ ‬ولعل‭ ‬الحالة‭ ‬الأبرز‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬انقسام‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك‭ ‬الغزو،‭ ‬وثالثها‭: ‬مصالح‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لها‭ ‬شخصية‭ ‬اعتبارية‭ ‬وتعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬وبما‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بالإمكان‭ ‬استبعاد‭ ‬تأثير‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬جوهرية‭ ‬لتلك‭ ‬القوى‭ ‬وتشهد‭ ‬تنافساً‭ ‬وصراعاً‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬فيها،‭ ‬ورابعها‭: ‬أن‭ ‬أطراف‭ ‬النزاعات‭ ‬ربما‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬رؤية‭ ‬كاملة‭ ‬بشأن‭ ‬أبعاد‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وتلك‭ ‬معضلة‭ ‬كبرى،‭ ‬وخامسها‭: ‬صعوبة‭ ‬مهام‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬إذا‭ ‬ارتبط‭ ‬الأمر‭ ‬بنزاعات‭ ‬حول‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬المياه،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬جلسة‭ ‬لمناقشة‭ ‬أزمة‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬الإثيوبي‭ ‬وتقدم‭ ‬تونس‭ ‬بمشروع‭ ‬قرار‭ ‬للمجلس‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬يتضمن‭ ‬ضرورة‭ ‬عقد‭ ‬اتفاق‭ ‬ملزم‭ ‬بين‭ ‬إثيوبيا‭ ‬ومصر‭ ‬والسودان‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬قد‭ ‬أكدوا‭ ‬أهمية‭ ‬الوساطة‭ ‬الإفريقية‭ ‬لحل‭ ‬ذلك‭ ‬النزاع‭.‬

وعودا‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأكواس‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬تطوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬بشأن‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬مشتركة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬ومنها‭ ‬إقرار‭ ‬قانون‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1993م‭ ‬يمنح‭ ‬المنظمة‭ ‬مسؤولية‭ ‬منع‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتسويتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬مشتركة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬6500‭ ‬جندي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬وحدة‭ ‬للتدخل‭ ‬السريع‭ ‬حال‭ ‬اندلاع‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬وإنما‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬ورؤيتهم‭ ‬لتلك‭ ‬الصراعات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بشأن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬النيجر‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليست‭ ‬فاعلة‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬وإنما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وهناك‭ ‬حالات‭ ‬تدخل‭ ‬ناجحة‭ ‬لتلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬متطلبات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفعيل‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬المتطلب‭ ‬الأول‭: ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬ذاتها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬آلية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬حيث‭ ‬يظل‭ ‬الإجماع‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬تتعارض‭ ‬ومصالح‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذلك،‭ ‬والمتطلب‭ ‬الثاني‭: ‬وهي‭ ‬المعضلة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذاتها‭ ‬وهي‭ ‬إيجاد‭ ‬آلية‭ ‬لفرض‭ ‬قرارات‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬القرارات‭ ‬وكأنها‭ ‬توصيات‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬المنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬للغاية،‭ ‬أما‭ ‬المتطلب‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬هو‭ ‬البدء‭ ‬بإحالة‭ ‬النزاعات‭  ‬الإقليمية‭ ‬لتلك‭ ‬المنظمات‭ ‬قبل‭ ‬التوجه‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جعل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حل‭ ‬تلك‭ ‬النزاعات‭ ‬منوطة‭ ‬بمنظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬وبالتالي‭ ‬حال‭ ‬إخفاقها‭ ‬فإنها‭ ‬سوف‭ ‬تحال‭ ‬إلى‭ ‬أروقة‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬والتي‭  ‬تخضع‭ ‬لتوازنات‭ ‬قوى‭ ‬ومصالح‭ ‬قد‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬سوف‭ ‬يشهد‭ ‬تنامياً‭ ‬مضطرداً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنظر‭ ‬للأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الدول‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتي‭ ‬ازدادت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬أعباءً‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بما‭ ‬يحتم‭ ‬عليها‭ ‬الاستعانة‭ ‬بتنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬تكاملاً‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭.‬

{‭ ‬‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا