العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج في القمة الدولية للتنمية المستدامة

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

اعتمدت‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ -‬ومنها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الـ17،‭ ‬والتي‭ ‬تُعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الأهداف‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬كدعوة‭ ‬عالمية‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الفقر،‭ ‬وحماية‭ ‬الكوكب،‭ ‬وضمان‭ ‬تمتع‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬بالسلام‭ ‬والازدهار‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬وهذه‭ ‬الأهداف‭ ‬متكاملة،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إحداها‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأن‭ ‬التنمية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬مجالاتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬مع‭ ‬التعهد‭ ‬بعدم‭ ‬ترك‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الخلف،‭ ‬فهذه‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لا‭ ‬تستثني‭ ‬أحدًا‭.‬

وقد‭ ‬شملت‭ ‬الأهداف‭ ‬الـ17‭: (‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر،‭ ‬القضاء‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬الجوع،‭ ‬الصحة‭ ‬الجيدة‭ ‬والرفاه،‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد،‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة،‭ ‬والنظافة‭ ‬الصحية،‭ ‬طاقة‭ ‬نظيفة‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة،‭ ‬العمل‭ ‬اللائق،‭ ‬ونمو‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬الصناعة‭ ‬والابتكار‭ ‬والبنية‭ ‬الأساسية،‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة،‭ ‬مدن‭ ‬ومجتمعات‭ ‬محلية‭ ‬مستدامة،‭ ‬الإنتاج‭ ‬والاستهلاك‭ ‬المستدام،‭ ‬العمل‭ ‬المناخي،‭ ‬الحياة‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬البر،‭ ‬السلام‭ ‬والعدل‭ ‬والمؤسسات‭ ‬القوية،‭ ‬الشراكات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأهداف‭).‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬تبنت‭ ‬‮«‬دول‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬الأهداف‭ ‬الأممية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وضمنتها‭ ‬رؤاها‭ ‬المستقبلية‭ ‬وخططها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبرامجها‭ ‬الحكومية،‭ ‬وكلفت‭ ‬بها‭ ‬أجهزتها‭ ‬التنفيذية،‭ ‬بل‭ ‬أقامت‭ ‬لها‭ ‬وزارات‭ ‬مختصة‭ ‬بها،‭ ‬وتابعت‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وقدمت‭ ‬بشأن‭ ‬تنفيذها‭ ‬تقاريرها‭ ‬الطوعية‭ ‬الوطنية،‭ ‬بل‭ ‬وأنشأت‭ ‬مؤشرات‭ ‬قياس،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬الأممي،‭ ‬بشأن‭ ‬عقبات‭ ‬التنفيذ‭ ‬وكيفية‭ ‬تجاوزها‭.‬

وبينما‭ ‬هددت‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬،‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد،‭ ‬والحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ووقوع‭ ‬إمدادات‭ ‬الحبوب‭ ‬الغذائية‭ ‬والطاقة؛‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬المحدد؛‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الثانية‮»‬‭ ‬‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسية‭ ‬للأسبوع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬78،‭ ‬وانطلقت‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬سبتمبر،‭ ‬في‭ ‬سعي‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأهداف‭ ‬الطموحة،‭ ‬لمساعدة‭ ‬سكان‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭.‬

واستمرت‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين،‭ ‬مستهدفة‭ ‬إعادة‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح،‭ ‬والتقدم‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬اخضرارًا،‭ ‬ونظافة،‭ ‬وأمانًا‭ ‬وعدالة‭ ‬للجميع،‭ ‬والتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬إعلان‭ ‬سياسي‭ ‬يجدد‭ ‬الالتزام‭ ‬بالموعد‭ ‬الرئيسي‭ ‬لخطة‭ ‬2030،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬لتغيير‭ ‬المسار‭ ‬السلبي‭ ‬الحالي،‭ ‬وتحفيز‭ ‬التوحد‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭. ‬وقبيل‭ ‬الاجتماع،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬جوتيرش‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬القمة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنجاز‭ ‬خطة‭ ‬إنقاذ‭ ‬عالمية‭ ‬بشأن‭ ‬الأهداف،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬15%‭ ‬منها‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬التزامها‭ ‬بالأهداف‭ ‬الأممية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة؛‭ ‬حرصت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬فترأس‭ ‬وفد‭ ‬الكويت‭ ‬أمير‭ ‬البلاد،‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬نواف‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‮»‬،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الكويتي،‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬نواف‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‮»‬‭. ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‮»‬،‭ ‬ترأس‭ ‬وفد‭ ‬السعودية،‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فاضل‭ ‬الإبراهيم‮»‬‭. ‬وترأس‭ ‬وفد‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬بدر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬البوسعيدي‮»‬،‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬السلطان‭ ‬‮«‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‮»‬‭. ‬وترأس‭ ‬وفد‭ ‬الإمارات،‭ ‬وزيرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والبيئة‭ ‬‮«‬مريم‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬الموهيري‮»‬،‭ ‬ووفد‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬‮«‬نور‭ ‬الخليف‮»‬،‭ ‬وزيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ووفد‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بن‭ ‬جاسم‮»‬‭.‬

وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬استعرضت‭ ‬كلمات‭ ‬الوفود‭ ‬الخليجية‭ ‬لدى‭ ‬القمة،‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬بلادهم،‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الأممية‭ ‬الـ17،‭ ‬والإنجاز‭ ‬المحقق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هدف،‭ ‬ومساعيها‭ ‬لمساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬النامية،‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وتضمين‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬رؤاها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وخططها‭ ‬الوطنية‭.‬

وكشفت‭ ‬كلمة‭ ‬رئيس‭ ‬الوفد‭ ‬السعودي،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬وحدها‭ ‬ساهمت‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬87‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬مساعدات‭ ‬دولية؛‭ ‬بهدف‭ ‬مكافحة‭ ‬الفقر،‭ ‬ودفع‭ ‬عملية‭ ‬التنمية،‭ ‬ووقوع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬السعودية‭ ‬2030،‭ ‬وأنها‭ ‬قد‭ ‬غدت‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬استثمارية‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬الموارد؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬لدعم‭ ‬البرامج‭ ‬الإيجابية‭.‬

فيما‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬أفكارها‭ ‬أثناء‭ ‬القمة‭ ‬لتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬العمل،‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وتمتد‭ ‬مساعدات‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬أبوظبي‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬170‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والتعليم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وقف‭ ‬المليار‭ ‬وجبة‭ ‬لمساعدة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجوع‭. ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬أسست‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬وطنية‮»‬،‭ ‬مهمتها‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬برئاسة‭ ‬وزيرة‭ ‬الدولة‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬نظام‭ ‬متابعة‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬أداء‮»‬،‭ ‬معني‭ ‬بقياس‭ ‬الأداء‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬واستضافت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬كالقمة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أيرلندا‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬قامتا‭ ‬بدور‭ ‬ميسر‭ ‬للإعلان‭ ‬السياسي‭ ‬لقمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬2015‭ ‬وسنة‭ ‬الوصول‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬2030‭.‬

وفي‭ ‬كلمتها،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬الدوحة‮»‬،‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬للمرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬هدفا‭ ‬مشتركا‮»‬،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للمعوقات‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحًا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬مسلحة،‭ ‬وأزمات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية،‭ ‬والحوار‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الاحترام،‭ ‬وضرورة‭ ‬إعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬تدابير‭ ‬وإجراءات‭ ‬فعالة‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬تزيل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعوق‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬لمن‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تجنب‭ ‬أية‭ ‬إجراءات‭ ‬قد‭ ‬تعوق‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فرض‭ ‬تدابير‭ ‬قسرية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يتنافي‭ ‬مع‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬دور‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬الشباب،‭ ‬وتمكين‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬فيما‭ ‬ضمنت‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬رؤيتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬2030،‭ ‬ونوهت‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬سلطنة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬جعلت‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والعلم،‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي؛‭ ‬‮«‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬وخططها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتقديم‭ ‬تقريرها‭ ‬الطوعي‭ ‬الثاني‭ ‬نحو‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بما‭ ‬يبرز‭ ‬التزامها‭ ‬القوي‭ ‬بهذا‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬السلطنة‮»‬،‭ ‬ضمنت‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬رؤيتها‭ ‬2040‭.‬

في‭ ‬حين،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬،‭ ‬التزامها‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتضمينها‭ ‬في‭ ‬رؤيتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬2030،‭ ‬واستراتيجياتها،‭ ‬وخططها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبرامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬فيما‭ ‬قدمت‭ ‬تقريرها‭ ‬الطوعي‭ ‬الثاني‭ ‬بشأن‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭. ‬ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬استعرضت‭ ‬‮«‬نور‭ ‬الخليف‮»‬،‭ ‬جهود‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬الحلول‭ ‬الرقمية‭ ‬المبتكرة،‭ ‬والتزامها‭ ‬بتحقيق‭ ‬الحياد‭ ‬الصفري،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬عدم‭ ‬المساواة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬نهوض‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد،‭ ‬والصحة‭ ‬الجيدة‭ ‬للجميع،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التحرر‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬بجميع‭ ‬أشكاله،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬الحياة‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬لمشاركات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬اختتمت‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬19،‭ ‬سبتمبر‭ ‬‭ ‬دورها‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإعلان‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬الصادر‭ ‬عنها،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع،‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬تحد‭ ‬دولي،‭ ‬ومطلب‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وأكدت‭ ‬الدول‭ ‬التزامها‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬الفعال‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتحقق‭ ‬اكتمال‭ ‬هذا‭ ‬التنفيذ‭ ‬للأهداف‭ ‬الـ17‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬الزمني‭ ‬المحدد‭ ‬2030‭. ‬

واستمرارا،‭ ‬أكدت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬شعورها‭ ‬بالقلق؛‭ ‬لأن‭ ‬التقدم‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬يسير‭ ‬بشكل‭ ‬بطيء‭ ‬للغاية‭ ‬أو‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أن‭ ‬عالمنا‭ ‬يواجه‭ ‬أزمات‭ ‬هائلة،‭ ‬ووقع‭ ‬الملايين‭ ‬تحت‭ ‬الفقر،‭ ‬وزاد‭ ‬انتشار‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية،‭ ‬وارتفعت‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬انعدام‭ ‬المساواة‭. ‬فيما‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬2030‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬مازالت‭ ‬تمثل‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية،‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعددة،‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم،‭ ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مُلح‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬تلك‭ ‬الخطة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬للناس‭ ‬والكوكب‭ ‬والازدهار‭ ‬والسلام‭ ‬والشراكة،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬عدم‭ ‬تخلف‭ ‬أحد‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬التقدم‭.‬

وفي‭ ‬‮«‬الإعلان‭ ‬السياسي‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬القادة،‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬تحديات‭ ‬العصر‭ ‬الحالي،‭ ‬وأعربوا‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬البالغ،‭ ‬بشأن‭ ‬استمرار‭ ‬تزايد‭ ‬انبعاث‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬والمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬جميع‭ ‬الدول،‭ ‬وخاصة‭ ‬النامية؛‭ ‬بسبب‭ ‬آثار‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية؛‭ ‬فقد‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬تخفيف‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬والتكيف‭ ‬معها،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬فورية‭ ‬وملحة‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬شاركت‭ ‬الوفود‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬الطموح‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬سبتمبر،‭ ‬الذي‭ ‬عقدها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬جوتيرتش‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬الحكومات‭ ‬وقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬والمدن‭ ‬والمناطق‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والتمويل،‭ ‬لتقديم‭ ‬عمل‭ ‬مناخي‭ ‬موثوق‭ ‬وجاد،‭ ‬وحلول‭ ‬تستجيب‭ ‬للحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لأزمة‭ ‬المناخ‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تستضيف‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬من‭ (‬8‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭)‬،‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬‮«‬أسبوع‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬بشأن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬التقييم‭ ‬العالمي‭ ‬لتقييم‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إحرازه‭ ‬نحو‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬اتفاقية‭ ‬باريس‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭. ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬الدورة‭ ‬28‭ ‬للدول‭ ‬أطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقيات‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تُعبر‭ ‬المشاركات‭ ‬الخليجية‭ ‬المتتابعة،‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬هي‭ ‬مجال‭ ‬التركيز‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاهتمامات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬قيامها،‭ ‬ومثلت‭ ‬نهجًا‭ ‬لها،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬أو‭ ‬المستويات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬ونتيجة‭ ‬ذلك،‭ ‬حلت‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعلى‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬في‭ ‬المقياس‭ ‬الأممي‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬منذ‭ ‬صدوره‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وأن‭ ‬التزامها‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬الدولية،‭ ‬لجهة‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬تنموية‭ ‬قياسًا‭ ‬إلى‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬ارتباطه‭ ‬بأي‭ ‬مشروطية‭ ‬سياسية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا