العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

تحية إجلال.. لشهداء الواجب الوطني الأبرار

يستوجب‭ ‬منا‭ ‬المقام‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬خالص‭ ‬التعازي‭ ‬وصادق‭ ‬المواساة‭ ‬إلى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كافة،‭ ‬لاستشهاد‭ ‬ضابط‭ ‬وفرد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الواجب‭ ‬التابعة‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬خلال‭ ‬تأديتهما‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬المقدس‭.‬

التفاعل‭ ‬الوطني‭ ‬الرسمي‭ ‬الكبير،‭ ‬والشعبي‭ ‬المهيب،‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار،‭ ‬وأداء‭ ‬صلاة‭ ‬الجنازة‭ ‬عليهم‭ ‬والدعاء‭ ‬لهم،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬الواجب‭ ‬والتقدير‭ ‬اللازم‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرتهم،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬الجنة‭ ‬والفردوس‭ ‬الأعلى،‭ ‬والدعاء‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬للمصابين‭ ‬والجرحى،‭ ‬والصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬لذويهم‭.‬

كل‭ ‬مواطن‭ ‬وكل‭ ‬مقيم‭.. ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬وكل‭ ‬مكان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الطيبة،‭ ‬تأثر‭ ‬وتألم‭ ‬من‭ ‬حادثة‭ ‬استشهاد‭ ‬وإصابة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رجالنا‭ ‬البواسل‭ ‬الأبطال،‭ ‬جراء‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الغادر،‭ ‬وهم‭ ‬يذودون‭ ‬عن‭ ‬حياض‭ ‬الأمة‭ ‬وتراب‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وإخلاص،‭ ‬وشجاعة‭ ‬وعزيمة‭.‬

وكل‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭ ‬يؤكد‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬خلال‭ ‬تفضل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الحوثيون‭ ‬يستنكرون‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي‭ ‬الغادر‭ ‬خلال‭ ‬سريان‭ ‬الهدنة‭ ‬الأممية،‭ ‬فمن‭ ‬الواجب‭ ‬عليهم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬وتسليمهم‭ ‬لنا‭ ‬أو‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬ليأخذ‭ ‬القانون‭ ‬مجراه‭ ‬بحقهم،‭ ‬وعليهم‭ ‬مراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬الجمهورية‭ ‬اليمنية‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬استشهاد‭ ‬الرجال‭ ‬البواسل‭ ‬يؤكد‭ ‬السجل‭ ‬المشرف‭ ‬لتضحيات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬والوطن،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يزيد‭ ‬عزيمة‭ ‬رجالها‭ ‬وأبنائها‭ ‬في‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬وسيادة‭ ‬الأوطان،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للأشقاء‭. ‬

إن‭ ‬كانت‭ ‬ثمة‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام،‭ ‬فنود‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لأمهات‭ ‬الشهداء‭ ‬الكرام‭ ‬إن‭ ‬الصحابية‭ ‬الجليلة‭ ‬أُمُّ‭ ‬حارثة‭ ‬سألت‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عن‭ ‬ابنها‭ ‬حارثة،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬بدر،‭ ‬فقالتْ‭: ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬إنْ‭ ‬كان‭ ‬ابني‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬صبرتُ،‭ ‬وإنْ‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬اجتهدتُ‭ ‬في‭ ‬البكاء‭ ‬عليه،‭ ‬فقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬يَا‭ ‬أُمَّ‭ ‬حَارِثَةَ،‭ ‬إِنَّهَا‭ ‬جِنَانٌ‭ ‬فِي‭ ‬الْجَنَّةِ،‭ ‬وَإِنَّ‭ ‬ابْنَكِ‭ ‬أَصَابَ‭ ‬الْفِرْدَوْسَ‭ ‬الأَعْلَى‮»‬‭.‬

وإن‭ ‬كانت‭ ‬ثمة‭ ‬كلمة‭ ‬لآباء‭ ‬وإخوان‭ ‬وأخوات‭ ‬وأهالي‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار،‭ ‬فنود‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنَّ‭ ‬الصحابي‭ ‬الجليل‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬حرام‭ -‬وهو‭ ‬والد‭ ‬جابر‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭- ‬استُشْهد‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬بدر،‭ ‬فبكتْه‭ ‬أُخته،‭ ‬فقال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬تَبْكِينَ‭ ‬أَوْ‭ ‬لَا‭ ‬تَبْكِينَ‭.. ‬مَا‭ ‬زَالَتِ‭ ‬الْمَلَائِكَةُ‭ ‬تُظِلُّهُ‭ ‬بِأَجْنِحَتِهَا‭ ‬حَتَّى‭ ‬رَفَعْتُمُوهُ‮»‬‭.‬

تحية‭ ‬لمن‭ ‬نال‭ ‬بشارة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭: ‬

‮«‬للشهيد‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬سبع‭ ‬خصال‭: ‬يغفر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬دمه،‭ ‬ويرى‭ ‬مقعده‭ ‬من‭ ‬الجنة،‭ ‬ويحلى‭ ‬حلة‭ ‬الإيمان،‭ ‬ويزوج‭ ‬اثنتين‭ ‬وسبعين‭ ‬زوجة‭ ‬من‭ ‬الحور‭ ‬العين،‭ ‬ويجار‭ ‬من‭ ‬عذاب‭ ‬القبر،‭ ‬ويأمن‭ ‬من‭ ‬الفزع‭ ‬الأكبر،‭ ‬ويوضع‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬تاج‭ ‬الوقار،‭ ‬الياقوتة‭ ‬منه‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها،‭ ‬ويشفع‭ ‬في‭ ‬سبعين‭ ‬إنسانًا‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬بيته‮»‬‭. ‬

تحية‭ ‬إجلال‭ ‬وإكبار‭ ‬إلى‭ ‬أرواح‭ ‬شهدائنا‭ ‬الأبرار‭.. ‬تحية‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لمن‭ ‬ضحى‭ ‬بنفسه‭ ‬كي‭ ‬يعيش‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته‭.. ‬تحية‭ ‬لمن‭ ‬سطر‭ ‬أسمى‭ ‬صور‭ ‬الولاء‭ ‬والفداء،‭ ‬وسقى‭ ‬بدمائه‭ ‬الطاهرة‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة‭ ‬وساحة‭ ‬البطولة‭ ‬والشرف‭.. ‬تحية‭ ‬لمن‭ ‬سجل‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭ ‬المشرف‭.. ‬تحية‭ ‬لمن‭ ‬مقامه‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬النبيين‭ ‬والصديقين‭ ‬والأبرار‭.. ‬تحية‭ ‬لمن‭ ‬صدق‭ ‬فيهم‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وَلَا‭ ‬تَحْسَبَنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬قُتِلُوا‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَمْوَاتَاً‭ ‬بَلْ‭ ‬أَحْيَاءٌ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬رَبِّهِمْ‭ ‬يُرْزَقُونَ‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا