العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تداعيات الأزمة المالية للأونروا على وضع اللاجئين الفلسطينيين

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يعتمد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬والأردن،‭ ‬ولبنان،‭ ‬وسوريا،‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬‮«‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬لاجئي‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ (‬الأونروا‭). ‬ومع‭ ‬انخفاض‭ ‬التمويل‭ ‬الدولي‭ ‬لها،‭ ‬تزداد‭ ‬محنة‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيام‭ ‬الوكالة،‭ ‬بدور‭ ‬حيوي‭ ‬لتوفير‭ ‬خدمات،‭ ‬مثل‭ ‬التعليم،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والمساعدة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الدولي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬‮«‬مجالا‮»‬‭ ‬للمناورات‭ ‬السياسية،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬ممارسة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬‮«‬ضغوطا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تعهداتهم‭ ‬بالتمويل؛‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬‮«‬تراجعا‮»‬‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وسط‭ ‬أزمة‭ ‬تمويل‭ ‬كبيرة‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬تضاؤل‭ ‬تبرعات‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين؛‭ ‬حذر‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬على‭ ‬شفا‭ ‬الانهيار‭ ‬المالي‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬محنة‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬نمط‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬إنفاق‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‮»‬،‭ ‬سجلت‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬13‭.‬6%‭ ‬في‭ ‬إنفاق‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬قد‭ ‬تأثر‭ ‬باندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬لكييف،‭ ‬والذي‭ (‬ارتفع‭ ‬من‭ ‬918‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2022‭). ‬وعليه،‭ ‬أقرت‭ ‬‮«‬المنظمة‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬احتياجات‭ ‬الدول‭ ‬الأقل‭ ‬نموا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬اهتماما؛‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬تمويل‭ ‬المساعدات‭ ‬بنسبة‭ ‬0‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬النازحين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬وخارجها،‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬‮«‬محل‭ ‬تقييم‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تأثير‭ ‬‮«‬الضائقة‭ ‬المالية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاجئين‭ ‬وآفاقهم‭ ‬المستقبلية‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬مواجهتهم‭ ‬للفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الممنهج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال؛‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سكان‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وغزة،‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬منفصلون‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تعرضوا‭ ‬‮«‬لعقود‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬عبر‭ ‬مصادرة‭ ‬الأراضي‭ ‬والممتلكات‮»‬‭. ‬ولأنهم‭ ‬ضحايا‭ ‬‮«‬الإفقار‭ ‬المتعمد‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يبقيهم‭ ‬‮«‬في‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬ملائم‭ ‬للغاية،‭ ‬بات‭ ‬الملايين‭ ‬منهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتهم‭.‬

وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬غوتيريش‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تمثل‭ ‬بصيص‭ ‬أمل‭ ‬محدود‭ ‬وسط‭ ‬صورة‭ ‬قاتمة‮»‬‭ ‬‭ ‬عام‭ ‬1949؛‭ ‬بهدف‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للاجئين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬أراضيهم،‭ ‬والبالغ‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬حوالي‭ ‬700‭ ‬ألف‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عددهم‭ ‬الآن‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬ملايين،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬شديدة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التمويل،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تسريع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬سياساتها‭ ‬لتهميش‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ‮«‬ناثان‭ ‬سيتينو‮»‬،‭ ‬و«آنا‭ ‬مارتن‭ ‬جيل‮»‬،‭ ‬و«كيلسي‭ ‬نورمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬سياسات‭ ‬الهجرة»؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬حوالي‭ ‬67%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬سيحتاج‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬ساكني‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

ولأن‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬نفسها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تبرعات‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يماثل‭ ‬حوالي‭ ‬93%‭ ‬من‭ ‬ميزانيتها‭ ‬السنوية،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬‮«‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بتمويل‭ ‬عملياتها‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬التبرعات،‭ ‬يجعلها‭ ‬‮«‬عرضة‭ ‬لجماعات‭ ‬الضغط‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تحظى‭ ‬بنفوذ‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬2023،‭ ‬ناشدت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتوفير1‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار؛‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولبنان،‭ ‬والأردن،‭ ‬وسوريا‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬تخصيص‭ ‬848‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لصيانة‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬و781‭.‬6‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لعمليات‭ ‬الطوارئ‭. ‬وبحلول‭ ‬شهر‭ ‬يونيو،‭ ‬تعهدت‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة،‭ ‬بتقديم‭ ‬812‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬دولار؛‭ ‬لكن‭ ‬المخصصات‭ ‬الجديدة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬107‭.‬2‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭.‬

ومع‭ ‬عدم‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬التمويلية،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬‮«‬دقوا‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬ينتظر‭ ‬عملياتها‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الانهيار‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬لازاريني‮»‬،‭ ‬المفوض‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة،‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬دولار؛‭ ‬لمواصلة‭ ‬خدماتها‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬2023،‭ ‬و50‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لبدء‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬التزامات‭ ‬مستحقة‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬75‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬مطلوبة‭ ‬لإبقاء‭ ‬خط‭ ‬إمداد‭ ‬الغذاء‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬مفتوحا،‭ ‬و30‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لبرامج‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المناشدات‭ ‬العاجلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدة،‭ ‬تم‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬محدودة‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؛‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المشكلة‭ ‬الدائمة‮»‬،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدعم‭ ‬الدولي‭ ‬للأونروا،‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬فعاليتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬المدى‭ ‬البعيد‮»‬،‭ ‬وسيترجم‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬غير‭ ‬فعال‮»‬،‭ ‬لمساعدة‭ ‬ملايين‭ ‬النازحين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وتم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بكيفية‭ ‬مواجهتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬عجزًا‭ ‬في‭ ‬ميزانيتها»؛‭ ‬بسبب‭ ‬تخفيض‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬دعمها‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية،‭ ‬مرتبطة‭ ‬بدعمها‭ ‬المستمر‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬سيتينو‮»‬،‭ ‬و«جيل‮»‬،‭ ‬و«نورمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬جهة‭ ‬مانحة‭ ‬للأونروا‭ ‬‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬تساهم‭ ‬بما‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬300‭ ‬إلى‭ ‬350‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬سنويا‮»‬‭ ‬‭ ‬فقد‭ ‬قطعت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬كل‭ ‬تمويلها،‭ ‬بدعوى‭ ‬تحملها‭ ‬‮«‬حصة‭ ‬غير‭ ‬متناسبة‭ ‬من‭ ‬العبء‮»‬‭. ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬إلغائها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬المعونة‭ ‬الأمريكية‮»‬‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬كجزء‭ ‬مما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬ميلر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬وودرو‭ ‬ويلسون‮»‬،‭ ‬‮«‬حملة‭ ‬سياسية‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬واستهداف‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬أعادت‭ ‬تأكيد‭ ‬التزاماتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬المبالغ‭ ‬المقدمة‭ -‬حوالي‭ ‬235‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬تقدمه‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬والمقدر‭ ‬بنحو‭ ‬360‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬للأونروا‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬عجزا‭ ‬تمويليا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وفي‭ ‬نوفمبر2021،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬رواتب‭ ‬موظفيها‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬28‭ ‬ألفًا‭ ‬في‭ ‬أوقاتها‭ ‬المحددة‭. ‬وفي‭ ‬عام2022‭ ‬جمعت‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التمويل‭ ‬البالغ‭ ‬1‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬طلبته‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬استمر‭ ‬معدل‭ ‬الإنفاق‭ ‬الأمريكي‭ ‬حيال‭ ‬تلك‭ ‬الالتزامات‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭. ‬وفي‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬تعهدت‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬بمبلغ‭ ‬153.7‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬للأونروا،‭ ‬وعندما‭ ‬اقترن‭ ‬ذلك‭ ‬بتبرعات‭ ‬أخرى،‭ ‬ارتفع‭ ‬التزامها‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تخصيص‭ ‬13‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬‮«‬لتلبية‭ ‬المناشدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬بالأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬سيتم‭ ‬تخصيص‭ ‬17.2‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬للمساعدات‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والأردن‭ ‬وسوريا‭. ‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الآفاق‭ ‬المستقبلية،‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬قتامة‮»‬‭. ‬ويشير‭ ‬‮«‬سيتينو‮»‬،‭ ‬و‮«‬جيل‮»‬،‭ ‬و«نورمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتخاب‭ ‬أغلبية‭ ‬جمهورية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬سيجعل‭ ‬الوكالة،‭ ‬‮«‬تواجه‭ ‬معركة‭ ‬شاقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التمويل‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬إلغاء‭ ‬الدعم‭ ‬بالكامل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬إذا‭ ‬استعاد‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬المؤيد‭ ‬بشدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬انخفاض‭ ‬التمويل‭ ‬الموجه‭ ‬للعمليات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة»؛‭ ‬نتيجة‭ ‬لـ«تعثر‭ ‬المانحين‮»‬،‭ ‬و«الإحباط‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تضاؤل‭ ‬آفاق‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬دائمة‭ ‬للصراعات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬يونيو،‭ ‬أوقف‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تجمع‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬سوى‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬20‭ ‬مليارا‭ ‬كانت‭ ‬تحتاجها‭ ‬لعملياتها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أوقفت‭ ‬تسليم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬38‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬86‭ ‬دولة‭ ‬كان‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬قدمت‭ ‬تمويلا‭ ‬للأونروا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬استدامة‮»‬،‭ ‬لتوفير‭ ‬المساعدات؛‭ ‬لتجنب‭ ‬وقوع‭ ‬‮«‬كارثة‭ ‬إنسانية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬أغسطس2023،‭ ‬قدمت‭ ‬مبلغ‭ ‬12‭.‬74‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬للوكالة،‭ ‬وفي‭ ‬منتصف‭ ‬سبتمبر،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تعهد‭ ‬إضافي‭ ‬بقيمة‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬خفضت‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬دعمها‭ ‬للوكالة‭ ‬إلى‭ ‬النصف‭ ‬من‭ ‬42‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬إلى‭ ‬20‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬فقط‭ ‬‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬‮«‬تحولت‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬مانح‭ ‬منفرد‭ ‬لها،‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المانحين‭ ‬ذوي‭ ‬الطبقة‭ ‬الثانية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬لازاريني‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الوكالة،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬لجلب‭ ‬الأموال‭ ‬لتغطية‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والاستقرار‮»‬،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نموذج‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‮»‬،‭ ‬لتحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاستقرار،‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬تمويل‭ ‬منتظم‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬دعت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬‮«‬تمويل‭ ‬كافٍ‭ ‬ومستدام‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المانحين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الذين‭ ‬تكمن‭ ‬مصالحهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬ومساعدة‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬سيتينو‮»‬،‭ ‬و«جيل‮»‬،‭ ‬و‮«‬نورمان»؛‭ ‬‮«‬سيسمح‭ ‬للأونروا‭ ‬بتخطيط‭ ‬عملياتها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬وتقليل‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬إنفاقه‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‮»‬‭.‬

وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬مساعداتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬للوكالة،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬كارنيجي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬إقليميا‭ ‬أكبر،‭ ‬وتبنت‭ ‬أوراق‭ ‬اعتمادها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الخاصة‭ ‬للتوسط‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬سلام‭ ‬إسرائيلية‭ ‬‭ ‬فلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرتها‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬مساهماتها‭ ‬‮«‬المتواضعة‮»‬‭ ‬أيضا‭. ‬وفي‭ ‬أغسطس2023،‭ ‬قدمت‭ ‬‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬للأونروا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ينبغي‭ ‬عليها‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لدعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالفعل‭ ‬بتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬ودعم‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تعهد‭ ‬‮«‬لازاريني‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الوكالة‮»‬،‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬تستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لجمع‭ ‬الأموال‭ ‬اللازمة»؛‭ ‬فقد‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الوجودي‭ ‬الرئيسي‭ ‬لها؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬قد‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬نهايته‭ ‬وانهياره‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬‮«‬الانهيار‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬مدمرا‮»‬،‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬عليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬العجز‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬التمويل؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مدرسة‭ ‬و140‭ ‬عيادة‭ ‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬الإغلاق‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬تصاعد‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالقوة‭ ‬والترهيب،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬شعبان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬بال‭ ‬ثينك‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مع‭ ‬قيام‭ ‬الأونروا‭ ‬بإلغاء‭ ‬تمويلها،‭ ‬وافتقاد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لحل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬لمحنتهم؛‭ ‬يظل‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬الثابت؛‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بينما‭ ‬تهدف‭ ‬‮«‬المساعدات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬والشعوب‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬واجتماعيًا؛‭ ‬فقد‭ ‬انتقد‭ ‬المراقبون‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬للاجئين‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وكيف‭ ‬أنها،‭ ‬قد‭ ‬سمحت‭ ‬لأجيال‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬يظلوا‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬أوضاع‭ ‬كارثية‭ ‬داخل‭ ‬مخيمات‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تغير‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي؛‭ ‬تتفاقم‭ ‬محنة‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬الأونروا،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المتطلبات‭ ‬المالية‭ ‬لها؛‭ ‬لتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الحث‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬تمويل‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬استدامة‮»‬،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الأزمات‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المانحين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬الوكالة‭ ‬بعد‭ ‬انهيارها،‭ ‬سيكون‭ ‬أكثر‭ ‬تكلفة‭ ‬من‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬المالية‭ ‬الحالية‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا