العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الإرهاب الحوثي لن يخيفنا

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬استبشر‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬بالمؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لنتائج‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية‭ ‬الرياض‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وممثلي‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬وممثلي‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬برعاية‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬وقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬تقريبا‭ ‬وبعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬برعاية‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬وبعد‭ ‬إعلان‭ ‬استئناف‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬الرياض‭ ‬وطهران‭ ‬خيم‭ ‬التوتر‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭  ‬نتيجة‭ ‬للهجوم‭ ‬العدواني‭ ‬الإرهابي‭ ‬الحوثي‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬وغير‭ ‬المنطقي‭ ‬بكل‭ ‬المعايير‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البحرينية‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬الشرعية‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭  ‬واستقرار‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬محاولات‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق‭ ‬بدعم‭ ‬إيراني‭ ‬معلن‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإمدادات‭ ‬العسكرية‭ ‬وتزويد‭ ‬الحركة‭ ‬بمختلف‭ ‬الأسلحة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬بهجمات‭ ‬صاروخية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬وجرح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬جنودنا‭ ‬الأبطال‭ ‬الموجودين‭ ‬ضمن‭ ‬القوة‭ ‬الخليجية‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬هو‭ ‬خرق‭ ‬واضح‭ ‬للهدنة‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وحركة‭ ‬الحوثي‭ ‬ويعود‭ ‬بالمنطقة‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬الحرب‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عدم‭ ‬جدية‭ ‬الحوثي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لمعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬الشقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬خلفت‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬والمشردين‭ ‬والمعوقين‭ ‬وهدم‭ ‬وتخريب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬اليمنية‭ ‬وتعطيل‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭ ‬ومنع‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬والإنسانية‭  ‬وإغلاق‭ ‬المطارات‭ ‬والطرق‭ ‬وعدم‭ ‬كفاية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمحتاجين‭.‬

حادثة‭ ‬الهجوم‭ ‬الآثم‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البحرينية‭ ‬والذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬استشهاد‭ ‬ثلاثة‭ ‬جنود‭ ‬وجرح‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬يستدعي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬الهجوم‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬متأكدين‭ ‬بأن‭ ‬مصدره‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬لتحديد‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬لينالوا‭ ‬عقابهم‭ ‬العادل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ارتكبوه‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬شنيعة‭.‬

يبدو‭ ‬إن‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬للتغطية‭ ‬على‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬عملائها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأوضاع‭ ‬المتردية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬لخلط‭ ‬الأوراق‭ ‬وزيادة‭ ‬حدة‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إن‭ ‬وقفة‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وتضامنه‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬والتصريحات‭ ‬التي‭ ‬استنكرت‭ ‬وشجبت‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬الإجرامي‭ ‬الإرهابي‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬البحرينية‭ ‬أكدت‭ ‬التضامن‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة‭ ‬وقوية‭ ‬ومباشرة‭ ‬للحوثي‭ ‬مفادها‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يشجب‭ ‬ويستنكر‭ ‬أعمالكم‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬عزلتكم‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬وأصبحتم‭ ‬منبوذين‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬لكم‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إنه‭ ‬تكريم‭ ‬لشهداء‭ ‬الواجب‭ ‬الذين‭ ‬راحوا‭ ‬ضحية‭ ‬للعدوان‭ ‬الحوثي‭ ‬الغاشم‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬لحماية‭ ‬اليمن‭ ‬وشعبه‭ ‬الشقيق‭ ‬وبلاد‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭.‬

كما‭ ‬إن‭ ‬وقفة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬ومساندة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬عوائل‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬ومواساتهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الجلل‭ ‬عكسته‭ ‬هذه‭ ‬الجماهير‭ ‬الغفيرة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تشييع‭ ‬الشهداء‭ ‬إلى‭ ‬مثواهم‭ ‬الأخير‭ ‬يتقدمهم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬إذ‭ ‬أكدت‭ ‬تضامن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭.‬

تغمد‭ ‬الله‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وألهم‭ ‬ذويهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬وستبقى‭ ‬ذكراهم‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬والخزي‭ ‬والعار‭ ‬للإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا