العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دماء الشهداء تعزز وحدة المصير في العلاقات البحرينية السعودية

بقلم: د. أسعد حمود السعدون

الاثنين ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

غالبا‭ ‬ما‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬الزاويتين‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬بأنها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬متقدمة‭ ‬تجسد‭ ‬مستوى‭ ‬متطور‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬والسمو‭ ‬والرفعة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأعراف‭ ‬والأطر‭ ‬الدبلوماسية‭.‬

فهي‭ ‬علاقات‭   ‬متفردة‭ ‬ومتميزة‭ ‬وضاربة‭ ‬جذورها‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ،‭ ‬تتداخل‭ ‬فيها‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتتداخل‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتفاهمات‭ ‬والرؤى‭ ‬السياسية،‭ ‬وتزيدها‭ ‬التحديات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬تأصلا‭ ‬وتشابكا‭ ‬وتناميا‭. ‬ويمنحها‭ ‬الجوار‭ ‬الجغرافي‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬على‭ ‬الثبات‭ ‬والتجذر،‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬أضحت‭ ‬نموذجا‭ ‬لما‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭.‬

ويتم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬والتقارب‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬للمملكتين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وإزاء‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والانشغالات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬باعتباره‭ ‬انعكاسا‭ ‬صادقا‭ ‬لذلك‭ ‬المستوى‭ ‬المزدهر‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬والتوحد،‭ ‬وبما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬شعبيهما‭ ‬الشقيقين‭ ‬وشعوب‭ ‬دول‭ ‬الجزيرة‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬عموما‭.‬

واليوم‭ ‬أضافت‭ ‬الدماء‭ ‬الزكية‭ ‬لشهداء‭ ‬وجرحى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬البررة‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬فداء‭ ‬للواجب‭ ‬الديني‭ ‬والوطني‭ ‬والخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإنساني‭ ‬المقدس‭ ‬عنصرا‭ ‬جديدا‭ ‬يرسخ‭ ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬فقد‭ ‬سقت‭ ‬دماؤهم‭ ‬الزكية‭ ‬الحد‭ ‬الجنوبي‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬إعادة‭ ‬الأمل،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭  ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬سور‭ ‬البحرين‭ ‬وقاعدة‭ ‬أمنها‭ ‬وحامية‭ ‬استقلالها،‭ ‬ودرعها‭ ‬الحصين‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬حياضها‭ ‬وحماية‭ ‬منجزاتها‭ ‬الحضارية‭ ‬الكبيرة‭ ‬وإنها‭ ‬الراعي‭ ‬الأمين‭ ‬لخيارات‭ ‬الشعب،‭ ‬والمدافع‭ ‬الشديد‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬فإنها‭ ‬أيضا‭ ‬سور‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وقاعدته‭ ‬المتقدمة،‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الأكبر،‭ ‬وهي‭ ‬مساهم‭ ‬ذو‭ ‬شأن‭ ‬رفيع‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬إقليميا‭ ‬وعالميا،‭ ‬عبر‭ ‬المشاركة‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬الجنوبي‭ ‬والتصدي‭ ‬الحازم‭ ‬لإرهاب‭ ‬الحوثيين‭ ‬وانقلابهم‭ ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬اليمنية‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المساهمة‭ ‬مع‭ ‬جيوش‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لحدود‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أو‭ ‬أجوائها‭ ‬أو‭ ‬مياهها‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬لجميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بها‭ ‬بوشائج‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الخصوصية‭ ‬والتفرد،‭ ‬فجاءت‭ ‬تضحيات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬لتضيف‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬والأصالة‭ ‬والارتقاء‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الراسخة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬والمملكتين،‭ ‬ولتذكر‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بمعنى‭ ‬خصوصية‭ ‬وسمو‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما‭. ‬ولتبرز‭ ‬أهميتها‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري،‭ ‬وبكل‭ ‬أبعادهما‭ ‬السوقية‭ ‬والتكتيكية‭ ‬والتسليحية‭ ‬والتدريبية‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تكاملهما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬لهما‭ ‬درء‭ ‬المخاطر‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬كلتا‭ ‬المملكتين‭ ‬وكلا‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭. ‬كما‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬أبطال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السعودية‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬استعدادهم‭ ‬للاستشهاد‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وعززوا‭ ‬ذات‭ ‬المفاهيم‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬ولم‭ ‬تزل‭ ‬قيادتا‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬تدركان‭ ‬أهمية‭ ‬وخصوصية‭ ‬علاقتهما‭ ‬الثنائية،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الارتباط‭ ‬التاريخي‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬مثل‭ ‬محوراً‭ ‬مهماً‭ ‬ارتكزت‭ ‬عليه‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬نموذجاً‭ ‬متميزا‭ ‬للعلاقات‭ ‬العربية‭ ‬‭ ‬العربية،‭ ‬تتجدد‭ ‬خلالها‭ ‬رغبات‭ ‬التطوير‭ ‬وآفاقه‭ ‬المختلفة‭ ‬بثوابت‭ ‬وأسس‭ ‬راسخة‭ ‬يتجلى‭ ‬فيها‭ ‬الانعكاس‭ ‬الحقيقي‭ ‬للتقارب‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً‮»‬‭.‬

وختاما‭ ‬نتقدم‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬والقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬وإلى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وضباطا‭ ‬وجنودا‭ ‬ومنتسبين،‭ ‬وإلى‭ ‬أسر‭ ‬الشهداء‭ ‬وذويهم‭ ‬وعموم‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بخالص‭ ‬العزاء‭ ‬والمواساة‭ ‬سائلين‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬أن‭ ‬يتغمدهم‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأن‭ ‬يسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬مع‭ ‬الأنبياء‭ ‬والصديقين‭ ‬والشهداء‭ ‬وأن‭ ‬يلهم‭ ‬أهلهم‭ ‬وذويهم‭ ‬جميل‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬وأن‭ ‬يشافي‭ ‬الجرحى‭ ‬ويمن‭ ‬عليهم‭ ‬بتمام‭ ‬الصحة‭ ‬وكمال‭ ‬العافية،‭ ‬مجددين‭ ‬عهد‭ ‬الولاء‭ ‬والوفاء‭ ‬للقيادة‭ ‬والشعب،‭ ‬وإننا‭ ‬جميعا‭ ‬سائرون‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والتضحية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬المبادئ‭ ‬وأداء‭ ‬الواجب‭. ‬اللهم‭ ‬احفظ‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬ووطنا‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا