العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سياسات الدول البيئية غير مستقرة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القومي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬غير‭ ‬ثابتة،‭ ‬وغير‭ ‬مستقرة،‭ ‬فهي‭ ‬بين‭ ‬مدٍ‭ ‬وجزر،‭ ‬وقوة‭ ‬وضعف،‭ ‬وتتذبذب‭ ‬بين‭ ‬الصعود‭ ‬والنزول،‭ ‬وهي‭ ‬تتبدل‭ ‬وتتغير‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬ورؤساء‭ ‬حكومات‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬تنقلب‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬وتتغير‭ ‬جذرياً‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس،‭ ‬فهي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬ثباتها‭ ‬واستقرارها‭ ‬واتجاهاتها‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القناعات‭ ‬الفردية‭ ‬والحزبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭. ‬

ولذلك‭ ‬أي‭ ‬تدهور‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وأي‭ ‬ركود‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العام،‭ ‬ينجم‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تدهور‭ ‬وركود‭ ‬وقلة‭ ‬اهتمام‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬ومكوناتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬فيتراجع‭ ‬الهم‭ ‬البيئي‭ ‬إلى‭ ‬الخلف،‭ ‬ويدخل‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حالةٍ‭ ‬من‭ ‬الجمود،‭ ‬أو‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬خطوات‭ ‬طويلة،‭ ‬فلا‭ ‬تجد‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬الدول‭ ‬والعالم‭ ‬برمته‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتفعيل‭.  ‬

ولذلك‭ ‬أُشبه‭ ‬التغير‭ ‬وعدم‭ ‬الثبات‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬كالتقلبات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أسْتُخرج‭ ‬من‭ ‬باطن‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬ترتفع‭ ‬فتُسجل‭ ‬رقماً‭ ‬قياسياً‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬في‭ ‬الارتفاع،‭ ‬ويوماً‭ ‬آخر‭ ‬تنزل‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬دنيا‭ ‬زهيدة‭ ‬فتسجل‭ ‬رقماً‭ ‬قياسياً‭ ‬في‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬سعره‭ ‬وقيمته‭.‬

والأمثلة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬وعدم‭ ‬الثبات‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬والسياسات‭ ‬البيئية‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بالبيئة‭ ‬وقضاياها‭ ‬وهمومها‭ ‬المختلفة‭ ‬الكثيرة‭.‬

ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الأمثلة‭ ‬وضوحاً‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬هي‭ ‬سياسات‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬قضية‭ ‬العصر،‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتراجع‭ ‬الكبير،‭ ‬والترنح‭ ‬يميناً‭ ‬وشمالاً‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للسياسات‭ ‬العملية‭ ‬والبرامج‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬تكافح‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬ولج‭ ‬رسمياً‭ ‬إلى‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

فالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أقر‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬برنامجاً‭ ‬طموحاً‭ ‬وسياسة‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬هذه‭ ‬الكتلة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬المُتهمة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬وإصابتها‭ ‬بداء‭ ‬السخونة‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الجازولين‭ ‬والديزل،‭ ‬والتي‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬ملوثات‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬إلى‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬كلياً‭ ‬أي‭ ‬ملوثات،‭ ‬ثم‭ ‬صوَّت‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬اتحادي‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭. ‬ولذلك‭ ‬فالسياسة‭ ‬البيئية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬هي‭ ‬دفن‭ ‬سيارات‭ ‬الجازولين‭ ‬والديزل‭ ‬ونقلها‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬سيمنع‭ ‬بيع‭ ‬أي‭ ‬سيارة‭ ‬تشتغل‭ ‬بالوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وتحقق‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬صفر‭ ‬انبعاث‭ ‬الملوثات‮»‬‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬ولكن‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬تبنت‭ ‬سياسة‭ ‬مماثلة،‭ ‬ولكن‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف،‭ ‬حيث‭ ‬تبنت‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بخمس‭ ‬سنوات،‭ ‬منع‭ ‬بيع‭ ‬سيارات‭ ‬الجازولين‭ ‬والديزل‭.‬

ولكن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬البيئية‭ ‬الخضراء‭ ‬لم‭ ‬تصمد‭ ‬طويلاً،‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬قوية‭ ‬وثابتة‭ ‬أمام‭ ‬رياح‭ ‬التغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬جديد‭ ‬لبريطانيا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬فأخلف‭ ‬وعده،‭ ‬ولم‭ ‬يلتزم‭ ‬بالسياسات‭ ‬البيئية‭ ‬السابقة‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭. ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ ‬تغيير‭ ‬وتأجيل‭ ‬تاريخ‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬منع‭ ‬بيع‭ ‬وحظر‭ ‬سيارات‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬باستثناء‭ ‬ألمانيا‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬بأننا‭ ‬نُحقق‭ ‬أهدافنا‭ ‬البيئية‭ ‬بمدخل‭ ‬جديد‭ ‬‮«‬وطريقة‭ ‬متناسبة‭ ‬وعملية‭ ‬وواقعية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬غيَّر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬عبء‭ ‬السياسات‭ ‬البيئية‭ ‬الأخرى‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬مائة‭ ‬رخصة‭ ‬لاستخراج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬الشمال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الفحم‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الأرض،‭ ‬وقال‭ ‬بأن‭ ‬بريطانيا‭ ‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬اتخذ‭ ‬سياسات‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬شعبية‮»‬‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬غيَّر‭ ‬موعد‭ ‬التخلص‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬غلايات‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالغاز‭ ‬أو‭ ‬الفحم‭ ‬واستبدالها‭ ‬بالكهرباء‭ ‬لخفض‭ ‬الانبعاث‭. ‬وأفاد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬أهداف‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬المناخية‭ ‬البيئية‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬اقتصادي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الأعباء‭ ‬المعيشية‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خفض‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ولم‭ ‬يقل‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬هدفاً‭ ‬سياسياً‭ ‬انتخابياً‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬حب‭ ‬ورضا‭ ‬المواطن‭ ‬البريطاني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬جذب‭ ‬ونيل‭ ‬صوته‭ ‬عند‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية،‭ ‬وفوز‭ ‬حزبه‭ ‬المحافظ‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬بريطانيا‭.   ‬

أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬المعاهدات‭ ‬البيئية،‭ ‬فحاله‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬الدول‭ ‬منفردة‭ ‬مع‭ ‬البيئة،‭ ‬فالسياسات‭ ‬البيئية‭ ‬أيضاً‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتقلب‭ ‬مع‭ ‬الرياح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السائدة،‭ ‬وأسعار‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬مقارنة‭ ‬بأسعار‭ ‬أنواع‭ ‬الطاقات‭ ‬النظيفة‭ ‬والمتجددة‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬اجتمعت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وخرجت‭ ‬بتفاهمات‭ ‬التزمت‭ ‬بها‭ ‬طوعياً‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬منها‭ ‬قيام‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لوحدها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬حدودٍ‭ ‬وأهداف‭ ‬قومية‭ ‬لانبعاثات‭ ‬ملوثات‭ ‬المناخ‭ ‬والتخلص‭ ‬بسرعة‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬مجتمعة‭ ‬بمنع‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬درجتين‭ ‬مئويتين،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬كوكبنا‭ ‬ارتفعت‭ ‬حرارته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬1.2‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬مقارنة‭ ‬بحرارته‭ ‬قبل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭. ‬

واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ ‬المتعلق‭ ‬بأول‭ ‬عملية‭ ‬تقييم‭ ‬دولية‭ ‬لتفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬2015‭ ‬بشأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ (‬global‭ ‬stocktake‭) ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬تتعهد‭ ‬بوعودها‭ ‬التي‭ ‬قطعت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬2015،‭ ‬ولم‭ ‬تلتزم‭ ‬بسياساتها‭ ‬البيئية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالحدود‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬لخفض‭ ‬الانبعاث،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مجتمعة‭ ‬أخفقت‭ ‬في‭ ‬المشي‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬ارتفاع‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المعدل،‭ ‬ومما‭ ‬يمنع‭ ‬نزول‭ ‬الكوارث‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬وعلى‭ ‬كوكبنا‭. ‬فدول‭ ‬العالم‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬لا‭ ‬تنوي‭ ‬الالتزام‭ ‬بوضع‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬مُحدد‭ ‬ونهائي‭ ‬للتوقف‭ ‬والتخلص‭ ‬كلياً‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬السبع‭ ‬الكبرى‭(‬جي‭ ‬7‭)‬في‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬قمة‭ ‬الدول‭ ‬العشرين‭ (‬جي‭ ‬20‭) ‬التي‭ ‬اجتمعت‭ ‬في‭ ‬دلهي‭ ‬بالهند‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭.   ‬

فالواقع‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬القومي‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يبشر‭ ‬بخير،‭ ‬ولا‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬للبيئة،‭ ‬وسيكون‭ ‬معوقاً‭ ‬لاستدامة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬نوعياً‭ ‬وكمياً‭ ‬للأحياء‭ ‬الفطرية‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭. ‬فسياسات‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬مهما‭ ‬ادعت‭ ‬الدول،‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬فعلياً‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬الحكومات،‭ ‬وستبقى‭ ‬دائماً‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‭ ‬ومكانها‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الأولويات‭.‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا