العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

موارد اليوم.. ثروات الغد -1

واقع مـأساوي يـنـتظر العالم.. مـا العمل ؟!

مليار شخص جائع.. والعالم يستهلك في 9 شهور ما ينتجه في 4 سنوات


مؤخرا‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬الدول‭ ‬للاتصال‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الـ12‭ ‬الذي‭ ‬ينظمه‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬لحكومة‭ ‬الشارقة‭. ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬يومين‭ ‬استضاف‭ ‬المنتدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬متحدثاً‭ ‬ومشاركاً‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭.‬

منتدى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬عقد‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬موارد‭ ‬اليوم‭.. ‬ثروات‭ ‬الغد‮»‬‭. ‬المقصود‭ ‬بالطبع‭ ‬الموارد‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭ ‬معا‭. ‬والفكرة‭ ‬الجوهرية‭ ‬هي،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬استعدادا‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يلعبه‭ ‬الاتصال‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.‬

‭ ‬الشيخ‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬القاسمي‭ ‬نائب‭ ‬حاكم‭ ‬الشارقة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشارقة‭ ‬للإعلام‭ ‬شرح‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬الفكرة‭ ‬الجوهرية‭ ‬لموضوع‭ ‬المنتدى‭ ‬بقوله‭ ‬ان‭ ‬‮«‬تحويل‭ ‬الموارد‭ ‬إلى‭ ‬ثروات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بمثلث‭ ‬المورد‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والمورد‭ ‬البشري‭ ‬المؤهل،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتطورة‮»‬‭ ‬واستعرض‭ ‬نماذج‭ ‬رائدة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬والحاضر‭ ‬حول‭ ‬استثمار‭ ‬الموارد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬مبيناً‭ ‬أهمية‭ ‬تشجيع‭ ‬التفكير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإداري‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭.‬

على‭ ‬امتداد‭ ‬جلسات‭ ‬المنتدى‭ ‬والخطابات‭ ‬التي‭ ‬ألقيت‭ ‬فيه‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬طرحت‭ ‬عشرات‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬عرض‭ ‬كل‭ ‬كما‭ ‬قيل‭ ‬بشأنها‭. ‬لهذا‭ ‬سنتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نرى‭ ‬انها‭ ‬اهم‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭.‬

***‎

تحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬

من‭ ‬اهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬بالمنتدى‭ ‬قضية‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬بكل‭ ‬ابعادها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والانسانية‭.‬

ثلاث‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭ ‬تمثل‭ ‬تحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وإنسانية‭ ‬جسيمة‭ ‬تمت‭ ‬مناقشتها،‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬التضخم‭ ‬العالمي‭ ‬وتراجع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو،‭ ‬وأزمة‭ ‬الطاقة،‭ ‬وأزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

الروح‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬كلمات‭ ‬المتحدثين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬ينتظره‭ ‬مصير‭ ‬مأساوي‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتحرك‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬التضخم‭ ‬وتراجع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬ناقشها‭ ‬خبراء‭ ‬ومسؤولون‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬رئيسية‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬المنتدى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭.‬

الفكرة‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬العولمة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول،‭ ‬ورفعت‭ ‬معدل‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬عالميًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أضعاف‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬نتيجةً‭ ‬لتراجع‭ ‬النمو‭ ‬وتنامي‭ ‬مؤشرات‭ ‬الركود‭ ‬والتضخم‭ ‬بسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬العالمية‭ ‬والتنافس‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الأقطاب‭ ‬العالمية‭ ‬المركزية‭. ‬وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬التضخم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تتطلب‭ ‬وقف‭ ‬الانقسام‭ ‬والتنافس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والغرب‭ ‬وتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الأسواق،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بفعل‭ ‬العولمة‭ ‬التي‭ ‬خدمت‭ ‬المستثمرين‭ ‬وفتحت‭ ‬أسواق‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭.‬

وبشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلا‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬القضية‭ ‬قال‭ ‬ديفيد‭ ‬داوكوي‭ ‬لي‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬تسينغهوا‭: ‬‮«‬نشهد‭ ‬انكماشًا‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الصين‭ ‬وتضخمًا‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬بسبب‭ ‬سياسات‭ ‬اتبعتها‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬صكوك‭ ‬بنكية‭ ‬توازي‭ ‬ربع‭ ‬الدخل‭ ‬السنوي‭ ‬للفرد،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن‭ ‬لإصدار‭ ‬الصكوك،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬تحفيزية‭ ‬لدعم‭ ‬المجتمع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬السيولة،‭ ‬فجاءت‭ ‬النتيجة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متوقع،‭ ‬وتزايدت‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‮»‬‭.‬

والحل‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬امرين‭ ‬اساسيين‭ ‬هما،‭ ‬الخطط‭ ‬بعيدة‭ ‬الأجل‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬الحكومات‭ ‬لرفع‭ ‬دخل‭ ‬الأفراد‭ ‬وتحريك‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وعجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتنشيط‭ ‬التصدير‭ ‬وبالتالي‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬التضخم‮»‬‭. ‬والثاني‭ ‬انه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإجراءات‭ ‬المحلية،‭ ‬يجب‭ ‬الوقوف‭ ‬بجرأة‭ ‬أمام‭ ‬حقيقة‭ ‬انقسام‭ ‬العالم‭ ‬وأثره‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬دخل‭ ‬ومعيشة‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أطر‭ ‬مثمرة‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكات،‭ ‬لأن‭ ‬المنافسة‭ ‬والانقسامات‭ ‬تحولان‭ ‬دون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعالجات‭ ‬السريعة‭ ‬للأزمات‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬رجاء‭ ‬المرزوقي‭ ‬المنسق‭ ‬العام‭ ‬رئيس‭ ‬الفريق‭ ‬التفاوضي‭ ‬الخليجي‭: ‬‮«‬الأسوأ‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬التضخم‭ ‬هو‭ ‬توقعات‭ ‬المجتمع‭ ‬حول‭ ‬التضخم‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬اضطراب‭ ‬السوق‭ ‬وتدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬الركود،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬الحكومات‭ ‬مع‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬حتى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬توقعاتها‭ ‬وتتجنب‭ ‬ردات‭ ‬فعلها‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬عودة‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‮»‬‭.‬

***‎

الطاقة‭ ‬المستدامة

القضية‭ ‬الكبرى‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬قضية‭ ‬ازمة‭ ‬الطاقة‭ ‬بكل‭ ‬ابعادها‭.‬

الخبراء‭ ‬والمختصون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬والاستدامة‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬طرحوها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توجهاً‭ ‬عالمياً‭ ‬لزيادة‭ ‬الموارد‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬استحقاقاً‭ ‬عالمياً‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬لإنفاق‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬بتكاليف‭ ‬قليلة،‭ ‬فيما‭ ‬كشفوا‭ ‬عن‭ ‬توجه‭ ‬عالمي‭ ‬نحو‭ ‬التعدين‭ ‬لاستخراج‭ ‬المعادن‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬البطاريات‭ ‬بهدف‭ ‬تخزين‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬المُنتجة‭.‬

في‭ ‬جلسة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ممارسات‭ ‬متوازنة‭.. ‬عالم‭ ‬أخضر‮»‬،‭ ‬كشف‭ ‬المهندس‭ ‬أسامة‭ ‬كمال،‭ ‬وزير‭ ‬البترول‭ ‬والثروة‭ ‬المعدنية‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬المستهلكة‭ ‬للطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬واجهت‭ ‬بعض‭ ‬الضغوطات،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحرك‭ ‬لحل‭ ‬تحديات‭ ‬الطاقة‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬توجه‭ ‬حميد‭ ‬نحو‭ ‬زيادة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الموارد،‭ ‬فنعلم‭ ‬أن‭ ‬الموارد‭ ‬البترولية‭ ‬ناضبة‭ ‬ولها‭ ‬عمر‭ ‬افتراضي،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يسري‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬التعدينية‭ ‬مع‭ ‬كثرة‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬فأرقام‭ ‬احتياطي‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬البترول‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬أرقام‭ ‬ديناميكية‭ ‬وليست‭ ‬استاتيكية‭. ‬وهنا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬حراك‭ ‬لزيادة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬الموارد،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬تستدعي‭ ‬خلق‭ ‬توازنات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تكشف‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬بطرق‭ ‬اقتصادية‮»‬‭.‬

وكشف‭ ‬المهندس‭ ‬أسامة‭ ‬كمال،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬و75‭% ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬الدفينة‭ ‬تحمل‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لمواجهة‭ ‬ذلك‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تدفع‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬فاتورة‭ ‬الإصلاح،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المتسبب‭ ‬هو‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬هو‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطاقة‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الأخرى‭ ‬كالرياح‭ ‬والشمس‭ ‬والمياه،‭ ‬وهنا‭ ‬ينبغي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لأنها‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭. ‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬أيمن‭ ‬عياش،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الملكية‭ ‬لقطاع‭ ‬التعدين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬مفصلية‭ ‬هي‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬الأحفورية‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭. ‬وأضاف‭ ‬عياش‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬استحقاق‭ ‬كبير؛‭ ‬فالعالم‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬إلى‭ ‬الغليان‭ ‬الحراري،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬ظهرت‭ ‬تبعاته‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وليبيا‭ ‬والحرائق‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬أوروبا؛‭ ‬فالتحول‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬أصبح‭ ‬استحقاقاً‭ ‬عالمياً‮»‬‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دولاً‭ ‬كثيرة‭ ‬تجتهد‭ ‬لإنتاج‭ ‬مصادر‭ ‬طاقة‭ ‬بديلة‭ ‬كالرياح‭ ‬والشمس،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬حلقة‭ ‬مفقودة‭ ‬وهي‭ ‬كيفية‭ ‬تخزين‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة،‭ ‬لهذا‭ ‬يتجه‭ ‬العالم‭ ‬حالياً‭ ‬إلى‭ ‬التعدين،‭ ‬لاستخراج‭ ‬المعادن‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬البطاريات‭ ‬مثل‭ ‬النيكل‭ ‬والكوبر‭ ‬والنحاس،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دولاً‭ ‬عربية‭ ‬كالسعودية‭ ‬والأردن‭ ‬ومصر‭ ‬وعُمان‭ ‬اتخذت‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬المنطقة‭ ‬جاذبة‭ ‬لعمليات‭ ‬التعدين،‭ ‬وبالفعل‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬عالمي‭ ‬كبير‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

يولاند‭ ‬راندريانامبينينا،‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬عرضت‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬تجربتها‭ ‬الملهمة‭ ‬للعالم،‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬منزل‭ ‬بألواح‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭ ‬بجهد‭ ‬محلي‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬نساء‭ ‬القرية‭. ‬وفي‭ ‬كلمتها‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬يولاند‭.. ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬امرأة‮»‬،‭ ‬قالت‭ ‬يولاند‭: ‬‮«‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أعوام،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬المعرفة‭ ‬لدى‭ ‬نساء‭ ‬قريتنا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الطاقة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليمهن‭ ‬أساسيات‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭. ‬ثم‭ ‬نظّمت‭ ‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬حيث‭ ‬تدربت‭ ‬نساء‭ ‬القرية‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬هنود‭. ‬ورغم‭ ‬عدم‭ ‬إجادتهن‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬استطعن‭ ‬التواصل‭ ‬بلغة‭ ‬الإشارة‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭. ‬والآن،‭ ‬كل‭ ‬عضوة‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬أصبحت‭ ‬خبيرة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬عوائق‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬الإنجاز‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬في‭ ‬قريتنا،‭ ‬تعلمت‭ ‬النساء‭ ‬كيف‭ ‬ينتجن‭ ‬ألواح‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬واحترفن‭ ‬صيانتها،‭ ‬وبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬أنشأنا‭ ‬مركز‭ ‬تدريب‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬ملجاسي،‭ ‬لنشارك‭ ‬خبراتنا‭ ‬مع‭ ‬نساء‭ ‬أخريات،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يقوم‭ ‬المركز‭ ‬أيضاً‭ ‬بتقديم‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬محو‭ ‬الأمية‭ ‬والقراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬لتمكين‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة‮»‬‭.‬

***‎

الأمن‭ ‬الغذائي

بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العال‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تحتل‭ ‬ازمة‭ ‬الغذاء‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬اولوية‭ ‬كبرى‭.‬

جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬مهمة‭ ‬اثيرت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.‬

المستشار‭ ‬أندرو‭ ‬رزيبا،‭ ‬الشريك‭ ‬المؤسس‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للقطاع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬القى‭ ‬خطابا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬بوصلة‭ ‬لمسار‭ ‬عالمي‭ ‬آمن‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬فيه‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬العالمية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بمعالجة‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي؛‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬حقاً‭ ‬أساسياً‭ ‬لكل‭ ‬إنسان،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬اتفقت‭ ‬عليها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬رغم‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬جائع‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وهذه‭ ‬الأرقام‭ ‬والحقائق‭ ‬جعلت‭ ‬هناك‭ ‬مسعى‭ ‬دولياً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنهاء‭ ‬المجاعة‭ ‬وضمان‭ ‬توفير‭ ‬غذاء‭ ‬كافٍ‭ ‬وصحي‭ ‬لجميع‭ ‬سكان‭ ‬الأرض؛‭ ‬فالوصول‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬صفر‭ ‬مجاعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬نواجهه،‭ ‬وهو‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات،‭ ‬والشركات‭ ‬والجمعيات‭ ‬والأفراد‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬رزبيا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬المصادر‭ ‬والإمكانات‭ ‬المتاحة،‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬وابتكار،‭ ‬لجمع‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الأشخاص‭ ‬المهددين‭ ‬بالجوع،‭ ‬وأسبابه‭ ‬وآثاره،‭ ‬وحينها‭ ‬سنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬حلول‭ ‬فعَّالة‭ ‬وشاملة،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستخدم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لزيادة‭ ‬إنتاجية‭ ‬المزارعين‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬المحاصيل،‭ ‬وابتكار‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لتخزين‭ ‬وتوزيع‭ ‬وإدارة‭ ‬الغذاء،‭ ‬بحيث‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭.‬

السفير‭ ‬ماركو‭ ‬أ‭. ‬سوازو‭ ‬اثار‭ ‬جانبا‭ ‬مهما‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬يستهلك‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬ينتج،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬حكومية‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬المطلوب،‭ ‬فأي‭ ‬جهود‭ ‬فردية‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬نفعاً،‭ ‬لأن‭ ‬مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬جوهرية،‭ ‬وظهرت‭ ‬تبعاتها‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬حيث‭ ‬توقف‭ ‬تصدير‭ ‬القمح‭ ‬وتأثرت‭ ‬إفريقيا‭ ‬والدول‭ ‬النامية‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭. ‬لذا‭ ‬ينبغي‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬قمة‭ ‬للمستقبل‭ ‬يلتقي‭ ‬فيها‭ ‬الرؤساء‭ ‬والخبراء‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لمناقشة‭ ‬أفضل‭ ‬الخطط‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشاكل‭ ‬الأرض‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬مشتركة‭.‬

وأضاف‭ ‬سوازو‭: ‬‮«‬لدينا‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬منهجية‭ ‬التطبيق،‭ ‬فنحن‭ ‬نستهلك‭ ‬خلال‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬ما‭ ‬ننتجه‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬وهذا‭ ‬يوضح‭ ‬مدى‭ ‬التبذير‭ ‬والهدر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وممارسات‭ ‬الإنسان‭ ‬البيئية‭ ‬فاقم‭ ‬المشكلة،‭ ‬لذا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬حكومية‭ ‬عالمية‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ودعم‭ ‬عالمي‭ ‬وإرادة‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬وإلى‭ ‬قوى‭ ‬واستثمارات‭ ‬جديدة‭ ‬تحدث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬اكد‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬العينين‭ ‬وكيل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصري‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬كيلوباترا‭ ‬جروب‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬سنعيش‭ ‬واقعاً‭ ‬مأساوياً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬فمشروع‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬القرن،‭ ‬حيث‭ ‬تعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء،‭ ‬وبالطبع‭ ‬تلعب‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬دورها،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬لقادة‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يؤمنوا‭ ‬بضرورة‭ ‬وحتمية‭ ‬هذا‭ ‬التغيير،‭ ‬فالمشاكل‭ ‬والأرقام‭ ‬اليوم‭ ‬مفزعة‭ ‬والهدر‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬ثلث‭ ‬الغذاء‭ ‬المنتج،‭ ‬ونعيش‭ ‬واقع‭ ‬العجز‭ ‬اليوم‭ ‬فكيف‭ ‬بالغد،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬الغذاء‭ ‬كسلاح‭ ‬في‭ ‬الحروب،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إرادة‭ ‬دولية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬وإلى‭ ‬استثمارات‭ ‬جديدة‭ ‬لإحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭.‬

وسلط‭ ‬أبو‭ ‬العينين‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬حضارية‭ ‬جديدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المساحة‭ ‬المستغلة‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬النيل‭ ‬هي‭ ‬7‭%‬‎،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العمل‭ ‬جارياً‭ ‬على‭ ‬مضاعفة‭ ‬المساحات‭ ‬المخصصة‭ ‬للزراعة‭ ‬إلى‭ ‬14%‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬ويتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬وفق‭ ‬قناعة‭ ‬تجسدت‭ ‬حول‭ ‬كون‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬مرتبط‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬الذي‭ ‬يمس‭ ‬كل‭ ‬فرد‭. ‬

الدكتور‭ ‬المهندس‭ ‬خليفة‭ ‬مصبح‭ ‬أحمد‭ ‬الطنيجي‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬بالشارقة‭ ‬عرض‭ ‬لتجربة‭ ‬الامارات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬نتيجة‭ ‬تلقائية‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬تعتبر‭ ‬المؤشرات‭ ‬اليوم‭ ‬مثيرة‭ ‬للقلق،‭ ‬وتؤكد‭ ‬زيادة‭ ‬الهدر،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الإمارات،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬هدر‭ ‬الغذاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬رائدة‭ ‬كمشروع‭ (‬حفظ‭ ‬النعمة‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬معادلة‭ ‬مثالية‭ ‬بين‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والإنتاج‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬الطنيجي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬هو‭ ‬كسر‭ ‬القناعات‭ ‬السابقة‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬جدوى‭ ‬زراعة‭ ‬القمح‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الصحراوية‭ ‬والمناخ‭ ‬الجاف،‭ ‬وتحدث‭ ‬بالتفصيل‭ ‬موضحاً‭: ‬‮«‬واجهتنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬حاكم‭ ‬الشارقة‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أننا‭ ‬سنحتفل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬بإنتاج‭ ‬القمح‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬أكد‭ ‬الخبراء‭ ‬صعوبة‭ ‬أو‭ ‬استحالة‭ ‬الأمر‭ ‬لأننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬أطول،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نملك‭ ‬المعدات‭ ‬ولا‭ ‬البذور‭ ‬ولا‭ ‬الخبرة،‭ ‬ورغم‭ ‬هذا‭ ‬نجحنا‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬400‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لأنه‭ ‬يضم‭ ‬بروتيناً‭ ‬بنسبة‭ ‬18‭%‬‎،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬المشروع،‭ ‬ونعمل‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬مضاعفة‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬1900‭ ‬هكتار،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬المحاور‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬37‭ ‬محوراً،‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عقبة‭ ‬وهي‭ ‬توافر‭ ‬المياه،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬التصوير‭ ‬الحراري‭ ‬بالأقمار‭ ‬الاصطناعية،‭ ‬حيث‭ ‬تحدد‭ ‬لنا‭ ‬بدقة‭ ‬نسبة‭ ‬الري‭ ‬المطلوبة‭ ‬فلا‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬هدر‭ ‬في‭ ‬المياه،‭ ‬حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬المؤشرات‭ ‬أننا‭ ‬قللنا‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭%‬‮»‬‭.‬

***‎

ولأن‭ ‬القضية‭ ‬الأساسية‭ ‬دور‭ ‬الاتصال‭ ‬الحكومي‭ ‬فيما‭ ‬يواجهه‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬فقد‭ ‬طرحت‭ ‬أفكار‭ ‬كثيرة‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬طرحته‭ ‬بدورها‭ ‬عبّرت‭ ‬وزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬الفلبينيّة‭ ‬عن‭ ‬أهميّة‭ ‬الاتصال‭ ‬الحكومي‭ ‬الفعّال‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬واستثمار‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعيّة،‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬واضحين‭ ‬أمام‭ ‬جماهيرنا‭ ‬بكلّ‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالموارد‭ ‬الطبيعيّة‭ ‬وآليات‭ ‬استثمارها،‭ ‬وكيف‭ ‬للمصالح‭ ‬الفرديّة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المصالح‭ ‬الجماعيّة‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭. ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بتوضيح‭ ‬مدى‭ ‬الفوائد‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬استخراج‭ ‬موارد‭ ‬طبيعيّة‭ ‬معينة،‭ ‬مع‭ ‬الوضوح‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الأثر‭ ‬السلبي‭ ‬الناجم‭ ‬عنها‭ ‬وآليات‭ ‬تقليل‭ ‬هذه‭ ‬الأضرار‮»‬‭.‬

ولفت‭ ‬البروفيسور‭ ‬ألكسندر‭ ‬ليكوتال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الاتصال‭ ‬الفعّال‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قناة‭ ‬باتجاه‭ ‬واحد،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرته‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬التواصل‭ ‬فعّالاً‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مفتوحاً‭ ‬للطرفين‭ ‬بشكل‭ ‬شفاف‭ ‬وصريح،‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬يرتبط‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ذاته،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬قضيّة‭ ‬ما‭ ‬فلا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بوجهات‭ ‬نظر‭ ‬المجتمع‭ ‬نحوها،‭ ‬ويجب‭ ‬تخصيص‭ ‬ما‭ ‬نبثّه‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬توضيحه‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬قدراتهم‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا