خطت مملكة البحرين خطوات كبيرة واتخذت إجراءات متقدمة منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم أيده الله مع بداية الألفية الجديدة الثالثة بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني بما يشبه الإجماع بنسبة 98.4% وهي نتيجة قلما تتحقق في أي استفتاءات أو انتخابات في تفويض شعبي أكد ثقة الشعب المطلقة في قائد المسيرة البحرينية الحديثة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى لتبدأ البحرين مرحلة جديدة في تاريخها الحديث قائمة على المشاركة الشعبية في الحياة السياسية لإدارة شؤون الدولة.
وفي هذا الإطار أيضا اتخذت وزارة الداخلية العديد من الخطوات الملموسة لتحسين أداء الوزارة للتوافق مع الإصلاحات التي اتخذتها بلادنا ولتتماشى مع الأنظمة والمعايير الدولية في مجال احترام حقوق الإنسان وصون كرامته وإنسانيته حيث تم تعديل الأنظمة وسن القوانين وإنشاء إدارات جديدة مثل إصدار قانون العقوبات البديلة وإنشاء شرطة المجتمع في إطار الشراكة المجتمعية والسجون المفتوحة وتحسين الخدمات في مركز الإصلاح والتأهيل وتوفير الرعاية الصحية للمحبوسين وتزويد المراكز بوسائل الترفيه المختلفة من ملاعب رياضية وصالات ومكتبات وكتب وغيرها. وقد توجت هذه الخطوات التي اتخذتها وزارة الداخلية بإقامة الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من المستفيدين من برنامج السجون المفتوحة تحت رعاية معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بحضور كبار المسؤولين بوازرة الداخلية وإداراتها وأجهزتها وممثلي الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الوطنية الداعمة لهذا المشروع الحضاري والذي نظمته الإدارة العامة لتنفيذ الاحكام والعقوبات البديلة في إطار نهج الشراكة الذي تتبعه وزارة الداخلية مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. إن الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من برنامج السجون المفتوحة هو ثمرة من ثمار الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية لإصلاح وإعادة تأهيل من زلت بهم القدم وارتكبوا أعمالا وأفعالا مخالفة للقانون والأنظمة ودخلوا بسببها السجن بعد صدور الأحكام القضائية ضدهم لتكون فترة العقوبة للإصلاح والتأهيل وإعادة الانخراط في المجتمع كعنصر إيجابي مساهم في مسيرة الوطن بدلا من أن يقضي السجين فترة العقوبة بين جدران الزنزانات يعاني من الملل والفراغ والوحدة وقد يختلط مع المساجين الخطيرين من أصحاب السوابق من الذين يتكرر حبسهم ما قد يؤثر سلبا في سلوكه وتصرفاته وقد يشكل خطرا على المجتمع بعد خروجه من السجن.
لقد أصبحت مملكة البحرين رائدة في تطبيق برنامج السجون المفتوحة في المنطقة وعلى المستوى العالمي تؤكد المستوى المتطور الذي وصلت إليه وزارة الداخلية في التعامل الإنساني الذي تتعامل به الوزارة مع المساجين حيث تشهد مراكز الإصلاح والتأهيل إصلاحات متواصلة بتوجيه من وزير الداخلية معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ومتابعة شخصية منه لتتماشي مع المعايير الدولية كما أسلفنا ولتكون فترة العقوبة للإصلاح وإعادة التأهيل وذلك بشهادة ممثلي المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان بعد زياراتها المتعددة لمراكز الإصلاح، فمراكز الإصلاح والتأهيل مزودة اليوم بكل وسائل الترفيه حيث تم زيادة أوقات الزيارات وعدد مراتها وتم السماح للسجناء بحمل الهواتف النقالة للتواصل مع أهلهم وذويهم وتحسين مستوى الرعاية الصحية وكما قال وزير الداخلية في كلمته خلال الاحتفال إن برنامج السجون المفتوحة يمثل قصة نجاح نموذجية تعكس الارتقاء بتطبيق أحكام قانون العقوبات البديلة في إطار نهج التطوير في البرامج والمبادرات الإنسانية النابعة من قيم ومبادئ المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم وبدعم من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم في دعم هذا المشروع الحضاري لمملكة البحرين وللقائمين عليه بالإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك