العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عشرُ ساعاتٍ زلزلت إسرائيل وهزّت العالم

بقلم: عبد المجيد سويلم

الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تصدّق‭ ‬ما‭ ‬حلّ‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭.‬

صحيح‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬يفوق‭ ‬كل‭ ‬خيال،‭ ‬وأبعد‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬‮«‬أحلام‮»‬،‭ ‬وخارج‭ ‬أي‭ ‬توقّعات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقاربات‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أسهب‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬أهميتها‭ ‬أمام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭!‬

وعلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تصدّق‭ ‬هذه‭ ‬المرّة‭ ‬على‭ ‬الأقلّ‭ ‬أنّ‭ ‬جيشها‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬القوّة‭ ‬التي‭ ‬آمن‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬متواصلة،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الإيمان‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬الملاذ‭ ‬الأخير‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لمس‭ ‬مدى‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬نخر‭ ‬المجتمع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبعد‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬تصدّع‭ ‬وانقسام‭ ‬واحتراب‭ ‬مازال‭ ‬يشتدّ‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ولكنه‭ ‬يقترب،‭ ‬أو‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬الجبهة‭ ‬الميدانية‭ ‬للعنف‭ ‬المباشر‭.‬

وعلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تصدّق‭ ‬منذ‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬فصاعداً‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬الإخفاق‮»‬‭ ‬و«الكارثة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬الشاملة‮»‬،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭ ‬الإنجليزية‭ (‬chaos‭) ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭.. ‬هي‭ ‬الكلمة‭ ‬والكلمات‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بديلاً‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬حالته،‭ ‬وفي‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬انحدر‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تردٍّ‭ ‬وما‭ ‬لحق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عار‭.‬

عدّة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تعبُر‭ ‬‮«‬الجدار‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬ضربةٍ‭ ‬شديدة‭ ‬الكثافة‭ ‬بالصواريخ‭ ‬‮«‬السطحية‮»‬‭ ‬تشبه‭ ‬في‭ ‬محاكاتها‭ ‬ضربة‭ ‬‮«‬السيطرة‮»‬‭ ‬المصرية‭ ‬والسورية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وفي‭ ‬عبور‭ ‬يحاكي‭ ‬‮«‬عبور‭ ‬القناة‮»‬‭ ‬آنذاك‭.‬

المصادر‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتخبّط‭ ‬أو‭ ‬مازالت‭ ‬تتخبّط‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬72‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬‮«‬العبور‮»‬‭ ‬ذكرت‭ ‬أنّ‭ ‬المقاتلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬‮«‬كتائب‭ ‬القسّام‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬فصائل‭ ‬أخرى‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬قد‭ ‬اقتحموا‭ ‬اثنين‭ ‬وعشرين‭ ‬موقعاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬ومستوطنة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وأكبر‭ ‬مجمّع‭ ‬للمدرعات‭ ‬والآليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدبابات‭ ‬الثقيلة،‭ ‬والذي‭ ‬أفقد‭ ‬كلّ‭ ‬هذه‭ ‬المواقع،‭ ‬وبالمطلق‭ ‬أيّ‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مجرّد‭ ‬الردّ‭ ‬اليائس،‭ ‬وبدت‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬والمستوطنات‭ ‬تتساقط‭ ‬موقعاً‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬وتمكّن‭ ‬المقاتلون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬وتطهيرها،‭ ‬وأسر‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬ممّن‭ ‬كانوا‭ ‬فيها،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬معدّاتها‭.‬

زلزالٌ‭ ‬حقيقيّ‭ ‬ضرب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بحيث‭ ‬مادت‭ ‬تحتها‭ ‬أرض‭ ‬الإقليم،‭ ‬ووصلت‭ ‬الارتدادات‭ ‬إلى‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬كلّه،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬‮«‬أجبرت‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭!‬

عشر‭ ‬ساعات‭ ‬قلبت‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الساحر،‭ ‬وقلبت‭ ‬كل‭ ‬الموازين‭. ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬أو‭ ‬350‭ ‬إلى‭ ‬‮١٠٠٠‬‭ ‬قتيل،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬الأعداد‭ ‬مرشحة‭ ‬للارتفاع‭ ‬أكثر‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬حصيلة‭ ‬كادت‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬أكتوبر‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرت‭ ‬أكبر‭ ‬حرب‭ ‬عسكرية‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬ومازالت‭ ‬تدرّس‭ ‬في‭ ‬كلّيات‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬حربٍ‭ ‬لم‭ ‬يمضِ‭ ‬على‭ ‬انطلاقها‭ ‬أكثر‭ ‬من72‭ ‬ساعة؟‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدّث‭ ‬عن‭ ‬آلاف‭ ‬الجرحى،‭ ‬وعن‭ ‬‮«‬تهجير‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬من‭ ‬مستوطناتهم‭ ‬في‭ ‬خطّة‭ ‬معلنة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التهجير؟‭!‬

ونحن‭ ‬نتحدّث‭ ‬عن‭ ‬عشرات‭ ‬وعشرات‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬مذهلة‭ ‬من‭ ‬الإتقان‭ ‬والدقة‭ ‬والتخطيط‭.‬

وهنا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وهو‭ ‬مذهل‭ ‬ومرتفع‭ ‬بكلّ‭ ‬تأكيد،‭ ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬لن‭ ‬تعلن‭ ‬كل‭ ‬الأرقام،‭ ‬ولن‭ ‬تعلن‭ ‬نوعية،‭ ‬أو‭ ‬كلّ‭ ‬نوعية‭ ‬الأسرى،‭ ‬لأنّ‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الأوراق‭ ‬لديها‭.‬

هذه‭ ‬حرب‭ ‬أو‭ ‬معركة‭ ‬سيطول‭ ‬الحديث‭ ‬عنها،‭ ‬وستعكف‭ ‬مراكز‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬والإقليم،‭ ‬وربما‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬دراستها‭ ‬ومعرفة‭ ‬خباياها،‭ ‬لكن‭ ‬أين‭ ‬أخفقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬تسنّى‭ ‬لـحركة‭ ‬حماس‭ ‬وشركائها‭ ‬أن‭ ‬يحقّقوا‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬حقّقوه؟

من‭ ‬المؤكّد‭ ‬أن‭ ‬الإخفاق‭ ‬الاستخباري‭ ‬هو‭ ‬الإخفاق‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تأثيره‭ ‬ودلالته‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬العملية،‭ ‬وهو‭ ‬إخفاق‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬معه‭ ‬اللوم‭ ‬أو‭ ‬العتاب،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬‮«‬الفضيحة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬فعل‭ ‬العار‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬الفشل،‭ ‬وهو‭ ‬مُحيّر‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭.‬

إذ‭ ‬كيف‭ ‬لدولة‭ ‬مثل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬خبرة‭ ‬وكفاءة،‭ ‬ومسخر‭ ‬لها‭ ‬كلّ‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬واللوجستية،‭ ‬ويعمل‭ ‬بإمرتها‭ ‬آلاف‭ ‬مؤلّفة‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬والخبراء،‭ ‬وكيف‭ ‬لدولة‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬الطليعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬‮«‬السيبرانية‮»‬،‭ ‬وتصدّر‭ ‬للعالم‭ ‬أحدث‭ ‬أجهزة‭ ‬التجسّس،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬الممنوعة‮»‬‭ ‬دولياً‭.. ‬كيف‭ ‬لدولةٍ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والقدرات،‭ ‬وعلى‭ ‬أجهزة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭ ‬والكفاءة‭ ‬والدعم،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬دعم‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬‮«‬الغربية‮»‬‭.. ‬كيف‭ ‬لها‭ ‬ألا‭ ‬‮«‬تلحظ‮»‬‭ ‬التحضيرات‭ ‬لعملية‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬لشهورٍ‭ ‬كاملة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬لسنوات؟‭ ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬غريباً‭ ‬وعجيباً‭ ‬ومُحيّراً؟

التفسير‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬أراه‭ ‬لهذا‭ ‬‮«‬الإخفاق‭ ‬الفضيحة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬‮«‬العمى‭ ‬والعنجهية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬المنظومة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

كيف؟‭ ‬لقد‭ ‬راهن‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬تكريس‭ ‬الانقسام‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬استراتيجية‭ ‬التوجُّه،‭ ‬وراهن‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬القطاع‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وأحياناً‭ ‬بـ«تقليم‮»‬‭ ‬أظافر‭ ‬القطاع‭ ‬كلّ‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وراهن‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الحصار‭ ‬المحكم‭ ‬والخانق‭ ‬سيؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬تحوّل‭ ‬حالة‭ ‬المقاومة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سلطة‮»‬‭ ‬فاشلة،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العون‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لبقائها‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬ما‭ ‬سيكرّس‭ ‬الانقسام،‭ ‬ويُبقي‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬والتحكُّم،‭ ‬واعتقدت‭ ‬إسرائيل‭ -‬باستثناء‭ ‬أفيجدور‭ ‬ليبرمان‭- ‬كلها،‭ ‬حكومات‭ ‬و«معارضات‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬الأصحّ‭ ‬والأدقّ‭ ‬والأفضل‭ ‬والأصوب،‭ ‬وهي‭ ‬المجرّبة‭ ‬التي‭ ‬‮«‬أثبتت‮»‬‭ ‬نجاعتها‭.‬

لكن‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬نسبياً‭ ‬بدأت‭ ‬تفقد‭ ‬قواعدها،‭ ‬وسمعتها،‭ ‬وبدأت‭ ‬تبهَت‭ ‬صورتها،‭ ‬وعجزت‭ ‬عن‭ ‬حلّ‭ ‬مشاكل‭ ‬القطاع،‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬ان‭ ‬تحرّك‭ ‬إسرائيل‭ ‬ساكناً‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحصار‭.‬

هنا‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬فإنها‭ ‬ربما‭ ‬تفقد‭ ‬كلّ‭ ‬شيء،‭ ‬ولذلك‭ ‬هنا‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ضربة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬ستغيّر‭ ‬حتماً‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬المشهد،‭ ‬وكامل‭ ‬معادلة‭ ‬الشرعية،‭ ‬وكامل‭ ‬مسألة‭ ‬الدور‭ ‬والمكانة،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

المعركة‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬بداياتها،‭ ‬مع‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬أنجزته‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬يبقى‭ ‬كبيراً‭ ‬وهائلاً،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تهدأ‭ ‬قبل‭ ‬محاولة‭ ‬محو‭ ‬صورتها‭ ‬التي‭ ‬تهشّمت‭ ‬بالكامل‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا