شكّلت الكلمة السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بمناسبة بداية العام الدراسي والجامعي الجديد 2023-2024 موجهات مهمة للغاية في طريق تطوير وتنمية المخرجات التعليمية والأنشطة المجتمعية ومجالات البحث العلمي، بما يتماشى مع رؤية البحرين 2030 وخطة التعافي الاقتصادي.
وخلال مسيرة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم ظل دعم مسيرة التعليم محوراً رئيساً ومنهجاً قويماً من أجل تعزيز دور التعليم في تخريج كوادر وطنية قادرة على المساهمة في مسيرة العمل الوطني، إضافة إلى إعداد بيئة تعليمية داعمة للإبداع والابتكار وتحقيق دور تكاملي بين مؤسسات التعليم الحكومي والخاص من أجل الارتقاء بالمسيرة التعليمية في مملكة البحرين.
وقد ركز العاهل المعظم في كلمته السامية على قضايا ذات عمق في إستراتيجية العملية التعليمية إن كانت فيما يتعلق بالتعليم العام أو التعليم الجامعي، في كل أشكاله، إن كان تعليماً حكومياً أو خاصاً، فكلاهما يقع تحت مظلة رعاية أبوية من جلالته يدفعها الحرص إلى كل ما يمكن أن يقدم مستقبلاً ينبني على أسس تحكمها معايير الجودة والتحسين والتطوير المستمر.
إن الدعم الذي يوليه جلالة الملك المعظم للتعليم في البحرين والمساندة من قبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يوفر البيئة المناسبة للارتقاء بالتعليم وتقدمه، وليس أدل على ذلك ما توفره الحكومة الموقرة من إمكانات وبنية تحتية متطورة وتعزيز للجهود المختلفة من أجل رفعة الوطن بالتعليم.
كما أن المنهجية التنفيذية التي يتبعها سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، لرؤية القيادة الرشيدة فيما يتعلق بمسيرة التعليم، توضح القناعة الكاملة لدى الوزير بأهمية التطوير والارتقاء بهذه المسيرة بما يتوافق مع الرؤية الرشيدة للقيادة، وباطلاعه بدوره البارز في ذلك خاصة ضمن خبرته الطويلة في العمل بالوزارة ومعرفته اللصيقة بمفاصل العملية التعليمية.
وأوضحت الكلمة السامية الاهتمام الكبير والمتابعة الدقيقة من جلالته للعملية التعليمية وهي تعكس تطلعه إلى تحقيق نتائج إيجابية وتقدم في هذا المجال، وتشجيعه للتعاون والتكاتف لتحقيق الأهداف المشتركة، ويظهر ذلك في كلمة جلالته حينما قال: «اهتمامنا المستمر بالتعليم نابعٌ من القناعة الراسخة والثابتة بأنه يضطلع بدور أساسي في التنمية المستدامة».
ولا شك في أن التنمية المستدامة تهتم أول ما تهتم بالإنسان، فهو محور التنمية، وركيزة التطور التي تطمح لها كل المجتمعات، وهي تأخذ في اعتبارها كل الجوانب ذات الصلة بالارتقاء بالإنسان أو كما قال جلالته «لإعداد الطلبة علمياً وسلوكياً وقيمياً وتعزيز انتمائهم الوطني»، فتعزيز العلم يظهر في السلوك، والسلوك القويم تسنده قيم المجتمع، والتي بدورها تعزز الانتماء الوطني، ويؤكد ذلك بقوله في الكلمة السامية «فالذين هم اليوم على المقاعد الدراسية؛ سيكونون عماد التنمية مستقبلًا».
وإذا كنا دائماً نقول إن العبرة بالنهايات، فالمخرجات تشكل الخلاصة التي تسعى لها العملية التعليمية بكل مستوياتها وأساليبها، وجلالته حريص كل الحرص على أن تكون المخرجات ذات فائدة على المستويين الخاص والعام، فالطلاب أمانيهم وتطلعاتهم، وللوطن رؤيته، وقد شدد جلالته في ذلك على «أهمية الارتقاء بالمسيرة التعليمية والأكاديمية، وتحقيق أفضل المخرجات التعليمية لمواكبة مستجدات سوق العمل وتطلعات الطلاب».
وهناك الكثير من الأدلة على نجاح رؤية جلالته للعملية التعليمية، فقد شهدت العملية التعليمية تطورات كثيرة، واستفادت المدارس والجامعات من التطورات التقنية المتلاحقة التي وفرت إمكانات كبيرة في مجال التعليم سواء في مجالات الذكاء الاصطناعي أو الميتافيرس، ومن قبلها جاء مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والتمكين الرقمي في التعليم وجائزة التميز التكنولوجي في التعليم، وكل ذلك انعكس على المخرجات التعليمية الأمر الذي أكده جلالته حين قال «إنَّ ما تحقق من نتائج إيجابية في المسيرة التعليمية من تفوق مستمر لأبناء البحرين كافة وتميزهم في مختلف المجالات والميادين على الصعيدين المحلي والخارجي، لدليلٌ ساطعٌ وواضح على تطور التعليم في بلدنا العزيزِ، والذي نتطلع دومًا إلى أن يواكب التَّقدم العلمي والتقني الذي يشهده العالم».
لقد حوت الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم ثلاثة محاور مهمة للغاية وهي تكريمه للعاملين في قطاع التعليم من معلمين ومسؤولين، وتشجيعه للطلبة من أجل المزيد من الاجتهاد والجد والمثابرة، وشكره لأولياء أمور الطلبة باعتبارهم جزءا فاعلا في العملية التعليمية، وكل هؤلاء كما قال جلالته مرتكز مهم للارتقاء بالمسيرة التعليمية والأكاديمية.
إن مؤسسات التعليم (العام والجامعي) ليست جزراً منفصلة، بل هي أسرة واحدة تقودها رؤية ملكية واحدة، والجميع يعمل من أجل البحرين، ويظهر ذلك في تطلع جلالته إلى «تكاتف الجميع في ظل روح الأسرة البحرينية الواحدة للوصول إلى الأهداف المرجوة، التي ستسهم بعون الله تعالى في رفعة مملكة البحرين وتقدمها»، ولا شك أن هذه الدعوة وهذا التطلع من جلالته يعزز روح العمل الجماعي والإنجاز من أجل المملكة.
إن الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بمناسبة بداية العام الدراسي والجامعي الجديد 2023-2024، بالنسبة إلينا في الجامعة الخليجية تشكل خطة عمل مهمة جداً في إستراتيجيتنا للارتقاء بالمخرجات التعليمية وخطوات التطوير التي نحرص دائماً على اتباعها لخدمة الطلاب وعلى أساس أنها جزء رئيس من عملية التطوير في مملكتنا الغالية.
{ رئيس الجامعة الخليجية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك