العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

معركة «طوفان الأقصى» تقلب الموازين.. قراءة أولية

بقلم: د. معين الطاهر

الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

هي‭ ‬مفاجأة‭ ‬فجّرها‭ ‬قائد‭ ‬أركان‭ ‬كتائب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسّام،‭ ‬محمد‭ ‬الضيف،‭ ‬تكاد‭ ‬تشبه‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬رمضان‭ ‬عندنا،‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬يوم‭ ‬الغفران‭ ‬عندهم،‭ ‬مع‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬القوات‭ ‬وقوة‭ ‬النيران‭ ‬ومدى‭ ‬المعركة‭. ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لحرب‭ ‬رمضان،‭ ‬انهار‭ ‬خط‭ ‬بارليف‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وفي‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لطوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬انهار‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬في‭ ‬الأولى،‭ ‬تم‭ ‬تسريب‭ ‬أنباء‭ ‬الهجوم‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬لكن‭ ‬رئيسة‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬جولدا‭ ‬مائير‭ ‬ومعها‭ ‬جنرالتها،‭ ‬أخذتها‭ ‬العزّة‭ ‬بالإثم،‭ ‬فلم‭ ‬تأخذ‭ ‬التسريب‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجدّ،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منيت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بفشل‭ ‬ذريع،‭ ‬وخابت‭ ‬جميع‭ ‬تقديراتها‭. ‬خمس‭ ‬ساعات‭ ‬كاملة‭ ‬مضت‭ ‬وكتائب‭ ‬القسّام‭ ‬تصول‭ ‬وتجول‭ ‬في‭ ‬المستوطنات‭ ‬المحاذية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬وصواريخها‭ ‬تقصف‭ ‬عشرات‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬العُمق‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصدُر‭ ‬أول‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬إسرائيلي‭.‬

للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬تبادر‭ ‬المقاومة‭ ‬بشنّ‭ ‬الحرب،‭ ‬وتكون‭ ‬لها‭ ‬الطلقة‭ ‬الأولى‭. ‬وللمرّة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬تحتلّ‭ ‬المقاومة‭ ‬مستوطنات‭ ‬ومعسكرات‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مقرّ‭ ‬قيادة‭ ‬فرقة‭ ‬غزّة،‭ ‬وتأسر‭ ‬جنوداً‭ ‬إسرائيليين‭ ‬عديدين،‭ ‬وتقتل‭ ‬وتجرح‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المستوطنين،‭ ‬بل‭ ‬وتطلق‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬صاروخ‭ ‬في‭ ‬الثلث‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬الهجوم‭ ‬الأولى،‭ ‬وتستمرّ‭ ‬بالزخم‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬التي‭ ‬تلتها،‭ ‬لتثبت‭ ‬مدى‭ ‬ضعف‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬وترهّله،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القدرات‭ ‬الاستخبارية،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القدرات‭ ‬القيادية‭ ‬وتقدير‭ ‬الموقف،‭ ‬إذ‭ ‬تحدّثت‭ ‬سيناريوهات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬سابقة‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬سيطرة‭ ‬إحدى‭ ‬فِرق‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مستوطنات‭ ‬الجليل،‭ ‬وبدأت‭ ‬بوضع‭ ‬خطط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مناوراتٍ‭ ‬لتلافي‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الضربة‭ ‬جاءتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تتوقع‭ ‬ولا‭ ‬تحتسب،‭ ‬وهو‭ ‬فشلٌ‭ ‬استراتيجي‭ ‬كبير‭.‬

نظّمت‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬في‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين،‭ ‬احتجاجات‭ ‬على‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬وأطلقت‭ ‬بلالين‭ ‬حارقة،‭ ‬ورشقت‭ ‬حجارة،‭ ‬فتدخّل‭ ‬الوسطاء‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تفاقم‭ ‬التوتّر،‭ ‬وجرى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقٍ‭ ‬يقضي‭ ‬بزيادة‭ ‬تصاريح‭ ‬العمل،‭ ‬وإدخال‭ ‬أصناف‭ ‬من‭ ‬السلع،‭ ‬وتمديد‭ ‬المعونة‭ ‬القطرية‭. ‬ساد‭ ‬الهدوء،‭ ‬وانهالت‭ ‬معه‭ ‬الانتقادات‭ ‬لحركة‭ ‬حماس،‭ ‬متّهمة‭ ‬إياها‭ ‬باستغلال‭ ‬ظروف‭ ‬الحصار‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مكاسب‭ ‬هزيلة‭. ‬لم‭ ‬ينتبه‭ ‬أحدٌ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬مناورة‭ ‬إلهاء‭ ‬كبرى،‭ ‬ولم‭ ‬يتوقّع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الهدوء‭ ‬سيتبعه‭ ‬طوفان،‭ ‬فنامت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ملء‭ ‬عيونها،‭ ‬وكذلك‭ ‬فعلت‭ ‬دوائر‭ ‬عربية‭ ‬وفلسطينية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬كهذه‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استعدادات‭ ‬وحشد‭ ‬للمئات‭ ‬والآلاف‭ ‬من‭ ‬المقاتلين،‭ ‬فإن‭ ‬قيادة‭ ‬كتائب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسّام‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬السرّية‭ ‬والتكتم،‭ ‬ولعل‭ ‬دائرة‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬بهذا‭ ‬القرار‭ ‬وتوقيته‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬أركان‭ ‬‮«‬القسّام‮»‬‭ ‬وحدهم،‭ ‬فكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬الكبرى‭.‬

كان‭ ‬واضحاً،‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القسّام‮»‬‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬الصهاينة،‭ ‬وجاء‭ ‬ذكر‭ ‬معاناة‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬الفقرات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬محمد‭ ‬ضيف‭. ‬وحكاية‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تمثّل‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأسره،‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬مصغّرة‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقات‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالسلطات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬ونموذج‭ ‬لطبيعة‭ ‬الاتفاقات‭ ‬بينهما‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬المسلّمات‭ ‬أن‭ ‬يُطلق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬عند‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقات‭ ‬السلام‭ ‬والتسوية،‭ ‬لكن‭ ‬إحدى‭ ‬مآسي‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬وملحقاته،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬تولّى‭ ‬تدريب‭ ‬الأسرى‭ ‬وتسليحهم‭ ‬وإصدار‭ ‬التعليمات‭ ‬لهم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عملياتهم‭ ‬البطولية،‭ ‬لم‭ ‬يطلق‭ ‬هؤلاء‭ ‬سراحهم‭ ‬وفقاً‭ ‬للمعايير‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتضاعفت‭ ‬أعدادهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬منحهم‭ ‬الحرية،‭ ‬وهذا‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬حدّدته‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬القدس‭ ‬والأقصى‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬استفزازاتٍ‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬ما‭ ‬سيضمن‭ ‬لها‭ ‬تأييداً‭ ‬شعبياً‭ ‬كاسحاً،‭ ‬وسيُدخل‭ ‬الفرحة‭ ‬والأمل‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬كل‭ ‬أسير‭.‬

ولكن‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬لا‭ ‬يجيب‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬الرئيس‭: ‬لماذا‭ ‬نشبت‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الآن؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬قيادة‭ ‬كتائب‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسّام‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬وهي‭ ‬تعلم‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬ستجرّه،‭ ‬وتقدّر‭ ‬نهاياته‭ ‬كما‭ ‬خطّطت‭ ‬لبداياته؟‭ ‬ولعل‭ ‬الإجابة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬السيل‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬الزبى،‭ ‬والتلاعب‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬ذروته،‭ ‬وثمّة‭ ‬تقدير‭ ‬للموقف‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬مخطّطات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أخذت‭ ‬منحنى‭ ‬جديداً،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تكريس‭ ‬التطبيع‭ ‬ومحاولة‭ ‬نتنياهو‭ ‬تهميش‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وقبول‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬وزيادة‭ ‬قدرات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وتمويلها‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬باعتباره‭ ‬مدخلاً‭ ‬لبناء‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭. ‬وكما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬باتفاقاته‭ ‬المتفرّعة‭ ‬عنه‭ ‬والمتعدّدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق،‭ ‬ستؤجل‭ ‬القضايا‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬لن‭ ‬تأتي،‭ ‬لكنها‭ ‬تتيح‭ ‬للأطراف‭ ‬كلها‭ ‬استمرار‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حلٍّ‭ ‬نهائي،‭ ‬وعن‭ ‬حلّ‭ ‬دولتين‭ ‬دُفن‭ ‬فعلياً،‭ ‬مع‭ ‬الاعتراف‭ ‬بصعوبة‭ ‬تحقيق‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭. ‬ويستوجب‭ ‬ذلك‭ ‬تصفية‭ ‬المقاومة‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬عقب‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية،‭ ‬بين‭ ‬محاولة‭ ‬استيعابها‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬السلطة،‭ ‬أو‭ ‬ملاحقتها‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭.‬

واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬تقدير‭ ‬الموقف‭ ‬هذا،‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬الحاجة‭ ‬ملحّة‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬الموازين‭ ‬السائدة‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬ليثبت‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومقاومته،‭ ‬على‭ ‬تعدّد‭ ‬أشكالها،‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬التصفية،‭ ‬ويضع‭ ‬الكل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي‭ ‬والدولي‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭. ‬كما‭ ‬يضع‭ ‬مقولاتٍ‭ ‬وشعاراتٍ‭ ‬ومحاور‭ ‬أمام‭ ‬اختبارٍ‭ ‬عملي‭ ‬لها،‭ ‬منها‭ ‬شعارات‭ ‬وحدة‭ ‬الساحات‭ ‬ومحور‭ ‬المقاومة‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬الضيف،‭ ‬بوضوح،‭ ‬ضرورة‭ ‬التدخّل‭ ‬وفتح‭ ‬جبهاتٍ‭ ‬أخرى‭.‬

ولعل‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬تكشف‭ ‬احتمالات‭ ‬ذلك،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬مدى‭ ‬وهن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬انهارت‭ ‬خطوطُه‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتكرّر‭ ‬لأن‭ ‬يكتسح‭ ‬طوفان‭ ‬الأمة‭ ‬كلها‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬فيزيده‭ ‬ضعفا‭ ‬على‭ ‬ضعف‭.‬

أعلنت‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التعبئة‭ ‬العامة،‭ ‬وأعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬نتنياهو،‭ ‬الحرب‭ ‬بمعناها‭ ‬الشامل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تطوّراتها‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬والأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬تتجاوز‭ ‬أي‭ ‬معركة‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬سابقة،‭ ‬نعم‭ ‬ستكون‭ ‬بعض‭ ‬الساعات‭ ‬صعبة،‭ ‬لكن‭ ‬نتائج‭ ‬المعركة‭ ‬ستضيف‭ ‬إنجازاً‭ ‬كبيراً‭ ‬إلى‭ ‬رصيد‭ ‬المقاومة،‭ ‬اتضحت‭ ‬ملامحه‭ ‬منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭. ‬لن‭ ‬تصبح‭ ‬التنازلات‭ ‬سهلة،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تصفية‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬معركتها‭ ‬الرئيسة‭ ‬حالياً،‭ ‬أو‭ ‬استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬خارجاً‭ ‬عن‭ ‬الصف‭ ‬الوطني،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬ستترك‭ ‬بصماتها‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬نهرها‭ ‬إلى‭ ‬بحرها،‭ ‬والمتوقّع‭ ‬منها‭ ‬هبّاتٍ‭ ‬شعبيةً‭ ‬شبيهةً‭ ‬بالتي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬سيف‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬تفوقها‭. ‬والأيام‭ ‬حبلى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومشرِق‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬فلسطيني،‭ ‬مؤلف‮ ‬كتاب‭ ‬‮«‬تبغ‭ ‬وزيتون‭: ‬

حكايات‭ ‬وصور‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬مقاوم‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا