العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جرائم الحرب الصهيونية وإرادة شعب يرفض الانكسار

بقلم: رامي رشيد

الثلاثاء ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

يسطر‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ملاحم‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬والفداء‭ ‬بدأت‭ ‬بصباح‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬م‭ ‬ومستمرة‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬وستستمر‭ ‬ما‭ ‬ظل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاشم‭ ‬البغيض‭ ‬يجثم‭ ‬على‭ ‬صدورنا‭ ‬ويحرمنا‭ ‬متعة‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬منحنا‭ ‬إياها‭ ‬الله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

هل‭ ‬تساءل‭ ‬الغرب‭ ‬المتشدق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه،‭ ‬لماذا‭ ‬هناك‭ ‬مقاومة؟‭ ‬وهل‭ ‬سألوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬ولو‭ ‬سرآ‭ ‬كيف‭ ‬لشعب‭ ‬أن‭ ‬يستعبد‭ ‬شعبا‭ ‬آخر؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الاستعباد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية؟‭ ‬ولماذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندعم‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬ونمكنه‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬والرجال‭ ‬والموقف‭ ‬والغطاء‭ ‬السياسي؟

الجديد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الضروس‭ ‬الطاحنة،‭ ‬قيام‭ ‬هذا‭ ‬الغرب‭ ‬بنزع‭ ‬الصفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وشيطنته،‭ ‬تمهيدا‭ ‬لضربه‭ ‬الضربة‭ ‬القاسمة‭ ‬الساحقة‭ ‬الماحقة،‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وقائد‭ ‬أركانه‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالحيوانات‭ ‬البشرية‭! ‬ولا‭ ‬ضير‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارتهايد‭ ‬ويعلن‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬بصفته‭ ‬يهودي‭! ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬أعلن‭ ‬رئيسه‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬صهيوني،‭ ‬وقال‭ ‬عبارته‭ ‬الشهيرة‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬يهوديآ‭ ‬لتكون‭ ‬صهيونيا،‭ ‬فأنا‭ ‬صهيوني‮»‬‭!‬

يصرخ‭ ‬الصحفي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬ليفي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬والمؤرخ‭ ‬ومدير‭ ‬الموقع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬‮«‬لندن‮»‬‭ ‬عاصمة‭ ‬الاستعمار‭ ‬القديم‭ ‬وظل‭ ‬الاستعمار‭ ‬الجديد،‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬مروعة‭ ‬والحل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سياسيا،‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بأساسيات‭ ‬الحياة،‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الدائم،‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬فصل‭ ‬عنصري،‭ ‬حكومة‭ ‬تتجاهل‭ ‬الواقع،‭ ‬حكومة‭ ‬متطرفة‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬مستوطنون‮»‬‭!‬

ويذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬بقوله‭ ‬بألم‭ ‬شديد‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬خدعتنا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬بإطلاق‭ ‬أيدينا‭ ‬بفعل‭ ‬ما‭ ‬نشاء‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬تحت‭ ‬ضمانة‭ ‬سنحمي‭ ‬ظهركم‮»‬‭! ‬حرمنا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة،‭ ‬ولم‭ ‬نرسل‭ ‬أي‭ ‬إشارة‭ ‬لهم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬طريقا‭ ‬آخر‭ ‬ولم‭ ‬نوجد‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬لهم‭!‬

بطولة‭ ‬شعبي‭ ‬معروفة‭ ‬ومجربة،‭ ‬لذلك‭ ‬لن‭ ‬أتكلم‭ ‬عنها،‭ ‬سأوضح‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬الصهاينة‭ ‬ومَن‭ ‬والاهم‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬متصهين‭ ‬معاد‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬المجيدة‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬ساعة‭ ‬الحسم‭ ‬قد‭ ‬حانت،‭ ‬وفضائيات‭ ‬متنوعة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬دس‭ ‬السم‭ ‬بالعسل‭ ‬نهارا‭ ‬جهارا‭.‬

حركتا‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬مكونان‭ ‬أساسيان‭ ‬أصيلان‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومحاولات‭ ‬تمييز‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عن‭ ‬هاتين‭ ‬الحركتين‭ ‬لهو‭ ‬محاولة‭ ‬مقصودة‭ ‬للاستفراد‭ ‬بهما،‭ ‬ومحاولة‭ ‬شيطنة‭ ‬الحركتين‭ ‬بافتراءات‭ ‬كاذبة‭ ‬كقطع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأطفال‭ ‬هو‭ ‬تمهيد‭ ‬لمحاولة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الحركتين،‭ ‬وما‭ ‬وصف‭ ‬الحركتين‭ ‬بأنهما‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬لهو‭ ‬وصف‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭!‬

الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أهداف‭ ‬مشروعة‭ ‬للمقاومة‭ ‬وللشعب‭ ‬الواقع‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬الاحتلال‭ ‬كفلته‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬والشرائع‭ ‬الدولية،‭ ‬فالجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬جيش‭ ‬غاز‭ ‬محتل‭ ‬مغتصب‭ ‬للأرض‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬مشروع‭ ‬للمقاومين،‭ ‬والمستوطنات‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬حسب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ولا‭ ‬تعترف‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭.‬

غطرسة‭ ‬القوة‭ ‬وفائضها‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬مع‭ ‬شعب‭ ‬أصيل‭ ‬كريم‭ ‬متعطش‭ ‬لحريته‭ ‬واستعادة‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة،‭ ‬فلم‭ ‬تنفعكم‭ ‬حصونكم‭ ‬وقلاعكم‭ ‬وعتادكم‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬م،‭ ‬فطعنتم‭ ‬في‭ ‬كبريائكم‭ ‬وتحطمت‭ ‬صورتكم‭ ‬وحشرتم‭ ‬في‭ ‬الزاوية‭ ‬لا‭ ‬تقوون‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭!‬

تباهى‭ ‬رجل‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬بإنجازه‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬تعطيل‭ ‬ومنع‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬يستجدي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والأوروبيين‭ ‬لنجدته‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬منظومته‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬وأمن‭ ‬ومخابرات،‭ ‬والكل‭ ‬يضغط‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬حزبه‭ ‬الليكود،‭ ‬فهذا‭ ‬الوحش‭ ‬الجريح‭ ‬يتخبط‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬نهاية‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسي‭ ‬وقرب‭ ‬محاكمته،‭ ‬وسعيه‭ ‬لتدمير‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وشنه‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬بقطعه‭ ‬الماء‭ ‬والغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬والكهرباء‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬الصامد‭ ‬لهو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ضعفه‭ ‬وعجزه‭ ‬ووضاعته‭! ‬

الصراع‭ ‬مستمر‭ ‬ولن‭ ‬ينتهي‭ ‬بهذه‭ ‬الحرب‭ ‬الطاحنة،‭ ‬ولعلها‭ ‬تكون‭ ‬درسا‭ ‬وعبرة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأوروبا‭ ‬بضرورة‭ ‬احترام‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأحقيته‭ ‬بالعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬بضرورة‭ ‬التسليم‭ ‬بحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬الحرة‭ ‬المستقلة‭ ‬بعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

معادلة‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬يستعبد‭ ‬شعبا‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‮»‬‭ ‬لن‭ ‬تجدي‭ ‬نفعا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬عملت‭ ‬عليه‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارتهايد‭ ‬الصهيونية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬والحلول‭ ‬العجائبية‭ ‬من‭ ‬وطن‭ ‬بديل‭ ‬وترانسفير‭ ‬وتهجير‭ ‬والخيار‭ ‬الأردني‭ ‬وغزة‭ ‬مكتظة‭ ‬بالسكان‭ ‬مقابل‭ ‬سيناء‭ ‬قليلة‭ ‬السكان‭ ‬لن‭ ‬تفلح‭ ‬أبدًا‭!‬

{ كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا