يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
ماذا تفعل حاملات الطائرات الغربية في فلسطين؟
بمجرد اندلاع «طوفان الأقصى» وبدء الكيان الإسرائيلي حرب الإبادة لغزة أعلنت أمريكا انها سوف ترسل حاملة الطائرات «جيرالد فورد» إلى البحر المتوسط. وبعد ذلك أعلنت انها سوف ترسل حاملة طائرات أخرى هي «دوايت ايزنهاور» إلى المنطقة. وأيضا أعلن وزير الدفاع الأمريكي انه سيتم ارسال الفي جندي امريكي الى المنطقة.
بريطانيا أعلنت بدورها انها سوف ترسل سفينتين حربيتين وطائرات مقاتلة الى شرق البحر المتوسط.
هذا حشد عسكري هائل. عشرات الطائرات المقاتلة ومئات الجنود وقوة عسكرية ضاربة.
لماذا ؟.. ما هو مبرر كل هذا الحشد؟.. ماذا ستفعل حاملات الطائرات هذه وكل هذا الحشد العسكري؟.. أي مهام ستقوم بها بالضبط؟.
المسئولون الأمريكيون والخبراء اجمعوا على ان ارسال حاملتي الطائرات والجنود الأمريكيين له هدفان أساسيان:
الأول: ردع أي أطراف أو قوى أخرى، مثل إيران أو حزب الله، عن التدخل في الحرب الدائرة في غزة. أي افهام أي أطراف أخرى بأنها إذا تدخلت ضد الكيان الإسرائيلي فإن الغرب هو الذي سيحاربها مباشرة.
الكيان الإسرائيلي تحدث باسم أمريكا هنا وبالأمس قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: «اذا تدخل اعداؤنا ووجهوا ضربات على خلفية الحرب على غزة، فإن الولايات المتحدة ستتدخل».
والثاني: دعم الكيان الإسرائيلي في الحرب التي يشنها و«تمكين الجيش الإسرائيلي من توجيه ضربات ملموسة والاستعداد لسيناريوهات أخرى وتوفير خيارات كثيرة لدعم إسرائيل بينها السلاح والذخيرة ووسائل المراقبة».
رئيس الوزراء البريطاني قال ان ارسال السفن والطائرات الحربية هدفه: «تقديم دعم عملي لإسرائيل وضمان الردع».
هذا يعني مباشرة ان أمريكا وبريطانيا قررتا رسميا بأن تكونا شريكتين للكيان إسرائيلي في حرب الإبادة على غزة.
بعبارة أدق الهدف الأكبر للدفع بكل هذا الحشد العسكري الغربي هو تمكين الكيان الإسرائيلي من اكمال تحقيق الأهداف التي اعلنها، والتي تتلخص في إبادة غزة بالكامل وطرد أهلها من ارضهم ان امكن.
لهذا فإن الدولتين وكل الدول الغربية التي دعمت الكيان الإسرائيلي فعليا بأشكال مختلفة تتحمل مسئولية كل جرائم الحرب والإبادة التي يتابعها العالم في غزة.
ولو جرى مستقبلا تحقيق دولي في هذه الجرائم لمحاسبة مرتكبيها، فإن المسئولين الأمريكيين والبريطانيين يجب ان يحاكموا لشراكتهم الكاملة في ارتكاب هذه الجرائم.
غير ان اهداف هذا الحشد العسكري الهائل لا تقف عند هذا الحد. لا تقف عند حد تمكين الكيان الإسرائيلي من اكمال مهمته الهمجية بإبادة غزة وأهلها.
هذا الحشد له هدف كبير آخر هو إرهاب العرب.. كل العرب.
هذا الحشد هو رسالة صريحة الى كل الدول العربية مؤداها ان أي دعم عربي فعلي ملموس للشعب الفلسطيني مرفوض، ومن الممكن ان يقابل بالقوة العسكرية الغربية المباشرة.
رسالة مؤداها ان الدول الغربية لن تقبل بأقل من ان يحقق الكيان الإسرائيلي مخططه الكامل وان اقتضى الأمر التدخل العسكري الغربي المباشر والمشاركة الفعلية في الحرب.
هي رسالة مؤداها انه في نهاية المطاف فإنه بالنسبة للغرب ليس مقبولا سوى ان يرضخ العرب لمطالب الكيان الإسرائيلي وينفذوها، بما في ذلك مخطط تهجير كل اهل غزة وترحيلهم الى الدول العربية.
كما نرى، الغرب يخوض الحرب الى جانب الكيان الإسرائيلي بكل قواه وامكانياته، السياسية والاقتصادية والاعلامية، وبما في ذلك قوته العسكرية الضاربة.
ونحن نخوض الحرب الى جانب الشعب الفلسطيني بالكلام والبيانات والمواقف الإنشائية.
بالمناسبة رسالة الإرهاب للعرب التي يحملها كل هذا الحشد العسكري العربي على شواطئ فلسطين هي جوهر كل التحركات السياسية الأمريكية في الوقت الحاضر بما في ذلك الجولة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي بلينكن.
وهذا حديث آخر
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك