العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

بلينكن.. مبعوث الصهيونية

الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬المفهوم‭ ‬ان‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬الكيان‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬عموما‭ ‬والأمريكي‭ ‬خصوصا‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬به‭.‬

أمريكا‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬لم‭ ‬تدعم‭ ‬فقط‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بل‭ ‬أعلنت‭ ‬صراحة‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬هو‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬تحفظ‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضوءا‭ ‬اخضر‭ ‬بارتكاب‭ ‬أي‭ ‬مجازر‭ ‬أو‭ ‬جرائم‭.‬

لهذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬نتابع‭ ‬بالتأمل‭ ‬والتحليل‭ ‬المواقف‭ ‬والتحركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالذات‭ ‬وما‭ ‬وراءها‭ ‬بالضبط‭.‬

حين‭ ‬قام‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬بلينكن‭ ‬بجولة‭ ‬مؤخرا‭ ‬زار‭ ‬خلالها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬انه‭ ‬يأتي‭ ‬ليس‭ ‬بصفته‭ ‬وزيرا‭ ‬للخارجية‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬بصفته‭ ‬يهوديا‭.‬

كان‭ ‬الأدق‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬يأتي‭ ‬بصفته‭ ‬صهيونيا‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬جولته‭.. ‬خدمة‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭.‬

الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬جولة‭ ‬بلينكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬اعلان‭ ‬التأييد‭ ‬الأعمى‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ولكن‭ ‬ايضا‭ ‬الترويج‭ ‬لجوهر‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني،‭ ‬أي‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

من‭ ‬متابعة‭ ‬تطورات‭ ‬جولة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬والمواقف‭ ‬والتصريحات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬اثناء‭ ‬زيارته‭ ‬للعواصم‭ ‬العربية،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬انه‭ ‬حمل‭ ‬الى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مطلبين‭ ‬أمريكيين‭ ‬أساسيين‭:‬

الأول‭: ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بإدانة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وان‭ ‬تعتبر‭ ‬علنا‭ ‬ان‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬هي‭ ‬المسئول‭ ‬الوحيد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭.‬

أي‭ ‬ان‭ ‬بلينكن‭ ‬أراد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ان‭ ‬تقدم‭ ‬تبريرا‭ ‬للجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

والثاني‭: ‬أراد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬ان‭ ‬تقبل‭ ‬بجريمة‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬من‭ ‬أرضهم‭ ‬وبلادهم‭. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تستقبل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬طردهم،‭ ‬وبالأخص‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والسعودية‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬أراد‭ ‬بلينكن‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬بمخطط‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬ضغوطا‭ ‬مورست‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وخصوصا‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لفلسطين‭ ‬كي‭ ‬تقبل‭ ‬بجريمة‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتستقبلهم‭.‬

وقد‭ ‬تابعنا‭ ‬كيف‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬بلينكن،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬حرص‭ ‬شديد‭ ‬على‭ ‬اعلان‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لأي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬ضمنا‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬طالب‭ ‬به‭ ‬ورفضا‭ ‬له‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬نقدر‭ ‬عاليا‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬موقفها‭ ‬الحازم‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ورفضها‭ ‬للضغوط‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬قبول‭ ‬تهجير‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

كما‭ ‬نرى،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬اتى‭ ‬الى‭ ‬المنطقة‭ ‬مبعوثا‭ ‬للصهيونية‭ ‬وداعية‭ ‬للمشروع‭ ‬الصهيوني‭.‬

بالطبع،‭ ‬بلينكن‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬شخصي‭ ‬فحسب،‭ ‬وانما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬الرسمية‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭. ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭ ‬بشكل‭ ‬سافر‭ ‬مؤخرا‭ ‬بحضوره‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬لحكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وادلائه‭ ‬بتصريحات‭ ‬عدوانية‭ ‬مستفزة‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬لأن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تدرك‭ ‬اليوم‭ ‬انها‭ ‬تواجه‭ ‬حربا‭ ‬عدوانية‭ ‬شرسة‭. ‬الحرب‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬جبهة‭ ‬غزة‭ ‬فقط‭ ‬وما‭ ‬يرتكبه‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وابادة،‭ ‬لكنها‭ ‬حرب‭ ‬أهدافها‭ ‬ابعد‭ ‬مدى،‭ ‬اذ‭ ‬اجتمعت‭ ‬كلمة‭ ‬الغرب‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬فرض‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

هذه‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نخوضها‭ ‬ببيانات‭ ‬الرفض‭ ‬والإدانة‭ ‬فقط‭. ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تحشد‭ ‬كل‭ ‬قواها‭ ‬وتستخدم‭ ‬كل‭ ‬أسلحتها‭ ‬ان‭ ‬هي‭ ‬ارادت‭ ‬أن‭ ‬تجنب‭ ‬الأمة‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ ‬الغرب‭ ‬لنا‭.. ‬مصير‭ ‬الإبادة‭ ‬وفرض‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا