العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الممرات البحرية الاستراتيجية: ممرات للتجارة أم مناطق للتنافس؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬مساحة‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬المساحة‭ ‬الكلية‭ ‬لسطح‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭  ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والمفكرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إسهامات‭ ‬فكرية‭ ‬لم‭ ‬تتناول‭ ‬فقط‭ ‬مفهوم‭ ‬وأهمية‭ ‬الدول‭ ‬البحرية‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المفاصل‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسس‭ ‬قوة‭ ‬الدول،‭ ‬وهناك‭ ‬أمثلة‭ ‬عديدة‭ ‬لحروب‭ ‬كانت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬هي‭ ‬سبب‭ ‬النصر‭ ‬لدول‭ ‬بعينها‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬توظيف‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬عديدة‭ ‬ومنها‭ ‬الحروب‭ ‬الفرنسية‭ ‬‭ ‬الروسية،‭ ‬والحرب‭ ‬الكورية‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬عموما‭ ‬تعد‭ ‬ضمن‭ ‬أسس‭ ‬قوة‭ ‬الدول‭ ‬فإن‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬تلك‭ ‬القوة،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أهميتها‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬إذ‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ثمانية‭ ‬ممرات‭ ‬بحرية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وهي،‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬مالاقا،‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬البسفور،‭ ‬الدردنيل،‭ ‬قناة‭ ‬بنما،‭ ‬مضيق‭ ‬جبل‭ ‬طارق‭.‬

ودون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬جغرافية‭ ‬مواقع‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬فإنه‭ ‬ثمة‭ ‬ملاحظات‭ ‬ثلاث‭ ‬بشأنها،‭ ‬الأولى‭: ‬الاعتمادية‭ ‬المتبادلة‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تعطل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إحداها‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬على‭ ‬ممرات‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬المصرية‭ ‬وتأثير‭ ‬تعطل‭ ‬الملاحة‭ ‬بها‭ ‬إثر‭ ‬حادث‭ ‬جنوح‭ ‬إحدى‭ ‬السفن‭ ‬البنمية‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2021م‭ ‬والتي‭ ‬نجحت‭  ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬تعويمها‭ ‬مجدداً،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬الحادث‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬12%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬القناة،‭ ‬والثانية‭: ‬أن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬طبيعية‭ ‬أم‭ ‬اصطناعية‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬اتساع‭ ‬كبير‭ ‬وبعضها‭ ‬ليس‭ ‬به‭ ‬عمق‭ ‬كبير‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬بعضها‭ ‬مزدحماً‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬يجعلها‭ ‬ذلك‭ ‬أهدافاً‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والثالثة‭: ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬تعبر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬السلعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وعصب‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

ولست‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬زيادة‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬الدولية‭ ‬بشكل‭ ‬مضاعف‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬تواجه‭ ‬التجارة‭  ‬العالمية‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬الممرات،‭ ‬منها‭  ‬التهديدات‭ ‬الأمنية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬وجهة‭ ‬لعمل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬سهولة‭ ‬استهداف‭ ‬الناقلات‭ ‬بتكلفة‭ ‬زهيدة‭ ‬للغاية‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭  ‬ذلك‭ ‬عديدة‭ ‬للغاية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭  ‬لإيجاد‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬دولي‭ ‬ينظم‭ ‬حقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري‭ ‬عموماً‭ ‬والدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬لتلك‭ ‬الممرات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬فإن‭ ‬العبرة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬وجود‭  ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بها‭ ‬فبعض‭ ‬الدول‭ ‬لديها‭ ‬نزاعات‭ ‬حدودية‭ ‬تمثل‭ ‬المضائق‭ ‬جزءا‭ ‬منها‭ ‬وبالتالي‭ ‬يثار‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬مساحة‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭  ‬والمنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإنه‭ ‬بات‭ ‬واضحاً‭ ‬أن‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية‭ ‬أضحت‭ ‬جوهر‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وخططها‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬وتعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمثلة‭ ‬الأول‭: ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬البحري‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬الصين‭  ‬والذي‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬الصيني‭ ‬عبر‭ ‬سنغافورة‭ ‬والهند‭ ‬باتجاه‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬والثاني‭: ‬الممر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للربط‭  ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وأوروبا‭ ‬عبر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬قمة‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬نيودلهي‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬والثالث‭: ‬إن‭ ‬كل‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬السياق‭  ‬الإقليمي‭ ‬وإنما‭ ‬ضمن‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭  ‬الاستراتيجية‭ ‬البريطانية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬والعقيدة‭ ‬البحرية‭  ‬الروسية‭  ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬وتضمنت‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭  ‬وجود‭ ‬نقاط‭ ‬ضمان‭ ‬لوجستية‭ ‬‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭.‬

وتكمن‭ ‬الإشكالية‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬يقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬توترات‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬فيها‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الممرات‭ ‬أصبح‭ ‬مؤشراً‭ ‬واضحاً‭ ‬على‭ ‬احتدام‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ملزمة‭ ‬لمنع‭ ‬تطور‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭ ‬نحو‭ ‬مواجهات‭ ‬عسكرية،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬التحالفات‭ ‬والتحالفات‭ ‬المضادة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حالات‭ ‬إغلاق‭ ‬بعض‭ ‬المضائق‭ ‬الدولية‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬محدودة‭ ‬ولكنها‭ ‬ورقة‭ ‬يتم‭ ‬توظيفها‭ ‬خلال‭ ‬احتدام‭ ‬الصراعات‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المضائق،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ثمة‭ ‬عوامل‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توافقا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬مفتوحة‭ ‬دون‭ ‬معوقات‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬عوامل‭ ‬مترابطة‭ ‬أولها‭: ‬زيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭ ‬وطول‭ ‬مسافات‭ ‬النقل‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مكلفة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬الأخرى‭ ‬مقارنة‭ ‬برخص‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬البحري،‭ ‬وثانيها‭: ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬أداة‭ ‬ردع‭ ‬سواء‭ ‬للدول‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬في‭ ‬صراعاتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭  ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬لن‭ ‬تتساهل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬إغلاق‭ ‬المضائق‭ ‬الحيوية‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬الملاحة‭ ‬فيها،‭ ‬وثالثها‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المضائق‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬العالمية‭ ‬فإن‭ ‬جوهرها‭ ‬هو‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬وكذلك‭ ‬خوض‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬تصوري‭  ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬بشأن‭ ‬تأمين‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬العالمية‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحالفات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬هدفها‭ ‬المعلن‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬أداة‭ ‬ردع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬التقاء‭ ‬أو‭ ‬تقاطع‭ ‬تلك‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي‭ ‬بين‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وتستدعي‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬وتحالفات‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مهمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لصراعات‭ ‬ومواجهات‭ ‬مسلحة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الممرات‭ ‬بعيدة‭ ‬عنها‭ ‬بما‭ ‬يضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬سيناريوهات‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بأحكام‭ ‬تسري‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الممرات‭ ‬إذ‭ ‬تظل‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بأهميتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا