العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فضيحة التعامل الغربي مع العدوان على غزة.. سياسيًّا وإنسانيًّا

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

ما‭ ‬كان‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬سفك‭ ‬دماء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حتى‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬شهدائهم‭ -‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬حربها‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور19‭ ‬أكتوبر‭ - ‬3700‭ ‬شخص،‭ ‬والمصابين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ألفا،‭ ‬وتدمير‭ ‬منازلهم‭ ‬وبناهم‭ ‬التحتية‭ (‬نحو40%‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬غزة‭ ‬جرى‭ ‬تدميرها‭)‬،‭ ‬وتشديد‭ ‬الحصار‭ ‬الخانق‭ ‬عليهم‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والدواء،‭ ‬والكهرباء،‭ ‬ويطال‭ ‬قصفها‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومدارس‭ ‬الأونروا،‭ ‬فيما‭ ‬تمارس‭ ‬سياسة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري،‭ ‬وتمنع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولا‭ ‬تلقي‭ ‬بالاً‭ ‬لأصوات‭ ‬احتجاج‭ ‬الشعوب‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬موقف‭ ‬غربي‭ ‬مساعد،‭ ‬وداعم،‭ ‬ومؤيد‭.‬

ويأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬المساعدة‭ ‬والدعمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬عطلت‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بعد‭ ‬مشروعين‭ ‬تقدمت‭ ‬بهما‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«البرازيل‮»‬،‭ ‬واستخدمت‭ ‬حق‭ ‬‮«‬الفيتو»؛‭ ‬لمنع‭ ‬صدوره،‭ ‬بل‭ ‬زار‭ ‬رئيسها‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليدعمها‭ ‬ويبارك‭ ‬تصرفاتها،‭ ‬وسبقته‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬حاملتا‭ ‬طائرات،‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬تخصيص‭ ‬2000‭ ‬جندي‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬واللوجيستية،‭ ‬وترويج‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكاذبة‭ ‬والمضللة،‭ ‬التي‭ ‬تسوغ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬‭ ‬بحجة‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬النفس‭- ‬القيام‭ ‬بالجرائم‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعاء‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الراعية‭ ‬لعملية‭ ‬السلام،‭ ‬كونها‭ ‬عضوا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬الرباعية،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض؛‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬بفعل‭ ‬تلك‭ ‬التصرفات،‭ ‬تفتقد‭ ‬لصفة‭ ‬الوسيط‭ ‬النزيه،‭ ‬وقد‭ ‬وعد‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها،‭ ‬بعد‭ ‬جولته‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وعدة‭ ‬عواصم‭ ‬عربية،‭ ‬بإمرار‭ ‬قافلة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تمر،‭ ‬وكذلك‭ ‬فعل‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تمارس‭ ‬ضغطًا‭ ‬كافيًا‭ ‬عليها‭ ‬لإدخال‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬تركت‭ ‬الأمر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لتنظيم‭ ‬دخولها،‭ ‬ولمن‭ ‬يتم‭ ‬تسليمها‭ ‬وكيف؛‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬لها‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

أما‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬فيه،‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬أكتوبر،‭ ‬معارضة‭ ‬التكتل،‭ ‬فرض‭ ‬إسرائيل‭ ‬حصارًا‭ ‬مطبقًا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وأن‭ ‬غالبية‭ ‬دوله‭ ‬ترفض‭ ‬وقف‭ ‬المساعدات‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬لا‭ ‬يُجيز‭ ‬قطع‭ ‬المياه،‭ ‬والغذاء،‭ ‬والكهرباء،‭ ‬الذي‭ ‬أقرت‭ ‬به‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ووفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والإنساني،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬الاتحاد‮»‬،‭ ‬يدعم‭ ‬إنشاء‭ ‬ممرات‭ ‬إنسانية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وأن‭ ‬عقابًا‭ ‬جماعيًا‭ ‬ضدهم‭ ‬سيكون‭ ‬غير‭ ‬عادل،‭ ‬وغير‭ ‬مجدٍ،‭ ‬وضد‭ ‬مصلحة‭ ‬التكتل‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والسلام‭. ‬

واستمرارا،‭ ‬أعلن‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬إجلاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬مستحيل‭ ‬تمامًا‭ ‬تنفيذه‮»‬،‭ ‬و‮«‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوحيدة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لدوامة‭ ‬العنف،‭ ‬هي‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬ومعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬آخر‭ ‬خلافه‭.‬

وبعد‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬التجاذب‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬عقد‭ ‬قادتها‭ ‬اجتماعًا‭ ‬طارئًا‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬أكتوبر،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتوجيه‭ ‬رسالة‭ ‬متماسكة،‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تباينت‭ ‬المواقف‭ ‬داخل‭ ‬التكتل‭. ‬وسبق‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬بيومين،‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الاتحاد‮»‬،‭ ‬يدين‭ ‬بشدة‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬‮«‬الهجمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬حماس‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭. ‬وفيما‭ ‬يتيح‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬مقاومته،‭ ‬فقد‭ ‬نزع‭ ‬‮«‬البيان‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الحق،‭ ‬واعتبر‭ ‬ممارسته‭ ‬عملاً‭ ‬إرهابيًا،‭ ‬ولم‭ ‬تتجه‭ ‬بيانات‭ ‬الاتحاد‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به،‭ ‬واكتفت‭ ‬بوصف‭ ‬قصف‭ ‬مستشفى‭ ‬المعمدانية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مخالف‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬‮«‬فرنسا‮»‬،‭ ‬المتباهية‭ ‬بحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬قد‭ ‬حظرت‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬أكتوبر،‭ ‬خروج‭ ‬مظاهرات‭ ‬مؤيدة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبطل‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسي‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬أكتوبر،‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬الذي‭ ‬تحداه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصدر‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة،‭ ‬خروج‭ ‬مظاهرات‭ ‬وسط‭ ‬باريس‭ ‬تردد‭ ‬شعارات‭ ‬مؤيدة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬ومناهضة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬ومعها‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬و«الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الروسي‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬أكتوبر،‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أسماها‭ ‬بـ«الجماعات‭ ‬الإرهابية‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة،‭ ‬هو‭ ‬الضمانات‭ ‬الأمنية‭ ‬لها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إنشاء‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬ودعاها‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬قوي‭ ‬وضربات‭ ‬دقيقة،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التجمعات‭ ‬المدنية‭. ‬وفي‭ ‬16‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يدين‭ ‬الجميع‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬هجمات‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحق‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬التدابير‭ ‬لتجنيب‭ ‬المدنيين،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬فيما‭ ‬علق‭ ‬على‭ ‬قصف‭ ‬المستشفى،‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يبرر‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭.‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬‭ ‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬المستشفى‭ ‬‭ ‬المذكورة‭ ‬‭ ‬هو‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لتجنب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬وأن‭ ‬بلاده‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭. ‬وبينما‭ ‬أدان‭ ‬البيان‭ ‬حماس؛‭ ‬تجنب‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬توجيه‭ ‬النقد‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬وتمكين‭ ‬البريطانيين‭ ‬العالقين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬مغادرته‭. ‬وكان‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجه‭ ‬إسرائيل‭. ‬وتزامن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬مع‭ ‬إعلانات‭ ‬مماثلة‭ ‬من‭ ‬ألمانيا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬فيما‭ ‬انهالت‭ ‬الآلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬كي‭ ‬تشيطن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مستخدمة‭ ‬الأخبار‭ ‬الكاذبة‭.‬

أما‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬أولاف‭ ‬شولتز‮»‬‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬فقد‭ ‬صرح‭ ‬أثناء‭ ‬لقائه‭ ‬‮«‬نيتنياهو‮»‬،‭ ‬بأن‭: ‬‮«‬لدينا‭ ‬مسؤولية‭ ‬تاريخية‭ ‬لحماية‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬حكومته‭ ‬‮«‬ستتصرف‭ ‬بكل‭ ‬قوتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتصاعد‭ ‬هذا‭ ‬العنف،‭ ‬ويتحول‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬برلين‮»‬،‭ ‬دعمها‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬حذرت‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إليها،‭ ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬ولبنان‭. ‬وأثناء‭ ‬زيارته‭ ‬لمصر،‭ ‬ولقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‮»‬،‭ ‬صرح‭ ‬‮«‬شولتز‮»‬،‭ ‬بأننا‭ ‬‮«‬نعمل‭ ‬مع‭ ‬القاهرة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬مقابل‭ ‬التصريحات‭ ‬الغربية‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬تأتي‭ ‬مطالبة‭ ‬وزيرة‭ ‬الحقوق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الإسبانية‭ ‬بالإنابة،‭ ‬‮«‬أيوني‭ ‬بلارة‮»‬،‭ ‬حكومتها،‭ ‬بتقديم‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭: ‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنفذ‭ ‬‮«‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ممنهجة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬متهمة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬دعت‭ ‬‮«‬بولاندا‭ ‬دياز‮»‬،‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسباني،‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال؛‭ ‬لتجنب‭ ‬مجزرة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬مطالبتها‭ ‬بوقف‭ ‬المخططات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬مذبحة‭. ‬

وفيما‭ ‬سارعت‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬لإبراز‭ ‬اصطفاف‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬حفيظة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬المعارضين‭ ‬للسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬وقال‭ ‬النائب‭ ‬الأوروبي‭ ‬الأيرلندي،‭ ‬‮«‬مايك‭ ‬والاس‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬أوروبا،‭ ‬لا‭ ‬تدعم‭ ‬دولة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الوحشية‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تدعم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للاضطهاد‭ ‬والترهيب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬ندد‭ ‬‮«‬ستيفان‭ ‬فان‭ ‬بارلي‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬الكتلة‭ ‬البرلمانية‭ ‬لحزب‭ ‬‮«‬دينك‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬هولندا‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬ارتكبته‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وصرح‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬مروع‭ ‬للغاية،‭ ‬فالقنابل‭ ‬تتساقط‭ ‬على‭ ‬المنشآت،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ترتكب‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬والعالم‭ ‬الغربي‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يفعلان‭ ‬شيئا،‭ ‬حيال‭ ‬ذلك‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬فرنسا‮»‬،‭ ‬رفضت‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬فرنسا‭ ‬الأبية‮»‬،‭ ‬إدانة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كما‭ ‬أعرب‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬الجديد‭ ‬المناهض‭ ‬للرأسمالية‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬بونو‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬الكامل‭ ‬لنضال‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬أرضه‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬هذا،‭ ‬شهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬مظاهرات‭ ‬تضامنية‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وندد‭ ‬المتظاهرون‭ ‬بالعدوان‭ ‬العسكري‭ ‬والتهجير،‭ ‬وشهدت‭ ‬مدن‭ ‬نيويورك،‭ ‬وميامي،‭ ‬ودالاس،‭ ‬مسيرات‭ ‬هدف‭ ‬فيها‭ ‬المحتجون‭ ‬بالحرية‭ ‬لفلسطين‭. ‬وكان‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الوجوه‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬لندن‭ ‬التضامنية‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وخطب‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تؤمن‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وبحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فعليك‭ ‬إدانة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬العاصمة‭ ‬الهولندية،‭ ‬‮«‬أمستردام‮»‬،‭ ‬جرى‭ ‬تحويل‭ ‬الساحة‭ ‬المركزية‭ ‬إلى‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬الرايات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولافتات‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬حرة‮»‬،‭ ‬‮«‬وقفوا‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬‮«‬وقفوا‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يتفق‭ ‬التعاطي‭ ‬الغربي‭ ‬الرسمي‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬الرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الكاذبة‭ ‬والمضللة،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬حماس‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتدينها،‭ ‬وتنزع‭ ‬عن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الواقعين‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬حق‭ ‬المقاومة‭ ‬المشروع‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬فيما‭ ‬تعطي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬وتغض‭ ‬الطرف‭ ‬عما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬غربي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فلم‭ ‬يتم‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬الكافي‭ ‬لإدخالها،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تكدسها‭ ‬أمام‭ ‬معبر‭ ‬رفح،‭ ‬وأعطى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حرية‭ ‬المراوغة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬الغربية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الحالات‭ ‬المشابهة،‭ ‬مثل‭ ‬أوكرانيا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا